وامثالها عن معرفة ما ينفعه من توحيده واحكام عبادته وما الى ذلك فلا شك انه قد اه فعل شيئا مذموما غير ممدوح. اما كون الانسان يطلع على مثل هذا الامر ويستفيد منه دون ان يشغله هذا عما هو انفع واولى فلا شك ان هذا اه لا بأس به بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة ما حكم صدق كاهنا؟ الجواب قال الله تعالى قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله فقال تعالى وعنده مفاتح بما يعلمها الا هو الاية. وقال تعالى ام عندهم الغيب فهم يكتمون. وقال تعالى اعنده علم الغيب فهو يرى وقال تعالى والله يعلم وانتم لا تعلمون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من اتى عراف انه كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وقال صلى الله عليه وسلم من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد انتقل المؤلف رحمه الله بعد ان بين حكم الكاهن الى حكم من يصدق الكاهن الكاهن قلنا هو؟ نعم نعم الذي يدعي معرفة الغيب. وقلنا ان حكمه انه كافر وذكرنا لهذا وجهين الاول انه ارفع صوتك نعم انه انما تخدمه الجن ماذا؟ تقربه اليهم. اخذنا هذا؟ طيب. الوجه الثاني انه يدعي علم الغيب. وهذا اولا لله عز وجل او ادعاء المشاركة لله عز وجل فيما اختص به. والله تعالى يقول قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيبا ان الله وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. والامر الثاني انه هذه الايات التي دلت على اختصاص الله سبحانه وتعالى بعلم الغيب الان نأتي الى البحث في حكم من صدق الكاهن فيما يخبر به من الامور المغيبة. ما حكمه؟ الجواب ان اتيان الكاهن من حيث هو. وسؤاله فيه تفصيل نأتي الان الى المسألة بجملتها اتيان الكاهن وسؤاله فيه تفصيل فان ذلك يرجع الى ما يأتي. اولا ان يأتي الى الكاهن فيسأله صدقه فيما يقول. من انه يعلم الغيب الذي لا يعلمه الا الله فان كان الامر كذلك فلا شك ان هذا كفر اكبر. ولا شك ان هذا شرك اكبر لانه اعتقد ان غير الله عز وجل يشاركه فيما يختص به. وهذا هو حقيقة الشرك هذا هو حقيقة الشرك. الحالة الثانية ان يأتي الى الكاهن ولكنه لا يصدقه. انما يقول انا اتفرج وانظر. او كما يقولون باللسان المعاصر حب استطلاع. فاذا كان الامر كذلك فان هذا الفعل محرم تحريما عظيما وجاء فيه العقوبة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا تقبل له صلاة اربعين ليلة. وفي رواية اربعين يوما الحالة الثالثة ان يأتي الى ان يأتي الى الكاهن فيسأله لاجل ان يبينوا لاجل ان يبين كذبه ويفضحه امام الناس. فمثل هذا خرج فيه وقد يكون مطلوبا شرعا اذا وجدت المصلحة الشرعية وانتفت المفسدة فالنبي صلى الله عليه وسلم جاء جاء لابن صياد جاء الى ابن صياد وهو كاهن قال له قد خبأت لك خبئا فقال الدخ ما استطاع ان يأتي بالذي خبأه النبي صلى الله عليه وسلم انما قال الدخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك. فدل هذا على ان سؤاله لاجل تكذيبه ان هذا لا بأس به وقد يكون مطلوبا شرعا. اذا الى هذه الاحوال تنقسم وحال من يأتي الى الكهان. وبالتالي اتضح لنا الجواب عن سؤال المؤلف رحمه الله وهو عمن يصدق الكاهن. قال ما حكم من صدق كاهنا؟ فمن صدق كاهنا معتقدا انه يعلم الغيب الذي يعلمه الله عز وجل فان من المعلوم بالاضطرار ان هذا كفر وشرك اكبر. قد يقول قائل اليس في المسألة خلاف؟ فان ان بعض اهل العلم قال في هذا ان من صدقه فانه كافر كفرا اصغر واستدل على هذا بالجمع الينا الحديثين ففي الحديث الذي او عفو استدل بهذا الحديث الذي اورده المؤلف رحمه الله وهو من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يومه مع حديث فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وكونه لا تقبل له صلاة مدة معينة يدل على ان كفره كفر اصغر. اذ لو كان كفره كفرا اكبر لم بل له صلاة ابدا. حتى يتوب الى الله عز وجل. اتضح وجه استدلالهم. قالوا اذا جمعنا بين الحديثين مرة قال النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما ومرة قال فسأله فصدقه فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. اذا لابد ان يكون الكفر في الحديث الثاني الكفر الاصغر لانه لو كان الاكبر لم يحدد عدم قبول باربعين يوما. الجواب عن هذا ان يقال ان كون نصدق الكاهن يعتقد انه يشارك الله عز وجل في صفته التي اختص بها وهي علم الغيب هذه قضية لا اختلاف فيها بين اهل العلم جميعا ان فقال هذا القول هؤلاء امر اخر وهو انهم قالوا ان من صدقه لا على انه يعلم الغيب ولكن على انه قد اتاه خبر من مفترق السمع او من الجني الذي يجول في الارض فيعطيه خبر ضائع او غيره مثلا فهذا يقول يصدقه انا لا اعتقد انه يعلم الغيب وانما جاءه الخبر من الذي استرق السمع مثلا وبالتالي قال العلماء فمثل هذا له شبهة ولا يكون كافر بالله عز وجل بالتالي عادت اقوال اهل العلم الى اتفاق فلا احد يخالف في ان من اعتقد ان هذا الكاهن يعلم الغيب الذي اختص الله عز وجل به لا احد يخالف في انه اخر الكفر الاكبر. استدل المؤلف رحمه الله على ما ذكر جواب لهذا السؤال بادلة تدل على اختصاص الله عز وجل بعلم الغيب وبالتالي في علم ان من صدق ان غير الله عز وجل يشاركه فيما اختص به فقد اشرك به. اذ الشرك ليس الا اعتقاد مشارك مع الله سبحانه فيما اختص به ومن صفات الله عز وجل انه وحده يعلم الغيب قال قال الله تعالى قل لا يعلم ما في السماوات والارض الغيب الا الله. وقال تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. وقال تعالى ام عندهم الغيب فهم يكتمون. وقال تعالى اعنده علم الغيب فهو يرى قال تعالى والله يعلم وانتم لا تعلمون. دلالة الايات متفقة على اختصاص الله عز وجل بعلم الغيب قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم من اتى عراف او كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على صلى الله عليه وسلم. الحديث صريح في ان من جاء كاهنا فسأله فصدقه انه كافر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. ومما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ايعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله؟ وغيرها من الايات كالتي اورد المؤلف رحمه الله. وبالتالي فان هذا كافرا بالله سبحانه وتعالى. والحديث حديث ثابت لمجموع طرقه معناه ايضا من حديث عمران رضي الله عنه عند البزار باسناد جيد كما قال رفض رحمه الله وكما قال ايضا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد فقد روى عمراني ابن حصين رضي الله له علم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ليس منا من تطير او تطير له او تكهن او تكهن له او سحر او سحر له. ومن اتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وجاء هذا المعنى ايضا من حديث غيرهما وجاء ايضا على لسان بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه وهذا قد مر معنا غير مرة من اتى عرافا او كاهنا او ساحرا فصدقه فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. اذا المرحوم والموقوف متفق كن على هذا الحكم وهو ان من صدق الكاهن فيما يدعيه من علم الغيب فانه كافر بالله سبحانه وتعالى قال وقال صلى الله عليه وسلم من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما خرج المحقق هذا الحديث وعزاه الى مسلم رحمه الله وهذا العزو فيه نظر فان الغاية مسلم اولا فيها لم تقبل له صلاة اربعين ليلة ولكن جاء عند احمد وغيره اربعين يوما والخطب في هذا يسير. انما الاشكال في ان رواية مسلم رحمه الله ليس فيها فصدقه. كل النسخ التي تتبعها العلماء من صحيح مسلم ليس فيها فصدقه انما فيها من اتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة اربعين يوما ولكن جاءت هذه الرواية التي اوردها المؤلف رحمه الله بلفظها في مسند الامام احمد خرج الامام احمد احمد رحمه الله هذا الحديث من طريق يحيى بن سعيد عن عبيد الله ابن عمر عن نافع اه عن صفية بنت عبيد عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم. الظاهر والله اعلم انها حفصة كما نص على هذا بعض الحفاظ ومنهم ابو مسعود الدمشقي كذلك في الجمع بين الصحيحين واقر هذا ابن الاثير في جامع الاصول وغيرهم من اهل العلم فظهر والله اعلم ان المراد ببعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم هي ام المؤمنين حفصة وعلى كل حال جهلها لا يؤثر شيئا في صحة الحديث فان جهالة الصحابي لا تضر. اعود فاقول هذه الرواية فسأله عن شيء صدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما. الظاهر والله تعالى اعلم انها شابة فصدقه ها هنا شابة ما تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. والامام مسلم رحمه الله خرج هذا حديث في دون لفظي فصدقه. كما ان يحيى ابن سعيد روى عنه هذا حديث اربعة من الحفاظ. ومنهم من هو من كبار الحفاظ. كمحمد ابن المثنى. ولم يذكر في حديثهم فصدقه. ايضا شارك عبيد الله في الرواية عن نافع غيره من الرواة ولم يذكروا فيه ايضا فصدقه. هذا شيء وشيء اخر وهو ان هذا الحديث بهذا اللفظ يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا ثابت من حديث ابي هريرة ومن حديث عمران ومن حديث غيرهما ومن قول ابن مسعود ومن قول غيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وهو لقواعد التوحيد. ان من صدق ان غير الله عز وجل من الكهان والعرافين وغيرهم انه يعلم الغيب فانه قد كفر مع الله قد كفر بالله معه سبحانه وتعالى. اذا الصواب ان هذه اللفظة شاذة وان هذا الحديث ليس صحيح والصواب ان من اتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة اربعين يوما او اربعين ليلة وتوبة على فعله هذا الجرم العظيم. فبمجرد ان يأتي الى الكاهن وان زعم انه لا يصدقه نقول انه قد استحق هذه العقوبة وهي ان لا يقبل الله له صلاة اربعين ليلة الصواب في هذه المسألة انه يجب عليه ان يصلي. وانه لا يجب وعليه الاعادة انما يصلي ولا ثواب له. ويجب عليه ان يصلي. ولا قابله على صلاته ولا اعادة عليه. ونقل النووي رحمه الله الاجماع على انه لا تجب عليه الاعادة ويكفيه عقوبة انه يصلي ولا يقبل الله عز وجل له. يصلي خمس صلوات مدة اربعين ليلة او يوما والله جل وعلا لا يقبل له هذه الصلاة عقوبة على اتيانه هذا وتقريبه نفسه للفتنة وان يقع في الكفر والعياذ بالله. فهذا تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم لامته ان تقارب هذا الحد الخطر وهو الذي يعرض ايمان الانسان الفتنة. وكم من الناس من ضعاف الايمان اتوا الى هؤلاء الكهان وظنوا انهم يضحكون مجرد استطلاع ينظرون ويتفرقون واذا به قد وقع في قلبه ما وقع من التصديق بان هذا الكاهن يعلم الغيب. ولا شك ان هذا امر عظيم قد ذكرنا سابقا ان الفتن شأنه ان الفتن شأنها عظيم. وان من استشرف لها استشرفت له على المسلم ان يحذر من هذا اشد الحذر. نسأل الله السلامة والعافية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما حكم التنجيم؟ الجواب قال الله تعالى هو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر. وقال تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين. وقال تعالى والنجوم مسخرات لامره. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. فقال صلى الله عليه وسلم انما اخاف على امتي في التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيف الائمة. وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوم يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم ما ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاق. فقال قتادة رحمه الله تعالى خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها. ومن تأول فيها غير ذلك قد اخطأ فقد اخطأ حظه واضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به. انتقل المؤلف رحمه الله الى فرع من فروع الكهانة وهي التنجيد. والتنجيم هو الاستدلال على الاحوال الارضية بالاحوال الفلكية الاستدلال آآ الاحوال الفلكية على الاحوال الارضية او الاستدلال على الاحوال الارضية بالاحوال الفلكية. هذا هو التنجيم. المذموم الذي هو تعاطي هذا العلم الذي يزعم اهله انهم يستدلون على الحوادث والاحوال الارضية الاحوال الفلكية بحركات الافلاك والنجوم. وآآ في الجملة النظر في النجوم او علم النجوم ينقسم الى قسمين بما يسمونه علم تأثير والى علم تسيير. انتبه لهذا في الجملة علم النجوم ينقسم الى علم تأثير والى علم اما علم التأثير فانه التنجيم اذا اطلق علماء التوحيد وهو الذي عرفته لك وينقسم هذا العلم علم التأثير ينقسم الى ثلاثة اقسام. اولا اعتقاد ان الكواكب والنجوم تدبر الارض وتدبر احوال اهل فهي التي تعطي وتمنع وترفع وتخفق كل ما يكون على هذه الارض انما المدبر فيه هذه الكواكب والنجوم والافلاك. وهذا مذهب مشركي الصابئة جماعة ايضا من عاصفة وغيرهم من الكفار. وهذا احد اسباب عبادة الاصنام. فان هؤلاء الصابئة لما اعتقدوا ان هذه النجوم والكواكب هي المدبرة لهذا الكون جعلوا اصنام تمثلها لاجل ان يتوجهوا لها بالعبادة وليس المقصود ان يتوجهوا الى حجارة صنعوها بايديهم انما هي رمز او صورة او علامة على هذا الكوكب او ذاك. فهذا للحياة وذاك للاماتة وهذا للولادة وذاك للنصر وهذا للمطر وذاك للرزق الى غير ذلك. فهم يتوجهون الى هذه الافلاك من خلال عبادة هذه الاصنام. وهذه الملة قديمة ولها الى هذا العصر يعتقدون ان لهذه الافلاك والكواكب تدبيرا للكون ولا شك ان هذا شرك اكبر في الربوبية دون شك. هذا شرك اكبر في الربوبية دون شك النوع الثاني هو اعتقاده ان حركات الافلاك بها يعلم الغيب. حركات الافلاك والنجوم بها يعلم الغيب وهذا كما يقول اهل العلم التأثير العلمي والذي قبله والتأثير العملي. يعني يزعم هؤلاء انه بحركات الكواكب والنجوم يستدل على الغيب. فاذا فظهر النجم الفلاني فسيولد عظيم. واذا افل الاخر فانه سيموت كذا تكون عندهم هذه الحركات الفلكية آآ وحدها يعلم الغيب. ولا شك ان هذا ايضا شرك اكبر. شرك اكبر في باب الصفات لادعائهم انهم يعلمون الغيب مع الله عز وجل بوساطة هذه النجوم وحركاتها. النوع الثالث هو اعتقاد ان حركات هذه النجوم السبب ما يكون من حوادث ارضية. سبب لما يكون من حوادث ارضية يعني اذا ظهر النجم الفلاني او اخا فان هذا سبب لنزول المطر او اشتداد الريح او انبات النبات او ما شاكل ذلك. هم لا يعتقدون ان الكواكب والنجوم بهذه الصورة هي آآ الفائلة او المدبرة انما يعتقدون ان الفاعل هو الله وهذا مجرد سبب وهذه الحال حكمها انها شرك اصغر ان هذا اتخاذ لسببه لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا. القاعدة ان كل من اتخذ سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا فقد اشرك الشرك الاصغر. اذا هذا هو علم النجوم مذموم الذي هو امه التأثير. وينقسم الى هذه الاقسام التي بين يديك. اما علم التسيير فانه في الجنة يرجع الى معرفة الازمنة او معرفة الامكنة من خلال النظر في النجوم. فهنا يعتقدون تدبيرا ولا ان للغاية ولا سببية للتأثير بسبب هذه النجوم؟ انما يعتقدون انها علامات يستدل بها ويسترشدوا بها على الازمنة او على الامكنة. الازمنة يعني اذا نظروا الى النجوم فوجدوا انه آآ اذا ظهر النجم الفلاني فهذا وقت اشتداد الريح او اشتداد البرودة او اشتداد الحرارة فانهم يستدلون على الازمنة من خلال ماذا؟ النظر في هذه النجوم وهذا لا حرج فيه فهذه عندهم مجرد علامة يعني يقترن هذا بهذا عادة. يعني مضت سنة الله عز وجل الكونية انه يربط اشياء بعلامات ان ظهر هذا النجم الثريا او سهيل او دخل البرج الفلاني. فهذا وقت آآ الصيف او الشتاء او الخريف او الربيع وبالتالي فالناس ينتفعون بهذا. فهذا النوع من النبات انما يزرع في آآ فصل الصيف وهذا انما يبذلونه في فصل آآ الربيع وهذا كذا وهذا كذا فهذه مجرد علامة يستدلون بها على الازمنة. ومن هذا البروج البروج فالاثم عشر التي يعرف الناس بها الفصول الاربعة. حمل الثور جوز السرطان ورأى الليث سنبل الميزان ورمت عقرب بقوس جديا ورد الدم بركة الحيتان فهذه اثنا عشر برجا البداية بالحمل هو بداية فصل الربيع و يكون عادة يدخل في اليوم الحادي والعشرين من مارس كل سنة. وآآ يوم عشرين او واحد وعشرين او اثنين وعشرين. يخرج برج وفي اليوم التالي يدخل البرج الاخر والحمل والثور حمل الثور جوزة الجوزاء هذه بروج الربيع بعد الربيع ماذا يكون الصيف حمل الثور جوزة السرطان. السرطان اول بروج. الصيف وهكذا الى اخر البروج بعد كيف يأتي؟ ماذا؟ الخريف وبعد الخريف يأتي الشتاء. المقصود ان معرفة هذه للابراج والنظر فيها لاجل معرفة هذه الفصول لينتفع الناس مثل هذا لا حرج فيه الذي ينظر في هذا العلم يعتقد اعتقادا جازما ان هذا انما يكون بتقدير الله سبحانه وتعالى وخلقه. وانما هذه علامات والله عز وجل قادر فانا ان لا يربط بين هذه العلامة وما ينتظر بعدها. فربما دخل وقت المعتاد لنزول الامطار والله عز وجل لم يشأ نزولها. او الوقت المعتاد دخول البرد والله عز وجل لا يشاء ذلك اذا هذه مجرد علامات يقترن بها هذه الازمنة. او يتعرف بها الى الامكنة فالنجم الذي هو القطب اذا نظرت اليه عرفت ان هذه الجهة هي جهة الشمال فاذا اردت ان تذهب الى جهة الشمال فانك تمشي في هذا الطريق تمشي في هذه الطريق كذلك النظر في احبابي الشمس فاذا زالت الشمس عرفت ان وقت الظهر قد حان وهكذا اذا غربت الشمس وهكذا اذا غاب الشفق الى غير ذلك من هذه الاحوال اه التي يتعرف بها الازمنة او بها فالامكنة اهل الخبرة بالصحراء والبراري يقولون اذا اردت المكان الفلاني فظع هذا عند حاجبك الايسر وامض فانك تصل الى القرية التي تريد. واجعل النجم الفلاني مثلا خلفك وامشي انك ستصل الى القرية الفلانية وهكذا. فمثل هذا كله لا حرج فيه. وكما سيأتي معنا الله جل وعلا جعل هذه النجوم علامات يستدل بها. الخلاصة ان التنجيم اذا اطلق يراد به علم النجوم وهو علم تأكد يسمونه علم والا فهو في الحقيقة جهل وخرافة ودجل لكن هكذا يسمونه وضابطه يرجع الى ما ذكرت لك اما اذا اريد تعريف علم النجوم في جملته فانه ينقسم الى هذين القسمين الذين هما التأثير والتسير اورد المؤلف رحمه الله قوله تعالى هو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر هذا من علم التسيير وقال تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين. سيأتي ان هذا من الاشياء او الحكم التي بين الله سبحانه وتعالى فيها انما اه بين الله عز وجل في هذه الاية شيئا من الحكمة من خلق النجوم. وقال تعالى والنجوم بامره هي مسخرة ومخلوقة ولا تملك لنفسها شيئا فضلا عن ان تكون هي المدبرة لما يكون في الكون هذا رد على اهل الشرك. قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس من السحر زاد ما زاد. هذا الذي اشار اليه هذا الحديث هو علمي علم النجوم المذنوب ومضى الكلام فيه. لكن ما وجه الربط بين هذا العلم و السحر قال اهل العلم يجتمعان في ان كليهما فيه تأثير كن على النفوس تأثير باطل على النفوس. يجتمعان في ان كليهما فيه تأثير باطل على النفوس فهذا وجه الربط بين علم النجوم المذموم والسحر الباطل الذي تعلمنا مسائله. قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم انما على امتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيث الائمة والحديث فيه نظر من جهة ثباته اما معناه الذي الحديث من جهة ظن التعلق بهذه النجوم فلا شك ان الادلة فيه واضحة وكثيرة كل قواعد الشريعة ترد هذا المذهب الباطل. قال وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوم يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم ما ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاق. هذا الاثر اخرجه عبد الرزاق في المصنف باسناد باسناد ثابت عنه كما قال الحافظ رحمه الله في الفتح هؤلاء المنجمون الذين ينظرون في ابا جاد ابا جاد المقصود بذلك هو انهم ينظرون في الحروف الابجدية على وجه مخصوص ينظرون في الحروف الابجدية على وجه مخصوص. الحروف الابجدية ابجد حطي كلم سعفص قرشت فخذ ببغة. هذه الحروف الثمانية والعشرين بهذا ترطيب تسمى الحروف الهجائية مع هذه الحروف الابجدية. اما الهجائية في ترتيبها الف باء تاء جيم الى اخره. هؤلاء المنجمون يعتقدون الى ان لكل نجم حرفا يقابله. فالبعض لها النجم فلان الذي هو مسؤول عن اه الامر الفلاني. من والدال مثلا للنجم الفلامي وهكذا. ثم ان لكل حرف من هذه الحروف قيمة عددية وبالتالي فان لهم جداول وحسابات اذا ارادوا معرفة شيء فانهم اذا نظروا الى هذه النجوم والكواكب ورأوا ظهورها او افولها او حركتها فانهم يجمعون هذه الحروف ثم يقسمونه بعملية حسابية بحسب القيمة العددية لها وبالتالي فانهم يستنتجون انه سيكون في المستقبل كذا. القيمة العددية تمشي بالترتيب. الالف يقابلها واحد والباقي يقابلها اثنان والجيم يقابلها ثلاثة وهكذا الى عشرة. ثم الحرف الحادي عشر يجعلون له رقم من يقابله هو عشرة والذي بعده عشرون والذي بعده ثلاثون وهكذا الى المئة ثم بعد ذلك يكون الترتيب الى الالف وتنتهي الحروف الثمانية والعشرين عند الرقم الف وبالتالي فانهم كما ذكرت لك يستدلون بما يظهر لهم من النجوم آآ يأخذون هذه الحروف بقيمتها العددية المعروفة عندهم ثم يقسمون ويطرحون ويضربون في عمليات حسابية فيستنتجون انه سيكون كذا وكذا. ولا شك ان فهذا راجع الى ماذا؟ الى علم ها؟ التأثير العلمي. الى التأثير العلمي الذي هو كفر بالله سبحانه وتعالى. وصدق ابن عباس رضي الله عنهما وحينما بين ان من فعل هذا لم يكن له عند الله من خلاق لم يكن له نصيب عند الله عز وجل فليس له جنة وليس له ثواب لانه قد كفر بالله سبحانه وتعالى وعليه فهذا الاثر يستدل به على كفر هذا المناجم هذا المنجم الذي يتعاطى هذا العلم بهذه الصورة لا يفوت التنبيه على ان استعمال الحروف الابجدية له وجهان جائز وممنوع. اما الممنوع فهو ما عرفت. واما الجائز فهو ان يستفيد او يستخدم هذه الحروف في شيء ينفعه كترقيم الفقرات مثلا يقول الفريق الفقرة الف او باء او جيم او دال الى اخره او يستفاد منها في تحديد اشياء بمعنى كثير من اهل العلم ومنهم المؤلف رحمه الله في بعض مؤلفاته كان يذكر التاريخ الذي ختم به الكتاب او يذكرون مثلا عدد الابيات للقصيدة من خلال حساب الجمل ما يسمى بحساب بالجنب الذي ذكرته لك سابقا فينظر مثلا انتهى من التأليف في اي تاريخ في السابع والعشرين من الشهر السادس عام الف واربع مئة وستة وثلاثين. الان اصبح لكل رقم ماذا؟ حرفا يقابله. فيأتي هذه الحروف في كلمة او في جملة بالنظر الى آآ ان يضع حرفا في بداية كل كلمة في هذه فانت اذا نظرت وجمعت هذه اه الحروف فانك تستنتج ماذا؟ تستنتج التاريخ او العدد الذي اراده المؤلف وهذا الذي يسمى بحساب الجمل وهو نوع من الملح العلمية نوع من الملح العلمية فهذا لا شك انه لا حرج فيه. ما معنى ابجد وهوز وحطي والى اخره قال بعض الناس ان هذه اسماء ملوك جبابرة استخدمها الناس لحساب الجمل وبعضهم خص ملوك مدين وبعضهم ذكر غيرهم واخى اخرون قالوا لا هذه اسماء الايام التي خلق الله فيها السماوات والارض وكل هذا لا دليل عليه ولا يصح كما قرر هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الجزء الثاني عشر من مجموع الفتاوى فالصواب ان هذه ليست اسماء لمسميات انما رتبوها هكذا لاجل معرفة الاعداد بحسب حساب الذي ذكرته لك اجتهد او استخرج هذا النوع من الترتيب بعضهم ومشى الناس عليه لا اقل ولا اكثر. قال وقال قتادة رحمه الله خلق الله هذه النجوم لثلاث. يعني الحكمة من خلق الله عز وجل النجوم ترجع الى هذه الامور الثلاثة. اولا زينة للسماء وثانيا هجوما للشياطين. وجمع الله عز وجل بين هاتين الحكمتين فيما مر بنا من قوله تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين. قال وعلامات يقتدى بها قالت كما قال سبحانه وعلامات وبالنجم هم يهتدون. اذا هذه الامور الثلاثة التي خلق الله الله عز وجل النجوم لاجلها. لتكون منبئة وكاشفة عن امار الغيب ولا هنا مدبرة لشؤون هذا الكون ولا لتكون مؤثرة على جهة السببية كل هذا باطل لا شك فيه وهذا ما نبه عليه رحمه الله بقوله فمن تأول فيها غير ذلك فقد اخطأ حظه واضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به وصدق رحمه الله وهذا الاثر. علقه الامام البخاري رحمه الله في صحيحه. ووصله عبدالرزاق وعبد ابن حميد وغيرهما باسناد صحيح عنه. اخيرا اه قد يقول قائل ذكر ان يعني ذكر في الدرس ان معرفة علم التسيير لا حرج فيها فكيف نجمع هذا مع كراهة بعض السلف تعلم منازل القمر جاء عن قتادة وعن سفيان ابن عيينة رحمة الله عليهما ان تأمل منازل القمر مكروه. كرهوا ذلك كما اورد هذا امام الدعوة رحمه الله في كتاب توحيد والجواب عن هذا ان يقال ان جمهور اهل العلم على جواز تعلم منازل القمر لتحقيق مصلحة دنيوية او دينية. لتحقيق مصلحة تعديمية منازل القمر يقولون القمر في السماء ينزل كل ليلة له منزلة يعرفها اهل الخبرة له ثمانية وعشرون منزلا في الشهر ثم اليوم التاسع والعشرين والثلاثين فالغالب انه لا يظهر في الغالب انه لا يظهر لكن هذه المنازل الثمانية والعشرين يعرفونها كل ليلة وينزل في منزلة فيستدلون من خلال هذه المنازل على امور تنفعهم في دينهم او دنيانهم او دنياهم وهذا ظهور اهل العلم على جوازه. اما هذه الكراهة التي جاءت ان آآ من سمعت فهي محمولة والله تعالى اعلم على احد وجهين. اما تعلم منازل القمر على الوجه مذموم الذي يرجع الى علم التأثير. او ان يكون مراده الاشتغال بهذه المعرفة وهذا العلم عما هو انفع وافضل من المسلم. ولا شك ان الانسان بالمفضول عن الفاضل شيء مذموم. فلو ان انسانا استغرق في معرفة هذه الاشياء