رضي الله تعالى عن سلمان الفارسي فقال اجل لقد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم ثم بين له سلمان رضي الله تعالى عنه بعض اداب قضاء الحاجة عجيب شأن هذا الدين
الذي اه شمل جميع جوانب الحياة وشتى اوجهها. حتى انه لقد ادب المسلم الملتزم بدينه واحكامه وادابه ما هي الاداب التي يتأدب بها عند قضاء الحاجة؟ اه امر المسلم بمثلا بستر عورته وان يحفظ عورته وان لا يكشفها لاحد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما في اكاديمية زاد. اسأل الله سبحانه وتعالى
نجعل ما نقول وما نسمع خالصا لوجهه الكريم وان ينفعنا به ويجعله ذخرا لنا يوم نلقاه. جاء يهودي الى سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه يحاول ان يستهزأ به فقال لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى القراءة. فقال له سلمان اجل. قال له سلمان مفتخرا بكل ثبات
امر المسلم بالنظافة وكمالها وتمامها وازالة النجاسة والقذر بعد البول والغائط انه والله ايها الاخوة امر عجيب وهو مصداق قول الله سبحانه وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الاسلام دينا جاء رجل الى عمر رضي الله تعالى عنه فقال اية نزلت عليكم معشر المسلمين لو نزلت علينا معشر يهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا لعظم هذه الاية
فقال له عمر اي اية؟ فقال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي وقال عمر رضي الله تعالى عنه اني لا اعلم في اي يوم نزلت نزلت في يوم عرفة
وهو عيد المسلمين وفي كان ذلك عرفة يوم جمعة وهو عيد الاسبوع هذه الاية العظيمة التي امتن الله سبحانه وتعالى فيها على اهل الاسلام باكمال دينه وتمام نعمته على اهل الاسلام وانه
رضي هذا الاسلام دينا اللهم انا نسألك ان تحيينا على الاسلام والسنة وان تميتنا على الاسلام والسنة وان تبعثنا على الاسلام والسنة يا ارحم الراحمين عند قضاء حاجة الانسان سواء كان بالبول او الغائط شرع الله سبحانه وتعالى للمسلم بعد ذلك الاستنجاء وهو تنظيف المحل
من القذر والنجاسة التي تعلق به او تبقى به وهذه النجاسة وهذا التطهر امر واجب على المسلم. المسلم ما يجوز ان يبقى آآ نجسا او متنجسا بهذه القاذورات دون ان يزيلها وان ينظفها آآ
لذلك كان الاستنجاء واجبا هذا من حيث الحكم التكليفي انه يجب عليه ان يتنزه من هذا البول وان يبتعد عن هذا القذر وان ينظف نفسه منه والاستنجاء بما يحصل قد يحصل بالمناديل وقد يحصل بالحجارة وقد يحصل بالماء وقد يحصل يعني بما يزيل بما
يزيل هذا النجس والقذر. والصحيح والله تعالى اعلم ان المحل يطهر بالماء وبغير الماء كذلك مما يزيل هذا النجس سوف نذكر بعض الاداب في قضاء الحاجة بدءا من دخول الانسان آآ لقضاء حاجته الى انتهائه منها
فمن هذه الاداب التي شرعها النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه الدعاء عند دخول الخلاء والدعاء الوارد ان يقول بسم الله اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث. وقول الداخل بسم الله هو
لما جاء في الحديث ستر ما بين اعين الجن وعورات بني ادم اذا دخل احدكم الخلاء ان يقول بسم الله. هذا الحديث رواه الترمذي وصححه الالباني. واما قول اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث فقد جاء في
