فما ارتد في رباكم شمس وصافح زهرا شمس وصافح زهرا روضة الماء تلك المساجد كأنها بالهدى فجر واضواء بدت على وجههم بشرى ثناء بدت على وجههم بشرى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد خاتم النبيين وامام المتقين وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد وقد تقدم لنا في الحلقة السابقة الكلام على حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قصة الرجل الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان امي ماتت وعليها صوم افاقضيه عنها وفي بعض الروايات جاءت امرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان امي ماتت وعليها صوم نذر وسبق الكلام على ما يتعلق بالحديث بمعناه وما فيه من المفردات والكلمات ونشرع في ذكر ما يتعلق به من الاحكام والفوائد فاولا من فوائد هذا الحديث حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم لاجل ان يعبدوا الله على بصيرة وبينة لانه لا يستوي من يعبد الله على علم ممن يعبده على جهل ولهذا قال الله عز وجل قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وفي هذا الحديث ايضا دليل على جواز قضاء الصوم الواجب عن الميت لان النبي صلى الله عليه وسلم اذن لهذا الرجل ان يقضي ما على امه من الصيام وكذلك اذن لهذه المرأة ان تقضي ما على امها من الصيام وقضاء الولي الصيام عن الميت سواء كان صوما واجبا باصل الشرع كرمضان او اوجبه على نفسه من باب الاستحباب وليس من باب الوجوب. بمعنى ان الولي لا يجب عليه ان يصوم عن الميت. فان صام فحسن لان ذلك من باب الاحسان الى الميت. وقد قال الله عز وجل واحسنوا ان الله يحب المحسنين وان لم يصم فلا حرج عليه. ولا يجب عليه لقوله تبارك وتعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى وفي هذا الحديث ايضا دليل على حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم بضرب الامثال المحسوسة التي يعقل بها المعنى وتنجلي بها الاحكام لقوله عليه الصلاة والسلام ارأيت لو كان على امك ارأيت لو كان على امك دين فقضيتيه افكان يؤدي عنها وقوله عليه الصلاة والسلام ايضا للرجل لو كان على امك امك دين اكنت قاضيه عنها فهذا ظرب للمثل المحسوس لاجل ان ينجلي الحكم وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد ان القياس دليل شرعي تثبت به الاحكام لان النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا للرجل وللمرأة والمثل نوع من القياس ولهذا قال ابن القيم رحمه الله ان كل مثل ضربه الله عز وجل في القرآن فهو دليل على ثبوت القياس والقياس احد الادلة الشرعية الاربعة التي هي الكتاب والسنة والاجماع والقياس وهو عند الاصوليين الحاق فرع في قصر في حكم لعلة جامعة. الحاق فرع باصل في حكم لعلة جامعة ومن امثلة ذلك ان يقول الانسان يجري الربا في الرز قياسا على البر في جامع ان الرز مكيل ومطعوم الاصل هو البر والفرع هو الرز والعلة انه مكيل مطعوم. والحكم جريان الربا ومن امثلة ذلك ان يقول الانسان ايضا يجري الربا في الاوراق النقدية قياسا على الذهب والفضة في جامع الثمنية فالاصل هو الذهب او الفضة والفرع هي الاوراق النقدية العلة كونهما ثمنا للاشياء والحكم جريان الربا ووجوب الزكاة وغير ذلك من الاحكام وفي هذا الحديث ايضا دليل على ان من نذر الصوم فانه يلزمه ان الانسان اذا نذر ان يصوم فانه يلزمه ان يصوم سواء كان نذره معلقا على سبب ووجد او كان مطلقا المطلق بان يقول لله علي نذر ان اصوم شهرا او اسبوعا او يوما والمعلق كما لو قال ان شفى الله مريظي او رد مالي الغائب فلله علي نذر ان اصوم كذا وكذا من الايام وفي هذا الحديث ايضا دليل على ان صوت المرأة ليس بعورة لان المرأة جاءت تسأل جاءت يسأل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم يسمعون وهو كذلك فان صوت المرأة ليس بعورة ولهذا قال الله تبارك وتعالى ولا تخظعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرظ وفي هذا الحديث ايضا دليل على ان والعبادات او الطاعات يصل ثوابها الى الميت وان كل قربة يفعلها الانسان ويجعل ثوابها الى الميت فان الثواب والاجر يصل اليه ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله كل قربة فعلها انسان وجعل ثوابها لمسلم حي او ميت نفعه ذلك فكل قربة يفعلها الانسان ويجعل ثوابها لمسلم حي او ميت ينفعه ذلك فلو تصدق صدقة ينوي انها عن والده او عن والدته او عن اخيه او عن صديقه سواء كان حيا ام ميتا فانه يصل ثوابه اليه ولو فعل عملا صالحا قرأ قرآنا وقال اللهم اجعل ثوابه لوالدي او لوالدتي فان هذا الثواب يصل ايضا ولو حج او اعتمر وقال اللهم اجعل ثواب حجي لوالدي او والدتي او لفلان او فلان من الاحياء والاموات فان ذلك يصل. فكل قربة فعلها انسان وجعل ثوابها لمسلم حي او ميت نفعه ذلك وهذا اعني اهداء القرب وان كان جائزا ويصل الثواب الى من اهدي له فانه ليس مشروعا. بمعنى انه جائز لكن ليس مطلوبا من الانسان ان يهدي القرب وثواب الاعمال الصالحة الى غيرها لامرين اولا لان لان الله عز وجل خلقك لتتعبد لله عز وجل بنفسك. لم يخلقك لاجل ان تصلي اهدي الثواب لفلان او فلان او تتصدق عن فلان. فكما ان فلانا بحاجة الى الاجر والثواب فانت احوج الى الاجر والثواب ثانيا ان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يذكر في مقام ما ينفع الانسان بعد موته. فقال عليه الصلاة والسلام في حديث ابي هريرة اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث الا من صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له فقال او ولد صالح يدعو له ولم يقل او ولد صالح يتصدق عنه او يصوم عنه او يحج عنه او يصلي او يقرأ او ما اشبه مع ذلك فتبين بهذا ان اهداء القرب والعبادات الى الغير من المسلمين ان ثوابها يصل سواء وان كانوا احياء ام امواتا ولكن ولكن مع كون الثواب يصل اليهم الا ان الافضل ان لا يفعل الانسان ذلك وان يجعل ثواب الاعمال الصالحة في نفسه لامرين اولا ان الله عز وجل خلقك لاجل ان تعبده وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وانت في حاجة الى العمل الصالح اجعل ثواب هذا العمل لنفسك يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وثانيا ايضا ان الرسول عليه الصلاة والسلام كما تقدم لم يرشد امته الى اهداء الثواب فلم يقل تصدقوا عن امواتكم او صلوا عن امواتكم او او اقرأوا القرآن واجعلوا ثوابه لامواتكم وانما سئل عن قضايا اعيان فاجاب بان الانسان اذا فعل هذا الميت ان الانسان اذا فعل هذا الشيء عن هذا الميت فان ذمته تبرأ بل ارشد عليه الصلاة والسلام الى ما هو انفع للميت والحي ايضا وهو الدعاء. فقال عليه الصلاة والسلام اذا مات ابن ادم انقطع وعمله الا من ثلاث الا من صدقة جارية او علم ينتفع به من بعده او ولد صالح يدعو له وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد انه اذا جاز قظاء دين الادمي اذا جاز قظاء الدين عن الادمي فدين الله عز وجل اولى واحق ان يقضى فاذا كان دين ادمي يجب قضاؤه فكذلك دين الله عز وجل يجب قضاؤه بل دين الله عز وجل اوجب ولكن اذا قدر انه اجتمع دين لله ودين للادمي بمعنى ان الانسان مات وعليه دين لله كفارة او اطعام وعليه دين لادمي وما خلفه من مال لا يكفي للدينين وانما يكفي لاحدهما فهل يقدم دين الادمي او يقدم دين الله او انهما يتحصان هذه المسألة مما اختلف فيها اهل العلم رحمهم الله. فقال بعض العلماء انه يقدم دين الادمي لان دين الادمي مبني على المشاحة ودين الله عز وجل مبني على العفو والمسامحة وقال بعض اهل العلم فليقدموا دين الله فاذا مات الانسان وعليه دين لله ككفارة او اطعام مساكين وعليه دين لادمي ولم يفي ما خلفه من مال للدين فانه يقدم دين الله عز وجل لقول النبي صلى الله عليه وسلم اقضوا الله فالله احق بالوفاء والقول الثالث في هذه المسألة انهما يتحصان بمعنى اننا لا نقدم دين الله ولا نقدم دين الادمي بل يتحاصان بمعنى اننا نقسم ما خلفه من تركة او من مال على الدينين بقدريهما فمثلا لو قدر انه مات وعليه كفارة وعليه دين لزيد من الناس فان ما خلفه من مال يقسم على الدينين جميعا عن طريق المحاصة والمحاصة ان تنسب الموجود الى المطلوب وتعطي كل دين بمثل تلك النسبة فلو قدر ان انسانا مات وعليه دين لله عز وجل مئتا ريال وعليه دين للآدمي ثلاث مئة ريال ولم يخلف سوى مئة ريال فقط فمجموع الدينين الدين الذي لله والدين الذي للادمي مجموع الدينين خمس مئة وما خلفه من تركة ومال مائة. والطريق ان تنسب الموجود الى المطلوب. وتعطي كل دين بمثل تلك النسبة ونحن اذا نسبنا الموجود الذي هو المئة الى المطلوب الذي هو الخمسمائة تكن الخمس فاعطي كل دين خمسه فدين الله مئتان اربعون ودين الادمي ثلاث مئة خمسها ستون اربعون وستون مئة فقسمنا المئة على الدينين بطريق المحاصة والحاصل ان الانسان اذا مات وعليه ديون سواء كانت هذه الديون للادميين وتساوت او كانت هذه الديون شيء منها لله وشيء منها للادمي. فالطريق لقسمتها على اصحابها هي طريق المحاصة. وذلك بان تنسب الموجود الى المطلوب يعني ان تنسب ما خلفه من مال الى ما عليه من مال وتعطي كل دين بمثل تلك النسبة هذا ما تيسر الكلام عليه مما يتعلق بهذا الحديث وما فيه من المسائل. اسأل الله عز وجل ان يوفقنا لما يحب ويرضى وان يجعلنا هداة مهتدين صالحين مصلحين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين فما ارتدت في رباكم الطغاة شمس وصافح زهرا شمس وصافح زهرا روضة الماء. تلك المساجد التسبيح فجر واضواء الصالحون ومن؟ بدت على وجههم بشرى فدت على وجههم بشرى