قال رحمه الله تعالى ورضي عنه ولا تشغلوها بغيره. غير القرآن كلام الخلق. والقرآن كلام سبحانه فهل يتساوى في قلب احد كلام من خلق السماوات والاراضين ومن صور الانسان وصور الكائنات مع كلام المخلوقات لا تشغلوها بغيره فاذا انشغلت بغيره فان القلوب ستمتلئ من ذلك الغير. قد يمر عليه يوم ولا يقرأ القرآن وتسأله لم؟ فقال انا مشغول. لما انت مشغول؟ وفيم انت مشغول؟ في الحياة وفي الحقيقة تجد انه ربما طالع جريدة ساعة او ساعتين او ربما قرأ في مجلة ساعة او ساعتين ونصيب كتاب الله جل وعلا من قلبه في يومه وليلته قليل وهذا لا شك انه مما لا ينبغي ومما تركه اولى لان القرآن حثنا عليه عليه الصلاة والسلام بان نقرأه والا نترك ختمه فوق اربع اذا القلوب اوعية فاذا امتلأت بالقرآن امتلأت باوامره ونواهيه وافرزت وظهر على العبد ما يأمر به الله جل وعلا في كتابه. وان انشغلت بغير القرآن فانه يظهر عليها في تصرفاتها في احوالها في في افكارها ما يكون من قبيل الفهم والرأي ولا يكون من قبيل تحكيم القرآن على النفس وعلى القول والعمى. هذه وصية وهي وصية عظيمة جليلة اشغلوا القلوب بالقرآن ولا تشغلوها بغيره. من الحسن بل من المطلوب ان تحفظ كل يوم ان لم يتيسر لك حفظ الكثير ان تحفظ بضع ايات. خمس ايات ست سبع كل يوم وستحصل بعد زمن حفظا كثيرا وتردد ذلك وتتأمله وتدبر وتتدبره