السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وبعد سمعنا بالامس طرفا من حديث عن يوم القيامة هذا اليوم يوم الاهوال يوم الصعاب يوم الوعد الحق الذي ننتظره جميعا انتظار صدق هذا اليوم اخبر الله سبحانه وتعالى انه يوم مهيب مهول. يا ايها الناس اتقوا ربكم يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت كل ذات حمل حملها. وترى الناس سكارى وما هم بسكارى. ولكن عذاب الله شديد هذا اليوم من هوله اخبر الله سبحانه وتعالى ان المرأة المرضعة تذهل فيه عن رضيعها وانه سبحانه لم يقل تذهل كل مرضع عما ارضعت ولكن قال كل مرضعة ويقول علماء اللغة في ذلك ان المرضعة هي التي تقوم بحال الرضاعة في هذه اللحظة. والله عز وجل يصف مشهدا انسانيا فيه علاقة هي من اوثق علاقات البشر ببعضهم البعض علاقة ام ترضع ولدها ابلغ لحظات الحنان والرفق والحرص العناية والرعاية حتى في هذه اللحظة تذهل المرضعة عن رضيعها وعن وليدها. فلا تفطن له بسبب ما ترى من الهول والصعاب يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا اردت ان تنظر الى يوم القيامة فاقرأ اذا الشمس كورت واذا السماء انفطرت واذا السماء انشقت او كما قال صلى الله عليه وسلم اذا اردت ان ترى عيانا يوم القيامة كأنه امامك فاقرأ هذه السور الثلاث التي اخبر الله عز وجل فيها بوصفه هول يوم القيامة وما يكون فيه. اذا الشمس كورت تلك الشمس النجم العظيم الذي علمنا من شأنه في هذا العصر خبرا. وعلمنا اعظم جرمه وعلمنا عظم خلقه وابداع الله سبحانه وتعالى فيه. هذا الخلق العظيم يكور. يكون هباء منثورا يوم القيامة يطفئ نوره كأن لم يكن. واذا النجوم انكدرت النجوم على هولها وعظمها وفيها ما هو اعظم من الشمس كدر وتنطفئ كأن لم تكن واذا الجبال سيرت الجبال العظيمة الذي التي يراها الرائي وينظر اليها متعجبا تكون هباء منثورا. واذا العشار عطلت الابل تعطل ويعطل ويعطل الناس عن رعيها واذا الوحوش حشرت واذا البحار سجرت واذا النفوس زوجت واذا الموؤدة سئلت الى اخر الايات. هول عظيم وفزع كبير. كل الامور تنقلب في هذا اليوم يوم القيامة ثم يحشر الناس الى ربهم وقبل ذلك حين ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الارض فلا يكون على ظهرها احد فيقبض الله عز وجل الارض بيمينه ويقول اين ملوك الارض اين الجبارون؟ اين المتكبرون الملك يومئذ لله لا يجيب احد. الملك يومئذ لله الواحد القهار. هو الاخر فليس بعده شيء كما انه الاول فليس قبله شيء وقد كان ولم يكن قبله شيء. فهو كذلك الاخر. ليس بعده شيء سبحانه. تفنى الخلائق ملوك الارض وجبابيرتها وعظمائها وطغاتها ويقول الله لمن الملك اليوم؟ فيقال لله الواحد القهار الملك الحقيقي لله. لذلك نقرأ في الفاتحة ملك يوم الدين ومالك يوم الدين. فهذا هو الملك الحقيقي. وهو الملك يومئذ حقا لا ينازعه احد سبحانه وتعالى يحشر الناس الى ربهم فيكون الخلائق على اصناف متفاوتة ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون وقد اخبر الله عز وجل انه جعل الناس في هذه الحياة الدنيا على درجات. ثم قال وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا في الاخرة ترى تفاوت الدرجات حقا. ان كنت ترى في الدنيا غنيا وفقيرا كبيرا وصغيرا مريضا وصحيحا وترى تفاوتا الناس فانما التفاوت الحقيقي هو الذي تراه يوم القيامة. في ارض المحشر يكون الناس اصنافا واصنافا. فمنهم الكافرون والعياذ بالله. ومنهم المؤمنون الاتقياء الصالحون. ومنهم عصاة الموحدين. لا يستوون عند الله. فاما الكفار فيحشرون في بذلة وهوان الى ربهم والمتكبرون منهم يحشرون كامثال الذر الذي كان تطأطأ له الرقاب في الدنيا خضوعا ان كان متكبرا يؤتى يوم القيامة كامثال النمل الصغير. تطأه الخلائق باقدامها لهوانه على الله سبحانه وتعالى. في هذا اليوم تحبط اعمال الكافرين في ارض المحشر فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. في هذا اليوم يتلاومون ويتنازعون ويتخاصمون فيتبادلون التهم. فيتبرأ المعبود ممن كان يعبده وقيل لهم اينما كنتم تعبدون. من دون الله هل ينصرونكم او ينتصرون؟ فكبكبوا فيها هم والغاوون. وجنود ابليس اجمعون قالوا وهم فيها يختصون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. هنالك يتبرأ الاتباع من المتبوعين والمتبوعون من الاتباع. فلا يكون هنالك عبدا للمأمور. فلا تنفع هذه الكلمة يومئذ يتبرأ الطائع من المطيع في المعصية ويقول اني لم امرك بها بل انت اضلتك نفسك فاتبعتني. بل ان الشيطان يقف في خطب. وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. انتم من استجبتم فلا تلوموني ولوموا انفسكم وفي هذا الموقف يختصم الانسان مع اعضائه هو يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون في هذا اليوم يشهد على الانسان اعضاؤه فيقول عنكن كنت اجادل عنكن كنت اناضل انما كنت اناضل عنكن لاقيكم العذاب. فحينئذ يشهد عليه السمع والبصر والفؤاد. وما اكنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم في هذا اليوم يكون الموحدون والمؤمنون على اصناف فالاتقياء منهم يميزهم الله بعلامات يوم القيامة. شرف ومكانة لبعض اصحاب الطاعات منه فسبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. السبعة الذين حين يكون الناس في العرق الى اذانهم والى حقوهم والى حيث يبلغ منهم بحسب اعمالهم يستنقذ الله منهم طائفة فيظلهم بظله يوم لا ظل الا ظله. منهم كما تعرفون الامام العادل وشاب نشأ في طاعة الله ورجلان تحابا في الله الى اخر الحديث واخر تلك الاصناف وفي هذا اليوم من كانت عادته يوم في الدنيا التنفيس عن كربات المؤمنين وستر عوراتهم فان الله ينفس كربته ويستر وعورته. وفي هذا اليوم من كان يكظم غيظه في الدنيا وهو قادر على ان ينفذه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من كظم غيظ وهو قادر على ان ينفذه. يملك من القوة ان يطبق دواعي الغضب في نفسه. فيؤذي ويظلم ويتجبر. ولكنه يكظم هذه الدواعي لله فان الله عز وجل يأتي به يوم القيامة على رؤوس الخلائق في خيرهم من الحور العين ايها شاء لمكانته عند ربه المقسطون العادلون الذين ترفعوا عن رغبات النفس في التجبر على الخلق. يكونون على منابر من نور يوم القيامة ان المقسطين على منابر من نور على يمين الرحمن الذين يعدلون في حكمهم واهليهم وما ولوا لا يختصر هذا على اعلى درجات الحكم وانما اخبر النبي فقال على في حكمهم واهليهم وما ولوا. اي شيء تولى عليه اي منصب تحكم فيه حتى اهلك حتى ولدك عدلك فيهم يرفعك الله على منابر من نور والعكس بالعكس فالظلم ظلمات يوم القيامة وفي هذا اليوم ينير الله اوجه اقوام شابوا في الاسلام فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من شاب في الاسلام وابشروا من شاب في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة فليبشروا اصحاب الشيب بذلك. من شاب في الاسلام وعمر فيه كان له ذلك نورا يوم القيامة في يوم القيامة يكون اصحاب الوضوء مبرزين غرا محجلين يعرفون بوضوئهم في يوم القيامة كذلك كما ان لاصحاب الطاعات منزلة فان لاصحاب المعاصي والذنوب من الموحدين علامات يعرفون بها. فيعقد لكل صاحب غدرة لواء يقال هذه غدرة فلان اصحاب الغدر والخيانة يظهرهم الله فتكون هناك راية عليه هذه غدرة فلان ابن فلان يعرف هذا الغادر براية على رأسه. المنان يحشر يوم القيامة فلا ينظر الله اليه ولا يكلمه ذو الوجهين يكون في يوم القيامة في منزلة يبرزه الله عز وجل وكذلك اصحاب الغلول من غل ولو شبرا من الارض يخسف به في يوم القيامة. فالله عز وجل يفرق حينئذ في ذلك اليوم بين الكفار وبين المؤمنين وبين الاتقياء وبين عصاة الموحدين. يوم عصيب ينسى فيه المرء كل شيء قلة واحبابه وصديقه وصاحبه وزوجه واباه وامه فلا يقول الا نفسي نفسي. حتى ان يتمنون ان يؤتى بالفصل بينهم للقضاء ولو الى النار لكي يعلمون مصيرهم من طول الانتظار خمسين الف سنة يوم طويل لا يمر بسهولة الا على المؤمن كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يمر عليه كمقدار ركعتين فنسأل الله عز وجل ان يهون علينا هذا اليوم ويجعلنا فيه من الفائزين. وان يذكرنا به دوما. ويجعلنا من اهل الاخرة وابنائها. والا يجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا