الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين حياكم الله ايها الاحبة في هذه اللقاءات المباركة بتدارس اصول مذهب الامام مالك رحمه الله مع صاحب الفضيلة العلامة الدكتور سعد ابن ناصر الشثري. ارحب بكم مجددا من صاحب الفضيلة. حياك الله وارحب بك وارحب بالمشاهدين الكرام. واسأل الله جل وعلا للجميع التوفيق بخيري الدنيا والاخرة احسن الله اليكم صاحب الفضيلة لا يخفى على كل مسلم ومسلمة مكانة الصحابة في قلوب المسلمين وهذه وهذا الشرف وهذا القدر الذي حباهم الله سبحانه وتعالى به وان مما جاء عن الامام مالك وغيره من اهل العلم حجية قول الصحابي والاستدلال به بمعرفة الاحكام الشرعية وفهمها نأمل من فضيلتكم بيان هذا اه الاصل وهذا الدليل الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان المراد بالصحابي في هذا المبحث من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ولازمه مدة ومات على الاسلام والصحابة رضوان الله عليهم لهم فضل كبير قد جاءت النصوص بالثناء عليهم ورفع شأنهم واعلاء مكانتهم قال الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها وآآ طاردين فيها ابدا. ولذلك قد جاءت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تثني على الصحابة وتبين مكانتهم العالية ومن هنا فالمؤمن يعتقد ان الصحابة الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم لهم افظلية آآ اذا علم الانسان ان هؤلاء هم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فحينئذ لين يرضى ان يتكلم فيهم احد ونحن نعلم انه اذا قدح في صحابتك وصحبتك يا ايها الانسان لم ترضى بذلك. فكيف ترظى بمثله في النبي صلى الله عليه وسلم كيف وهم الذين زادوا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلوا معه وبذلوا النفس سواء النفيس بذلوا ارواحهم واموالهم جميع ما لديهم في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرتهم وتواريخهم معروفة مشهورة. ثم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم استمروا في الجهاد مع هذه ولكن قول الصحابي بالمسائل التي لا نهتدي فيها الى النص مشعر بان تلك المسألة فيها نص يوافق قول الصحابي. والا فالنصوص كاملة كما قال تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا تبيانا لكل شيء واستمروا في بذل اوقاتهم واموالهم ونفع الله بهم نفعا كثيرا ونشروا العلم في اقطار في مغارب الارض ومشارقها وحينئذ نعرف بهؤلاء الصحابة مكانتهم ومنزلتهم هل قول الصحابي حجة ودليل تؤخذ منه الاحكام الشرعية اقوال الصحابة على انواع النوع الاول قول صحابي لا مدخل للاجتهاد فيه وانما يكون بنقل امور غير اجتهادية هذا النوع له حكم الرفع. وهذا يقولون عنه مرفوع حكما يعني مسلا عندما يقول ابن مسعود رضي الله عنه من اتى كاهنا او ساحرا او عرافا فقد كفر وبما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. مثل هذا لا يقال بالرأي والاجتهاد. وبالتالي نحمله على ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي اه قال ذلك النوع الثاني قول الصحابي الذي انتشر في الامة واطلع عليه الصحابة ولم يوجد له مخالف في عصرهم. نعم. ومن امثلة هذا ما ورد عن ابن اه عباس وابن عمر ان من جامع في الحج وجب عليه بدنه وفسد حجه ويكمل الحج ويحج من قابل فهذا اشتهر في الصحابة ولم يوجد له مخالف فهذا النوع حجة ويقال عنه بانه اجماع سكوتي. اجماع سكوتي النوع الثالث اقوال الصحابة اذا اختلفت اذا وردت مسألة في عهد الصحابة فاختلفوا فيها على قولين فحينئذ نعلم ان ما عدا هذين القولين ليس بصحيح وليس بصواب وهذا يسمونه احداث قول ثالث في المسألة اما هذان القولان فانه لا يرجح بينهما الا بحسب دليل يردنا من الخارج. مثال ذلك اختلف الصحابة فيما لو مات الميت عن جد واخوة فقال بعض الصحابة الجد يحوز جميع المال والاخوة ليس لهم شيء وقال بعض الصحابة يشترك الجد والاخوة فحينئذ لا يحق لاحد في عصرنا الحاضر ان يقول بان الاخوة يأخذون جميع الميراث وان الجد آآ يسقط لا يقول بي ولا ولا يجوز لاحد ان يقول بمثل هذا القول لانه احداث قول جديد لكن يبقى الاجتهاد في القولين السابقين وليس احد قولي الصحابة مميزا على الاخر الا بدليل خارج يدل على رجحانه على غيره من آآ الادلة النوع الاخر النوع الاخير وهو النوع الرابع قول الصحابي الذي لم يخالفه صحابي اخر ولم ينتشر في الامة وقد قاله باجتهاد ورأي سواء باجتهاد فقهي ونحوه فمثل هذا النوع من اقوال الصحابة هل يحتج به او لا يحتج به هذا من مواطن الخلاف بين اه العلماء وقد قال المؤلف هنا بان من ادلة مذهب مالك آآ قول الصحابي قال القول المروي عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ادلة مذهب ما لك. يعني انه حجة شرعية عند ما لك سواء كان الصحابي اماما كالخلفاء الراشدين او مفتيا كابن عباس مفتي الحج وابن عمر او كان اي قاضية اه وسواء كان المنقول عن الصحابي من القول والفعل بين ان معنى كون قول الصحابي حجة ان المجتهد التابعي وغيره يجب عليه اتباع قول الصحابي لا تجوز له مخالفته اما المجتهد الصحابي فليس حجة على عليه قول غيره من الصحابة من قال بان قول الصحابي حجة استدل بعدد من اه اه الادلة منها الاية السابقة والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان فاثنى على من اتبع الصحابة واستدلوا عليه بمثل قول الله جل وعلا اتبع سبيل من اناب الي قالوا الصحابة ممن اناب الى الله وحين يؤمر باتباعهم واستدلوا على ذلك بان الصحابة قد عرفوا قد شاهدوا التنزيل وصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوا التأويل وشهدوا شاهدوا طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في تنزيل الاحكام على اه الوقائع. ومن ثم قالوا قول الصحابي له من الحجية والدلالة ما لغيره بينما من قال بان قول الصحابة ليس بحجة استدل على ذلك بالنصوص التي تأمر بتحكيم اه الكتاب والسنة قالوا فلم تذكر اه قول الصحابي. ومن امثلة هذا قول الله عز وجل فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا. وقوله جل وعلا وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. فحكمه الى الله. ونحو هذا من النصوص التي تدل على وجوب رد المسائل المتنازع فيها الى الكتاب والسنة فاذا هذه المسألة من مسائل آآ الخلاف لكن اذا نظر الانسان في دلالة النصوص وجد انها كاملة. وانه لا يوجد مسألة الا وفيها دليل من الكتاب والسنة تبيانا لكل شيء. ومن هنا نعلم بان النصوص كاملة وافية. لكن من اضطر الى الاخذ بقول الصحابي فهذا من مواطن اه الضرورات والا فان الاصل الاكتفاء بما ورد في الكتاب والسنة. نعم احسن الله اليكم صاحب الفضيلة على هذا البيان. اذا ايها الاحبة الصحابة رضوان الله عليهم لهم منزلة كبيرة وقدر كبير في فهم النصوص الشرعية خاصة وانهم شاهدوا تنزيل وعاصروا النبي صلى الله عليه وسلم لكن يكون تكون اقوالهم بحسب الضوابط التي اشار اليها صاحب الفضيلة. اسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى. والى لقاء اخر باذن الله تعالى