انس رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل الخلاء قال اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث اخرجه السبعة. متفق عليه ويقابلوا هذا الادب ان يقول المسلم عند خروجه من قضاء الحاجة وغفرانك لما جاء في حديث عائشة
رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خرج من الخلاء قال غفرانك وهذا الحديث قد صححه الشيخ الالباني رحمه الله تعالى و كان ابو ذر رضي الله تعالى عنه هذا الحديث موقوف عليه
اذا خرج من الخلاء قال الحمد لله الذي اذهب عني الاذى وعافاني من حكمة ان الانسان يقول غفرانك بعد قضاء الحاجة. ذكر بعض اهل العلم لها حكما. فمن ذلك ان خروج هذا
آآ القذر والنجس من بدن الانسان فيه مناسبة بينه وبين طلب المغفرة والمغفرة هي ازالة اثار الذنوب والمعاصي عن العبد. ان الله سبحانه وتعالى يغفر العبد اي يمحو عنه هذه الذنوب والخطايا. لذلك كان هناك مناسبة بين
هذا النجس الحسي الذي يخرج من بدن الانسان ويتطهر منه وبين طلب الانسان من الله سبحانه وتعالى المغفرة وان يخرج من قلبه ومن حياته ومن آآ بدنه اخرج منه الذنوب والمعاصي واثارها. يطلب من الله سبحانه وتعالى
ان يغفر له هذه الذنوب والمعاصي لان كما ذكرنا نحن سابقا في الطهارة ان الطهارة المعنوية هي الطهارة من درن الشرك والذنوب معاصي ومنه قول الله سبحانه وتعالى ويطهركم تطهيرا. انما المشركون نجس. يقابلها هذه الطهارة الحسية التي يزيل الانسان فيها النجاس الحسي
ويبعده عنه وينظف نفسه منه ولذلك كان النبي اذا خرج من الخلاء قال غفرانك. وقال بعض اهل العلم ان من حكمته ان النبي صلى الله عليه وسلم كان دائما لهج. بذكر الله سبحانه وتعالى ولا
يشرع للانسان ذكر الله سبحانه وتعالى في حال قضاء الحاجة فكان هذا مما يستدعي الاستغفار لانه لم يمكنه ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الحال ولا شك ان هذه رتبة عالية من رتب النبي صلى الله عليه وسلم
وهي اللهج بذكر الله سبحانه وتعالى كثيرا ودائما حتى انه لا يستغفر الله سبحانه وتعالى عن هذه اللحظات البسيطة التي لم يتيسر له فيها ذكر الله سبحانه وتعالى على كل هذا كله من الحكم
التي ذكرها بعض اهل العلم في اه هذا الدعاء في مناسبة الاستغفار بمناسبة الاستغفار عند خروجه من قضاء الحاجة مما كذلك يحسن ذكره من اداب قضاء الحاجة ان الانسان يشرع له ان يقدم رجله اليسرى عند الدخول ورجله اليمنى عند الخروج. وهذا
جريا على قاعدة الشرع وقاعدة الشرع هي تقديم اليمنى في مكارم الامور. كالوضوء مثلا ولذلك ان الانسان يشرع له في الوضوء ان يبدأ بيمينه ولكن تقديم اليسرى في عكس هذا. لذلك يقدم الانسان رجله اليسرى
عند دخول الخلاء واليمنى عند الخروج منه كذلك من ادب قضاء الحاجة ان الانسان لا يشرع له ان يستنجي بيمينه لا يشرع له ان يستنجي بيمينه. اليمين يأكل بها الانسان
ويشرب به الانسان اليد اليسرى يتنظف بها الانسان ويتطهر بها لذلك جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم اذا بال احدكم فلا يمسكن ذكره بيمينه ولا يتمسح من الخلاء بيمينه والحديث متقون
لذلك اه يشرع الانسان ان يستنجي وان ينظف آآ بوله وغائطه انه ينظف محل القدر ان ينظفه بيساره ويستخدم اليمنى فقط في صب الماء مثلا او مثلا في لقطة المناديل التي يستنجي بها ولكن لا يتمسح الا بيساره
ولا اه يغسل ذكره الا بيساره. كذلك من اداب قضاء الحاجة انه يشرع للمسلم كذلك ستر عورته. وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم احفظ عورتك. رواه الترمذي
صححه الالباني حفظ العورة اه من من اداب قضاء الحاجة ولا يشرع للمسلم ابدا ان يكشف عورته سواء كان في حال قضاء الحاجة او في غير قضاء الحاجة بالواجب على المسلم
ان يحفظ عورته وان يستر نفسه. هذه سنة اخرى كذلك غير قضية ستر العورة التواري عن الانظار. التواري عن الانظار. فالانسان اه نعم قد يستر عورته ولكن لا يزال بحدود نظر الناس المشاهد مثلا او نظر انسان يشاهده وان كان لا يشاهد عورته لكن النبي صلى الله عليه وسلم
مبالغة في حيائه صلوات الله وسلامه عليه ومبالغة في الستر انه آآ بالاضافة الى ستر العورة التواري عن الناس كذلك من اداب قضاء الحاجة ان الانسان يستحب له ان يقضي حاجته
اه قاعدا وان يتبول بالاخص ان يتبول الانسان قاعدا وهذا في الحقيقة لما ورد من النهي عن البول قائما وهو المعهود من فعل النبي صلى الله عليه وسلم لانه استر له
والامر الرابع كذلك لانه احفظ له من ان يرتد عليه شيء من آآ رشاش بوله الذي فيه شيء من النجاسة فيصيب ثوبه او بدنه كذلك ايها الاخوة والاخوات من اداب قضايا الحاجة بالاضافة الى ما ذكرناه سابقا
ان الانسان يحرم عليه ان يقضي حاجته في مكان يؤذي به الناس لذلك جاء في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
اتقوا اللعانين. قالوا وما اللعانان يا رسول الله قال الذي يتخلى في طريق الناس او ظلهم. رواه الامام مسلم لذلك لا يجوز المسلم ان يتخلى ان يقضي حاجته في طريق الناس او في لما فيه من ايذائهم. ونحن قد ذكرنا
سابقا عند درسنا عن الماء النجس انه لا يجوز انه اماكن جلوس الناس ومتنزههم وراحتهم انه يسقى بماء الصرف الصحي الذي لم يتنقى تنقية كاملة وانما لا زال فيه اثر النجاسة ولونها وطعمها ورائحته لماذا
استنادا على هذا الحديث حتى لا يتأذى الناس برائحة النجاسة او تعلق بهم النجاسة مثلا في ملابسهم او ثيابهم الانسان يحرم احيانا من آآ يعني سلوك طريق معين او انه يمشي في هذا الطريق او انه يستظل بظل شجرة معينة بما فيها من القذر والاذى
لذلك ينبغي للمسلم ان اه اذا كان مثلا في نزهة برية مثلا او كان في مثلا في خارج البنيان او شيء من هذا يحتاج ان يقضي حاجته مثلا في صحراء او في بر او
او غير ذلك ينبغي له ان يتخير الموطن الذي لا يؤذي به الناس. لذلك لا يجوز للانسان مثلا ان يقضي حاجته في حديقة او متنزه عام مثلا او في ظل شجرة يعني يستظل بها الناس او غير ذلك. كذلك لا يجوز للانسان
ان يفسد على الناس المياه مثلا موارد المياه التي مثلا نفترض ان ثمة نبع معين لا يجوز للانسان يقضي حاجته خصوصا اذا كان هذا النبع يعني مثلا ضعيف او او قليل وهذه النجاسة ترد عليه
اه اما انها تقذر الناس من استخدام هذا الماء ولو لم يكن نجسا واما ان يكون هذا الماء قليل فتنجسه هذه النجاسة. لا شك ان هذا فيه اساءة اساءة المسلمين
ولا يجوز هذا شرعا لذلك امر النبي صلى الله عليه وسلم باتقاء مثل هذا. الراشدون