الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. هذه الابيات التي قرأها اخونا الشيخ بندر تتكلم عن مسألة من مسائل باب الجنائز وهي زيارة القبور ومن المعلوم اجماعا ان الشريعة قد امرت بزيارة القبور وقد استحبتها ورغبت فيها وقد وردت به بمشروعيتها الادلة الصحيحة الصريحة. فعن بريدة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها. رواه الامام مسلم، رحمه الله. وزاد احمد والنسائي، كنت نهيت عن زيارة القبور. فمن اراد ان يزور فليزر. ولا تقولوا هجرا. وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان في ليلته يخرج من اخر الليل الى البقيع. فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين او قال مسلمين واتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وانا ان شاء الله بكم لاحقون. وفي سنن داود من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع فاقبل عليهم لوجهه فقال السلام عليكم يا اغلى القبور. وانا ان شاء الله بكم لاحقون. يغفر الله لنا ولكم وفي حديث سليمان ابن بريدة عن ابيه رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم اذا خرجوا الى المقابر ان يقولوا السلام. عليكم اهل الديار من المسلمين والمؤمنين. وانا ان شاء الله بكم لاحقون يغفر الله للمستقدمين منكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية. والادلة على ذلك كثيرة شهيرة ولله الحمد والمنة. وقد اجمع العلماء على ان زيارة القبور مشروعة. ولان زيارة القبور تكسر النفس وشهواتها. وتذكر الانسان بمصيره. وتبعد عن غفلته وكل هذه مقاصد معتبرة عند الشارع. ولذلك في رواية الترمذي فانها تذكر الاخرة وفي حديث ابن ماجة عند ابن مسعود عفوا وفي حديث ابن مسعود عند ابن ماجة قال وتزهد في الدنيا ان الانسان اذا لم يزر المقابر فلربما غفل قلبه في شهوات الحياة وفي ملذاتها ونسي مآله ومصيره. لكن كلما ذهب الى المقبرة وزارها ورأى مناظر القبور. وتأمل له حينئذ يكون ذلك ابعد عن الغفلة. ابعد عن الغفلة. فيكون الانسان مستعدا دائما لزيارة هذه المقبرة في يوم من الايام ولذلك يقول الله عز وجل الهاكم التكاثر. اي في الاموال والاولاد والازدياد من متاع الدنيا وشهواتها وحطامها. حتى زرتم المقابر. فقبل زيارتك للمقبرة يجب عليك ان عد لانك اذا حملت جنازة ودخلت المقبرة فانما تدخلها دخول زائر لانك لن تخلد فيها وانما سيأتي يوم تقوم من قبرك الى مكان حشرك ونشرك. فالشاهد ان الانسان ينبغي له ان يجعل له نصيبا من زيارة المقابر حتى يذهب غفلة قلبه ويزجر نفسه عن الشهوات والذنوب والمعاصي