يكف ببصر النافذ بل خاض بغير علم ولم يكف لعدم بصيرته فانه يحدث منه الخلط والهوى ولا بد. لهذا العلم النافع مهم جدا. لكن هل من مقتضى الزمن الذي تتغير فيه الاحوال ان يكون العلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد الاحد الحي القيوم عالم الغيب والشهادة الذي يدير ولا يجار وعليه هو الفتاح يفتح على عباده وهو الجبار يجبر كسرهم ويجبر ضعفهم وهو اهل التقوى واهل المغفرة اهل لان يتقيه العباد اعظم تقوى وان يخافوه وان يرهبوه. كما انه سبحانه هو اهل المغفرة يمن بها على من يشاء من عباده. يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. احمد الله حمدا كثيرا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن استعملهم في طاعته وفتح لهم وعلى ايديهم ابواب الخيرات وغلق لهم على ايديهم ابواب الشرور والمنكرات. كما اسأله سبحانه ان يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى والمتحابين فيه مصلحين فيه انه جواد كريم. وفي فاتحة هذه المحاضرة التي دعاني الى القائها. المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات في حي السويدي اشكر للمكتب جهده في هذه المحاضرة وفي غيرها من المحاضرات التي ينظمها الدروس العلمية والكلمة المجدولة المستمرة. كما اني ارجو ان يتعاون الجميع مع هذه المكاتب التعاونية في سبيل في رسالتها والثبات على الدين امر مطلوب في كل حال وفي كل او ان وفي كل زمان ومكان لان القلب يتقلب لهذا كان من منة الله جل وعلا على عبده محمد ابن عبد الله ان قال عليه الصلاة والسلام من قال الله له ولولا ان فدناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا. وقال جل وعلا لنبيه ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. وقال ايضا لنبيك استقم كما امرت. وقال ايضا له فلذلك فادعو واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب. ولاجل اهمية الثبات على الدين. وانه مطلب من اعظم المطالب الدينية والشرعية كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم يا مصرف القلوب فرق قلوبنا الى طاعتك اللهم يا مقلب الى القلوب ثبت قلبي على دينك. وفي كل زمن كما ذكرت يحتاج المرء الى ان ينظر في امر دينه. وكيف اصلوا اسباب الثبات عليه. وفي ازمنة الفتن والتقلبات والاحوال التي قد لا يعرف جل الناس مبتدأها ولا انتهى ولا علتها الاولى ولا علتها الغائية فانه يعظم ان يحرص العبد على البعد عن اسباب الفتن ليكون ثابتا على دين. فموضوعنا اليوم في الحقيقة مهم. مهم مهم لكل وقت ولهذا الزمن بخصوصه. والثبات على الدين يظهر عظمه عند من عظم الدين وعرف اثره. فتعظيم الله جل وعلا دين وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم. بما يناسب الرسالة دين وتعظيم القرآن والسنة دين والبعد عن اسباب الهوى دين وهذه كلها مأمور بها في القرآن والسنة. لهذا كان الثبات على الدين مطلبا يعلم العبد الذي يعظم شأن هذه الاشياء. ويعرف اثرها على النفس اعرفوا انه من اهم المهمات. ولهذا على خطر عظيم من تلاعب بدينه. من ظن ان الدين والشرع هو مسرح لكل احد او ميدان لا خطر على من دخله. فمن تعدى الحدود فيخشى عليه. الثبات على الدين ثبات على الكتاب والسنة على الحق القديم ثبات على سبيل من شهد الله جل وعلا لهم بالرضوان والمغفرة والنجاة الدين يختلف هناك دين الفرقة الناجية وهناك دين اهل الاهواء. ولكن الحقيقة ان الدين الحق هو الذي نسعى الى الثبات عليه. وهذا يتطلب معرفة به وعلما به. وصار عندنا اصلان عظيمان لاسباب الثبات على الدين نجعلهما توطئة لما بعدهما. اما الاول فهو الاعتصام بالكتاب والسنة والحق القديم. واما الثاني فهو العناية بالعلم النافع من اهله الذين تحققوا بفهم طريقة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة. اما الاعتصام بالكتاب والسنة فهو مطلب عظيم. ولهذا بوب البخاري او كتب البخاري في صحيحه كتابا على اعتصام بالكتاب والسنة. وكثير من اهل العلم صنفوا مصنفات خاصة في هذا المعنى الاعتصام او الاعتصام بالكتاب والسنة وذلك لان الاعتصام بالكتاب والسنة له اثران. الاثر الاول الثبات على الدين. والاثر الثاني الاهواء واسباب الفتن التي ترد على القلب. والاعتصام بالكتاب والسنة هو الاعتصام بالله. والاعتصام بشرعه الذي هو الكتاب والسنة. لهذا قال جل