من وصايا ابي الدرداء رضي الله عنه انه كتب مرة الى مسلمة ابن مخلل فقال له سلام عليك اما بعد فان العبد اذا عمل بمعصية الله ابغضه الله فاذا ابغضه الله ببغضه الى عباده سلام عليه اما بعد فان العبد اذا عمل بمعصية الله ابغضه الله. فاذا ابغضه الله بغضه الى عباده وصية عجيبة وتذكير عظيم اولها في الرسالة قال سلام عليك وهذا من اداب الرسائل اداب السلف في الرسائل انه يقولون في صدر الرسالة سلام بالتنكير لا بالتعريف ولهذا مما لا يحسن ان تبدأ الرسائل بقول المرسل السلام وانما الرسائل تبدأ بسلام عليه سلام عليك او عليكم ورحمة الله وبركاته تبدأ بالتنكير وتختم بالتعريف قال العلماء او قال بعض العلماء هذا مأخوذ مما جاء في سورة مريم. فان السلام لا تكرر في مكان او في مقام مرتين مقام حديث او مقام رسالة فانه يكون اول منكرة والثاني معرفة. وفي سورة مريم ذلك. في الاية الاولى قال سلام قال وسلام علي وفي الاية الثانية قال والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا. فاذا هذا من ادب الرسائل. الثانية قوله عليك ولم يقل عليكم لان هدي السلف والاكثر من حالهم انهم يخاطبون المفرد المفرد في السلام ما يقولون للمفرد على قوله سلام عليك اما بعد. التسليم على المفرد يجوز ان يكون بالجمع سلام عليكم بالنظر الى المخاطب الملقى عليه السلام والى من معه من الملائكة كما قال الفقهاء ويقول بالواحد السلام عليكم له الملائكة الذين معه لكن الافضل ان يقال للواحد السلام عليك. مثل ما جاء في البخاري انه اول ما القي السلام ان ادم عليه السلام قيل له اذهب الى هؤلاء النفر من الملائكة فانظر ماذا يحيونك به فانه نيتك وتحية ولدك من بعده. فلما ذهب قال الفأس له سلام عليك ورحمة الله دل هذا على ان المفرد يخاطب عليك لا عليك. فان انا هو والملائكة فلا بأس