فيقول انك لا تظلم فتوضع البطاقة في كفة وتوضع السجلات في كفة فتثقل البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء قال اهل العلم هذا الرجل وفق الى قول لا اله الا الله قول له ما يسنده ويشهد له ومن ذلك حديث الرجل الذي ينشر له تسعة وتسعون سجلا يوم القيامة. فان الحديث فيه ان الذي يوزن ماذا الصحف نفسها فدل هذا على ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفعه وبه يا رب العالمين. قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة. كيف صفة نشر الصحف من الكتاب جواب قال الله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. وقال تعالى واذا الصحف نشرت وقال تعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر كبيرة ولا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا. وقال تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاءم اقرؤوا كتابي الى قوله الخاطئون. وفي اية الانشقاق فاما من اوتي كتابه بيمينه وقال واما من اوتي كتابه وراء ظهره. فهذا يدل على ان من يؤتى كتابه بيمينه يؤتاه من امامه. ومن يؤتى بشماله يؤتاه من وراء ظهره والعياذ بالله عز وجل. ان الحمد لله نحمده ونستعينه نستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد قد ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الموضع ما يتعلق بنشر الصحف في عرصات القيامة والاقرب والله تعالى اعلم ان نشر الصحف وتلقيها بالايمان والشمائل يكون قبل الحساب فيعطون الصحف ثم يحاسبون بما فيها المؤلف رحمه الله قدم الحساب على ذكر الصحف وكأن ذلك والله اعلم تقديما المراد قصدا على وسيلته. فايتاء الصحف وسيلة الحساب نشر الصحف يوم القيامة قضية ثابتة بالكتاب والسنة واجماع المسلمين. وهي مبنية على الايمان بان اعمال بني ادم تكتب عليهم في الدنيا وهذه مسألة مضى الكلام فيها فاننا نعتقد معاشر المسلمين ان الله تعالى وكل على كل انسان ملكان يحصيان عليه اعماله. وان عليكم حافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ختم هذه الكتابة لاعمال بني ادم قضية قطعية لا شك فيها والمقصود ان هذه الصحف التي دونت فيها اعمال بني ادم تنشر لهم يوم القيامة. هذه الكتب التي كتبت فيها اعمال الانسان صالحها وسيئها. فانها تنشر امامه يوم القيامة. كما قال سبحانه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. كتاب مفتوح امامه. يقرأه ويقرأه كل انسان قارئا كان اميا كما قال هذا قتادة وغيرهم من السلف فهذا خطاب يوجه الى كل احد. اقرأ كتابك. و دلت النصوص على ان الناس في تلقيهم للصحف على دربين ينقسمون الى قسمين القسم الاول هو من يعطى كتابه بيمينه وهؤلاء هم اهل التوفيق والسعادة الذين فازوا بالنعيم. فاخذهم الكتب بالايمان دليل على فوزهم ونجاتهم. كما قال سبحانه وتعالى مما سنقرأه ان شاء الله تعالى. فاما من اوتي كتاب بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابي اني ظننت اني ملاق حسابي فهو في عيشة راضية في جنة عالية واما الصنف الثاني فهم الكفار. فيتلقون كتبهم من وراء ظهرهم. فهم يجمعون بين الامرين. ان هذه الكتب يأخذونها بالشمال لا باليمين لانهم اصحاب الشمال. وايضا يكون اخذهم لها من وراء ظهورهم كما نبه الى هذا المؤلف رحمه الله وخاض بعض اهل العلم في هذه المسألة كيف يكون ذلك فمنهم من قال ان يده تخلع من مكانها وتركب من خلف ظهره. فيكون اخذا كتابه بشماله من وراء ظهره ومنهم من قال انه يدخل يده في صدره فتخرج من وراء ظهره. ويتلقف كتابه من وراء ظهره ومنهم من قال انه تلوى يده فيكون اخذا كتابه من وراء ظهره. والاسلم في هذا ان يقال اننا نؤمن بانه يأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره. والله اعلم كيف يكون الحال بقيت مسألة سكت عنها وهي ما حال العصاة؟ الذين لم يشأ ان يعفو عنهم. وشاء الله ان يعذبوا في النار بذنوبهم. هل يأخذون كتبهم بايمانهم او يأخذون كتبهم بشمائلهم اختلف اهل العلم في هذه المسألة الى اقوال فمنهم من قال انه ان هؤلاء يأخذون كتبهم بايمانهم. ومنهم من قال انهم يأخذونها في صلاة القيامة ويكون اخذهم لها بايمانهم علامة على انهم لن يخلدوا في النار. ومنهم من قال انهم يأخذون كتبهم بايمانهم بعد خروجهم من النار. فيكون هذا علامة على دخولهم الجنة ومنهم من قال انهم يأخذون كتبهم بشمالهم من امامهم. فيكون لهم حال بين حالين ليسوا كحال المؤمنين الذين هم من اهل الجنة اخذوا كتبهم بايمانهم ولا كحال الكفار الذين اخذوا كتبهم بشمالهم من وراء ظهرهم. والقول الثالث هو التوقف في حال هؤلاء. وهذا الذي يظهر انه اسلم بعدم الدليل الله اعلم كيف يكون حال هائل؟ كيف يكون حال هؤلاء وليس هذا هو الموضع الوحيد الذي جاءت فيه النصوص بالسكوت عن هال الطائفة وكأن هذا والله اعلم اوقع الرهبة و التخويف عن ان يكون الانسان من اهل هذه الحال التي يخاف على اهلها كيف يكون امرهم والله تعالى اعلم هذا باختصار ما يتعلق هذا الموقف العظيم الذي هو اخذ الصحف وتلقفها بالايمان او الشمائل نسأل الله ان يجعلنا من اهل اليمين اورد المؤلف رحمه الله جملة من ادلة القرآن التي تدل على هذا الموقف قال الله تعالى وكل وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه من شورى هذا هو كتب هذا هو كتاب عمله الذي دون فيه ما عمل في الدنيا والطائر ها هنا الاقرب والله اعلم انه العمل. كانه طار من الانسان يعني صدر منه الزمناه في عنقه يعني انه شيء ملازم له قدره الله سبحانه عليه فانه لا يخرج عن ما قدر الله سبحانه والعرب تستعمل هذا الاسلوب في التنبيه على الشيء الذي يلازم الانسان فيها لا اله الا الله. هذه الكلمة العظيمة فيقول هذا الرجل فيقول الله جل وعلا احضر وزنك. فيقول الله فيقول هذا الرجل يا ربي وما هذا البطاقة مع تلك السجلات الشيء في عنقك او معلق في عنقك يعني انه شيء ملازم لك لا تنفك عنه قال كتابا يلقاه منشورا يعني مفتوحا. لا يكلف الانسان نفسه بفتحه بل يراه امامه مفتوحة. ولذا جاء في حديث الرجل الذي تنشر له تسعة وتسعون سجلا وسيأتي ذكره قال النبي صلى الله عليه وسلم فينشر له تسعة وتسعون سجلا ينشر يعني يفتح امامه هذا العدد الهائل من سجل السيئات اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا قيل حسيبا بمعنى محاسبا. وقيل حسيبا بمعنى شاهدا. وكلاهما صحيح. فالانسان صار شاهدا من نفسه على نفسه. ومحاسبا لها. وفي هذا اظهار عدل الله سبحانه وتعالى واقامة للحجة وقطع للعذر عن العبد. ولذا جاء في حديث الرجل الذي تنشر له تسعة وتسعون سجلا لما تنشر هذه السجلات امامه يقول الله جل وعلا له اتنكر من هذا شيئا اظلمك كتبت الحافظون؟ فيقول لا يا رب وهذا من عدل الله سبحانه وتعالى. فالله لا يكتب على الانسان ولا يجازيه الا على عمله هل تجزون الا ما كنتم تعملون؟ واستدل المؤلف ايضا باية التكوير واذا الصحف نشرت ودلالة الاية كسابقتها كذلك استدل باية الكهف ووضع الكتاب فترى المجرمين مما فيه ويقولون يا ويلتنا يدعون على انفسهم بالويل والثبور. لم؟ ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. يحصى على الانسان كل شيء. ويسجل عليه كل شيء. قوله وفعله بل اعتقاداته التي في قلبه كل ذلك يسجل على الانسان ويحفظ في هذا الكتاب الذي يلقاه يوم القيامة منشورا بين يديه. قال ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا ربك احدا. كما استدل رحمه الله باية حاقة فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابي. والحال في الاخرين قال سبحانه واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابي ولم ادري ما حسابي يا ليتها كانت القاضية اخذ الكتب بالايمان والشمائل علامة على المصير والمآل والمآل. اما الى سعادة واما الى شقاوة واستدل ايضا باية الانشقاق فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. وهذا يدلك على ان اخذ الكتب مقدم على ماذا على الحساب لانه قال والفاء تدل على الترتيب والتعقيب قال فسوف يحاسب حسابا يسيرا الاخرون واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا قال فهذا يدل على ان من اوتي كتابه بيمينه يؤتاه من امامه. ومن يؤتى كتابه بشماله يؤتاه من وراء ظهره ولا يخفاك ما في هذه الحال من الذلة ان يعطى كتابه من وراء ظهره لا شك ان حال بئيسة وحال فيها من الذلة ما فيها. نسأل الله السلامة والعافية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما دليل ذلك من السنة؟ الجواب فيه احاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم يدني المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه. انها يدنى يدنى المؤمن من ربه نعم. منها قال رحمه الله منها قوله صلى الله عليه وسلم يدنى المؤمن من ربه حتى وضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه. تعرف ذنب كذا؟ يقول اعرف. يقول ربي اعرف مرتين. فيقول سترتها في في الدنيا واغفرها لك اليوم. ثم تطوى صحيفة حسناته. واما الاخرون او الكفار فينادى عليهم على رؤوس الاشهاد ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم. وقالت عائشة رضي الله عنها قلت يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ قال يا عائشة اما عند ثلاث فلا. نعم اما عند حتى يثقل او يخف فلا. واما عند تطاير كتب فاما ان يعطى بيمينه او يعطى بشماله فلا وحين يخرج عنق من النار. الحديث بطوله رواه احمد وابو داوود. وغير ذلك من الاحاديث اورد المؤلف رحمه الله هذين الحديثين استدلالا على قضية تلقي الصحف يوم القيامة. وآآ الحديث الاول مضى الكلام فيه في درس امس فهو الحديث نفسه المتفق عليه وفيه ان الله جل وعلا يقرر العبد بذنوبه. والشاهد انه قال صلى الله عليه وسلم ثم تطوى صحيفة حسناته الرواية الاشهر والاكثر ذكرا في الصحيحين ثم يعطى صحيفة حسناته ثم يعطى صحيفة حسناته وهذه الرواية خرجها البخاري وكذلك مسلم رحمهما الله في الصحيح ايضا واشار ابن حجر رحمه الله في الفتح الى ان هذه اللفظة خطأ كانه يميل الى ان اللفظة واحدة هي يعطى فان كان ذلك كذلك فالامر واظح وان كانت هذه الرواية ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فالذي يظهر والله اعلم ان المؤمن تطوى له صحيفة حسناته بعد تقريره بما فيها اذا تلقاها ثم حوسب عليها فانه يعطاها بعد ذلك مطوية فيكون آآ فتكون الروايتان اه مجموعا بينهما بهذا الجمع يعني انه يعطى صحيفة حسناته وهي مطوية تطوى فيعطاها. هذا اذا كانت هذه اللفظة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والا فاللفظة المشهورة انه يعطى صحيفة حسناته اما الحديث الثاني الحديث فيما يظهر والله اعلم ليس بصحيح فيه ضعف والشاهد فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم ان صح الحديث بين ان كل انسان سيكون مشغولا بنفسه ولا يذكر احد احدا حتى الحبيب ينسى حبيبه في ذلك المقام العظيم ومن ذلك عند تلقي هذه الصحف لان ذلك حد فاصل بين اهل السعادة واهل الشقاوة ينقسم الناس الى فريقين سيكون الاخذ كتابه بيمينه من اهل السعادة في جنة عالية قطوفها دانية واما من اخذ كتابه بشماله نسأل الله العافية والسلامة فانه يدعو على نفسه بالويل والثبور ويقول يا ليتني لم اوتى كتابية ولم ادري ما حسابية؟ يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عني ماليا هلك عني سلطانية ثم ماذا خذوه فغلوه. ثم الجحيم صلوه. اللهم عفوك يا كريم. فهذا يدلك على ان هذا المقام ليس الامر السهل وان هذا الشيء الذي نتكلم به ونحن في راحة وفي سكينة وطمأنينة سوف نلقاه غدا ولكن الحال سيكون مختلفا ووالله وبالله وتالله ليكونن هذا الامر وكل انسان سيأخذ كتابه بحسب عمله بحسب قربه وبعده من الله سبحانه بحسب اقباله على طاعة الله والايمان به وتوحيده فالمقام الله جد والمقام عظيم والمسألة ليست هزلا ليس هذا الموضوع ثقافة عامة والا كلاما يستروح به الانسان ويضيع به بعض الوقت. اننا نتحدث ونذاكر نذكر بعضا بهذا الامر العظيم الذي سنلقاه وكلنا سيشاهده بام عينه وسيكون له هذا الامر حقا عين اليقين. وحق اليقين فالله الله بالجد والتشمير والاستعداد. والله المستعان. نعم. احسن الله اليكم. قال الله ما دليل الميزان من الكتاب؟ وكيف صفة الوزن؟ الجواب قال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا ظلموا نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين. وقال تعالى والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون وقال تعالى افي الكافرين فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا وغير ذلك من الايات. انتقل المؤلف رحمه الله الى موقف اخر من مواقف القيامة الا وهو موقف الوزن قال رحمه الله ما دليل الميزان من الكتاب؟ وكيف صفة الوزن الميزان في اللغة تلك الالة المعروفة التي يوزن بها والتي تخف احدى كفتيها او تثقل بحسب ما يوضع فيها اهل السنة والجماعة مطبقون على الايمان بهذا الميزان وانه ميزان حقيقي له كفتان تثقل احداهما او تخف بحسب ما يوضع فيها وقد اخطأ خطأ عظيما من قال ان الميزان الوارد في الكتاب والسنة ما هو الا تعبير مجازي عن العدل سبحان الله العظيم كيف يقال في هذه النصوص الكثيرة؟ انها العدل كيف يقال مثلا في قول النبي صلى الله عليه وسلم عن سبحان الله وبحمده انهما ثقيلتان في الميزان كيف يقال انهما ثقيلتان في العدل هذا اسلوب ركيك لا يأتي به او لا يتكلم به احد من العرب فكيف بافصحهم؟ صلى الله عليه وسلم. فالمقصود ان الميزان ميزان حقيقي يضعه الله سبحانه يوم القيامة لتوزن به اعمال الناس وتلمس اهل العلم حكما كثيرة تقدير الله عز وجل لهذا الوزن مع ان الله سبحانه غني عن ذلك ومن اظهر ما ذكر ان في هذا اظهارا لعدل الله سبحانه واقامة للحجة على العباد واعذارا لهم فهم يشاهدون ويرون اعمالهم والله جل وعلا بين هذا في كتابه فقال يوم ينظر المرء ما قدمت يداه فهذا الذي تعمله وقدمته في هذه الدنيا سوف تراه بعينك وسوف يوزن امام ناظرك وكل ذلك فيه من بيان العدل ما فيه كما ان وزن المؤمنين المتقين وظهور رجحان حسناتهم فيه من التشريف لهم على رؤوس الاشهاد ما فيه. والعكس صحيح فاولئك الذين كانت حالهم على الضد فسيئاتهم اكثر فخفت موازين حسناتهم فانه يكون في هذا من التبكيت له ما فيه المقصود ان من حكمة الله جل وعلا ان قدر وضع هذا الميزان يوم القيامة واختلف اهل العلم هل هو ميزان واحد ام هي موازين متعددة فقيل انها موازين متعددة ثم اختلفوا قيل انها متعددة بحسب الامم فكل امة لها ميزان وقيل انها متعددة بحسب الاعمال فكل عمل له ميزان وقيل انها متعددة بحسب الاشخاص فكل انسان له ميزان. والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء سبحانه والصحيح هو القول الاول انه ميزان واحد. لما ثبت في واستدرك الحاكم باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوضع الميزان يوم القيامة. فلو وزنت فيه السماوات والارض لوزنت فتقول الملائكة يا ربي لمن يزن هذا فيقول الله لمن شئت من خلقي فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك فهذا يدل على انه ميزان واحد وهكذا جاءت السنة في اكثر الاحاديث التي ذكر فيها هذا الميزان الاخروي ذكر بلفظ المفرد كقول النبي صلى الله عليه وسلم ثقيلتان في الميزان. وكقوله صلى الله عليه وسلم ما من شيء اثقل في ميزان من يوم القيامة من خلق حسن الى غير ذلك مما جاء في الاحاديث وسيأتي ذكر بعضها. يبقى السؤال هو انه ما جاء ذكر الميزان في القرآن ويراد به الميزان الاخروي الا مجموعة كما في هذه الايات التي سمعت تجد قول الله جل وعلا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فمن ثقلت موازينه ومن خفت موازينه الى اخر تلك الايات والجواب عن هذا ان يقال ان الجمع ها هنا والله اعلم لتعدد الموزون فلما كانت الموزونات كثيرة ناسب ان يذكر الميزان مجموع. والله تعالى اعلم ويتعلق بالميزان مسائل كثيرة اهمها ما يأتي اولا اختلف اهل العلم في الذي يوزن ما الذي يوضع في الميزان فذهبت طائفة من اهل العلم الى ان العمل نفسه يوزن ولا يقولن قائل كيف يوزن العمل وهو عرض وقد انتهى يعني كيف توزن صلاة وقد حصلت في الدنيا وانتهت او زكاة او صوم او حج والجواب ان الذي هو على كل شيء قدير لا يعجزه ان يقلب هذه الاعراض الى اشياء يمكن وزنها. اليس كذلك فالله على كل شيء قدير وظاهر الاحاديث يدل على هذا لقوله صلى الله عليه وسلم ثقيلتان في الميزان. ما من شيء اثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة فالعمل نفسه يوزن وليس هذا بمعجز على الله سبحانه وتعالى. كما دلت الادلة على ان مثل هذا واقع يوم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح ان سورتي البقرة وال عمران تأتيان يوم القيامة انهما غمامتان او غيايتان تحاجان عن صاحبهما فهذا الذي يأتي هو قراءة الانسان كما قال اهل العلم قراءة لهاتين السورتين فانهما تأتيان على هذه الهيئة التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بها. كذلك ذلك عمل المؤمن في قبره يأتيه في هيئة صورة رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح. والعكس بالنسبة للكافر فالمقصود ان قلب هذه الاعيان من اعراض الى آآ اشياء توزن او العكس ليس بمعجز على الله سبحانه وتعالى. اذا هذا هو القول الاول وهو ان العمل نفسه يوزن. القول الثاني ان الذي يوزن هو صحف الاعمال وهذا الذي ذهب اليه كثير او اكثر اهل العلم. وصف بانه القول المشهور واكثر المفسرين عليه ان الذي يوزن هو ماذا صحف الاعمال ولا شك ان هذا القول هذا القول له وجاهة القول الثالث ان الذي يوزن هو العامل نفسه. العامل يوزن. وآآ الا اهل هذا القول عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم سيأتي في آآ كلام المؤلف رحمه الله او فيما اورده من ادلة السنة انه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة ولكن هذا الاستدلال فيه ما فيه مما سيأتي الكلام عنه والاقرب في الاستدلال عليه والله تعالى اعلم هو الحديث الاخر الذي اورده المؤلف ايضا في شأن ساقي ابن مسعود رضي الله عنه. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنها قال لهما يعني ساقاه يعني ساقيه لهما في الميزان اثقل من احد جبل احد فظاهر هذا ان الذي يوزن ماذا العامل نفسه القول الرابع ان الذي يوزن هو هذه الامور الثلاثة اما ان يقال انها جميعا توزن او ان هذا يوزن تارة وهذا يوزن تارة وهذا يوزن تارة وثمة اقوال اضعف من هذه الاربعة لكن هذه التي ذكرتها لك هي الاشهر والاقوى والاقرب في هذا المقام ان يقال ان القول الرابع هو الراجح وذلك لان فيه جمعا بين الادلة. فالادلة تؤيد كل هذه الاقوال وهذا هو الذي اختاره ابن كثير رحمه الله وكذلك ابن ابي العز في شرحه على الطحاوية وكذلك من المعاصرين سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ومن اولئك ايضا المؤلف الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في كتابه مع القبول فان الاخذ بجميع النصوص واعمالها اولى من اهمال بعضها والله تعالى اعلم. لكن لا يلزم فيما يظهر والله اعلم ان الجميع يوزن انما هذا يوزن تارة وهذا يوزن تارة وهذا يوزن تارة. ولذا لاحظ في حديث الرجل الذي تنشر له تسعة وتسعون سجلا ما الذي الصحف ولم يوزن العمل ولم يوزن هو لان النبي لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الله تعالى يقول له احضر وزنك فهو كان حاضرا ماذا يشاهد ولم يكن هو موزونا فدل هذا على انه لا يلزم ان يكون هذا اه ان تكون هذه الاصناف الثلاثة كلها موزونة كذلك في حديث اه آآ ابن مسعود ظاهره انه يوزن هو رضي الله عنه لهما في الميزان اثقل من احد كذلك تلاحظ في الاحاديث الاخرى وهي الاكثر ان العمل نفسه ظاهره انه هو الذي يوزن بالتالي فاننا نأخذ بها جميعا ونقول ان هذا يوزن تارة وهذا يوزن تارة وهذا يوزن تارة لكن مهما قيل فيما يوزن سواء كان العامل او كان العمل او كانت الصحف العبرة بالثقل والخفة او العبرة في الثقل والخفة بالعمل نفسه يعني ليس هناك عبرة لوزن الانسان من حيث هو انما بحسب ماذا عمله كذلك الصحف ليس لذاتها اثر في الوزن والخفة انما هو بحسب ما هو مكتوب فيها. فالعبرة كلها على ماذا كلها على هذا الذي عمله الانسان في الدنيا هذه الاعمال التي توزن يا رعاك الله لا تخرج عن ثلاثة اصناف. انتبه اولا ما عمله الانسان في الدنيا سواء انقطع بموته او استمر بعد موته فان اعمال الانسان التي عملها ترجع الى هذين اما عمل انتهى وانقضى بوفاته كصلاته كصيامه كحجه فهذه انتهت بوفاته او اعمال عملها في الدنيا او تسبب بها في الدنيا ثم استمرت ماذا بعد وفاته كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له؟ فلو اوقف الانسان وقفا صدقة تجري على عليه بعد موته فان هذه الحسنات وهذا الثواب يبقى عليه ما استمر هذا الوقف اليس كذلك؟ اذا هذا كله من عمله هذا صنف اول الصنف الثاني ما يهدى اليه بعد موته مما يشرع اهداؤه فان الاصل هو ان الانسان يعود ثوابه يعود ثواب عمله اليه. من عمل صالحا فلنفسه من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ولكن دلت النصوص على استثناء بعض الاعمال من حيث جواز اهداء ثوابها الى الميت والذي يتحقق في هذا المقام ان يقال ان الذي دلت عليه السنة من حيث جواز اهدائه للميت ما يأتي. اولا الصدقة فانه يجوز للانسان ان يتصدق عن الميت. والاحاديث في هذا ثابتة في الصحيحين. عدة احاديث ثابتة في الصحيحين فيجوز لك ان تتصدق عن ميت عن ابيك عن ابنك عن قريبك عن اخيك في الله ويصله ثواب هذه الصدقة ثانيا النسك ان تحج او ان تعتمر عن الميت فيصل ثواب ذلك ثالثا قضاء الصوم الواجب من وجب عليه صوم سواء كان صوما منذورا او كان صوما واجبا بايجاب الشرع على الصحيح ولم يقضه صاحبه يعني وجب عليه قضاؤه فلم يقضه فانه يجوز لك ان تقضيه ويكون ماذا ثواب ذلك وبراءة الذمة لذاك الميت فهذا ما دلت الادلة على جواز او مشروعية اهدائه للميت والله تعالى اعلم. بقي ما يفعله كثير من الناس وهو انهم يهدون اه صلاة كركعتين يهديها او اه يتلو جزءا او يختم القرآن ويهدي ثوابه او يسبح الف تسبيحة ويهدي ثوابها وما شاكل ذلك من هذه الاعمال الذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا ليس عليه دليل والاصل ان هذا المقام مقام توقيف. فلا يقال فيه الا بدليل. وان قال هذا من قاله من اهل العلم فلهم اجتهادهم لكن الاسلم هو ان يقف الانسان عند حدود ما جاء في الادلة. ولذا تأمل معي ما ثبت في الصحيحين من حديث بسعد ابن عبادة رضي الله عنه حينما قال يا رسول الله ان امي افتلتت نفسها. يعني ماتت فجأة واظنها لو تكلمت تصدقت افينفعها ان اتصدق عنها؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم. السؤال الان لماذا يسأل سعد هذا السؤال نعم لانه يستقر في نفوسهم ان هذا خلاف ان هذا خلاف الاصل. اليس كذلك؟ ولذلك جاءوا ماذا؟ يسألون. لو كان هذا هو الاصل ان الانسان يتصرف في اعماله وفي ثواب الاعمال كيفما شاء ما احتاج الى ان يسأل. لكن هذا خلاف الاصل فجاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فاجابه بنعم فدل هذا على ان هذا خلاف الاصل وايضا النبي صلى الله عليه وسلم مات احبابه واخوانه واقرباؤه ماتت زوجه خديجة التي هي من احب الناس اليه مات ابنه ابراهيم وعمه حمزة مات كثير من اصحابه ودفنهم هو صلى الله عليه وسلم ومع ذلك ما ما قام بهذا العمل ولا ارشد اليه دل هذا على انه لو كان مشروعا لارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم. وقل مثل هذا في حق الصحابة رضي الله عنهم فانهم فيما اعلم. ما صح عنهم اهداء هذه الاعمال وضوء او قراءة او صلاة او ما شاكل ذلك. وقل مثل هذا ايضا في التابعين فلو كان هذا مشروعا ومعهودا في السلف لنقل الينا لانه مما تتوافر الدواعي على فعله. لا سيما وان الناس الاصل فيهم انهم يحنون ويرفقون ويشفقون على موتاهم. اليس كذلك لو كان هذا مما يشرع لبين لنا اذا هذا هو الصنف الثاني من الاعمال. الصنف الثالث مما يوزن نتيجة المقاصة نتيجة المقاصة يوم القيامة كما قد علمت يوم العدل ويوم الدين ويوم الجزاء وهو اليوم الذي يقتص فيه للمظلوم من الظالم. وليس ثمة دينار ولا درهم انما الحسنات والسيئات وبالتالي فانه يؤخذ من حسنات الظالم فتوضع مع حسنات المظلوم وتوزن فان فنيت حسناته فانه يؤخذ من سيئات المظلوم فتوضع على سيئات الظالم فتوزن. فهذا ايضا مما يدخل في ماذا مما يدخل في الوزن. اذا هذه الثلاثة اصناف. ايضا مما ينبغي ان يشار اليه ان جميع الاعمال توزن ولها اثر ولها اثر في الوزن ولكن دلت النصوص على ان ثمة اعمالا لها اثر في ثقل الميزان اكثر من غيرها وهذا مما ينبغي على اللبيب ان يعتني به ان يتتبعه في النصوص وان يحرص على القيام به لان الانسان يترتب مصيره على نتيجة وزنه هذا المقام العظيم حد فاصل بين اهل الجنة واهل النار فهو مقام ليس بالهين وبالتالي فينبغي على الانسان ان يكثر من الحسنات بل وان يعتني بما له اثر في ثقلي ميزان حسناته ومما يذكر في هذا المقام ان اعظم ما يؤثر في ثقل الميزان قول لا اله الا الله بصدق ويقين واخلاص هذا اعظم ما يكون في اثقال كفة كفة الحسنات ويدل على هذا ما سيأتي ذكره في حديث صاحب التسعة والتسعين سجلا فان هذا الرجل لما قال لا اله الا الله بصدق ويقين واخلاص كان لها اثر في ان رجحت هذه الحسنة الواحدة على تلك الحسنات الكثيرة بل الكثيرة جدا ثانيا مما جاءت السنة ايضا بانه يثقل في الميزان قول الحمد لله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرج الامام مسلم والحمد لله تملأ الميزان كذلك ثبت في البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمتان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن خفيفتان على اللسان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. ايضا الخلق الحسن فهنيئا لك يا ذا الادب ويا ذا الخلق قال صلى الله عليه وسلم وقوله الحق ما من شيء اثقل في ميزان العبد يوم القيامة من خلق حسن ايظا ثبت في مسند احمد باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بخن بخن لخمس ما اثقلهن في الميزان. سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله الله اكبر والولد الصالح يموت فيحتسبه والده والولد الصالح يموت فيحتسبه والده. فيا من فجعت بهذه المصيبة ان يموت احد اولادك استبشر خيرا واحتسب وامن هذا الفضل من الله سبحانه وتعالى. اذا هذا كله يتعلق بما يوزن في الميزان. بقيت مسألة ثانية وهي احوال الناس في الوزن ما نتيجة الوزن اذا وزن الناس يوم القيامة الى اي شيء يصيرون ما هي النتائج التي تنتج من وزن الناس الجواب ان الناس اذا وزنوا لا تخلو احوالهم من ثلاث احوال اولا ان تترجح حسناتهم على سيئاتهم فمن ترجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة فانه من اهل الجنة مباشرة نجا من النار بفضل الله ورحمته الذي تترجح حسناته على سيئاته ولو بواحدة فانه من اهل الجنة ولا يدخل النار وهذا ما وعد الله سبحانه وتعالى به وهو صادق الوعد جل وعلا وبلا اصدق من الله قيلا ولا اصدق من الله حديثا وعد الله جل وعلا ان من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية فدل هذا على ان من زادت حسناته على سيئاته كما قال بعض السلف ولو بواحدة فانه من اهل الجنة. ولو كان في الكفة الاخرى كبائر فالعبرة في ذاك المقام في الثقل فاذا ترجحت كفة الحسنات على كفة السيئات فانه سيكون من اهل الجنة. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. واذا عليك يا عبد الله ان تستكثر من الحسنات فانك لا تدري ما هي الحسنة التي ربما تكون سببا في سعادتك الحال طبعا اصحاب هذه الحال متفاوتون تفاوتا عظيما. منهم من ليس عنده الا حسنات محضة ولا شيء في الكفة الاخرى كالانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ثم دونهم ايضا اهل التقوى والصلاح كمل المؤمنين الذين يجتهدون في العمل الصالح وان زلت بهم القدم وبدرت منهم بادرة بادروا بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له كلما وقع فانه يبادر بالتوبة الى الله عز وجل فتمحى تلك السيئة وكذلك الذي يوفق الى توبة نصوح قبل الموت فهنيئا له اذا هؤلاء اعلى ما يكونون وهم الذين عندهم حسنات محضة لا يقابلها شيء في الكفة الاخرى ثم دون انهم من عنده صغائر قليلة ثم من عنده اكثر من ذلك الى ان يكون آآ في اواخر اولئك من عنده حسنات كثيرة وعنده سيئات كثيرة ولكن حسناته ترجحت على سيئاته ولو بواحدة فهؤلاء جميعا من اهل الجنة وان كان لهم الدرجات بحسب اعمالهم ولكل لكل درجات مما عملوا الصنف الثاني هم الذين ترجحت سيئاتهم على حسناتهم. وهؤلاء هم اهل البلية هؤلاء هم الذين اخبر الله سبحانه وتعالى عنهم فاما ما ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه. ما المقصود خفت موازينه موازين حسناته وبالتالي ثقلت موازين سيئاته. واما من ثقلت موازينه فامه هاوية وما ادراك ما هي؟ نار حامية. واما من خفت موازينه فامه هاوية. وما ادراك ما هي؟ نار اذا هؤلاء الذين يأتون يوم القيامة بسيئات اكثر من حسناتهم ان عفا الله سبحانه وتعالى عن تلك السيئات في الدنيا فانها لا شك انها لا توزن او عفي عن تلك السيئات وهم في البرزخ وكفر عنهم وهم في البرزخ فانها لا توزن. او كفر عنهم من سيئاتهم فيما مواقف القيامة قبل موقف الوزن فانها ايضا لا توزن فان لم يشأ الله سبحانه وتعالى العفو عن تلك السيئات قبل موقف الوزن فان ظاهر النصوص يدل على ان اهل هذه الحال الذين ترجح سيئاتهم على حسناتهم انهم يكونون من اهل النار الا ان قبل الله عز وجل شفاعة فيهم فانهم يكونون من اهل الجنة. وذلك ان موقف الشفاعة الذي دلت عليه السنة في شأن العصاة في شأن اهل الكبائر يكون بعد موقف الوزن فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر كما في الصحيحين انه يضرب الصراط وتحل الشفاعة. يضرب الصراط اقوى تحل الشفاعة. والانبياء عليهم الصلاة والسلام ماذا يقولون على ذلك او في ذلك المقام العظيم؟ الذي لا لا يتكلم فيه غيرهم ماذا يقولون ربي سلم سلم وهذا دعاء لهؤلاء الذين يمرون على الصراط فان قبل الله عز وجل الشفاعة في هذا العاصي الذي زادت سيئاته على حسناته فانه ماذا؟ يعفى من دخول النار والا فانه يكون من اهل النار. هذا الذي يظهر والله تعالى اعلم من فهم او من تأمل النصوص المتعلقة بهذا المقام. الصنف الثالث هم الذين تساوت وحسناتهم اتوا بحسنات يقابلها سيئات مساوية لها فهؤلاء الثابت عن الصحابة رضي الله عنهم فيهم انهم يكونون من اهل الاعراف والاعراف مرتفع بين الجنة والنار هو الذي جاء في سورة الاعراف كما تعلم فيوقفون على الاعراف مدة يشاؤها الله سبحانه وتعالى لم تكن لهم من الحسنات ما يرجح دخولهم الجنة ولم يكن له من السيئات ما يرجح دخولهم النار فاوقفوا بين الجنة والنار. على هذا المرتفع الذي هو الاعرابي مدة يشاءها الله سبحانه وتعالى ثم يكون مآلهم الى الجنة كما قال جل وعلا ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون. فهذا ما يتعلق اهلي هذه المرتبة ومن لطيف ما يذكر ان ابن حزم رحمه الله في رسالة له اسمها التلخيص لوجوه التخليص لما ذكر اهل هذه الحال تمنى ان يكون منهم تمنى ان يكون يقول يا ليتني اكون من اهلي الاعراف وسبقه الى هذا سالم مولى ابي حذيفة رضي الله عنه فانه ورد عنه انه كان يتمنى ان يكون من اهل الاعراف اذا كان سالم المولى ابي حذيفة رضي الله عنه يقول هذا فماذا؟ نقول نحن والله المستعان. هذه باختصار بعض المتعلقة بموقف الوزن ونمر على وجه العجلة على ما اورد المؤلف رحمه الله من ادلة قال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها مثقال حبة من خردل الخردل محبة صغيرة معروفة فاضربوا العرب المثل بخفة الشيء بها يقولون هذا مثل حبة الخردل او اخف من خردل او يزن حب خردلة او لا يزن حب خردلة او لا يزن حبة من خردل فهي حبة صغيرة يعني قريبة من السمسم تقريبا معروفة ويتداوى بها المقصود ان في هذا تنبيها على انه مهما كان العمل صغيرا فان الله سبحانه وتعالى لا يضيعه استدل المؤلف ايضا بقوله تعالى والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون وقال في حقي اه الطرف الاخر ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون كذلك قال في الكافرين فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. وهذه مسألة هي وزن الكفار هل يوزن الكفار او لا يوزنون هذه الاية استدل بها من قال من اهل العلم ان الكفار لا يوزنون والصحيح انهم يوزنون بدليل ما سيأتي في قول النبي صلى الله عليه وسلم انه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة. يعني يوزن لكن لا يكون له وزن. يكون خفيفا لانه ما عمل صالحا يثقل به ميزانه و يشهد لهذا الاية التي سبقت ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون لم تكن اياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون اذا هذه الاية تتعلق بمن من الذي يكذب بايات الله الكفار فدل هذا على انهم ماذا وزنوا فخفت موازينهم الستم معي يا اخوان وزنوا ماذا فخفت موازينه فدل هذا قطعا على ان الكفار ماذا؟ يوزنون. اذا ما معنى قوله تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا الجواب انه لا يقام لهم يوم القيامة وزن نافع لا يكون لهم وزن نافع بل يوزنون ولا ينتفعون بالوزن لانه ماذا تخف موازينهم. هذا الذي يظهر الله تعالى اعلم. وهكذا ما جاء في ايات اخرى كذلك من اشهرها اية القارعة فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه فامه هاوية. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله ما دليل ذلك وصفته من السنة؟ الجواب فيه احاديث كثيرة منها حديث البطاقة التي فيها الشهادتان. وانها ترجح بتسعين سجلا من السيئات. كل سجل منها مد البصر مد البصر منها قوله صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود رضي الله عنه اتعجبون من دقة ساقيه؟ والذي نفسي بيده لهما في الميزان اثقل من احد وقال صلى الله عليه وسلم انه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة. وقال اقرأوا فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا وغير ذلك من الاحاديث. الاحاديث كما ذكر المؤلف رحمه الله كثيرة وهذه آآ الطائفة من الاحاديث والتي سبقها من الايات كافية في اثبات هذا الامر العظيم. اورد المؤلف رحمه الله الحديث الذي كررته عدة مرات وهو حديث البطاقة وفيه انه يصاح يوم القيامة برجل قال صلى الله عليه وسلم من امتي فهو رجل من امة محمد الله عليه وسلم ثم ينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر البصر مده ماذا مداه ماذا مداه كبير سبحان الله العظيم رجل ينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر كلها مشحونة بالسيئات كلها سيئات نسأل الله العافية والسلامة فيقول الله جل وعلا له اتنكر من هذا شيئا؟ اظلمك كتبت الحافظون؟ فيقول لا يا رب فيقول الله جل وعلا الك حسنة؟ او الك عذر فيقول لا يا رب اصابته دهشة. من هول ما هو راء حتى انه ايقن بالهلاك فيقول الله جل وعلا بلى ان لك عندنا حسنة وانك لا تظلم فتخرج له بطاقة رقعة صغيرة بصدق ويقين واخلاص ولم يأتي بعدها بما يناقضها او يضعفها لم يأتي بعدها بما يناقضها او يضعفها وبالتالي اثر اثرت انوار لا اله الا الله في ازالة ظلمات تلك السيئات ولا شيء اعظم من هذه الكلمة العظيمة التي قامت بها السماوات والارض لكن الشأن ان يقولها الانسان بحقوقها وقيودها وشروطها ايضا ذكر حديث ابن مسعود رضي الله عنه والحديث صحيح عند احمد وغيره وهو انه صعد شجرة يجتني منها فضحك الصحابة من دقة ساقيه رضي الله عنه كانت ساقاه ضعيفة او دقيقة فضحك الصحابة من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لهما في الميزان اثقل من احد احد ما هو هذا الجبل العظيم واننا لنحلف بالله على صدق كلام النبي صلى الله عليه وسلم. لتكونن ساقاه يوم القيامة في الوزن اثقل من هذا الجبل العظيم الذي هو جبل احد. وذلك دليل على عظيم ايمان هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه كذلك اورد ما ثبت في الصحيحين في شأن وزن الكافر انه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وانى يزن ذلك وهو كافر بالله سبحانه وتعالى. لعل هذا القدر فيه كفاية والله تعالى اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين يقول لها هل يستحب الحج عن من له قريب مات ولم يتمكن من الذهاب الى الحج؟ على كل حال هو امر جائز ومشروع ولكن اعلم ان هذه آآ الحجة سيكون ثوابها لهذا الميت فلتكن من هذا على ذكر. ان كنت ظنينا بالحسنات فاجعلها لك واكثر من الدعاء له. تصدق له ان شئت هذا سؤال يعني يعود الى السؤال السابق نفسه هل الملائكة هل كتبة يعلمون ما في قلوبنا فيكتبونه نعم والا لم تكتب آآ لنا ما هو من اهم الحسنات واعظمها فان جنس الاعمال القلبية اعظم من جنس الاعمال البدنية. فكيف يقال انها لا طب اما كيف يكون ذلك فالله تعالى اعلم ذكر بعض العلماء انه ان عمل الانسان عملا صالحا خرج منه ريح حسن فيكتبها الملك حسنة والا خرج منه ريح قبيح فيكتبها الملك سيئة ولكن هذا لا دليل عليه فالذي يظهر والله اعلم ان الله جل وعلا يمكن الملك من الاطلاع على ما في نفس الانسان. والله على كل شيء قدير ما يفكر فيه الانسان من الخواطر فان الله سبحانه وتعالى قد عفا عنه. ان الله عفا عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تتكلم او تعمل يقول هل هناك فرق بينما يهدى وما يصل الى الميت؟ فمما يصل الى الميت الدعاء هنا بعض الناس يقول ان الميت يهدى له كذا وكذا والدعاء ايضا والصواب ان الدعاء لا يهدى ثواب الدعاء لمن للداعي او المدعو له نعم للداعي وانما ينتفع الميت باثر الدعاء وفرق بين المسألتين يعني فرق بين الصدقة هو الدعاء الصدقة ماذا يحصل فيها هي نفسها تهدى ثواب الصدقة يصبح لمن يصبح للميت اما الدعاء لا ثواب الدعاء يكون ماذا للداعي الحي واثر ذلك الدعاء ان قبله الله عز وجل ينتفع به الميت. فالميت ينتفع بالدعاء. هذا لا اشكال فيه. لكن ليس هذا من باب اهدائي الحسنات والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه