من اقوال ابي الدرداء انه قال لاصحابه يوما اني لامركم بالخير. وما كل ما امرتكم به فعلته. ولكني ارجو الاجر بامركم وهذا من الفقه العظيم في دين الله. وليس من من انه يأمر ولا يفعل الذي ذم ولكن العبد المؤمن يجمع في امتثاله للشرع بين امتثال الاوامر واجتناب النواهي. وهو عليه ان يأمر وعليه ان يمتثل الخير. فان فاته احدهما فلا يجوز له ان يفوت الاخر. لهذا قال الامام مالك رحمه الله مالك بن انس امام دار الهجرة قال رحمه الله ما كل ما نأمركم به نفعله ولو تركنا الامر لاجل عدم الفعل ما امرناكم الا بالقليل. هل معنى ذلك انهم يتركون الامر الى محرم؟ لا. ولكن اهل العلم واهل الجهاد عندهم من معرفة الاحكام ايرتبون فيه المصالح ويجعلون الحسنات درجات. وليس كذلك كل من امر بمعروف او او نهي عن منكر. لهذا قال ابو الدرداء ليت اني لامركم بالخير وليس كل ما امرتكم به فعلته لكني ارجو الخير بما امرتكم به. يعني انه يأمر بمستحبات. يأمر باشياء من الخير يفعلونها كل ما امرهم به يفعله لانه منشغل عنه بما هو اهم منه في حقه. واما في حقهم فليس الامر ذلك بل لا بد ان يكونوا مأمورين بهذا. واذا اتته الفرصة وكان في فراغ من امره فانه يرغب في المستحب وفي بغير المستحب يعني في الواجب ودرجاته كما قال جل وعلا فإذا فرغت فانصب والى ربك فرغ يعني بأنواع الواجبات والمستحبات بعض الناس لا ينتبه لهذه المقالة ولهذا الاصل الشرعي. فاذا كان على شيء من من الخطأ قال انا لا امر الخير لاني لا امتثل ولا انهى عن المنكر لاني ربما فعلته وهذا غلط على الشريعة. لانه يجب عليك ان تأمر وتمتثل. فان فاتك الامتثال فلا يفتك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فلابد ان تمتثل هذا وان تجتنب هذا. فهذا واجب وهذا واجب. واذا فاتك احد الواجبين فلا يجوز ان الاخر