السؤال الاول في هذه الحلقة يقول السائل الكريم ايهما افضل بالمركز الاسلامي تعيين امام للصلاة ودفع راتب له على ذلك ام ان يقوم بذلك احد المصلين المتبرعين الذين يحسنون القراءة ثم يردف فيقول لقد قرأت ان الامام في بعض المذاهب يحرم عليه اخذ اجرة على امامة الصلاة ويحل له اخذ ما يعينه من بيت الناس ما هو بيت المال في امريكا وكندا والدول غير الاسلامية وهل ما لدى المركز الاسلامي من اموال يكون نزيرا لما لدى بيت المال من اموال افيدونا. جزاكم الله خيرا الجواب على هذا نقول للسائل الكريم لقد دلت التجارب المعاصرة على ضرورة تنصيب من يقوم على اقامة الشعائر وتعليم المصلين وان يكون محتبسا لهذا العمل العام لا قيام للمراكز الاسلامية الا بذلك. تفويض الامر الى المتبرعين الذين يوجدون تارة ويختفون تارة وليس عليهم الزام ادبي او اداري هذا الكلام لا تقوم به المراكز الاسلامية ولا تصلح به مؤسسات المسلمين وبذل المال للامام انما يكون في مقابل احتباسه لهذه المهمة التي لا قيام لها الا بمثل هذا الاحتباس نحن اوجبنا على الامام ان يحبس نفسه في هذا المكان والا يفارقه الى غيره لم نسمح له بسبب هذه المهمة ان يضرب في الارض التماسا للرزق ويصلي الصلاة حيثما ادركته بل اوجبنا عليه ان يحبس نفسه في هذا المكان وان يؤم المسلمين في صلواتهم وان يعلمهم شعائرهم ومناسك دينهم وكل من حبس نفسه على امر من امور المسلمين العامة فانه يحمل من اموالهم وتخصيص رواتب للائمة والمؤذنين والمدرسين والمعلمين من باب الاعانة على الخير والتشجيع عليه ولا بأس ولا حرج في ذلك شرعا. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته يجعل فعلا ينشطوا الغزاة على القتال فقال من قتل قتيلا فله سلبه. اي ما عليه من الثياب والرحم مما يعد سلاما. كل هذا من باب الاعانة على الخير ايه يعني ايه لكن مسألة مهمة ينبغي للامام الا يجعل همه الراتب فقط بل ان يكون بل همه ان يكون للمتقين اماما بل همه ان يكون للمتقين اماما فان الحاضرين الى المساجد يرجى ان شاء الله ان يكونوا من المتقين وهو امامه فيرجى ان شاء الله ان يدخل في عموم قوله تعالى وجعلنا للمتقين اماما اما ما يقوله بعض الناس من ان اخذ الراتب على الامامة ينقص من اخلاص الائمة قول غير دقيق انه ينقص من اخلاصه ان كانوا لا يصلون الا لاجل الراتب اما ان كانوا يصلون لله عز وجل ويستعينون بما يأخذونه من الرواتب على نوائب الدنيا وعلى التزامات العيش والحياة فلا حرج في ذلك ايمان يا الله وقد فرض المسلمون للخلفاء فرضوا لابي بكر كل يوم درهمين اليوم التاني للخلافة ذهب الى السوق الى اين يا خليفة رسول الله؟ فقال الى السوق فاني كاسب اهلي لا ادعهم يضيعون فقضى يومه كله يصفق في السوق طب ماذا عن امور المسلمين التي وراء ظهره فلما رجع قال لا والله لا يصلح الجمع بين النظر للمسلمين والصفق في الاسواق قوله نكفل آآ نرصد لك كل يوم ما يكفيك فجعلوا له كل يوم درهمين مقابل احتباسه للنظر للمسلمين لكنه رضي الله عنه وهو امام اهل التقى بعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في اواخر حياته قال يا جماعة اشهدكم ان ارضي التي هي في منطقة كذا هي للمسلمين بما اخذت من اموالهم. وليتني اخرج منها كفافا لا علي ولا ديا فقال عمر لقد اتعب من بعدك هذا الذي فعله رضي الله عنه ليس من الواجبات المحتومة ولا من الفرائض اللازمة لكن هذه مدارج الورع ومدارج التقى وتلك منازل ودرجات يهبه الله لمن يشاء من قياده واوليائه