وعلا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. اهل العلم بالتفسير اختلفوا في انا في معنى حبل الله هنا على اقوال. منها ان حبل الله هو الاخلاص له جل وعلا. ومنها ان حبل الله هو والقرآن ومنها ان حبل الله هو السنة المبينة للقرآن. ومنها ان حبل الله هو الجماعة وهذا هو عن ابن مسعود رضي الله عنه. قد قال جماعة من المفسرين ومنهم القرطبي ان هذه الاقوال متقاربة وهي وهي من اختلاف التنوع هذي العبارة مني هذه الاقوال متقاربة كلها صحيح وبعضها يدل على بعض. فمن اخذ بالقرآن اخذ السنة ومن لزم القرآن والسنة هدي الى الاخلاص ومن التزم بذلك فهو على الجماعة. اما الجماعة التي ابن مسعود معنى الاعتصام بالكتاب والسنة فهي جامعة لما تفرق من هذه التفاسير. وذلك انه جل وعلا جعل معه مقابله جعل الحبل مقابل للفرقة. قال واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. والكتاب والسنة يدعوان الى الاجتماع وينهيان عن الفرقة. قال جل وعلا في سورة الشورى لما ذكر الرسل شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليه وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. وقال هنا واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقال وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم. وهذا ظاهر بين في الملازمة ما بين لزوم الجماعة والنهي عن الفرقة. قال العلماء علماء اهل السنة ان بعث في الكتاب والسنة لها معنيان. وان الفرقة المنهية عنها لها معنيان. اما الجماعة بالمعنى الاول فهي جماعة الدين وهو الاجتماع على الدين الحق الذي هو مبين في الكتاب وفي السنة وفهمه سلف هذه الامة واما الجماعة بالمعنى الثاني فهي جماعة الابدان وهي الاجتماع على من ولاه الله الامر. ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان الله يرضى لكم ثلاثة. ان الله يرضى لكم ثلاثة. يرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ان تعتصموا بالله جميعا ولا تفرقوا. وان تناصحوا من ولاه الله امركم. ويكره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال ويضاعف المال فالاعتصام بالكتاب والسنة اعظم اسباب الثبات على الدين بل هو اسها وركنها الوثيق وخلاصته كما ذكرت لزوم الجماعة ولزوم الجماعة لزوم الدين الحق وعدم التفرق فيه. وهناك ملازمة ظاهرة ما بين التفرق في لين والتفرق بين الناس في ابدانهم او من جهة لزوم الامام او ولي الامر. وذلك انهم اذا فرقوا في الدين وكانوا شيعا واحزابا فانه سيؤول ذلك الى التفرق الاخر. واذا تفرقوا في امر الدين بان فرقوا ولم يؤمنوا بالكتاب كله واتبعوا اهواءهم فانهم سيتلاعنون ويتفرقون في ابدانهم ولا بد لهذا كل الفتن التي حصلت في تاريخ المسلمين انما حصلت من جراء الاهواء وعدم لزوم الجماعة في الدين والجماعة لفظها يدل على التكفير وقد لا يكون الاخذ بها كثيرا. قد يكون اكثر الناس على غير الجماعة. ولهذا قال بعض الجماعة ما وافق الحق وان كنت وحده. وابراهيم الخليل عليه السلام كان امة لقوله تعالى ان ابراهيم كان انا امة والامة هي الجماعة العظيمة. وهو مع كونه واحدا لكن الله جعله امة لئلا يستوحش الطريق من قلة السالكين. فعند ظهور الفتن او التقلبات يحصل هناك اضطراب. فالمخرج في الثبات على الدين والبعد عن اسباب الفرقة هو بلزوم جماعة الدين وجماعة الابدان. ولابد ان يكون في زمن الفتن او زمن التقلبات لابد ان يكون فيه اختلاف. لانه تغير شيء ولانه حدث شيء. واعظم ذلك ما حصل بين الصديق رضي الله عنه وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما عزم الصديق على قتال مانع الزكاة. فعدم الصديق على ذلك فناظره عمر او سأله عمر كيف تقاتل من يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله؟ فقال ابو بكر رضي الله عنه لو قائلن من فرق بين الصلاة والزكاة. عمر رضي الله عنه التبكت عليه ثم لزم طريقها فقال كما في الصحيح فلما رأيت ان الله شرح صدر ابي بكر للقتال علمت انه فلما رأيت ان الله شرح صدر ابي بكر للقتال علمت انه الحق. لم يستدل لعمر رضي الله عنه الامر من جهاته لكنه لما رأى انشراح صدر ابي بكر لذلك قال علمت انه الحق لانه رجع الى اصل الجماعة والالتزام بالجماعة هو الحق. لان المسألة اذا لم تكن ظاهرة عند صاحبها بدليل ظاهر بين قاطع فان لزومه للجماعة حينئذ هو مخرج له من زيغه في دينه او بعده عن الصواب. فالاعتصام بالكتاب السنة يشمل لزوم نصوص الكتاب والسنة التي تحث على لزوم الدين وعدم التفرق فيه وتحثه على البحث عن الحق والتحري في ذلك وتحث على لزوم الجماعة وتحث على حفظ اللسان والبعد عن اسباب الردى مما سيأتي بيان عنه فيما نستقبل ان شاء الله. اما الاصل الثاني فيما ذكرنا فهو العلم النافع الذي يجعل المرء متحققا بمفاهيم الكتاب والسنة ومعاني الادلة عن اهله المتحققين بفهم طريقة السلف واهل الحق القدير. الحق موجود. الحق ليس يخلو منه زمان. فلابد من وجود الحق والامة لا يغيب عن انهى الحق في اي وقت من الاوقات. بل لابد ان يكون ثم حق وان يكون ثم قائم لله بحجته في بيان هذا حق لان الله حفظ هذا الدين ولانه لا بد ان يبقى الحق كما قال الاصوليون الى قيام الساعة. وهذا هو معنى وجود الفرقة نادية التي هي الطائفة المنصورة هي منصورة بالسيف والسنان عند وجود مقتضى الجهاد الشرعي ومن صورة بالحجة والبيان لانها على الحق القديم. وقد قال بعض السلف الحق قديم ولكن الشأن فيمن يتكلم به. وهذا امر بين ظاهر في ان الحق ليس خفيا ولكن قد يشتبه على بعض الناس. فاذا اشتبه خاصة في زمن الفتن كان من اسباب الثبات على الدين ان يؤخذ الحق من اهل العلم المتحققين فيه. ربما تكون الامر احيانا الكلام فيه خير وربما يكون احيانا السكوت فيه خير وربما يكون البيان محمودا وربما يكون السكوت محمودا. ولهذا قال عمر بن عبد العزيز الخليفة رحمه الله تعالى قال عن السلف في وقت حالتهم من الصحابة وكبار التابعين في وقت حالتهم وشأنهم وخلالهم قال انهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا. وقد ذكرها ابن قدامة في كتابه لمعة الاعتقاد وهي في الكتب المسندة. وصفهم بقوله انهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا. فمن اسباب الثبات على الدين ان يصف المرء على علم صحيح. وان يكف ببصر النافذ. اما اذا لم يقف على علم صحيح ولم ظاهرا لكل احد او لابد فيه من التسليم. قد يكون العلم ظاهرا لكل احد. وقد يكون في بعض المسائل مبنية على مقدمات شرعية من الادلة او من قواعد الشريعة او من فهم الواقع لا يفقهها كل احد. فلذلك ليس من شرط سلامة من الفتنة او الثبات على الدين ان يفقه كل احد كل الحق في زمن الاختلاف. وقد ذكرت لكم قصة عمر رضي الله عنه مع ابي بكر وهي ظاهرة في هذا المجال. وكذلك في زمني النبي صلى الله عليه وسلم لما وقع صلح الحديبية وما حصل فيه من مراد في عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم يقول له يا نبي الله السنا على الحق وهم على الباطل؟ قال بلى. قال فعلام نقبل الدنية في ديننا؟ فقال النبي صلى الله الله عليه وسلم اني رسول الله وان الله ناصر رسوله او كما جاء عنه عليه الصلاة والسلام. كذلك في وقت قتل عثمان رضي الله عنه. حصل الخلاف بين معاوية رضي الله عنه وبين علي رضي الله عنه. علي رضي الله عنه رأى ان الفتنة اقبلت فاراد ان يجمع الناس قبل البحث في مسألة دم قتلة عثمان دم عثمان والبحث عن قتلة اذا يجمع الناس فاذا تمكن بحث عن القتلة لان مصلحة الاجتماع اعظم معاوية رضي الله عنه رأى ان بدم عثمان هو المتعين اولا. فحصل الخلاف بينهما ووقعت منه ما وقعت. وكان عند اهل السنة والجماعة كما هو مدون في عقائد السلف ان الصواب مع علي رضي الله عنه. كذلك لما حدثت الفتن لما حدثت فتنة ابن الاشعث عبد عن ابن الاشعة المشهورة وخرج فيها معه من خرج. التفت الامر على جمع من الفقهاء. لكن ال الامر الى ان يتضح الامر للشعب ولعدد ممن كان قد ذهب مع ابن الاشعب. في زمن الامام احمد في فتنة خلق القرآن التبس الامر حتى على بعض العلماء. فمنهم من كل ومنهم من ظهر ومنهم من فصار كلام الامام احمد هو الحجة في ذلك لانه تمسك بالحق القديم في هذا. الامر يعود الى انه في زمن الاختلاف قد لا يكون الحق ظاهرا عند كل الفئات. فلا بد حينئذ من التسليم لاهل العلم لانه لا يمكن في الفتنة او في الاختلاف ان يعلم كل احد كل شيء. او ان يدرك الامور الشرعية بتفاصيلها صالح والمفاسد وكيف ترعى الى اخره. حفظت شيئا وغابت عنك اشياءك. وهذا هو من اسباب الثبات على الدين لا في حق الفرد في نفسه بل في حق مجموع الامة ثبات على دينها العام انه يرعى الاخذ من اهل العلم عففين به. الامر الثالث من اسباب الثبات على الدين انه عند الاختلاف تشتبه البدايات والمآلات. فاذا نظر المسلم في شأنه وجب حينئذ ان ينظر في حال الاختلاف في مآلات الاشياء لا في مبتداها لان مبتدأها لا يعني الصواب فيها بل الصواب هو غايتها ومنتهاها. ولهذا عرف بعض العلماء الحكمة انها وضع الامور في مواضعها الموافقة للغايات المحمودة منها. والمعرفة بالمآلات اصل شرعي لهذا جاءت قواعد شرعية تؤصل هذا المبدأ دائما الشريعة ونحتاجه للثبات على الدين في زمن الفتن. من تلك قواعد درع المفاسد مقدم على جلب المصالح. نظر فيه العلماء الى المآلات. ارتكاب ادنى المفسدتين لتفويت الا هما يمكن ان يكون عندي مفسدة ومفسدة لابد ان ارتكب مفسدة منهما فاختار المفسدة الصغرى واترك المفسدة الكبرى هذا هو المتعين ومن القواعد المتصلة بذلك قاعدة سد الذرائع فذرائع الموصلة او الموسعة او المفضية الى الفتن يجب ان تسد حتى لا يكون الناس في ريب من دينهم. ضرب ابن القيم رحمه الله في معالم الموقعين عن رب العالمين او اعلام الموقعين عن رب العالمين طلب امثلة كثيرة لذلك ومنها اذكر مثالين منها مثال يتعلق بالمشركين النبي صلى الله عليه وسلم معهم في مكة. ومثال يتعلق بالمنافقين وصنيع النبي صلى الله عليه وسلم معهم في المدينة. قال ان مشركين اذوا النبي صلى الله عليه وسلم وهذا والصحابة في مكة. وحصروهم في العام المعروف سنة عشر عام الشعب حصروهم في الشعب وضيقوا عليهم سأله طائفة من الصحابة سأل النبي صلى الله عليه وسلم في منى قالوا يا رسول الله لو شئت لملنا على اهل منى باسيافنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا. او قال لم نؤمر بعد. قال ابن القيم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ما حس الظيم مقدمة على القتال. لان مآل القتال ليس في مصلحة الدين. والمثال الثاني صنيع النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين. المنافقون كانوا يكيدون لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وعملوا مسجدا ضرارا وقالوا ما قالوا طلقوا على الجهاد وكانوا يثبطون المؤمنين وسعوا بالفساد. فلم يعاقبهم النبي صلى الله عليه وسلم. بل اجراهم على الظاهر. فظاهرهم مسلمون وباطنهم النفاق. فلما سئل عليه الصلاة والسلام سئل ان يقتله. فقال لا لا يتحدث عن ان محمدا يقتل اصحابه. قال ابن القيم فجعل مفسدة ترك العقوبة لهم محتملة لاجل المفسدة الكبرى وهي الا يقال ان محمدا يقتل اصحابه. وهذان مثالان مهمان في هذا الصدد. فمن هذا الثبات على الدين في زمن الاختلاف وفي كل حال ان تنظر في الامور تنظر الى مآلاتها والا تكتفي في النظر الى مقدماتها. الناس يشتركون جميعا في معرفة المقدمات. في معرفة البدايات. لكن من يعرف المآل وما هي التي تتخذ تجاه هذه المآلات يعرفها اهل الرسوخ في العلم اهل العقل اهل الادراك ولاة الامر ونحو ذلك لهذا قال جل وعلا في سورة النساء واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به. ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الا قليلا. وهنا قال اذا جاء امر من الامن او الخوف اذاعوا به. لانهم لان الجميع يشترك في معرفة هذا الخبر وفي معرفة بداياته لكن هنا نبه الله جل وعلا الى ان الرد الى الرسول والى اولي الامر يحدث استنباط مآلات هذا الامر قال لعلمه الذين يستنبطونه وخبر لكن يستنبطون ماذا؟ يستنبطون المهالات منه وما هي المصلحة قد تجاه ذلك. لهذا ذم السلف الدخول في الفتن وامتدحوا الحرص على الدين وكف اللسان. لان المهالات واذا نظرت الى ما حدث في التاريخ من حوادث وجدتها ناتجة عن معرفة بالبدايات وجهل في النهاية قد ذكر البخاري رحمه الله انهم كانوا ينشدون اذا ابتلوا بالمعارك الحرب اول ما تكون بهية تسعى زينتها لكل جهول. بداياتها هي بنغلبهم نضربهم ونعمل فيهم الى اخره. تسعى بزينتها لكل جهولي. هل تتعب بزينتها لاهل النظر لا يقال لكل جهول يقول كان السلف يحبون ان يذكروا هذا البيت اذا بدأت الحروب وهذا ظاهر بين في سطحهم في النهي عن ذلك. الرابع من وسائل الثبات على الدين ان يكف العبد عليه لسانه هو ميدان الابتلاء. وهل يؤاخذ الناس؟ قالوا يا رسول الله وهل يؤاخذ الناس؟ واواننا مؤاخذون بما نقول؟ خلف اكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم؟ اللسان هو ميدان الابتلاء. وهل يؤاخذ الناس؟ قالوا يا رسول الله وهل يؤاخذ الناس مؤاخذون بما نقول؟ قال فان ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم؟ او قال على وجوههم الا حصائد السنتهم. قد يعاقب الله العبد بكلامه بانه يصرفه عن رؤية الحق. لانه تسرع فيما لا علم له ولانه نسب للشريعة ما لا علم له به. ولهذا كف اللسان كان من منهج السلف. ومن اسباب الثبات على الدين بكل حال وفي زمن الاختلاف والفتن بخصوصه ان يكف العبد عليه لسانه. ننظر الى انه في زمن الاختلاف يحصل ان تتكلم الالسنة بما شاءت فهذا مذموم وهذا مقدوس وهذا اه على الصواب وهذا على الباطل وهذا فيه وهذا فيه ما بين قادح هذا يؤيد هذا وهذا يؤيد هذا. والواجب ان يكفي اللسان اولا وان يقول العبد خيرا او ليصمت. لانه باللسان تكون الفرقة وقد يؤول الامر باللسان الى انه يحصل نظر من الناس في كره بعضهم لبعض. وتأملوا كل تجد تجد انه ما حصل ستجدون انه ما حصلت فتنة الا وقع بعدها فرقة. لا لا يوجد فتنة حصلت الا الا ويكون بعدها فرقة ولا بد. لماذا؟ لان الناس اكثرهم لا يعون كف اللسان ومعرفة القواعد. بل يخوضون غير او يخوضون حماسا او يخوضون رغبة في الانتصار لهذا او هذا ولكن كف اللسان مدعاة للتقليل من اثر الفتن والتغيرات على المسلمين. الله جل وعلا قال لعباده وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن. ان الشيطان ينزغ بينهم. من اسباب ثباتك على الدين الا تشغل لسانك في زمن الفتن في الاحكام التي تلقى اما احكام كفر او تضليل او نحو ذلك لان هذه الاحكام لها ما بعدها من التصرفات. وليسعك ما وسع السلف من انهم يركنون الى اهل العلم وانهم يكفون عليهم السنتهم. مثلا اذا نظرنا ما يمكن يحصل اختلاف الا واذا تبدأ الاحكام. هذا كافر هذه ردة هذا هذا بدعة هذا ظال هذا مداهن هذا فاجر هذا الى اخره. والناس اذا ضعف عندهم العمل للاسلام والسعي فيما الخير صاروا اهل حكم وهم على الارائك. يجلس تحت يعني على اريكته ويبدأ يفصل الاحكام والاقوال والى اخره وهو لا يعمل الحقيقة للاسلام بل غره الشيطان منه ان عمله للدين يكون لاصدار هذه الاحكام والاقوال. والواجب على المسلمين العمل. نعم من قال كلاما على وجه الغيرة فانه يعامل بحسبه. ولا يؤاخذ كما يؤاخذ من قاله عن هوى. كما فعل عمر رضي الله عنه حينما قال قال لحاطب يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق. سماه منافقا مع انه بدري لاجل الغيرة. فلم يؤاخذ عمر رظي الله عنه بذلك لا يجد غيره لكن الواجب ان نكف الالسنة وان نترك الاحكام لاهل العلم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من قال قال لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهما. لا بد وهذا خبر عظيم لانه يقال تصدر الاحكام دون نظر اهل العلم المتحققين فيه. من وسائل الثبات على الدين والخاصة بهذا الوقت الذي نعيشه. الاقلال او الامتناع عن رؤية الفضائيات المختلفة حتى في الامور الاخبارية. لان عدو الامة يعلم ان مصدر الاضطراب عند الناس انما يكون بالمعلومات بمعلومات الصادقة او المعلومات الكاذبة. ولهذا من طالع هذه الفضائيات كما ترون اليوم وما فيها امن اخبار بعضها صحيح وبعضها غير صحيح ومن نقاشات اصبح فيها بث للجهل. وقد جاء في الصحيح صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وتأملوا هذا الحديث وهو من دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام. قال لا تقوم الساعة حتى يقل العلم ويبث الجهل. كلمة يبث. لا تقوم الساعة حتى يقل العلم ويبث. الجهل. فاذا كان المسلم اذا جالس في اليوم ساعة او ساعتين اكتسب منه علما واثر في نفسه فكيف اذا جالس جاهلا او فاسقا او منحرفا ساعات طوال امام هذه القنوات الفضائية. فاولا الحذر منها من جهة الشبهات. لانها تعطي شبهات وقد يشق المرء من يدمن النظر او يعتني بها قد يشك في دينه. والثاني فليحذر منها من جهة الشهوات. لانها سبيل ايضا الى تغيير تدين العبد قد يحتاج بعض الناس لاسباب شرعية ان ينظر بعضها مما فيه مصلحة للدين لكن العامة عامة الناس لا ولهذا الحذر من هذه القنوات الفضائية مما يبث فيها من جهالة ومن نظر فيها فليميز واذا وجد نفسه ما تتأثر ولا تميز بل يصدق ما جاء فيها او تستثار النفوس بما فيها فانه يحذر على دينه من ذلك وعلى الا في المسألة ما عاد اقتصرت على علم او بحوث شرعية او اختلافات او اقوال يعني راجح ومرجوح في سريعة اصبحت المسألة تثار النفوس فيها لاجل عدم الوئام لاجل الكراهية تنمية الكراهية تنمية الفرقة في النفوس حتى يحدث في النفوس ما يحدث. وتشعر الناس بانك انت اذا فهمت فانت الناقص. انت البصير انت الفاهم. حتى يكون عندك عندك قوة في رد الحق بمقتضى الرأي ومقتضى العقل وهذا مذموم مطلقا. لذلك ينبغي التنبه الى هذا وقد ابلغني بعض الاخوة ان من الناس من ادام النظر في مثل هذه القنوات الفضائية وهذا مذموم. لا من جهة كثرة الشبهات الواردة فيها ولا من جهة ايضا تسلط الشهوات واصحاب الشهوات على هذه القنوات. والله جل وعلا يقول ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. هذا ظاهر بين. اما الوسيلة او السبب السادس فهو كثرة العبادة اسباب الثبات على الدين ان يعلم الله جل وعلا منك انك معظم له محب لقربه وللتقرب منه جل وعلا. وخاصة عند زمن الاضطراب والفتن. كثرة العبادة من اعظم الوسائل. العبادة اعظمها بتوحيد الله جل وعلا وتعظيم طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. لمداومة الصلاة فرضها ونفلها. قراءة القرآن في الذكر. ننشغل بكلام الخلق عن كلام الخانق. هجر كثير من القرآن الامام احمد رحمه الله كان لا يمر مع كثرة ما عليه من امور وهو العالم الجليل الذي امور الناس وسؤالهم والتعليم الى اخره منصبة في ساحته كان لا يمر عليه يوم الا وينشر المصحف يقرأ فيه ولو كان حافظا النظر في المصحف له شأنه. كثرة الصلاة اذا اردت ان تقيس نفسك من جهة هل ما انت فيه مثلا ما يخوض الناس فيه او ما وما اقبلت عليه. هل فيه تعظيم لامر الله؟ او انه من الاهواء فانظر شأن الصلاة والقرآن عنده اذا كان هذه الامور تجد معها انسا في الصلاة وانسا في قراءة القرآن فيرجى ان تكون على خير. اما اذا كانت قسوة على القلوب احذروا وحاذروا لان الله جل وعلا يعاقب ومن عقوبته قسوة القلب. وهذا خطر عظيم مع انه ميزان مهم بعده من اعظم اسباب الثبات على الدين. ولهذا قال جل وعلا ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما ولا هديناهم صراطا مستقيما. ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله وكفى بالله علم. قال في اولها ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم. فاقبل على ربك واسأله الثبات. اسأله في اوقات الاجابة وفي اخر الليل. نبينا صلى الله عليه وسلم الذي تكفل له ربه بالحق وهو الذي يهدي الى الحق وبه يعدل عليه الصلاة وبه يقضي عليه الصلاة والسلام. هذا ماذا كان يقول في دعائه؟ في ليله يقول اللهم اهدني بما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. الاغترار بالنفس وعدم العبادة وعدم اللجوء الى الله جل وعلا هذا من اسباب الوقوع في الاهواء والشيطان يأتي العبد من هذه الجهة نستمع للاذان اسباب الثبات على الدين كثيرة متنوعة لكن يجمعها ما ذكرنا من الاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم في جماعة واخذ العلم عن اهله المتحققين به والبعد عن الاهواء والنظر في المهالات والاعتبار للعلل الغائية من اشياء ولزوم كف اللسان ولزوم العباد. والحذر مما يلقيه اعداء الاسلام الينا في وسائلهم مختلفة عبر نقلة اما قاصدين او غير قاصدين. كما اني انبه الى ان المسألة عظيمة اليوم والواجب تحري العلم بدليله وتحري الحكم في المسائل والنظر فيها بدليله الشرعي وفق الشرعية لان الشريعة جاءت وفق القواعد الشرعية. لان الشريعة جاءت بتحقيق المصالح ودرء المفاسد جاءت للحفاظ على اهل الاسلام وعلى بيضتهم. ولو ارتكبت بعض المفاسد. فان ارتكاب بعض المفاسد الصغرى للحفاظ على المطالب الكبرى هذا امر مطلوب في الشرع والقواعد بل والنصوص تقتضيه مما يهم طالب العلم النظر فيه في وقت الاختلاف النظر في القواعد الفقهية. لان القواعد الفقهية فيها رؤية لتعليلات الاحكام. ومقاصد الشريعة ومن نظر في الشريعة بدون معرفة المقاصد وعلل الاحكام والقواعد الشرعية الفقهية التي نصت عليها اهل العلم فانه قد لا يدرك الصواب في ما ينظر فيه من الاحكام. اقسموا بهذا واسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق والسداد وان يجعلنا واياكم ممن من عليهم بالثبات على الدين. واشكر في الختام اخي الشيخ عبدالله سليمان المهنا على تقدمته وعلى عنايته بالاسئلة وعلى جهده الدائم معنا في الوزارة فيما فيه النفع العام وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. ذكر الله ومعالي الشيخ هذه الكلمة الطيبة نسأل الله سبحانه وتعالى ان نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه وان يكتب الاجراء والمثوبة. اه فيما بين الاذانين نعرض على معالي الشيخ بعض الاسئلة التي وردت. ننتقي منها ما يناسب المقام الاخوة استشهد قول معاليكم في وصف الحق بانه قديم يريد ايضاحا لهذه الكلمة. اللي قالها طائفة من السلف ويعنون هنا بها ان الحق موجود في الكتاب والسنة وعند التلف من الصحابة والتابعين وعند ائمة الاسلام. فلا يمكن لاحد ان يأتي في زمن ويقول انا وصلت الى مسألة عرفت فيها الحق مع ان المتقدمين وائمة الاسلام لا يعرفون. ولهذا قال الامام احمد رحمه الله اياك ان تتكلم في مسألة ليس لك فيها امام. لماذا؟ لان المسائل الشرعية الكبرى هذه موجودة وما تفرقت الفرق وظهرت الاهواء الا لعدم تسليمهم لمن سبقهم للايمان. خوارج ظهروا لم يسلموا للصحابة. من حق قديم مع الصحابة. فهم نظروا في ان الحق ما ذهبوا اليه فضلوا. والرافضة نظروا في ان الحق ليس مع السنة وانما معهم بما احدث. وكذلك القدرية وكذلك المعتزلة. الجهمية كل الفرق ولاة الصوفية يقولون نحن احدثنا هذه الاشياء لكذا لكن الحق قديم. الحق ليس محدثا. الحق لا يزال في الامة. نعم. بارك الله فيكم. يقول معالي الشيخ في اوقات الفتن اعاذنا الله منها يكاد يزيغ قلب المسلم بكثرة رؤوس الجهال الذين يضلون ويضلون ويتورع العلماء الربانيون عن الخوض في هذه الفتن سلامة لا يعدلها شيء. ما توجيه معاليكم للشباب المسلم؟ خصوصا من هو حريص على طلب العلم وجزاكم الله خيرا. وصيتي هي الاخذ بما دلت عليه اية القرآن حديث النبي صلى الله عليه وسلم. وقواعده خلف في هذا المضمار وقد ذكرت لك في هذه المحاضرة طرفا منه. فارجو ارجو لمن اخذ بها لوظوح ادلتها ان يكون ممن حافظ على دينه ولم يعرض دينه للاهواء. والعلماء لا شك انهم يسكتون في موضع السكوت ويبينون في موضع البيان هذا امر ظاهر بين فحسن الظن بهم وتوقيرهم ثقة بمقاله وما يفطرون عنه هذا واجب لانه هو الذي يقتضيه قول الله جل وعلا فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. اذا اشتبه في الامور فاذا سألت او اخذت بكلام جماعة اهل العلم فانك على خير وهدى. بارك الله فيكم يقول معالي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قرأنا لمعاليكم فتوى في مجلة الدعوة لعدم الدعاء على اليهود والنصارى بالهلاك. واشكل علينا نوح عليه السلام ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا. فنأمل من معاليكم توضيح هذه الفتوى مع ذكر الادلة هذا على اثر سؤال جاء حين قمت بزيارة لمؤسسة الدعوة الصحفية التي تصدر مجلة الدعوة وقد نبهت مرارا من قديم على هذه المسألة لعدم موافقتها باصول الاعتقاد. وذلك ان الدعاء بالهلاك بعامة على الكفار هذا كان لنوح عليه السلام. والرسل بعده لم تدعو للهلاك العام. قال جل وعلا وقال نوح ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا. الايات. والنبي صلى الله عليه وسلم قال له الملك لو شئت لاطبقت وعلى اهل مكة الاخشبين فقال لا لعل الله ان يظهر من اصلابهم من يعبدوا الله وحده لا شريك له. ولعن النبي صلى صلى الله عليه وسلم بعض صناديد الكفر. فنزل عليه كما في كتاب التوحيد. فنزل عليه قول الله تعالى ليس لك من الامر شيء. او عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون. وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة في دعائهم على الكفار ان يكون دعاء خاص اقل على المعتدي على الظالم على من حارب الاسلام واهله كما في دعاء عمر في القنوت اللهم عليك بكثرة اهل الكتاب الذين يصدون عن دينك ويقاتلون اولياءك. اما الدعاء على اليهود والنصارى جميعا بالاستئصال فانه لا يجوز شرعا وهو من الاعتداء في الدعاء. وذلك لان الله جل وعلا اخبرنا ان اليهود والنصارى فيبقون الى زمن خروج المسيح الدجال. فاذا دعا احد بان يستغفلهم الله جل وعلا الان قبل نزول المسيح الدجال فهو اعتراض على ما اجرى الله حكمته وقدره الكوني ببقائهم الى اخر الزمان هذا لم يؤثر عن احد من السلف ولا من ائمة الاسلام انه دعا بهذا الدعاء العام على اليهود والنصارى. وانما يدعى بالدعاء الخاص لمن؟ قاتل لمن حارب لمن اذى المؤمنين ونحو ذلك. الامر الثاني من الوجهة ان الله جل وعلا له اسماء له الاسماء الحسنى والصفات العلى. ومن المتقرب عند اهل السنة والجماعة ان للاسماء الحسنى وللصفات العلى اثارا على خلق الله جل وعلا. فمنها اسماء وصفات ترجع الى عموم الخلق. ومنها اسماء وصفات يرجع اثرها الى خاصة المؤمنين. فمما يرجع الى عموم الخلق الخالق الرازق المحيي المميت الخافض الرافع الباسط وبعض انواع الرحمة. فاسماء الله جل وعلا وصفاته لها اثر على جميع خلقه. مؤمنهم ولهذا نبه الله جل وعلا ابراهيم الخليل على هذا الاصل وفي تنبيه ابراهيم الخليل عليه السلام الى ذلك تنبيه لي جميع الحنفيين قال ابراهيم الخليل وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال الله جل وعلا قال ومن كفر يعني ان مسألة الرزق هذه من اثار ربوبية الله لعباده. فرزق العباد سلامتهم من الامراض الصحة والارزاق والافاظة عليهم او ابتلائهم او هذه من اثار الربوبية فليست خاصة بالمؤمن هنا الكافر ولهذا الدعاء هذا مع عدم وروده عن احد من الائمة ولا من السلف ولا ثبتت به سنة ولا قول صحابة ايضا هو مخالف كما ذكرنا لسبب نزول قول الله تعالى ليس لك من الامر شيء او يعذبهم ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون. لمعرفة هدي السلف في الدعاء ولمعرفة اثار اسماءي والصفات على الخلق منافاة حكمة الله جل وعلا هذا اعتداء في الدعاء. مثلا يدعو بدعاء مستحي في دعاء يقول اللهم اخرج نبيا يهدي الناس. النبوة قتلت فهو ولو كان دعاء فهو دعاء باطل منافاته لما اخبر الله جل وعلا به او دعا يقول اللهم اخرجي اخرج المهدي الان اللهم انزل المسيح عيسى ابن مريم الان هذا دعاءهم باطل لانه قد اخبر الله جل وعلا واخبر رسوله صلى الله عليه وسلم ان وقت نزول خروج المهدي او نزول عيسى عليه السلام ليس لم تأتي على الان او يدعو بدعاء ممتنع من جهة من جهة الخلق هذا كله من الاعتداء في الدعاء هذا مأخذ الكلمة التي نشرت في مجلة الدعوة. هذا سؤال ورد الى الامارات عبر الانترنت. امرأة مصرية مقيمة في الامارات امها مريضة في مصر وتريد زيارتها لكن الام اقسمت الا تزورها ابنتك. فهل يجوز آآ ان تزورها وتكفر عن يمين امها؟ لا يجب عليها ان تطيع امها لان زيارة المريض زيارة الام المريضة حق لها وبر بها فاذا سقطت عن نفسها هذا الحق لسبب تعلمه او لرفق ولدها او بابنتها فان هذا هو الحق له فليس له لها ان تخالف امها في ذلك. الى البر ان تطيع امها في البقاء. نعم. الا يرى مع ابيكم في ظل كثرة القنوات الفضائية واحتوائها على كثير من باطل ضرورة انشاء قناة اسلامية ذات عقيدة صحيحة ومنهج سليم تبث من ارض الحرمين الشريفين فهذا واجب وان شاء الله آآ الوسائل الان المساعدة لوجود هذه القناة الفضائية قائمة وستخرج ان شاء الله في السنة القادمة نسأل الله هذا سائل يقترح ان يكون لوزارة الشؤون الإسلامية صفحات في الجرائد اليومية تبين وتبرز مناشط الوزارة في محاضراتها ودروسها وكلماتها. هذا امر طيب ومطلوب. لكن ما ينشر في الصحف كما تعلمون على نوعين. شيء تختاره في الصحيفة متروك لهم يعني هم تعطيهم الخبر والمحاضرة والمقال فهم يختارون ينشرونه لا ينكرون. القسم الثاني ان تدفع التمن. يعني ممكن انه نأخذ صفحتين لكن بثمن وهذه ثمنها مرتفع جدا اذا كانت يوميا. لهذا احنا اخذنا في بعض الصحف اه صفحتين او ثلاثة بحسب يعني الامكانات ولبعض المناسبات وموجود اظن الان في جريدة بعظ الجرايد ومن الجزيرة او شي اه صفحة او صفحتين للوزارة او صفحتين اه الهيئات الامر بالمعروف في ذلك وعلى العموم التواصي بالحق في هذا الامر مطلوب ونرجو ان يتحقق اه ما ذكره السائل بهذا الشكل او بغيره. يقول هل توصونني في ظل هذه الاحكام؟ ان ادخل مع الناس في نقاش ونبين الحق او اعتزل واترك الفوضى في ذلك. هذا يختلف بحسب الملكة اذا كان عند الانسان ملكة قوية وطلب للعلم وظهور للموقف الصحيح موقف اهل العلم في البرهان والدليل ويستطيع ان يبين فليبين وهذا ان شاء الله من الجهاد المأجوم عليه. اما اذا كان يخشى على نفسه بضعف ملكته او عدم قدرته على الجبال على مناقشة من يكون الحن بحجته فانه الافضل له ان يبين السنة ويبين كلام اهل العلم ثم يسكت. لهذا قال الامام مالك لمن سأله الرجل عنده السنة ايجادل عليها؟ قال الامام مالك لا يخبر بالسنة فان قبلت منه والا تكل. لان احيانا يأتي من يجادل ويقنع الاخر بضعف علمه بخلاف السنة. وقد قال بعض السلف لا تصغي الى ذي هوى باذنيه. فانك لا تدري ما يلقي اليك المسألة في في مثل هالازمنة ترجع الى الملكة والقدرة والثبات على ذلك