اله وصحبه. ومن دعا بدعوته واهتدى بيده واستن بسنته الى يوم الدين وبعد. فهذا درس من دروس كتاب بغاية الاختصار للامام ابي شجاع رحمة الله تعالى عليه. الدرس متعلق ببعض ابواب الجهاد التي منها حرص القائد على سلامة جنوده. فلا يظن ان القائد يزج بجنوده حيث التهلكة. بل عليه ان يحافظ عليهم غاية المحافظة قدر جهدي وقدر استطاعته. وكما سلف ينظر الى قوته وقوة خصومه. والى عتاده وعتاد خصومه والى نفسيات الجنود الذين معه ولا للاحوال بصفة عامة. هذا الباب معقود لبيان حرص القائد على سلامة جنوده. لا يخفى عليكم ان النبي صلى الله عليه وسلم حاصرت طائفة زمنا ولم ينل من اهل الطائف شيئا. فقال لاصحابه انطلقوا انصرفوا فقالوا يا رسول الله حاصرناها مددا نبقى حتى تفتح علينا الطائف. قال بل انصرفوا فاصروا على البقاء فاصبحوا وتراشقوا بالصيام فجرح منهم عدد فقال انصرفوا فانصرفوا فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم. وضحك عليه الصلاة والسلام. يعني الان بعد ان حل بكم محلا صرفتم؟ ولا يغفر فعليكم ايضا في هذا الصدد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن يأجوج ومأجوج قال في شأن يأجوج ومأجوج جوج لعيسى عليه السلام يا عيسى اني اخرجت عبادا لي لا لاحد اي لا طاقة لاحد ولا قدرة لاحد على قتالهم فحرج عبادي الى الطور حرج عبادي الى الى الطور. يعني ليست لك يا عيسى ولا لغيرك يا عيسى قدرة على تال يأجوج ومأجوج فجنب عبادي وارسلهم الى طهور سيناء. وذلك حفاظا على الفئة المؤمنة التي عيسى صلى الله عليه وسلم. فالهجوم كاسح من يأجوج ومأجوج ومن كل حدب ينسلون. ولا طاقة احد بقتالهم فهذا بامر الله حرز بادي الى الطور. ولا يخفى عليكم في هذا الصدد ايضا ان الله قال في كتابه الكريم ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين قال قال الله تعالى ايضا في اية مفسرة ولا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون قال لها تطلبي المصالحة في حال كونكم؟ الاعلون. ولكن اذا طلبتموها تطلبوها في حال كونكم الاضعف حتى يحافظ على اهل الايمان من الابادة. ولا يخفى عليكم ان النبي عليه الصلاة والسلام امر صحابة بحفر الخندق لان جحافل الشر من كل انحاء جزيرة العرب تقلبت عليهم. او اه تقلبت عليه فلذلك لم يرضى ان يواجه اصحابه وهم قلة الفئات العاتية الطاغية الزالمة. فامر بحفر الخندق ولا يخفى عليكم ان ما صنعه خالد رضي الله عنه يوم مؤتة يوم مؤتة كان نصرا ولم يكن فرارا. فالغاية ان هذا انفصل عن ذاك حتى لا تباد الفئة المسلمة. وكان النبي يصبر الصحابة ايضا اذا كانت النوايا قد صلحت منهم فيقول من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله ومنازل الشهداء وان مات على فراشه. من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه. وفي هذا ايضا يقول عليه الصلاة والسلام ان بالمدينة اقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا شاركوكم الاجر حبسهم العذر. وفي باب المحافظة على سلامة الجنود ايضا للنبي عليه الصلاة والسلام ثم عرض عليه ابن عمر يوم احد وابن اربعة عشر عاما لم يجزه او لا يصلح للجهاد فعرض عليه ايوه ابنه خمستاشر عاما فاجازه. ولا يخفى عليكم ايضا ان النبي لما استأذنته عائشة. ومن معها من النسوة فقالت يا رسول الله اه نرى الجهاد افضل الاعمال افلا نجاهد؟ قال لكن جهاد لا قتال فيه حج مبرور. وفي رواية جهادكن الحج فالشاهد ان الشخص يكون حريصا ايضا على سلامة من هم تحت يديه وقد تقدم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ارسل حذيفة الى اهل الشرك يأتيه بخبرهم يأتيه بخبرهم ماذا قال الرسول لا تزعرهم علي يا حذيفة. او لا تزعرهم علينا يا حذيفة. هذا وصلي اللهم على نبينا محمد وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله