العمل عبادة يعني ما الحال او الوصف الذي اذا كان عليه العامل فانه يكون عابدا لله جل وعلا او يكون حال قيامه بالعمل عابدا لله جل وعلا فالجواب ما ذكر الشيخ ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فنستعين بالله جل وعلا على مدارسة متن مفيد نافع هو اعلام السنة المنشورة لاعتقاد الناجية المنصورة هذا المتن الفه الشيخ العلامة حافظ ابن احمد الحكمي المولود سنة اثنتين واربعين وثلاث مئة والف المتوفى سنة سبع وسبعين وثلاث مئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم والشيخ حافظ معروف مكانته العلمية السامقة عند طلاب العلم فهو عالم مبرز بل هو كما يقول بعض مشايخنا الذين اخذوا عنه انه كان عالما موسوعيا على طراز شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم والذي يقرأ في مؤلفات الشيخ رحمه الله يجد انه مع قصر عمره قد حاز علما جما وحصل خيرا عظيما في فنون العلم توفي الشيخ وعمره خمسة وثلاثون عاما فقط ومع ذلك فانه قد بلغ في العلم شأوا عظيما وصنف المصنفات النافعة في فنون الاعتقاد والفقه واصول الفقه والسيرة ومصطلح الحديث والاداب والرقائق وغيرها من فنون العلم نظمن ونثرى هذه الرسالة القيمة التي بين ايدينا الفها الشيخ وعمره ثلاثة وعشرون عاما فقط وبعض مؤلفاته الفها وهو دون هذا السن فمؤلفات الشيخ رحمه الله تشهد له بالقدح المعلى الباع الواسع في العلم فهي مما ينبغي ان يحرص طلاب العلم عليه. لا سيما وهي قد جمعت بين السهولة واليسر في الاسلوب مع التحقيق العلمي وجودة البحث وهذا قليل ان يجتمع ان تكون المصنفات سهلة يفهمها طلاب العلم على مختلف طبقاتهم مع جودة التحقيقات فهو يعطيك الخلاصة والزبدة كما يقولون دون ان يشق عليك ومن ذلك هذه الرسالة القيمة التي بين ايدينا وهي اعلام السنة صنفها الشيخ رحمه الله على هيئة السؤال والجواب وهذا مسلك حسن تضمنت هذه الرسالة مئتي سؤال وجواب في الاعتقاد وهي رسالة شاملة جمعت عامة مسائل الاعتقاد وتناولت كل ابوابه ونبهت على اهم مسائله فبعون الله جل وعلا نتدارس في هذا الدرس هذه الرسالة ونقف عند المهم منها وعلى الله التكلان نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة. الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. هو الذي خلقكم من طين ثم قضى اجلا واجل مسمى عند ثم انتم تمترون وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل لهم ما في السماوات والارض كل له قانطون. بديع السماوات والارض واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون. وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخير سبحان الله وتعالى عما يشركون. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. واشهد ان واشهد ان سيدنا محمد محمدا عبده ورسوله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه. الذين قاموا بالحق وبه كانوا يعدلون. وعلى التابعين لهم باحسان الذين لا ينحرفون عن السنة ولا يعدنون بل اياها يقتفون وبها يتمسكون وعليها يوالون ويعادون. وعندها يقفون وعنها يذبون ويناضلون وعلى جميع من سلك سبيلهم وقفى اثرهم الى يوم يبعثون. اما بعد فهذا مختصر جليل نافع عظيم الفائدة جمع المنافع. يشتمل على قواعد الدين ويتضمن اصول التوحيد الذي دعت اليه الرسل وانزلت به الكتب ولا نجاة لمن بغيره يدين. ويدل ويرشد الى سلوك المحجة البيضاء ومنهج الحق المستبين شرحت فيه امور الايمان وخصاله وما يزيل جميعه او ينافي كماله. وذكرت وذكرت فيه كل مسألة مصحوبة بدليلها ليتضح امرها وتتجلى حقيقتها ويبين سبيلها. واختصرت فيها على مذهب اهل السنة والاتباع. واهملت والاتباع جزاكم الله خير. واقتصرت فيه على مذهب اهل السنة والاتباع واهملت اقوال اهل الاهواء والابتداء. اذ هي لا تذكر الا للرد عليها وارسال سهام السنة عليها. وقد تصدى لكشف عوارها الائمة الاجلة. وصنفوا في ردها وابعادها المصنفات المستقلة مع ان الضد يعرف بضده ويخرج ويخرج بتعريف ضابطه وحده. فاذا فاذا طلعت الشمس لم يفتقر النهار الى استدلال ولكن ليتنبه لما سيأتي من الجواب ومن الكلام الذي ينبغي ان يستعد له موسى عليه السلام. فهذه الطريقة طريقة حسنة ومسلك جيد يحسن ان يسلكه المعلم وان تسلكه المؤلف في مواضعه المناسبة. نعم واذا استبان الحق واتضح فما بعده الا الضلال. ورتبته على طريقة السؤال ليستيقظ الطالب وينتبه. ثم ثم اردفه وبالجواب الذي يتضح الامر به ولا يشتبه. وسميته اعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة. والله ان يجعله ابتغاء وجهه الاعلى وان ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا نعمة منه وفضلا انه على كل شيء قدير وبعباده لطيف خبير واليه المرجع والمصير وهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير. احسنت قدم المؤلف رحمه الله بهذه المقدمة الماتعة والحق انه برع في الاستهلال في المقدمة تحرك القلوب وتشحذ الهمة كما لا يخفاك في هذه المقدمة اشار الى مسائل اولا قد يقول قائل مدح المؤلف كتابه فوصفه بانه مختصر جليل نافع عظيم الفائدة جم المنافع والجواب ان هذا لا حرج فيه فمدح الانسان نفسه او ما يرجع اليه من مؤلفات ونحو ذلك لتحقيق مصلحة شرعية لا لعجب وتكبر هذا لا حرج فيه وعليه حمل اهل العلم قوله جل وعلا عن يوسف عليه السلام قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم فالمؤلف رحمه الله رمى بهذا الكتاب وهو يؤسس ل مؤلف يقرر معتقد اهل السنة ويرد على مخالفيه اراد ان يحث طلاب العلم على الاستفادة منه وهذا مسلك سار عليه كثير من العلماء قبله ايضا لفت رحمه الله انتباه القارئ الى ان اهل العلم في مصنفات الاعتقاد انما يذكرون القول الحق الذي عليه اهل الاسلام المحض وهو مذهب السلف الصالح ما عليه اهل السنة والجماعة فحسب فهذا هو الدين الذي يجب ان يدان الله به هذا الاعتقاد هو الذي يجب ان يعتقد اما اقوال اهل البدع فانما تذكر لترد هذه قاعدة مهمة وعلى هذين النمطين سار اهل السنة والجماعة في تصنيفهم في كتب الاعتقاد فمصنفاتهم تدور على هذين المسلكين على تقرير مذهب اهل السنة فحسب بدليل ذلك من الكتاب والسنة او كتب ترد على اهل البدع وتبين باطلهم قال وقد تصدى لكشف عوارها الائمة الاجلة وصنفوا في ردها وابعادها المصنفات المستقلة مع ان الضد يعرف بضده ويخرج بتعريف ضابطه وحده نعم الضد يعرف ويستبين بظده كما قال صاحب القصيدة اليتيمة الوجه مثل الصبح مسود والشعر مثل الليل مسود الوجه مثل الصبح من بيض والشعر مثل الليل مسود خدان لما استجمعا حسنا والضد يظهر حسنه الضد كما ذكر ان التعريف او الحد يخرج ما سواه فان الحد عند المناطق هو الجامع المانع فهو يمنع من دخول غيره فيه. فاذا ذكر مذهب اهل السنة والجماعة ووضع بجواره غيره تبين الصبح من الليل وتبين الضلال من الهدى واستبان الحق عن الباطل يشير رحمه الله الى ان الحق واضح. ومجرد ذكره كاف في رد غيره وهذا صحيح عند من سلمت فطرته لكنه غير كاف لكل احد فليس لنا ان نقول كما يقول بعضهم نحن نقرر الحق وتقرير الحق كاف في رد الباطل هذا ليس بصحيح بل من مقاصد الشريعة ومن حكم انزال القرآن ان يستبين الباطل حتى يحذر وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين كما ان الحق يجب ان يكون واضحا بينا يؤمه من يريده كذلك ينبغي ان يكون الباطل واضحا معرى حتى يحذره من اراد ان يسلم منه. فالباطل لابد من كشفه ولابد من رده فلا يخفاك ان اهل الباطل يزينون باطلهم ويزخرفونه وعندهم علوم وعندهم اه شبه وبالتالي فان مثل هذه الزخارف والشبه تنطلي على الاغمار. الذين لا الخبرة عنده ولا علم وبالتالي فلا ينبغي ان نقف عند بيان الحق فحسب بل لا بد من بيان الحق بتفصيله ولابد ايضا من الرد على الباطل وبيان عواره على وجه التفصيل ايضا وبهذا يحفظ الدين بتوفيق الله سبحانه وتعالى آآ اخيرا اشار رحمه الله الى انه رتب كتابه على طريقة السؤال والجواب ليستيقظ الطالب وينتبه وهذا مسلك نبوي معلوم هذا نبينا صلى الله عليه وسلم قد سلكه في احاديث عدة النبي صلى الله عليه وسلم سأل معاذا رضي الله عنه عن حق الله على العباد وحق العباد على الله سأل ابي رضي الله عنه عن اعظم اية في كتاب الله سأل اصحابه عن الشجرة التي تشبه المسلم في احاديث كثيرة عنه صلى الله عليه وسلم وهذا مسلك حسن في التعليم واستفاد هذا ايضا بعض اهل التفسير من قول الله جل وعلا وما تلك بيمينك يا موسى فالله جل وعلا وجه اليه الكلام وهو اعلم سبحانه بما في يده احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ما اول ما يجب على العباد؟ اول ما يجب على العباد معرفة الامر الذي خلقهم الله له اخذ عليهم الميثاق به وارسل به رسله اليهم وانزل به كتبه عليهم. ولاجله خلقت الدنيا والاخرة والجنة والنار وبه حقت الحق ووقعت الواقعة وفي شأنه تنصب الموازين وتتطاير الصحف وفيه تكون الشقاء والسعادة وعلى حسبه تقسم الانوار. ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور هذه المسألة الاولى في اول واجب قال ما اول ما يجب على العباد قال اول ما يجب على العباد معرفة الامر الذي خلقهم الله له ثم العمل به فالمعرفة فحسب لا تكفي بل لا بد من معرفة يتبعها عمل وهذه مسألة مبحوثة في كتب اصول الدين واهل السنة والجماعة متفقون على ان اول ما يجب على العباد ان يعرفوا الله تبارك وتعالى ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته ثم ان يقوموا بمقتضى هذا العلم من عبادته وحده لا شريك له فهذا هو الذي امر الله العباد به وهو الذي اخذ عليهم الميثاق يشير الى اية الاعراف واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وما ثبت ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث عدة رواها جمع من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بعض اهل العلم انها متواترة تواترا معنويا وخلاصة ذلك ان الله جل وعلا مسح ظهر ادم فخرج من ظهره كل ذريته ثم اشهدهم الله جل وعلا على انفسهم فقال الست بربكم قالوا بلى شهدناه وهذا الميثاق من اثاره الفطرة التي فطر الله الناس عليها يعني الجبلة التي هي حاصلة في كل نفس لم تتغير بمغير خارجي كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه فهذه الفطرة وهذا الاستعداد لقبول الحق وهذه المعرفة الاجمالية توحيد الله سبحانه وتعالى وهي التي تذكر في النصوص وكلام اهل العلم بانها الفطرة هي اثر من اثار هذا الميثاق القديم ثم بعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام التي اكدت الامرين قبل ذلك قد يقول قائل وما فائدة هذا الميثاق والانسان لا يذكر شيئا وكيف تقوم الحجة على من لا يعلم هذا الميثاق فلا احد يتذكر هذا الامر هذا الامر الذي حصل والجواب عن ذلك ان الحجة لم تقم بهذه بهذا الميثاق القديم وحده انما قامت الحجة لما بعث الله الانبياء فذكروا العبادة بهذا الميثاق ها هنا قامت عليهم الحجة بالامرين بالميثاق القديم وايضا ببعثة الرسل وبلاغهم وانذارهم هذا اولا وثانيا العبرة بما سيكون يوم القيامة ان تكونوا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين ونحن لا نعلم ما سيكون يوم القيامة من احوال الناس على وجه التفصيل فربما ان الله فربما ان الله جل وعلا يعيد الى الناس في ذلك اليوم العظيم يعيد الى اذهانهم والى ذاكرتهم. هذا الميثاق وتكون الحجة قائمة عليهم المقصود ان هذا الميثاق يتعلق عند اهل العلم بباب القدر فهو يدل على علم الله عز وجل السابق وعلى مشيئته النافذة. وعلى ان بيده الهداية والاضلال جل وعلا اما مسألة اقامة الحجة ومسألة التكفير بناء على هذه القضية قضية الميثاق فهذا ليس من مسلك اهل العلم ولا من طريقة اهل السنة والجماعة الحجة تقوم عند اهل السنة ببعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام. الم يأتكم نذير؟ وما كنا معذبين حتى نبعث رسوله و تجد اهل العلم اذا قرروا هذه المسائل تجد انهم يقيدون هذا الامر بما يزول معه الاشكال فيقولون لابد من قيام الحجة الرسالية يعني الحجة التي قامت على الناس ببعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام اما الفطرة وحدها او الميثاق او العقل او الدلائل الكونية والايات والبراهين المنظورة يعني كخلق السماوات والارض ونحو ذلك فهذا القدر من رحمة الله جل وعلا انه لم يجعله كافيا في اقامة الحجة انما قيام الحجة وانقطاع العذر يكون ببعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام وموضوع الميثاق شيء وهذا الذي يتكلم به بعض الناس في هذه الايام وربما خطبه او الفوا حوله وان الميثاق كاف ولو لم يبلغ الناس كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهذا المسلك ليس من مسلك اهل السنة والجماعة نعم اه فهذا الذي تقرر وهو ان اول واجب على العباد معرفة الله جل وعلا وعبادته يخالف ما عليه اهل البدع وهذه المسألة لها صفحات مطولة في كتب المتكلمين الذين لم يوفقوا الى الحق في هذه المسألة وضربوا فيها اه بغير هدى وتخبطوا فيها خبط عشواء فمنهم من ذهب الى ان اول واجب على المكلف هو معرفة الله عز وجل. كما يقوله الاشعري ومراده بذلك معرفة ان الله جل وعلا منفرد بخلق العالم. هذا القدر لو حصل فهو كاف في تحقيق اول واجب على المكلف ولا شك ان هذا ليس بصحيح فمعرفة انفراد الله جل وعلا بخلق العالم ليس كاف في تحقيق ما اوجب الله عز وجل على الانسان ما لم يقترن بتوحيده سبحانه وتعالى بالعبادة وذهب الباقلان الى ان اول واجب على المكلف هو النظر وتنبه الى ان النظر عند هؤلاء المتكلمين هو النظر في الدليل العقلي المثبت لانفراد الله عز وجل بخلق العالم هذه هي القضية الكبرى التي اتعبوا انفسهم في تقريرها فمن وصل اليها فقد وصل الى صريح التوحيد والايمان وهذا الدليل العقلي يدور اكثر كلامهم على دليل معين هو دليل حدوث اه الاجسام الذي اثبتوا به حدوث العالم وبالتالي فانهم يثبتون آآ انفراد الصانع جل وعلا وذهبت طائفة وهذا هو الذي اختاره ابو المعالي الجويني الى ان اول واجب على المكلف هو القصد الى النظر لابد ان ينوي ان ينظر. ينوي ان يبحث بعقله في هذا الدليل العقلي لان هذا سابق على النظر النية سابقة على النظر وذهب الجب الى المعتزل الى ان اول واجب على المكلف انما هو الشك لانه وسيلة للنظر الموصل الى المعرفة وهذا من اعجب العجائب ان يطالب الانسان الذي وصل الى برد اليقين ان يشك حتى يتيقن مرة اخرى وهذا انحراف في الفهم والتصور وعلى كل حال الخلاف بين هذه الاقوال الثلاثة الاولى كما يقرر شيخ الاسلام رحمه الله خلاف لفظي فاول واجب على جهة القصد واول