الاصل والاصل ما يبنى عليه غيره. واصول الايمان هي التي تبنى عليها بقية العقائد. والعلماء تارة يقولون اصول الايمان او اركان الايمان. ستة وتارة يقولون خمسة. والناظر في كتاب الله يجد ان الله سبحانه وتعالى ذكر الخمسة في موضعين. في قوله تعالى ولكن البر من امن لله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. وقال ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. لهذا قال جمع من العلماء الاصول الخمسة. وفي سورة البقرة ذكر اربعة كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير قالوا ان قوله واليك المصير آآ يدل على آآ آآ اليوم الاخر. وآآ اما في حديث جبريل فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ثم اعاد ذكر العامل فقال وتؤمن بالقدر خيره وشره. والاقرب والله اعلم ان اصول الايمان خمسة وان القدر يرجع الى الايمان بالله. لان حقيقة القدر هو الايمان بعلم الله وكتابته ومشيئته وخلقه. وهذه ترجع الى الاصل الاول. وانما خصه بالذكر لمزيد الاهتمام وقد استدل آآ ابن عمر رضي الله عنه كما في اول حديث في صحيح مسلم حديث ابن يعمر قال انطلقت انا وحميد بن انا وحميد بن عبدالرحمن حاجين او معتمري وقلنا لعله يوفق لنا احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وكان ذلك بعد ظهور القدرية فكان اول من تكلم بالقدر رجل من اهل البصرة يقال له معبد الجهني. قال فدخلنا المسجد فوفق لنا عبدالله بن عمر فاكتنبته انا وصاحبي. احدنا عن يمينه والاخر عن يساره. وظننت ان صاحب الكلام الي فقلت يا ابا عبدالرحمن انه قد ظهر قبلنا اناس يقرؤون القرآن ويتطفرون العلم ويزعمون الا قدر وذكرت من حالهم وان الامر انف. فقال ان لقيت احدا من هؤلاء فاخبره اني بريء منه وانه بريء مني ثم ساق حديث ابيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه سلم ذات يوم اضطلع علينا رجل شديد سواد الشعر. شديد بياض الثياب. لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حديث جبريل المشهور الذي في اول صحيح مسلم. والشاهد منه قوله وتؤمن بالقدر خيره وشره مجيئها بها على هذا النسق آآ كأنما اراد به التفصيل بعد الاجمال وذلك لحصول خلل وخطأ عند كثير الناس في امر القدر فاعاد ذكر العامل. فهذه فهذه هي اصول الايمان