ومن المعلوم ان الله جل جلاله رحيم بعباده عظيم الرحمة رؤوف بهم كثير الرأفة عظيمها ولهذا جعل هذا الدين يسرا وما انزل القرآن ليشقى به العباد قال جل وعلا طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى قال المفسرون قوله ما انزلنا عليك القرآن لتشقى يعني لم يكن انزال القرآن لعلة ان يشقيك ذلك بل لعلة ان يسعدك لان القرآن يسر ولان القرآن يدعو لليسرى كما قال جل وعلا في الاية الاخرى ونيسرك لليسرى قال المفسرون ايضا يعني نيسرك للطريق والسنة التي هي ايسر واحب ابعد عن التكليف ولهذا يعني تكليف بما لا يطاع. ولهذا قال الله جل وعلا في خواتيم سورة البقرة ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ولما دعا المؤمنون بهذا قال الله جل وعلا قد فعلت كما رواه مسلم في الصحيح فهذا الدين مبني على التيسير كما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه وهذا يعني ان الدين الذي انزله الله جل وعلا ورضيه لعباده و قام به المصطفى صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وظهرت سنته فيه عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين الذي كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم يسر وسعادة وراحة وطمأنينة. ولن يشاده احد الا غلبه وهذا من بشائر الخير ومما يجلب غير المسلم للدخول في الدين. لان الديانات فيما قبل بنيت على كثير من التكاليف. ودين اسلام ولله الحمد والمنة والفضل والرحمة دين الاسلام جاء يسيرا ميسرا سهلا وقد جاء في الحديث ان هذا الدين متين فاوغل فيه برفق فان المنبت لا ارض انقطع ولا ظهرا ابقى من حديث جابر ابن عبد الله وهو حسن بمجموع طرقه واذا تبين هذا وان ديننا بني على اليسر وبني على السماحة يعني السماحة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين لنا كيف جعل الله جل وعلا هذه الامة عدلا خيارا؟ جعلها عدلا في شهادتها على الاقوام وجعلها خيارا يعني انها احسن الامم. كما قال جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا