كتاب الصيام بسم الله الرحمن الرحيم باب وجوب صوم رمضان. وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون بدأ المصنف رحمه الله هذا الكتاب بالبسملة تاسيا النبي صلى الله عليه وسلم في بدايات كتبه فانه ما كتب كتابا صلى الله عليه وسلم الا وبدأه بالبسملة فالبداءة بالبسملة في اوائل الكتب سنة نبوية وهو هدي قرآني فان فان الله تعالى ابتدأ كتابه بالبسملة كما ان كما انه ابتدأ كل سورة بالبسملة. وعلى هذا جرى المصنف رحمه الله في بعض النسخ البداءة في كل كتاب ببسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله كتاب الصوم الصوم اللغة هل امساك هكذا يعرفه اهل اللغة الامساك مطلقا فتقول صمت عن الكلام يعني امسكت عنه. صمت عن الذهاب اي امسكت عنه. صمت عن النوم يعني امسكت عنه ومنه قول مريم اني نذرت للرحمن صوما اي امساكا على الكلام والا فهي تأكل وتشرب. فالصوم هو الامساك. والصوم هو الصيام ليس بينهما فرق من حيث المعنى فيما يظهر والله اعلم فلم يشر اهل اللغة ولم اقف على من فرق بين هذين اللفظين من علماء الشريعة فقول من يقول الصوم هو الامساك هو صفة نفسية للامساك عن الرذائل والسيئات والصيام هو الامساك كان الطعام والشراب هذا تفريق يحتاج الى دليل ولا دليل عليه وانما الصوم في اللغة الامساك مطلقا اما في الاصطلاح فاجود ما قيل في تعريفه للصوم انه التعبد لله تعالى بالامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس واضح التعريف من ايسر ما يكون التعبد لانه عبادة. التعبد لله بالامساك انت تتقرب الى الله تعالى بالامساك عن ايش؟ عن المفطرات والمفطرات سيأتي بيانها وايظاحها فيما نستقبل ان شاء الله تعالى من متى؟ من طلوع الفجر الى غروب الشمس. هذا اجود ما قيل واقصر ما قيل في تعريف واوضح ما قيل في تعريف الصوم بعضهم يقول امساك مخصوص عن اشياء مخصوصة في وقت مخصوص من شخص مخصوص. فهمتوا ما هو واظح يعني لا لا يتظح به كثيرا المعنى والفقهاء رحمه الله يدخلون مخصوص في كثير من التعريفات ويزيدها عماء لا في الغالب لا لا لكن فيما ذكرت اولا بيان جلي لمعنى الصيام انه عبادة لان قلنا التعبد لله بالامساك انت تتقرب اليه بانك تمسك عن المفطرات وهي ما سيأتي بيانه وايظاحه من طلوع الفجر الى غروب الشمس وهذا هو وقت الصيام الشرعي ذكر المصنف رحمه الله في هذا الكتاب ابتدأ الكتاب بذكر وجوب الصوم قال باب وجوب صوم رمضان اي ما جاء من النصوص في وجوب الصيام والصوم واجب وقيده المصنف رحمه الله برمضان يفهم منه انه لا يجب صوم غير رمظان اليس ثمة صيام واجب على المكلفين سوى رمضان لانه رحمه الله في الترجمة قصر الوجوب على صوم رمضان وساق الادلة على هذا وهو يشير بهذا الى خلاف هل يجب صوم هل كان في الشريعة صوم واجب غير رمظان فكأنه يجيب رحمه الله بهذه الترجمة وانه لا صوم واجب الا صوم رمضان. يقول رحمه الله وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. هذه الاية الاصل في فرض الصيام فان الله تعالى اخبر فيها بكتابة الصيام على اهل الايمان يا ايها الذين امنوا كتب عليكم يعني فرض عليكم الصيام ثم ذكر الله تعالى تسلية للامة فيما قد يصيبها من مشقة الصوم بان هذا بان هذا الفرض ليس خاصا بهذه الامة. انما هو مفروظ ايضا على الامم السابقة ولذلك قال كما كتب على الذين من قبلكم اي مثل ما كتب على الذين من قبلكم ذكره لهذا ما فائدته؟ له فائدتان الفائدة الاولى التخفيف على هذه الامة. وان هذا الفرض مما فرضه الله تعالى على الامم السابقة فليس مما خاصة به هذه الامة فيشق عليها ومعلوم انه اذا كثر المشتركون في المشقة هانت المشقة الامر هو الفائدة الثانية ان هذا بيان لمنزلة الصيام في التشريع وانه ذو منزلة عالية وجه ذلك ان ما جعله الله تعالى مفروضا على الامم السابقة فهو اصل اصيل في تحقيق العبودية لله وتحصيل مصالح الناس ودفع المفاسد. كل ما كان مفروضا على الامم جميعا ولم تخص به امة من الامم فهو من الشرائع التي الناس في امس الحاجة اليها في التقرب الى الله تعالى وفي اصلاح معاشهم ومعادهم وفي اصلاح معاشهم ومعادهم هذه هي الفائدة الثانية من ذكره جل وعلا كما كتب على الذين من قبلكم