هذه السورة تسمى فاتحة الكتاب لانه يفتتح بها في كتابة المصاحف وتفتتح بها الصلوات وتسمى السبعة المثاني لانها سبع ايات تثنى وتكرر في كل ركعة قال تعالى ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم قال صلى الله عليه وسلم هي السبع المثاني وتأملوا يا اخوان قول الله عز وجل ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك الله اكبر ما اعظم القرآن وفضله ومكانته المعنى اذ اعطاك الله عز وجل ما به اغناك فلا تمتد عينك الى دنيا وزينتها وزخارفها فما في قلبك من الغنى بكتاب الله عز وجل يغنيك عن الدنيا وشهواتها وملذاتها وتسمى هذه السورة ام القرآن لان عامة ما في القرآن جمع فيها ففيها الحمد والثناء وتمجيد الرب سبحانه وبحمده وفيها انواع التوحيد الثلاثة توحيد الالوهية والربوبية والاسماء والصفات وفيها العبادة عبادة الله عز وجل وفيها دعاء والاستعانة وفيها الصراط المستقيم صراط من انعم الله تعالى عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. جعلنا الله واياكم معهم وفيها بيان طوائف الظلال غير المغضوب عليهم وهم اليهود ولا الضالين وهم النصارى فجمعت هذه السورة الوجيزة العظيمة مجمل ما في كتاب الله عز وجل ولهذا سميت ام القرآن وتسمى الرقية قال صلى الله عليه وسلم لنفر من الصحابة نزلوا بحي من العرب فلم يضيفوهم فلدغ سيدهم فجاءوا اليهم يسألونهم هل عندهم من طب فقال احدهم اني لراق ولكن استضفناكم فلم تضيفونا فاشترط عليهم فعلا فوافقوه على شرطه فقرأ عليه سورة الفاتحة روي ثلاث مرات فقام الرجل كأنما نشط من عقال فلما اخبروا النبي صلى الله عليه وسلم قال ما الذي ادراك انها رقية ولهذا تسمى الرقية ولها اسماء غير ما ذكر فهي سورة عظيمة يحسن بنا ويتأكد علينا ان نتدبرها عندما نكرر قراءتها في صلاتنا والا تكون قراءتنا مجرد هذ ولكي تصح بها الصلاة فقط بل لا بد ان يكون مع القراءة تذكر ليحصل معه الغاية وهو