امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من من قبلكم لعلكم تتقون. اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله وبياكم في هذا اللقاء الذي نتكلم فيه باذن الله عز وجل عن شيء من احكام الصيام وحكمه وقد مر بنا في لقاء سابق ما يتعلق بمعنى الصيام وحقيقته وذكرنا ان الصيام له حقيقة وفي هذا اللقاء نذكر ان الصيام متعلق بحقيقتين حقيقة الصيام التي هي تتعلق بالارواح وحقيقة الصيام التي تتعلق بالاجساد فالمسلم مأمور ان يصوم الصيام الكامل كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبل قبلكم لعلكم تتقون فاخبر الله عز وجل ان الحكمة من الصيام هو ان يزداد العبد تقوى لله سبحانه وتعالى وهذا الصيام هو الذي يتعلق بالروح وهو ان يحفظ سمعه وبصره وما حرم الله عز وجل عليه من ان يجرح صيامه. لان كثيرا من الناس يصوم عما احل الله عز وجل له ولكنه لا يبالي ان ينظر الى الحرام وان يسمع الى الحرام وان وان آآ يفعل الحرام وان يقول الحرام فلا يبالي في ذلك وهذا حقيقة لم يصم الصيام الذي اراده الله عز وجل وعلى هذا نقول ان حقيقة الصيام متعلقة بالارواح وما ما ذكرناه عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وعن علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وعن كذلك ابي ذر فعمر يقول ليس الصيام هو ان تمسك عن الطعام والشراب فحسب ولكن الصيام هو ان تمسك عن اللغو والباطل والحلف. وكذلك يقول علي رضي الله تعالى عنه وكذا قال مجاهد من حفظ خصلتين حفظ صيامه ان يجتنب الغيبة والكذب وكل هذا متعلق بان يصوم الانسان الصيام الذي تسلم فيه روحه من معصية الله عز وجل. اما الصيام الذي هو متعلق بالبدن فهو ان يمسك عن الطعام وعن الشراب وعن الجماع وعما يفسد صومه. فهذا صيام يتعلق بالابدان وذاك صيام يتعلق بالارواح ولا شك ان المقصد الاسمى والاعلى والاعظم في الصيام هو ان نحفظ اسماعنا وابصارنا عما حرم الله عز وجل وقد جاء في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه ومعنى ذلك ان يكون اعظم اهتمامه وعظم اهتمامه ان يترك ما حرم الله عز وجل عليه في جميع العام وان كما حرم الله عز وجل عليه دائما وهو الكذب والغيبة والنميمة وسماع الحرام والنظر الى الحرام فهذا الذي يجب على المسلم ان يتحفظ منه حال صيامه وان كان مأمورا ان يتحفظ به منه في جميع عامه وفي جميع عمره لكن يتأكد ويعظم ويعظم هذا تأكيد ويعظم هذه الحرمة او تعظم هذه الحرمة في نهار رمضان المبارك ان يجتنب ما حرم الله عز وجل ويجتنب ايضا ما منعه الله عز وجل منه في نهار رمضان وهو المحرم المؤقت لان هناك محرمات دائمة وهناك محرمات مؤقتة اما الدائم فكما ذكرت وهو الذي يتعلق بالارواح وهو الصيام المعنوي وهو ان يصوم عما حرم الله عز وجل من الغيبة والكذب النميمة واستماع الحرام والنظر للحرام فهذا محرم دائما ولا يجوز ان يفعله المسلم لا في رمضان ولا في غيره. واما المحرم المؤقت على الصائم فهو ان يمسك عن الطعام وعن الشراب وعن الجماع وعن الجماع ودواعيه. فهذا يعني الجماع عنه وكذلك يمسك عن ان يخرج شهوته في نهار رمضان. فهذا الذي يجب على الصائم ان يمسكه حال صيامه وهذا ما يتعلق بصيام الابدان وصيام الاجساد بصيام الاجساد. في هذا اللقاء ايضا نتكلم يعني بعد ان بينا مسألة حقيقة الصيام من جهة صيام ارواح من جهة صيام الاجساد لابد ايضا ان نعرف معنى الصيام الذي هو متعلق بالبذل وهو وهو الامساك بنية من طلوع الفجر الصادق الى غروب الشمس عما حرمه الله عز وجل على الصائم من الطعام والشراب والجماع. فهذا هو الصيام الشرعي الذي امر الله عز عز وجل به وامر به رسولنا صلى الله عليه وسلم. والصيام ينقسم الى قسمين صيام فرض وصيام نفل بسيط قيام الفرض ينقسم الى ثلاث اقسام صيام رمضان وصيام النذر وصيام الكفارات. والذي يعنينا في هذا اللقاء ما يتعلق بصيام رمضان. صيام رمضان هو الركن الرابع من اركان الاسلام كما جاء ذلك في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على بني الاسلام على خمس