واجب على جهة الوسيلة يدور على هذا الذي ذكر وعلى كل فهذه اقوال ليس عليها اثارة من علم ولا دليل من كتاب او سنة ولا سار على هذا السلف الصالح بل اهل السنة مطبقون على ان اول واجب على المكلف ان يشهد ان لا اله الا الله ولا اله الا الله دالة بالمطابقة على توحيد الله بتوحيد الله في الالوهية ودلت بدلالة التظمن على توحيده جل وعلا بالمعرفة والاثبات اطبق اهل السنة والجماعة ايضا على ان الصغير الذي قال لا اله الا الله قبل بلوغه فانه لا يؤمر بعد البلوغ ان يتشهد او ان ينظر حتى يصح ايمانه وهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وهذا هو عليه الصلاة والسلام يقول امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله افرأيت اذا قلنا ان الواجب على الكافر اولا ان يخوض في هذه التقريرات العقلية العويصة التي يعترفون هم بانها كثيرة الاشكال قليلة النفع فدليل حدوث الاجسام ونحوه ارأيت لو ان الكافر زعم انه مشتغل بالنظر فكان ينبغي ان يكون مطاعا ومثابة انه يكون مطيعا ومثابة وانه لو مات وهو بهذه الحال فانه يكون من اهل الجنة لانه مشتغل بطاعة الله سبحانه وتعالى وذكر هذا كاف في فساد هذه الاقوال التي ذكروها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما هو ذلك الامر الذي خلق الله تعالى الخلق لاجله قال الله تعالى وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق ولكن اكثرهم لا يعلمون. وقال قال وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا. وقال تعالى وخلق الله السماوات والارض بالحق قوى لتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون. وقال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. الايات نعم مر بنا غير مرة في الدروس السابقة ان الله جل وعلا خلق الخلق خلق الخلق بالحق وللحق والحق هو الغاية المرادة بخلقهم وهو يتضمن امرين غاية مرادة منهم وغاية مرادة بهم اما الغاية المرادة منهم فمعرفة الله جل وعلا باسمائه وصفاته ثم عبادته اما معرفته وقد قال الله جل وعلا الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا والامر الرابع ان يعزم على الاقلاع ان يعزم على عدم العود الى ما وقع فيه انفا اما يقول انا تائب وفي قلبه اصرار على انه متى ما سنحت الفرصة عاد ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما اما عبادته فدل عليها قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون واما الغاية المرادة بهم فجزاؤهم بالثواب على الاحسان وبالعقاب على العصيان ودل هذا ودل على هذا قوله تعالى وخلق الله السماوات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون قال رحمه الله ما معنى العبد؟ العبد ان يريد به المعبد اي المذل اي المذلل المسخر فهو بهذا المعنى شامل في جميع المخلوقات من العوالم العلوية والسفلية من عاقل وغيره. ورطب ويابس ومتحرك وساكن وظاهر وكامن ومؤمن وكافر وبر وفاجر وغير ذلك. الكل مخلوق لله عز وجل مربوب له. مسخر بتسخيره ومدبر بتدبيره لكل منها رسم يقف عليه وحد ينتهي اليه كل يجري لاجل مسمى لا يتجاوزه مثقال ذرة ذلك تقدير العزيز العليم وتدبير العدل الحكيم وتدبير العدل الحكيم وان اريد به العابد المحب المتذلل خص ذلك بالمؤمنين الذين هم عباده المكرمون واولياؤه المتقون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اشار المؤلف رحمه الله هنا الى ان العبادة تنقسم الى قسمين عبادة او الاحسن ان يقال ان العبودية تنقسم الى قسمين كمال الحب مع كمال الذل كلمة الذل لله جل وعلا لا اعلمها ثابتة في اية او حديث والعلم عند الله جل وعلا لكنها عبارة معقولة المعنى واستعمالها مشهور عند اهل العلم المتوسطين والمتأخرين عبودية قهرية وعبودية اختيارية وبالتالي فالعباد منقسمون الى هذين القسمين وبعض اهل العلم يقول عبودية عامة لانها شاملة لجميع الخلق في علوي هذا الكون وسفليه وعبودية خاصة هي التي خص الله عز وجل بها من شاء من خلقه وهم اهل الهدى العبودية الاولى وهي عبودية القهر يعني ان جميع العباد عباد مسخرون ومدبرون ومملوكون لسيدهم ومولاهم وخالقهم جل وعلا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبده فهذه هي العبودية العامة او العبودية القهرية من ذلك ايضا قوله جل وعلا وله ما في السماوات والارض كل له قانتون كل له خاضع ذليل شاء ام ابى فالعبودية وصف لا ينفك عن المخلوقات البتة سواء اذعنوا بربوبية الله جل وعلا والوهيته او لم يفعلوا هم عبيد له جل وعلا ومقهورون تحت قدرته وسلطانه تبارك وتعالى و في مقابل ذلك منهم من عبد الله عز وجل اختيارا فاقبل على ربه سبحانه واحبه ورجاه وخافه وخضع له وتعبد له بانواع العبوديات واستجاب لامره اذعن رسالات انبيائه. هذه هي العبودية الخاصة وهي التي يترتب عليها الثواب اما العبودية الاولى فلا يترتب عليها ثواب ولا تنفعوا صاحبها عند الله جل وعلا يوم القيامة وعليه فينبغي ان تفهم الايات الواردة في العبادة والعباد على هذا النحو فمثلا قول الله جل وعلا بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار من اي نوعين ها من العبودية العامة العبودية القهرية طيب وماذا عن قول الله جل وعلا؟ سبحان الذي اسرى بعبده ليلا هذه العبودية الثانية العبودية الخاصة الاختيار وبالتالي فينبغي ان تتنبه الى الفرق بين هذين النوعين نعم قال رحمه الله ما هي العبادة؟ العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده نعم العبادة التي هي عبادة اختيارية وجل كلام اهل العلم في العبادة تدور حولها وهي الاصل عند الاطلاق هذه العبادة تعرف باعتبار المتعبد به وتعرف باعتبار التعبد اما باعتبار المتعبد به فهذا هو التعريف الذي يجمع اه حدها وهو تعريف شيخ الاسلام رحمه الله مع اضافة في اخرها حسنة للمؤلف رحمه الله قال هي اسم جامع لكل لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ما ينافي ذلك ويضاده البراءة مما ينافي ذلك ويضاده لا شك ان ذلك من صميم العبادة البراءة من الشرك الذي هو ضد للعبادة الحقة لله جل وعلا وهي العبادة التي وحد بها سبحانه من كل وجه لا شك ان هذا من الايمان ومن التوحيد كما سيأتي بيانه ان شاء الله تفصيل تفصيلا في غير موضع في هذه الرسالة ونستفيد من هذا التعريف ان العبادة تنقسم الى عبادة ظاهرة والى عبادة باطنة والعبادة الظاهرة والباطنة تنقسم في كل منها الى قول وعمل فعندنا قول باطن وعمل باطن وعندنا قول ظاهر وعمل ظاهر اما القول الباطن فهو تصديق القلب وايقانه. تصديقه بالله جل وعلا وبرسوله صلى الله عليه وسلم. وبكل ما قال رسوله صلى الله عليه وسلم واما العمل الباطن فانه تلك العبوديات العظيمة التي تقوم بالقلب من المحبة والخشية والرجاء والتوكل والاخبات ونحو ذلك اما الظاهر من الاعمال فهذه الاعمال الظاهرة التي تقوم بها بجوارحك من صلاة وصيام وزكاة وحج وجهاد ونحو ذلك واما الاقوال الظاهرة فالعبادات التي تكون باللسان وارفعها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم تلاوة القرآن والذكر والامر بالمعروف نهي عن منكر والاذان ونحو ذلك اما باعتبار التعبد يعني باعتبار ما يقوم بك من العمل فانه التذلل لله جل وعلا بفعل اوامره واجتناب نواهيه محبة وتعظيما وآآ من قام بذلك فانه اتى بالعبادة التي تجب عليه لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله متى يكون العمل عبادة اذا اكمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل. قال الله تعالى والذين امنوا اشد حبا لله. وقال تعالى ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون. وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهب وكانوا لنا خاشعين مراده رحمه الله بهذا السؤال متى يكون كشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم فمن بعدهما كما قال ابن القيم رحمه الله وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ما قام حتى قامت القطبان والمراد بالذل عندهم ما يجمع الخضوع مع الخوف فالخضوع مع الخوف لله جل وعلا هو مرادهم بكلمة الذل وهذان الامران واضحان لا اشكال فيهما نعم قال رحمه الله ما علامة محبة العبد ربه عز وجل علامة ذلك ان يحب ما يحبه ما يحبه الله تعالى ويبغض ما يسخطه. فيمتثل اوامره ويجتنب مناهيه اولياءه ويعادي اعداءه. ولذا كان اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض فيه علامة محبة العبد لربه جل وعلا امر مهم كذلك علامة محبة الله عز وجل لعبده امر مهم والفقه في هذين من اهم المهمات على كل مسلم اما كيف يعرف الانسان انه يحب الله جل وعلا فالجواب اذا حصل منه البرهان والدليل الذي يدل على صدق محبته لله جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني اذا اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. القيام بدين الله عز وجل فعل الاوامر واجتناب النواهي هذه العبارات وامثالها مترادفة تدل على معنى واحد اذا كنت محبا لله جل وعلا اثبت هذا بالعمل فان كنت قائما بامر الله جل وعلا مسارعا الى مراضيه كافا نفسك عن معاصيه فهذا دليل وبرهان على انك محب لله جل وعلا ومتى ما حصل كمال في هذا الاقبال هذا دليل على كمال المحبة ومتى حصل ضعف فهذا دليل على ضعف المحبة بل متى ما كان الانسان معرضا عن الله عز وجل بالكلية كاف نفسه عن اتباع اوامره منهمكا في معصية الله جل وعلا لا يستجيب لله عز وجل في امر البتة ولا ينتهي عن نهي نهاه الله عز وجل عنه فهذا دليل على انعدام المحبة في قلبه وهذا لا يكون من مسلم قط فالمسلم بين حالين اما ان تكون كامل الحب لله جل وعلا فيفعل كل ما امر الله عز وجل به ويكف عن كل ما نهى الله او يكون ذا محبة ضعيفة ناقصة وبالتالي فانه يفعل ويترك ويكف نفسه ويجترح المعاصي فهو يستقيم تارة ويميل تارة فمنزلته من الحب بمنزلته او بحسب منزلته من الاستجابة لامر الله سبحانه وتعالى ونبه هنا ايضا الى ان الموالاة والمعاداة في الله سبحانه من علامات المحبة الصادقة لله سبحانه وتعالى وصدق وما الدين الا الحب والبغض والولا؟ كذاك البرا من كل غاو ومعتدي واحسن من هذا قوله صلى الله عليه وسلم اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وهذا امر معلوم عند الناس في امور اه حياتهم ومعاشهم واديانهم ايضا فمحبة الحبيب تقتضي القرب منه وموالاته وموالاة اوليائه والعكس صحيح لا يمكن ان تكون صادقا في حب حبيبك وانت توالي عدوه اذا صاف صديقك من تعادي فقد عاداك وانقطع الكلام هذا هو الامر المعقول عند الناس جميعا اذا كان حبك لله عز وجل حبا صادقا لا يمكن ان يقع منك موالاة لاعداء الله فموالاة اعداء الله تتنافى مع الحب الصادق مع الحب الواجب لله سبحانه وتعالى لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق هذا لا يتأتى الامران متنافيان فصدق الحب لله جل وعلا يقتضي موالاة اولياء الله ومعاداة اعداء الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله لماذا عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه؟ الجواب عرفوه بارسال الله تعالى وانزاله الكتب امرا بما يحبه الله ويرضاه. ناهيا عما يكرهه ويأباه. وبذلك قامت عليهم حجته الدامغة حكمته البالغة قال الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم كيف يعرف الانسان تفاصيل عبادة الله جل وعلا وما يحبه فيأتيه وما لا يحبه فيكف نفسه عنه الجواب ان هذا انما يعرف من طريق الرسالة ولذا فحاجة العباد الى رسالات الرسل اعظم من حاجتهم الى الطعام والشراب بل النفس فان القلوب كلها مظلمة كلها ميتة الا القلوب التي اشرقت عليها انوار النبوة الا القلوب التي احياها الله جل وعلا باتباع رسل الله وانبيائه اهل السنة والجماعة في هذا الباب متوسطون لا ينكرون ان كان تحسين العقل وتقبيحه وانه قد يدرك حسن الاشياء وقبحها لكنهم لا يوجبون ولا يثبتون شرعا الا ما جاء من طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام اذ بهم تقوم الحجة وبهم يعرف ما يحبه الله عز وجل ويبغضه بخلاف الذين انكروا تحسين العقل وتقبيحه بالكلية وبخلاف الذين اوجبوا وحرموا واعتبروا قيام الحجة وانقطاع العذر من خلال الدليل العقلي وهذا يقتضي ان كان الاستغناء عن بعثة الرسل وارسال الانبياء ذكر هذا كاف في بطلانه اذا الحجة انما تقوم ببعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام وانقطاع العذر يكون ببلوغ هذه الحجة الى الناس وبالتالي فانهم اذا اعرضوا بعد ذلك استحقوا النار الم يأتكم نذير وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا لعلنا نكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين هذا السائل يسأل عن كونه يصلي في مسجد بعيد عنه بسبب امر يخشاه لا حرج عليك في ذلك ان شاء الله انظر الشيء الذي فيه مصلحتك والذي يصلح به قلبك فافعله كما قال الامام احمد رحمه الله السفر الى بلاد الكفار للسياحة لا شك انه دليل على ضعف الايمان ودليل على ضعف الولاء والبراء فان القاعدة المقررة شرعا عند اهل العلم انه لا يجوز السفر الى بلاد الكفار الا لحاجة شرعية معتبرة فما سوى ذلك فانه لا يجوز. وان كان من بلاد المسلمين فيرحل بمجرد السياحة فان هذا امر لا شك في عدم جوازه انما لو كان هذا لتطبب او نحو ذلك من هذه الامور الضرورية فلا حرج عليه اما مع علامة محبة الله عز وجل للعبد وهذه المسألة التي اه كان ينبغي ذكرها انفا علامة محبة الله عز وجل للعبد ان يوفقه للامر الاول يعني للامر الذي به يكون الدليل على حبه لله يعني اذا كان يوفق الى الخير ويدل على الخير ويستقيم على امر الله يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويكف عن المناهج الشرعية فهذا دليل على ان الله عز وجل يحبه والدليل الاية السابقة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني هذا الامر الاول والامر الثاني يحببكم الله فمحبة الله عز وجل للعبد اثر او ثمرة لاجتهاد الانسان في طاعة الله سبحانه وتعالى من يعمل المعاصي او يعمل او عصى الله في الحرم كيف يتوب يتوب الى الله جل وعلا كما يتوب في غير ذلك من الذنوب والتوبة لله جل وعلا لابد فيها من الاخلاص ثم الاقلاع لمن كان قائما على الذنب فلا يمكن ان يكون تائبا من هو على الذنب قائما ثم يندم على ما اجترحت يداه وهذا اعظم اركان التوبة وفي مسند احمد وفي مسند احمد قال صلى الله عليه وسلم الندم توبة فهذا ليس بتائب بل هو كاذب واما الامر الخامس فهو ان كان هذا الذنب متعلقا باحد من العباد فعليه ان يرد المظالم الى اهلها هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين