من اداب العلم ايضا يا اخوان هو ما يورثه من خشية وخشوع وسكينة ووقار وهدي وسمت هي اثاره العظيمة التي تنشأ عنه فان اصل العلم كما قال الامام احمد كما ذكر اصل العلم خشية الله عز وجل وكذا الخشوع يا اخوان فليحرص المسلم على مثل كهذه الاداب الجليلة والعظيمة فانه اذا خشي ربه عز وجل وخشع قلبه لذكره وتلاوة كتابه فان ذلك يحثه ويحظه على العمل العمل الصالح العمل الصالح هو ثمرة الخشية ونتيجتها قال تعالى ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا مفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا عمر رضي الله عنه وارضاه قول الله تعالى اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا فقال هذا السجود فاين البكاء؟ اين البكاء؟ الله المستعان يقرأ الانسان القرآن فلنقرأ القرآن والانسان يتحدث عن نفسه ربما كاملا ولا قوة الا بالله وربما لا تذرف له دمعة فلماذا وربنا يقول واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق. هذا هو العلم يا اخوان العلم بثمراته العلم بآدابه وباخلاقه كانوا يحرصون على مثل هذه الاداب قبل ان يبدأوا بطلب العلم قال الامام ما لك لفتى من قريش يا ابن اخي تعلم الادب قبل ان تتعلم العلم وطلع الليث ابن سعد الامام المشهور رحمه الله انا بعض اهل الحديث فرأى منهم شيئا لا يعجبه فقال انتم الى قليل من الادب احوج منكم الى كثير من العلم وانما العلم بثمراته وفوائده ونتائجه كما قال عز وجل امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه قال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب يرحمك الله هذا يا اخوان هذا هنا ربنا بين ان العلم هو في القنوت وصلاة الليل بين العلم بثمرته يا اخوان او ببعض ثمراته اما ان يكون الانسان طالب علم ولا يكون للعلم اثر عليه لا في صلاته ولا في عبادته ولا في هديه ولا في سلوكه ولا في اخلاقه هذا والعلم يا اخوان