وذكر منها صوم رمضان وذكر منها وصوم رمضان فهو الركن الرابع من اركان الاسلام عندما قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا. فهذه اركان الاسلام الخمسة. فصيام رمظان هو الركن الرابع من اركان الاسلام وقد فرضه الله عز وجل وامر به رسوله صلى الله عليه وسلم واجمع المسلمون على فرضيته. وصيام رمضان مر على مراحل في فرظيته فكان آآ صيام رمضان اول ما فرض على التخيير من شاء صام ومن شاء اطعم من شاء صام ومن شاء اطعم فلك ان تصوم ولك ان تطعم بدل ذلك اليوم من رمضان ان تطعم مسكينا ثم بعد ذلك فرض الله عز وجل الصوم على من شهده على من شهد اذا الشهر فانه يجب عليه ان يصومه الا انه رخص للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة والمريظ والمسافر ان يفطرا اما الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة فانهم يفطران ويطعمان عن كل يوم مسكينا اما المسافر فعدة من ايام اخر يفطر حال سفره ويقضي بعد ذلك. وكذلك المريض يفطر حال مرضه ويقضي بعد ذاك ان كان طربه مما يرجى برؤه وان كان مرضا مزمنا فانه يطعم عن كل يوم مسكينا. هذا ما يتعلق بمسألة بمسألة المرحلة الثانية من مراحل الصيام. اذا المرحلة الاولى والحالة الاولى ان الصيام كان على التخيير من شاء صام ومن شاء افطر وان افطر اطعم عن كل يوم مسكين ثم بعد ذلك اوجب الله عز وجل الصيام على المسلمين لمن شهد رمضان من شهد الشهر فليصمه فكل من شهد الشهر يصمه وكان في هذه المرحلة وفي هذا في هذه الحالة من نام قبل من نام قبل ان تغرب الشمس فانه يكمل صومه الى الغد. وهذا جاء في البخاري وذلك ان قيس ابن النصير والانصار رضي الله تعالى عنه اتى الى اهل وقد تعب من عمله وهو صائم فقال عندكم من طعام فذهبت امرأته تبحث عن طعام فنام رضي الله تعالى عنه ثم لما نام لم يستيقظ ظل بعد ان اذن المؤذن وغربت الشمس فكان عليه ان يمسك بقية بقية ليلته وكذلك يمسك بقية يومه الاخر فلما انتصف النهار من الغد غشي عليه رضي الله تعالى عنه فانزل الله عز وجل الرخصة بذلك قوله احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم فابيح بعد ذلك اذا غربت الشمس ان يأكل الانسان وان يشرب وان وان يجامع اهله فهذه المرحلة الثالثة الى المرحلة الثالثة هي ما نحن عليه الان وهو ان الانسان يصوم النهار كله من طلوع الفجر الصادق الى غروب الشمس وله في الليل ليأكل وان يشرب وان يجامع واما ما كان قبل ذلك من انه اذا نام اذا نام قبل غروب الشمس فانه يتم بقية يومه وبقية ليلته ويصوم من الغد بمعنى انه اذا نام قبل وبالشمس واستمر نومه الى ان غربت الشمس والى ان افطر الصائم وهو لم يستيقظ فان فانه يمسك ليلته تلك ويمسك ايضا الغد لكن ان هذا قد رخى قد نسخ ولله الحمد وخفف الله عز وجل على الامة فاباح بعد ذلك في الليل ان يأكل المسلم وان يشرب ولو نام ولو نام قبل غروب الشمس ولو استمر نومه الى ان غربت الشمس وافطر الناس فانه اذا استيقظ يأكل ويشرب ويجامع اهله هذه هي المرحلة الثالثة من مراحل فرض الصيام. اذا الصيام لما فرض مر بثلاث مراحل التخيير الايجاب مع شيء من تشديد الايجاب مع الترخيص في انه يأكل ويشرب ليلا. وعلى هذا كره النبي صلى الله عليه وسلم الوصال وهذا يأتينا ان شاء ان شاء الله في مسألة خاصة هذي ما يسمى بمراحل بمراحل الصوم ولا شك ان من رحمة الله عز وجل للمسلمين ان يأكلوا ليلا وان يشربوا ليلا وان يجامعوا اهليهم ليلا كذلك من رحمة الله عز وجل ان رخص للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة ان يفطر ويطعم عن كل يوم مسكين كما فعل ذلك انس رضي الله تعالى عنه فاذا مرض المسلم او سافر المسلم ايضا فان له ان يفطر في اليوم الذي سافر فيه او مرض فيه ثم يقضي بعد ذلك. اما المرأة الكبيرة والشيخ الكبير فالله قد خفف عنهما وآآ اجاز لهما الفطر ويطعمان عن كل يوم مسكين. هذا ما يتعلق بمراحل الصوم. ونذكر ان شاء الله في اللقاء القادم يتعلق بقية مسائلي واحكام الصيام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته