الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ حافظ الحكم رحمه الله تعالى في كتابه علام السنة المنشورة. كيف صفة الحشر في الكتاب الجواب في صفته ايات كثيرة. منها قوله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة. الاية وقوله تعالى وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا. الايات وقوله تعالى ويوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا نسوق المجرمين الى جهنم وردا. الايات فقوله تعالى وكنتم ازواجا ثلاثة. فاصحاب الميمنة ما اصحاب واصحاب المشأمة ما اصحاب المشامة والسابقون السابقون. الايات وقوله تعالى يومئذ يتبعون لا عوج له وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا. وهو نقل الاقدام الى المحشر كاخفاف الابل. وقوله تعالى ومن يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد لهم اولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم وغير ذلك من الايات كثير. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فانتقل المؤلف رحمه الله بعد الكلام عن البعث الى الكلام عن الحشر. والحشر هو جمع الله عز وجل الخلائق الى موقف الحساب. فبعد ان يرسل الله جل وعلا بعد ان يرسل الله جل وعلا المطر الذي هو كالطلي او كالظل فتنبت اجساد بني ادم في القبور. ثم يأذن الله جل وعلا النفخ في الصور نفخت البعث يقوم الناس من قبورهم. ويخرجون منها واول من ينشق عنه القبر هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. كما ثبت هذا هذا في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم انا سيد ولد ادم يوم القيامة واول من يشق عنه القبر واول من ينشق عنه القبر. يقوم الناس من قبورهم ويساقون الى المحشر يعني الى الارض التي يجتمعون فيها. وصفة هذه الارض هي انهم يحشرون على ارض عفراء. بيضاء او قال بيضاء كقرصة نقي ليس فيها معلم لاحد. هذه الارض التي يجمع عليها ليست هي هذه الارض. لان الله تعالى يقول يوم تبدل الارض غير الارض وهل المقصود تبديل ذاتها وصفاتها؟ او المقصود تبديل صفاتها دون ذاتها؟ الاقرب لظاهر النص الاول والله اعلم. فصفة هذه الارض كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انهم يحشرون على ارض بيضاء عفراء. يعني ان لونها ابيض ولكن هذا البياض ليس بياضا ناصعا انما هو بياض يميل الى الحمرة. بيضاء عفراء كقرصة نقي يعني كالخبزة المصنوعة من الدقيق النقي. ليس فيها معلم لاحد ليس هناك علامات كالتي كانت معهودة في هذه الدنيا انما هو صعيد واحد يحشر الناس الى هذه الارض. واما هيئتهم اذا بعثوا ثم حشروا فهي ما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا. وفي رواية مشاة ايضا. اكثر الروايات في فيها ذكر هذه الصفات الثلاث. وفي رواية فيهما اظافة هذه الصفة الرابعة اذا هذه هي صفتهم يحشرون عراة بلا ملابس واول من يكسى ابراهيم عليه السلام كما ثبت في صحيح البخاري وغيره. اذا يحشرون عراة ثم انهم يكسون بعد ذلك واول من يكسى ابراهيم عليه السلام. وثبت عن علي رضي الله عنه انه قال اول من ليكسى ابراهيم عليه السلام ثم محمد صلى الله عليه وسلم. ويحشرون حفاة. يعني غير منتعلين ليس معهم نعال. ويحشرون غرلا. غرلا جمع اغرل والاغرل هو غير المختتن. يعني ان هذه الجلدة التي قطعت من الذكر في الاختتان تعود. وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم كما بدأنا اول خلق نعيده يعود خلق الانسان كما كان. والصفة الرابعة انه مشاة. يعني لا يركبون انما يمشون. فهذه صفة او هيئة الناس اذا قاموا وبعثوا من قبورهم ثم حشروا الى موقف الحساب. وقد ذكر الله سبحانه وكذا نبيه صلى الله عليه وسلم صفات خاصة لطوائف من الناس في ذلك اليوم العظيم. من ذلك ان الكفار يحشرون على وجوههم عميا وبكما وصما. هذه اربع صفات للكفار في ذلك اليوم ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم يعني يمشون على الوجوه وسيأتي معنا ما خرجه الشيخان عن انس رضي الله عنه ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يمشي الكافر يوم القيامة على وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اليس الذي امشاه على رجليه في الدنيا قادرا على ان يوم القيامة على وجهه يقول قتادة رضي الله عنه بلى وعزة ربنا ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا لا ينظرون. وبكما لا يتكلمون وصم لا يسمعون والظاهر والله تعالى اعلم ان هذه هيئتهم اول وهلة. ثم بعد ذلك تعود اليه حواسهم لان النصوص في الكتاب والسنة كثيرة. في انهم يتكلمون ويتراجعون القول في موقف قيامة وكذلك في جهنم عافاني الله واياكم من ذلك. ايضا من احوالهم او من احوال الناس يوم القيامة ان المتكبرين يحشرون يوم القيامة كامثال الذر في صور الرجال. يغشاهم من كل مكان الذر هو صغار النمل هذا المتكبر الذي كان متعاظما على خلق الله في الدنيا يحشر يوم القيامة وصورته صورة الرجل. لكنه في هذا الحجم الضئيل الصغير في حجم النملة وليس هذا فحسب بل يغشاه الذل من كل مكان. كذلك جاء ان الذي يسأل الناس تكثرا يحشر يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم هذا الذي يطلب ويسأل الناس وعنده ما يكفيه وانما يريد التكثر من المال بهذا السؤال قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه انه يحشر وليس في وجهه مزعة لحم كذلك جاء وصف اهل الايمان وذكر حالهم بصفات عظيمة. من ذلك انهم يحشرون يحشر اهل الوضوء والصلاة غرا محجلين. من اثار الوضوء كذلك الشهداء. يحشرون يوم القيامة ودمهم ينزف. لونه لون الدم وريحه ريح المسك. الى غير ذلك مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الناس يوم القيامة كذلك يحشر الله عز وجل الدواب. هذه الحيوانات جميعا سوف تحشر كما قال سبحانه واذا الوحوش حشرت وكما قال سبحانه وما من دابة في ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم. ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون واخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة من هذا الحشر. وهو ظهور عدل الله عز وجل. حيث فانه يقتص في ذلك اليوم العظيم. لهذه الحيوانات من بعضها. يقتص المظلوم منها من الظالم حتى انه يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء. ثم بعد ذلك يأمرها الله عز وجل فتكون ترابا. هذه احوال الناس وغير الناس في حشرهم الى الله سبحانه وتعالى. اورد المؤلف رحمه الله جملة من ايات القرآن التي تدل على صفة هذا الحشر. يقول الله عز وجل ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة هذا دليل على الحشر يوم القيامة. كذلك كقول الله سبحانه وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا. دليل صريح على حصول الحشر يوم القيامة كذلك قوله تعالى يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين الى جهنم وردا هذا والله تعالى اعلم هو الحشر الاخروي الاخر وهو الحشر الى الجنة او النار بخلاف الحشر الاول فهو الحشر من القبور الى صعيد الموقف او الى مكان الموقف الذي يجتمع الناس فيه. والذي يجمع لك تفاصيل هذا موضوع وما جاء فيه من نصوص قد يكون بعضها مشكلة كما سيأتي الحديث عنه ان الحشر جاء في القرآن على اربعة اضرب حشران في الدنيا وحشران في الاخرة. اما الحشر الاول في الدنيا فهو الذي جاء في قول الله جل وعلا هو الذي اخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر. وهؤلاء هم بنو النضير حينما اجلوا واخرجوا من المدينة الى خارجها منهم من ذهب الى خيبر ومنهم من ذهب الى اذرعات بالشام. فهذا حشر دنيوي اول وليس متعلقا بمباحث يوم القيامة. الحشر الثاني هو الحشر الذي مر معنا في اشراط الساعة. وهو عندما تسوق الناس النار التي تخرج من قعر عدن. فهذه النار التي تخرج من قعر عدن تسوق الناس الى المحشر الدنيوي. يعني الى المكان الذي يجتمع الناس فيه ذلك اليوم قبل ان قبل ان ينفخ في الصور النفخة الاولى. وهذا كما مر معنا سابقا تظهر النار اول ما تظهر من عدن. ثم انها تذهب شرقا وغربا فتجمع الناس الى المكان الذي يجتمعون فيه ثم يصعقون وهو الشام. وسيأتي الحديث عن هذا في الاحاديث. اما اكثر اهل العلم من ان الحشرة الواردة ها هنا هو الحشر الدنيوي الذي يكون اذا خرجت تلك النار من عدن والمعدودة من اشراف الساعة الكبرى. كما مر معنا في حديث حذيفة ابن الحشران الاخرويان فهما اللذان جاءا في هاتين الايتين. الحشر الاول الحشر من القبور الى موقف القيامة وهو الذي جاء في الاية الثالثة يومنا جاء في الاية الثانية وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا. والحشر الثاني هو حشر وجمع المؤمنين الى الجنة وحشر الكفار الى النار من موقف القيامة. يجمعون ويحشرون من موقف قيامة الى الجنة والنار وهو الذي جاء في قوله تعالى يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين الى انما ورد كذلك استدل بقوله تعالى في سورة الواقعة وكنتم ازواجا ثلاثة فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشأمة مع اصحاب المشأمة والسابقون السابقون. هذه اصناف الناس في يوم القيامة جملة فانهم ينقسمون الى هذه الاقسام الثلاثة. قال وقوله تعالى يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له. وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسه. قال بعض اهل تفسير ان الله تعالى يجعل ملكا من الملائكة ينادي في الناس اذا بعثوا من قبورهم ويأمرهم ان يجتمعوا الى موقف القيامة. حيث يعرضون على الله عز وجل فيحاسبهم ويشهد لهذا قوله هنا يتبعون الداعي لا عوج له. و يشهد له ايضا قوله تعالى فتولى عنهم يوم يدعو الداعي الى شيء نكر. فهذا والله اعلم هو هذا الداعي او هذا الذي يجعله الله عز وجل ينادي يوم القيامة امرا الناس بالمسير الى موقف القيامة او والى موقف الحشر وقال بعض اهل العلم ان الداعي في هاتين الايتين هو اسرافيل عليه السلام حينما يصيح او حينما ينفخ في الصور فيكون المقصود بذلك هذه الافاقة التي تكون لهم وهذا الذي يحصل لهم بعد كونهم امواتا في قبورهم فيستجيبون لذلك ويقومون لرب العالمين والله تعالى اعلم قال فلا تسمع الا همسا اختلف اهل التفسير في الهمس ها هنا فقيل هو صوت اقدامي او صقل صوت نقل الاقدام كصوت خفاف الابل اذا مشت فانه يسمع لها صوت خفيف. وهذا الذي مال اليه المؤلف رحمه الله قال هو نقل الاقدام الى المحشر كاخفاف الابل. يعني هذا الصوت مثل صوت اخفاف اذا مشت القول الثاني هو ان الهمس الصوت الخفي يعني بهذا التخافت الكلام الذي يكون بصوت خفي. وقد جاء في النصوص انهم يتراجعون فيما بينهم بالتخافت والهمس وكلا المعنيين يدلان على شيء متقارب وهو انه لا يسمع صوت الا هذا الصوت اليسير سواء كان بافواههم او كان من نقل اقدامهم من ذلك ايضا قوله تعالى ومن يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم اولياء من دونه نحشرهم يوم القيامة على وجوههم كما مر معنا سابقا. والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كيف صفته من السنة؟ الجواب قال النبي صلى الله عليه وسلم يحشر الناس على ثلاث راغبين راهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير واربعة على بعير وعشرة على بعير وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتصبح معهم حيث اصبحوا وتمسي معهم حيث امسوا. وعن انس بن مالك رضي الله عنه ان رجلا قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال اليس الذي امشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على ان يمشيه على وجهه يوم القيامة وقال صلى الله عليه وسلم انكم محشورون حفاة عراة غلا كما بدأنا اول خلق وان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم. الحديث. فقالت عائشة رضي الله عنها في ذلك يا رسول الله والنساء ينظر بعضهم الى بعض فقال الامر اشد من ان يهمهم ذلك اما صفة الحشر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فساق المؤلف رحمه الله نماذج لذلك في بعض الاحاديث اورد اولا ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس على ثلاث راغبين راهبين واثنان على بعير وثلاثة واثنان على بعير وثلاثة على بعير واربعة على البعير عشرة على بعير وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتصبح معهم حيث وتمسي معهم حيث امسوا. حمل طائفة من اهل العلم هذا الحشر المذكورة ها هنا على هذا الحشر الاخروي الذي نتحدث عنه. ومن اولئك الحليم الشافعي من اولئك الغزالي وغيرهم. والذي يظهر والله اعلم ان هذا ليس بمتجه وان ايراد هذا الحديث في هذا المقام خلاف التحقيق. والتحقيق هو ما عليه مسعد الغفاري رضي الله عنه في صحيح مسلم. قال واخر ذلك نار تخرج من قعر عدن تحشر الناس اوقات الا تطرد الناس الى محشرهم؟ يعني الى الشام. فالذي يظهر والله اعلم ان هذا الوصف الوارد في هذا الحديث انما يراد به ذاك الحشر الذي يكون في اخر الزمان للذين يكونون احياء في ذلك الوقت وليس هو الحشرة ويدل على هذا ما جاء في الحديث نفسه. فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيه ان الناس يركبون والمعلوم من السنة انه لا ركوب في ذلك اليوم. بل انما يحشرون مشاة كما ثبت في الصحيحين فكيف يقال انه كذلك؟ كذلك جاء في بعض الروايات انهم يكونون يعني الصنف الاول طاعمين يعني يأكلون ويشربون ولا اكل ولا شرب في ذلك اليوم. فكيف يقال انه هو الحشر الذي يكون يوم القيامة كذلك فيه انهم يرتاحون ويقيلون ويمسون ويصبحون وليس هذا واردا يوم القيامة فالظاهر والله اعلم ان هذا الحشر هو الحشر الدنيوي لا الاخروي. فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم او قد ذكر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث احوال الناس في ذلك الحشر الذي يكون في اخر الزمان. الصنف الاول هو الصنف الذي بادر الى الخروج الى الشام مبكرا. قبل ان يقل الظهر وقبل ان تشتد الامور. ولذلك يا اخوان مرتاحين طاعمين كاسين راغبين يعني فيما هم قادمون عليه راهبين مما تركوا خلفهم فهذا هو الصنف الاول. اما الصنف الثاني فانهم قد تقاعسوا بعض الشيء وتأخروا حتى كان ما قدره او ما يقدره الله عز وجل في ذلك الزمان وهو انه يقل الظهر. يعني ان الدواب تصبح قليلة جدا الدواب التي تحمل الناس ويسافرون بها تصبح قليلة جدا حتى ان البعير الواحد يعتقد عليه رجلان وثلاثة واربعة وعشرة عشرة آآ يركبون هنا هذه الناقة الواحدة واحدا بعد واحد تأتيه نوبته بعد تسعة. وهذا يدل على ان هذه الظهور يعني هذه الدواب التي تركب تكون قليلة جدا في ذلك الوقت. وبالتالي هذه الاحاديث والله اعلم ان الزمان سيعود زمان دواب وسترجع الامور الى الامور البدائية التي كانت من قبل وان هذه الحضارة تظمحل حتى يعود الناس الى الابل ويعود الناس الى الدواب التي كانوا يركبونها قبل وجود هذه الحضارة الحديثة. فالشاهد ان هؤلاء صنف ثان. اما الصنف الثالث فهو الصنف الذي يتأخر وهؤلاء هم الذين تتابعهم النار وتلاحقهم النار اه من تأخر وتقاعس فانها تأكله هذه النار كما جاء في بعض الروايات. فهذا هو الصنف الثالث الذي يتأخر عن الصنفين السابقين فهذا كله راجع الى الحشر الذي يكون في الدنيا وليس متعلقا بالحشر الاخرى الذي نتحدث عنه على الصحيح والله تعالى اعلم. ايضا اورد حديث انس رضي الله عنه وهو ان رجلا قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه؟ ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اليس الذي امشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على ان يوشيه على وجهه يوم القيامة؟ الجواب بالتأكيد بلى ولذا قال قتادة رضي الله عنه بلى وعزتي ربنا فهذه حالة تدل على عظيم الذل الذي يكون عليه الكفار يوم القيامة. لا شك انها حال بئيسة وحال ذليلة ان يمشي الانسان على وجهه نسأل الله السلامة والعافية. كذلك اورد قول النبي صلى الله عليه وسلم انكم محشورون حفاة عراة غرلا وقرأ كما بدأنا اول خلق نعيده ذكرت لك انه جاء في رواية في الصحيحين مشاة فتكون الصفات الواردة في الصحيحين في هذا الحديث اربع صفات. وان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم عليه السلام. فهذه فضيلة خص الله عز وجل بها ابراهيم ابراهيم عليه سلام. ثم يكسى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما ثبت عن علي فيما ذكرت لك قبل قليل. وتنبه هنا الى ان ثبوت الفضيلة لا يدل على ثبوت التفضيل. ثبوت الفضيلة لا يدل على ماذا؟ ثبوت التفضيل هذه الفظيلة لابراهيم عليه السلام لا يدل على تفضيله على نبينا صلى الله عليه وسلم. فان هذه فضيلة خاصة اما التفضيل فانه يكون بمجموع الفضائل. ومجموع فضائل النبي صلى الله عليه وسلم شمائله تدل دون شك او خلاف على انه افضل من ابراهيم عليه السلام. لكن هذه ميزة خاصة وفضيلة خاصة خص الله عز وجل بها إبراهيم إبراهيم عليه السلام قال وقالت عائشة رضي الله وعنها في ذلك يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض يعني يكونون عراة بلا ملابس جرت عادة الناس في الدنيا ان مثل هذا الامر يهمهم ويلفت انتباههم ويلفت انتباههم بما جعل الله عز وجل في نفوس الناس من ميل احد الجنسين الى الاخر. فكونهم يحشرون عراة الرجال والنساء وينظر بعضهم الى بعض هذا امر مستغرب. ولذا سألت عائشة رضي الله عنها لكن الامر اعظم من ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الامر اشد ان الامر اشد من ان يهمهم ذلك. اين النظر الى هذا الامر في ذلك الوقت العظيم. وفي ذلك الكرب الشديد. ان يلتفت الرجال الى النساء وان يلتفت النساء الرجال الامر اعظم من ذلك والله المستعان. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله كيف صفة الموقف من الكتاب الجواب قال الله تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مقطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء. الايات. وقال تعالى يوم يقوم نحو الملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا الايات. وقال تعالى وانذرهم يوم الازفة القلوب لدى الحناجر كاظمين. ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. الايات. وقال تعالى في يوم كان مقداره خمسين الف سنة الايات. وقال تعالى سنفرغ لكم ايها الثقلان الايات وغير ذلك كثير. انتقل المؤلف رحمه الله الى صفة الموقف اذا بعث الناس حشروا حتى يجمعون الى هذا المكان الذي اراد الله سبحانه وتعالى ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الاولون والاخرون على صعيد واحد. فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر. فالاولون والاخرون جميع البشر دون استثناء. يجمعون في هذا المكان وفي هذا الصعيد. وفي هذه الارض البيضاء العفراء. التي ليس فيها معلم لاحد اذا جمعوا في هذا المقام فلا شك انه سيكون مقاما عظيما وسيكون في ذلك شديدا فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا ذلك اليوم الذي تبيض فيه وجوه وتسود وجوه. ذلك اليوم الذي يفر فيه الانسان من اخيه وامه وابيه. وصاحبته وبنيه. ذلك اليوم الذي تدنو فيه الشمس من الخلائق حتى تكون منهم على قدر ميل. ذلك اليوم الذي يقول الله جل وعلا فيه ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار مخطئين قيل في مخطئين انهم يكونون مسرعين. وقيل في مخطئين انهم لا يرفعون رؤوسهم بل ينكسونها. وقيل في مهطعين. انه انهم ينظرون ولا يرتد منهم طرف لا تطرف اعينهم لعظيم الامر الذي يشاهدون فالوجل قد اخذ قلوبهم حتى ان عينهم لا ترف من شدة مخطئين مقنعي رؤوسهم. قيل في مقنعي رؤوسهم انهم يرفعونها لانهم هم ينظرون باهتمام وقيل في مقنعي رؤوسهم انهم يخفضونها. وكلا الحالتين والله اعلم بما يدلان على ان الامر عظيم. فهم من شدة الهول اما يرفعون ويصوبون النظر. واما ان انهم واما انهم يخفضون رؤوسهم. قال لا يرتد اليهم طرفهم. اعينهم لا ترف. من هول ذلك قام العظيم. قال وافدتهم هواء. قال جماعة من السلف في هذه الاية ان قلوبهم ترتفع وهذا معلوم عند الناس في الدنيا انه اذا غلب بالخوف فانه يشعر بان القلب يرتفع ويوم القيامة تصل القلوب الى الحناجر. اذ القلوب لدى الحناجر كاظمين. وبالتالي فيصبح مكان الفؤاد مكان القلب هواء فارغا. ليس فيه شيء. وهذا يدل على الخوف والهلع الذي ليس بعده هلع. وقال بعض اهل العلم ان قوله وافئدتهم هواء انه انهم لا يستطيعون ان يفكروا في شيء. ولا ان يدركوا شيئا فاصبح اصبحت قلوبهم خرابا وهواء لهول الامر العظيم. ما يستطيعون ان يفكروا او ان يعقلوا شيئا. لعظيم ما ما يشاهدون قال وقول الله تعالى او قال وقال تعالى يوم يقوم الروح والملائكة صفا يعني جبريل عليه السلام الذي هو اعظم الملائكة واقربهم الى الله عز وجل يقوم هو والملائكة صفا في صف واحد ولا يتكلمون واذا كان الملائكة العظام الذين لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لا يتكلمون تعظيما لله عز وجل وخوفا ووجلا منه في ذلك اليوم العظيم. الذي يغضب الله عز وجل فيه غضبا لم يغضب مثله قط لن يغضب بعده قط. لن يغضب بعده مثله قط قال وقال تعالى وانذرهم يوم الازفة اذ القلوب لدى الحناجر كاظمين. ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. وقال تعالى في يوم كان مقداره خمسين الف سنة الصحيح في هذه الاية والكلام فيها طويل عند اهل التفسير. هو ما قال ابن عباس رضي الله عنهما وهو مروي عنه باسناد صحيح كما قال ابن كثير كما قال ابن كثير رحمه الله ان هذا يوم القيامة يعني ان مدة هذا اليوم العظيم من البعث والى دخول اهل الجنة الجنة والنار النار ان هذه المدة تمتد الى هذا القدر العظيم. وهو انه يمتد خمسين الف سنة فهو يوم عظيم حق فيه هذا الطول وهذه المدة العظيمة. نسأل الله عز وجل ان خفف عنا. قال وقال تعالى سنفرغ لكم ايها الثقلان. سنفرغ اي لحسابكم وجزائكم. يقول هذا ربنا العظيم سبحانه وتعالى ايها الثقلان يعني الجن والانس. قال بعض اهل العلم سمي الثقلان بذلك. لانهما لانهم اثقلتهم الذنوب. لما اثقلتهم الذنوب سموا بالثقلين. والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كيف صفة الموقف من السنة؟ الجواب فيها احاديث كثيرة منها عن ابن عمر رضي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يوم يقوم الناس لرب العالمين قال يقوم احدهم في رشحه الى انصاف اذنيه وحديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب حتى يذهب عرقه وهم في الارض سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ اذانهم. وهذه في الصحيح وغيرها كثير ذكر الوليف رحمه الله حالة من احوال ذلك اليوم الموقف العظيم وهو ما يحصل له من الكرب والحر والعرق. ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه في تفسير قول الله جل وعلا يوم يقوم الناس لرب العالمين. قال يقوم احدهم في رشحه يعني في في عرقه الى انصاف اذنيه. الله المستعان. تخيل ان العرق من الارض ويرتفع الى ان يصل الى انصاف الى انصاف الاذنين. وهذا لا شك انه حال انها حال عصيبة وشديدة كذلك اورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عروقهم في الارض سبعين ذراعا. يكثر العرق عرق الناس حتى انه ينزل في الارض الى مسافة سبعين ذراعا. قال ويلجمهم حتى يبلغ اذانهم. كذلك ثبت في صحيح مسلم الحديث المقداد ابن الاسود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشمس لتدنو من الخلائق يوم القيامة حتى تكون منهم على مقدار ميل. يقول سليم بن عامر وهو تابعي راوي الحديث عن المقداد. فوالله لا ادري اراد ميل المسافة ام ميل المكحلة؟ هل قوله ميل هذه اراد بها ميل المسافة يعني التي هي معروفة عند الناس تقدر الان حوالي الف وست مئة متر انظر الى هذه الشمس العظيمة التي لها هذا البعد الشاهق الساحق من الناس ومع ذلك فانهم لا يطيقون ان يكونوا تحتها دون ظل في عز الظهيرة مع هذا البعد العظيم. فكيف اذا قربت منهم حتى كانت الى هذه اليسيرة مسافة ميل. كيف سيكون الحال؟ او والله اعلم بالحال ربما تكون ادنى من ذلك حتى تكون على رؤوسهم ليس بينهم وبينها الا مقدار ميل المكحلة الذي تكتحل العين او تكحل العين به قال فيأخذهم العرق فمنهم من يبلغ به العرق الى كعبيه. انظر تفاوت الناس في هذا الكرب بحسب اعمالهم ولكل درجات مما عملوا. منهم من يأخذه العرق الى كعبيه ومنهم من يأخذه العرق الى ركبتيه ومنهم من يأخذه العرق الى حقويه. هذان اللذان هما معقد الازار. من الانسان. ومنهم من يلجمه العرق واشار النبي صلى الله عليه وسلم الى فيه فهذه حال لا شك انها حال عظيمة ولا شك انه كرب كبير. فعلى الانسان ان يستعد وان يعلم ان هذا الذي يسمعه سيراه بعينه ورب السماء. هذا الذي نتحدث عنه والله انه لحق ووالله انه سيمر بنا جميعا. ولن يغادر منا احدا ومن رحمة الله جل وعلا ان هذا الكرب يخف عن من شاء الله عز وجل من الصالحين ومن اولئك السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله فمن اراد النجاة من هذه الكرب فعليه ان يجد في ان يكون له نصيب من حال هؤلاء السبعة. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يوقظنا من الغفلة وان ان يردنا اليه ردا جميلا. ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله اصحابه واتباعه باحسان يقول ممكن ان تعيد الحشر الاول في الدنيا؟ قلت ان الحشر الاول هو الذي جاء في قوله تعالى هو الذي اخرج الذين كفروا من اهل كتابي من ديارهم لاول الحشر. وفي هذا نزلت سورة الحشر وهو حشر بني النظير اليهود الذين كانوا في المدينة اجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم منها واخرجهم الى خارجها منهم من ذهب الى خيبر ومنهم من ذهب الى الشام. قال هل الارض تبدل يوم القيامة بمعنى انها ارض مختلفة هذه هذا الذي يظهر وهو ظاهر قول الله تعالى يوم تبدل الارض غير الارض يسأل عن حشر الجن لا شك ان الجن يحشرون كما ان الانس يحشرون. وكيف لا يكون كذلك الامر والله جل وعلا يقول سنفرغ لكم ماذا؟ ايها الثقلان. السؤال عن الحساب يؤخر لانني ساتكلم عن الارض والحساب ان شاء الله غدا باذن الله عز وجل والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه