واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا بعد ان تكلم المؤلف رحمه الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه اعلام السنة المنشورة الى كم قسم تنقسم المعاصي الجواب القسم الى صغائر هي السيئات وكبائر وهي الموبقات الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له عن التوحيد ثم الكفر الاكبر ثم انواع من الكفر والشرك الاصغر نسب ان ينتقل الى الحديث عن الكبائر والصغائر فان جنس ما نهى الله عز وجل عنه يرجع الى ثلاث مراتب الكفر الاكبر والكبائر والصغائر جمع ذلك قوله سبحانه وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان الفسوق هو الكبائر والعصيان هو الصغائر قال رحمه الله الى كم قسم؟ تنقسم المعاصي يعني التي هي دون الشرك دون الكفر الاكبر ودون الشرك الاكبر فقال رحمه الله تنقسم الى صغائر هي السيئات وكبائر هي الموبقات اتفق اهل السنة والجماعة على ان المعاصي تنقسم الى كبائر وصغائر ودل على هذا قول الله سبحانه ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم الكبائر قد جاءت صريحة في الاية والصغائر هي السيئات في الاية اذ يتعين حملها على ذلك لذكر الكبائر قبلها ومن ذلك ايضا قول الله جل وعلا الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم فاللمن على قول جمهور اهل العلم هو الصغائر اضافة الى هذا احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها وصف جملة من المعاصي بانها من الكبائر او من اكبر الكبائر او انها من الموبقات الى غير ذلك مما جاء في سنة النبي صلى الله عليه سلم فدل هذا على ان ثمة ما هو دونها وهي الصغائر وخالف في هذا الامر بعض اهل البدع فبعض الخوارج ذهبوا الى ان الذنوب كلها كبائر ولا يوجد شيء اسمه صغائر وكذلك نقل شيخ الاسلام رحمه الله عن الجهمية انهم قد ينفون الصغائر ولا يثبتون الا الكبائر لا تنقسم المعاصي عندهم الى هذين القسمين كذلك ذهبت الاشاعرة ونقل اتفاقهم على ذلك ان المعاصي كلها كبيرة ولا يوجد فيها صغير الشأن ان بعضها اعظم من بعض وبالتالي فالتي دون ما هو اعظم تسمى صغيرة كونها صغيرة قضية نسبية بالنسبة لما هو اكبر منها والا فالذنوب كلها كبائر وذلك ان المعاصي تعد لحدود الله سبحانه وتعالى واعتداء على حقه وهذا لا يمكن ان يكون فيه صغير بل كل الذنوب على هذا المحمل كبيرة هذه وجهة نظر هؤلاء ولو كان الامر راجعا الى ان السيئات شأنها عظيم وفيها تعد لحدود الله عز وجل لكان الامر في هذا مسلما لكن القوم اولا ينكرون هذا التقسيم وقد دل عليه الكتاب والسنة والاجماع وثانيا ان بنى على قولهم عدم انبنى على قولهم ذهابهم الى عدم تكفير الصغائر باجتناب الكبائر ليس عندهم صغائر تكفر باجتناب الكبائر كما دل على هذا كتاب الله سبحانه وتعالى وسيأتي وذلك لانه لا قسمة اصلا في المعاصي ولما احتج عليهم اهل السنة بقول الله عز وجل ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم قالوا الكبائر ها هنا هي الشرك بالله عز وجل اول الكبائر بماذا بالشرك ولا شك ان هذا التأويل تأويل غير صحيح ولا يعهد في النصوص ان يقال الكبائر هكذا والمراد الشرك انما الكبائر هي المعاصي التي فحش وغلظ امرها مما سيأتي البحث فيه ان شاء الله وهب ان هذه الاية امكن تأويلها فماذا عن النصوص الكثيرة التي دلت على هذا الانقسام ناهيك عن اثار لا تحصى عن السلف رحمهم الله ذلك من لدن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فما بعد لانها بالاصرار عليها اضحت كبيرة وهذا الذي حققه ابن رجب رحمه الله في كتابه فتح الباري في الجزء الثالث وهو كلام حسن متين لا يشترط اجتناب الكبائر في تكفير الحسنات للسيئات وانا نذهب بقول النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات ما بينهن اذا اجتنبت الكبائر فلا يمكن ان تحمل ها هنا آآ هذه الكلمات او ان يحمل هذا الحديث على الشرك بالله عز وجل كما هو ظاهر فتعين اذا ان المعاصي منقسمة الى كبائر والى صغائر قد يقول قائل وماذا انت قائل فيما خرج ابن جرير رحمه الله باسناد على شرط الشيخين كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله انه يعني ابن عباس رضي الله عنهما قال كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة والجواب عن هذا فيه آآ تفصيل عند اهل العلم ولكن اصح ما يمكن ان يقال في هذا المقام هو ما ذكر ابن حجر رحمه الله في الفتح وهو ان كلامه ها هنا محمول على انه اراد كلما نهى الله عنه بوعيد خاص كل ما نهى الله عنه بوعيد خاص يعني اقترن به وعيد وذلك حملا لمطلق كلامه على مقيده فانه رحمه الله فانه رضي الله عنه قد جاءت عنه آآ قد جاء عنه اثر اخر فيه بيان حد الكبيرة وهو انه كل ذنب توعد الله عليه بلعن او غضب او نار او عذاب كما سيأتي فحمل كلامي حمل مطلق كلامه على مقيده ها هنا متعين المقصود ان الذي لا شك فيه ولا ريب ان المعاصي تنقسم الى صغائر والى كبائر نأتي هنا الى ما ذكر المؤلف رحمه الله فانه قال تنقسم الى صغائر هي السيئات وكبائر هي الموبقات كأن المؤلف رحمه الله يذهب الى تخصيص لفظ السيئات بي الصغائر وكانه اخذ هذا من قول الله عز وجل ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فالسيئات ها هنا هي الصغائر. اذا فلتكن السيئات مطلقا هي الصغائر. اقول كان هذا ما ذهب اليه المؤلف رحمه الله كما هو ظاهر كلامه الذي يظهر والله اعلم ان هذا فيه نظر بل السيئات لفظ يدل على جنس ما نهى الله عز وجل عنه فكل ما نهى الله عز وجل عنه فانه داخل في قوله السيئات ويبقى بعد ذلك انه قد تدل قرينة في هذا النص او ذاك على حمله على فرد من افراد هذا الجنس يعني لا يلزم من كون السيئات في اية ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه يكفر عنكم سيئاتكم لا يلزم من كون المراد بها هنا انها الصغائر ان تكون هكذا مطلقا بل السيئات وها هنا كما يقول الاصوليون من العام الذي اريد به الخصوص من العام الذي اريد به الخصوص فالشأن ها هنا يشبه مر بنا سابقا عند الكلام عن قول الله عز وجل الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فالظلم لما فهمه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على عموم ما يدل عليه اللفظ جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا اينا لم يظلم نفسه لما فهموا عموم ما دل عليه اللفظ فاخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بان هذا اللفظ عام اريد به الخصوص فبين لهم ان هذا الظلم ليس كما تذهبون وانما هو ما قال الله عز وجل عن العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم. فقد يأتي في نص من النصوص او في دليل من الادلة ان السيئة او الظلم يراد به فرد من الافراد لقرينة تدل عليه ولا يعني هذا ان هذا اللفظ كل ما جاء في النصوص فانه يراد به هذا الفرض. واضحة هذه القاعدة والا فماذا نصنع في قول الله عز وجل ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون الا ما كنتم تعملون فقد نقل القرطبي في تفسيره اجماع اهل التفسير على ان السيئة ها هنا هي الشرك اتلاحظ ان السيئة هنا جاءت عامة ماذا ليس مخصوصة فرق بين العام المخصوص يعني عام دخله التخصيص هذا شيء وعام اريد به الخصوص هذا شيء اخر فهذه الاية تقابل اية ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. فالسيئة هنا من العام الذي اريد به الخصوص وهو الشرك والسيئة هنا من العام الذي اريد به الخصوص وهو الصغائر. اذا الصواب بارك الله فيكم ان كلمة السيئات جنس يراد بها كل ما نهى الله عز وجل عنه سواء كان كبيرا او صغيرا بل حتى الشرك بالله سبحانه وتعالى. ولذلك اقرأ في كتب التفسير تجد مثلا في قول الله جل وعلا بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار تجد ان كثيرا من السلف يقولون ان السيئة ها هنا هي الشرك فهي محمولة عندهم على انها عام اريد بها يعني هذه الكلمة من العام الذي اريد به الخصوص وقل مثل هذا في ايات اخرى ام حسب الذين يعملون السيئات ان يسبقونه كذلك ذهب كثير من اهل التفسير الى ان السيئات ها هنا هي الشرك اذا الصواب ان ان يقال انها تنقسم الى صغائر والى كبائر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله بماذا تكفر السيئات الجواب قال الله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما. وقال تعالى واكثر تلك الاحاديث فيها تقييد ذلك باجتناب الكبائر وعليه يطلق وعليه يحمل المطلق منها فيكون اجتناب الكبائر شرطا في تكفير الصغائر بالحسنات وبدونها ما ذهب اليه المؤلف رحمه الله هو ما ذهب اليه طائفة من اهل العلم ان الحسنات يذهبن السيئات فاخبرنا الله تعالى ان السيئات تكفر باجتناب الكبائر وبفعل الحسنات وكذلك جاء في الحديث واتبع السيئة الحسنة تمحها وكذلك جاء في الاحاديث الصحيحة ان اسباغ الوضوء على المكاره ونقل الخطا الى المساجد والصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة رمضان الى ورمضان الى ورمضان الى رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر وصيام عاشوراء وغيرها وغيرها من الطاعات انه كفارة انه كفارات للسيئات والخطايا. واكثر تلك الاحاديث فيها تقييد ذلك باجتناب الكبائر. وعليه يحمل يطلق منها ويكون اجتناب الكبائر شرطا في تكفير الصغائر بالحسنات وبدونها. احسنت انتقل المؤلف رحمه الله الى مسألة من مسائل التكفير والتكفير موضوع من موضوعات ما مباحث الايمان الراجعة الى الحسنات والسيئات وهو من الموضوع الموضوعات التي تشتد حاجة المسلم الى الفقه فيه تكفير السيئات الانسان احوج ما يكون اليه لو لم يكفر الله عز وجل عن عبده المسلم فانه تكون هلكته ولابد فنسأل الله ان يعفو عنا وان يغفر لنا وان يكفر عنا سيئاتنا قال رحمه الله بماذا تكفر السيئات انا مصطلح المؤلف رحمه الله اراد ماذا الصغائر. اذا يمكن ان تظع بين قوسين عند هذه الكلمة الصغائر يعني البحث الان هو في ماذا كانه يقول كيف تكفر الصغائر؟ فاجاب المؤلف رحمه الله بانها تكفر بامرين اولا باجتناب الكبائر وثانيا بفعل الحسنات الاول ماذا اجتناب الكبائر والثانية بفعل الحسنات ولا شك ان ثمة امرا ثالثا هو اولى بالتكفير من هذين وهو التوبة الى الله سبحانه وتعالى اذا كانت التوبة تؤثر في تكفير الكبائر فلا ان تكون مؤثرة في تكفير الصغائر من باب اولى لكنه يريد الاسباب التي اختص او اختصت بها الصغائر بالتكفير وهذا كلام صحيح فهذان الامران اعني اجتناب الكبائر. وفعل الحسنات سببان من اسباب تكفير الصغائر. وسيأتي ان شاء الله كلام المؤلف رحمه الله في ظبط الكبائر ما هي الكبائر واذا عرفت الكبائر عرفت بالتالي الصغائر لانها ما دونها ما دون الكبائر هي الصغائر وليت ان المؤلف رحمه الله ذكر حد الكبيرة وهو السؤال الذي يأتي بعد هذا ثم عطف عليه هذه المسألة والامر على كل حال سهل اولا اجتناب الكبائر ودليل هذا الاية الصريحة التي بين ايدينا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فالاية صريحة في ان من كف عن الكبائر فان سيئاته تكون ماذا مكفرة تكون سيئاته يعني صغائره مكفر وقلنا ان حمل السيئات ها هنا على الصغائر متعين لانه ذكر الكبائر قبلها فلا يمكن ان يراد بالسيئات ها هنا الا الصغائر. هذا امر متعين لا مجال لغيره الامر الثاني هو فعل الحسنات بقول الله جل وعلا ان الحسنات يذهبن السيئات وقول النبي صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة الحسنة تمحوها اضافة الى احاديث كثيرة دلت على ان حسنات مخصوصة جاءت آآ فيها البشارة بانها مكفرة للسيئات وورود هذه النصوص الخاصة لا يعني قصر التكفير على ما جاء فيه دليل لماذا؟ لورود الدليل العام في كل الحسنات ان الحسنات يذهبن السيئات انما ذكر بعض الحسنات على خصوصها بانها مكفرة للسيئات فيه دليل على ان لها مزيدا اختصاص او مزية على غيرها من الحسنات في اقتضاء التكفير ومن ذلك ما ورد المؤلف رحمه الله من ان اسباغ الوضوء على المكاره ونقل الخطى الى المساجد كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قال صلى الله عليه وسلم اسواغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد الصلاة بعد الصلاة كذلك الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات ما بينهن اذا اجتنبت الكبائر كذلك قيام رمضان من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه كذلك قيام ليلة القدر من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه كذلك صيام عاشوراء اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يكفر السنة التي قبله وصيام يوم عرفة يكفر سنتين كذلك اه قال وغيرها من الطاعات انه كفارات للسيئات والخطايا ثم قال المؤلف وهو قول جماعة من الحنابلة ان شرط تكفير الحسنات للصغائر هو اجتناب الكبائر اعيد ذهب هؤلاء العلماء ومنهم المؤلف رحمه الله الى ان الحسنات تكفر الصغائر بشرط ماذا اجتناب الكبائر وبالتالي فمتى لم يترك الانسان الكبائر لم تكفر الحسنات شيئا اذا لم يترك الكبائر فان هذه الحسنات لا تكفر لا صغائر ولا كبائر واضح؟ قالوا دليلنا على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرته قبل قليل الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات ما بينهن اذا اجتنبت الكبائر. اذا الشرط هو اجتناب الكبائر. فمتى يعني معنى الحديث فمتى لم تجتنب الكبائر فان هذه الحسنات لا تكفروا شيئا وقل مثل هذا ايضا في قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسلم ايضا كسابقه ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها الا كانت كفارة لما بين يديها ما لم يؤتي كبيرة. يعني ما لم يفعل كبيرة. وذلك الدهر كله تلاحظ ان هذا الحديث فيه ايضا ماذا تقييد تكفير الصلاة للسيئات بماذا بانه لم يؤتي يعني لم يفعل كبيرة واضح طيب وذهب طائفة من اهل العلم واختاره جماعة من المحققين وممن اختاره من اهل العلم ابن عطية وابن رجب والنووي وابن حجر وغيره من اهل العلم ان اجتناب الكبائر ليس شرطا في تكفير الحسنات للصغائر اعيد الحسنات تكفر الصغائر ولا يشترط اجتناب الكبائر قالوا وقول النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا اذا اجتنبت الكبائر يعني انه اذا فعلت الكبائر لم تكفرها الحسنات فالحسنات لا تكفر الا الصغائر واضح اعيد قال هؤلاء ان قول النبي صلى الله عليه وسلم مكفرات ما بينهن اذا اجتنبت الكبائر يعني انها تكفر السيئات جميعا اذا لم يكن كبائر فاذا كان هناك كبائر فهذه الكبائر ماذا لا تكفرها تلك الحسنات بل تبقى على الانسان يعني الحسنات لا تؤثر في تكفير الكبائر التي تفعل انما تؤثر فقط في الصغائر وهذا القول هو الصواب ان شاء الله وذلك ان الدليل قد دل على ان اجتناب الكبائر سبب مستقل في تكفير السيئات فلا يكون قيدا في سبب اخر اعيد دل الدليل على ان اجتناب الكبائر سبب مستقل فلا يكون قيدا في ماذا في سبب اخر يعني لا يكون شرطا في سبب اخر وهو فعل الحسنات وثانيا لو كانت الحسنات لا تؤثر في تكفير السيئات الا باجتناب الكبائر لكان ذكرها في النصوص لا فائدة منه لو كانت الحسنات لا تكفر الصغائر الا باجتناب الكبائر لكان ذكرها في النصوص لا فائدة منه. لم لان النص قد دل على ان اجتناب الكبائر بحد ذاته مكفر لي السيئات فاذا فعل بعد ذلك الحسنات او لم يفعل لن يكون هناك تأثير اليس كذلك؟ المعول على ماذا على اجتناب الكبائر وبالتالي فما الفائدة ان يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان الصلاة مكفرة وقيامنا رمضان وقيام ليلة القدر وصيام ما الفائدة من ذلك اذا كان المعول على اجتناب الكبائر ولا شك ان كلام النبي صلى الله عليه وسلم يجب ان يصان عن ذلك. اذا الصواب الذي لا شك فيه ان اجتناب الكبائر سبب وان فعل الحسنات سبب اخر مستقل ولا يشترط في تأثيره في تكفيره السيئات ماذا؟ اجتناب الكبائر ولكن يشترط فيه شيء اخر وهو عدم الاصرار على الصغائر. يشترط فيه شيء اخر وهو عدم الاصرار على الصغائر يعني حتى تكفر هذه السيئة المعينة يجب حتى تكفر هذه السيئة المعينة بفعل الحسنات يجب ان لا يكون ماذا مصرا عليها لم احسنت وانما يشترط عدم الاصرار على الصغيرة لانها بالاصرار عليها صارت كبيرة والحسنات ها لا تكفر الكبائر. احسنت والحسنات لا تكفر الكبائر اذا الشرط ما هو يا شيخ ما هو الشرط في تكفير الحسنات للسيئات عدم الاصرار على الصغيرة واضح يا اخوان؟ طيب هنا مسألة ثانية وهي ان بعض اهل العلم قالوا ان شرط تكفير الحسنات للصغائر التوبة منها هذا موضوع اخر او مسألة اخرى بعض العلماء اشترط شرطا اخر قال حتى تؤثر الحسنات في تكفير الصغائر يجب مع الحسنات ها التوبة الى الله جل وعلا منها من الصغائر ما رأيكم نعم ها الكلام في هذا كالكلام في المسألة السابقة فالتوبة بحد ذاتها سبب مستقل بل من اعظم بل اعظم اسباب التكفير فاذا وجدت التوبة فما الحاجة الى ان تكون الحسنات مكفرة وبالتالي فان هذا الشرط ليس بصحيح قد يقول قائل اذا مقتضى قولك او قد يفهم من قولك ومن قال بهذا القول ان الصغائر اضحت في حكم المباح يفعل الانسان منها ما يشاء والمعول على ماذا؟ ان يفعل بعدها صلاة او يتوظأ او يجلس في المسجد او يصوم وبالتالي يعني لا يكون هناك تأثير لها والجواب عن هذا من وجهين اولا اننا قلنا انه يشترط قدمه الاصرار وهذا شرط عزيز معنى هذا ان الصغائر التي تصدر من هذا الانسان انما تصدر على ندرة وعلى عدم اصرار هذا اولا وثانيا ان نقول ان تكفير الحسنات لم يأتي مطلقا اي حسنة تكفر الصغائر انما الحسنة التي تكفر هي الحسنة التي استجمعت شروطها واركانها واتمها الانسان واحسنها وما الظامن لك يا عبد الله انك اتيت بحسنة على هذا الوجه الكامل الحسنة الكاملة هي المكفرة للصغائر الم تسمع الى الحديث السابق وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة ان يتم ها وضوءها وخشوعها وركوعها الا كانت كفارة لما بين يديها وذلك الدهر كله ما لم تؤتى او ما لم يؤتي كبيرة حسنة على هذا الوجه يكملها الانسان ويحسنها ويتممها لا شك ان مثل هذه الحسنة شأنها عظيم ولكن الاتيان بها يحتاج الى ماذا يحتاج الى مجاهدة عظيمة فالخلاصة بارك الله فيكم ان الصغائر تكفر ثلاثة اسباب ما هي اولا قلنا قبل التوبة اجتناب الكبائر. ثالثا فعل الحسنات الماحية. طيب المسألة اللي بعدها يسيرة دعونا نأخذها نعم قال رحمه الله ما هي الكبائر الجواب في ضابطها اقوال للصحابة والتابعين وغيرهم. فقيل هي كل ذنب ترتب عليه حد. وقيل هي كل ذنب اتبع بلعنة او غضب او نار او اي عقوبة. وقيل هي كل ذنب يشعر فعله بعدم اكتراث فاعله بالدين وعدم مبالاته به وقلة خشيته من الله فقيل غير ذلك. وقد ثبت في الاحاديث الصحيحة تسمية كثير من الذنوب كبائر على تفاوت على تفاوت درجاتها فمنها كفر اكبر كالشرك بالله والسحر ومنها عظيم من كبائر الاثم والفواحش وهو دون ذلك كقتل النفس التي حرم الله الا بالحق والتولي يوم الزحف واكل الربا واكل مال اليتيم وقول الزور ومنه قذف المحصنات الغافلات المؤمنات وشرب الخمر عقوق الوالدين وغير ذلك. وقال ابن عباس رضي الله عنهما هي الى السبعين اقرب منها الى السبع. انتهى كلامه. ومن تتبع الذنوب التي اطلق عليها انها كبائر وجدها اكثر من السبعين. فكيف اذا تتبع جميع ما جاء عليه الوعيد الشديد في الكتاب والسنة؟ من اتباعه بلعنة او غضب او عذاب او محاربة او غير ذلك من الفاظ الوعيد فانه يجدها كثيرة جدا احسنت ضبط الكبائر موضوع يمكن ان تجمع اطرافه في اربع مسائل اولا هل تنقسم الذنوب الى كبائر وصغائر ام لا؟ وهذا ما سبق معنا قبل قليل وقلنا ان الذنوب ماذا منقسمة الى كبائر وصغائر. ثانيا هل تضبط الكبائر بالعد ام بالحد هل تضبط الكبائر بالعد يعني نعددها نقول الكبائر هي واحد اثنين ثلاثة اربعة خمسة وهكذا نعددها او هناك حد ضابط لها تعريف يجمعها ويمنع من دخول غيرها فيها جامع مانع ذهب بعض اهل العلم الى انها تضبط بالعد يعني نعددها نتلمس ما جاء في النصوص ونعددها نقول هي بهذا العدد او بذاك العدد ونعددها ومنهم من عدها باربع ومنهم من عدها بسبع ومنهم من عدها باربع عشرة ومنهم من عدها اه بسبعين ومنهم من عدها بسبع مئة الى غير ذلك مما ذكر العلماء وهذا المسلك الصواب انه مسلك ضعيف لان التعداد موقوف على النص ولا نص في تعدادها انها تكون بالعدد الفلاني او العدد الفلاني اذا الصواب انها تضبط بالحد وهنا نأتي الى المسألة الثالثة وهو ما حد الكبيرة اختلف العلماء كما رأيت في حدها الى ما ذكر المؤلف والى غير ذلك ايضا فكلام العلماء في تعريف الكبيرة كثير ولكن الراجح والخلاصة ان الكبيرة كل ذنب توعد عليه بوعيد خاص الكبيرة كل ذنب توعد عليه بوعيد خاص هذا اضبط ما يضبط لك الكبيرة وهذا هو تلخيص لما ذكر المؤلف رحمه الله في اخر كلامه آآ قال ما جاء عليه الوعيد الشديد في الكتاب والسنة من اتباعه بلعنة او غضب او عذاب او محاربة او غير ذلك. نحن نقول كل ذنب توعد عليه يعني جاء فيه الوعيد بعوا بوعيد خاص سواء قيل فيه ان من فعله دخل النار او من فعله لم يدخل الجنة او من فعله لعنه الله او من فعله لا يكلمه الله او لا ينظر اليه او لا يزكيه او انه يبوء بحرب من الله عز وجل الى غير ذلك من هذا الوعيد المتنوع الذي جاء في الكتاب والسنة. وقلنا خاص يعني لا يكفي في وصف الفعل بانه كبيرة ان يكون قد دل عليه الادلة العامة التي دلت على وعيد من اقترف اي معصية انما نريد انه جاء فيه وعيد خاص على هذه المعصية بعينها. اذا كل ذنب توعد عليه بوعيد خاص فانه كبيرة بعض اهل العلم يقول وهي عبارة جيدة وحسنة وصحيحة ايضا كل ما ترتب عليه حد او جاء فيه وعيد كل ما ترتب عليه حد او جاء فيه وعيد وهذا الكلام حسن وصحيح ولكن قولنا انه كل ذنب جاء فيه وعيد خاص يكفي عنه لم؟ لان كل ما جاء فيه حد جاء فيه وعيد دون العكس كل ذنب جاء فيه حد فقطعا جاء فيه ماذا وعيد دون العكس ليس كل ذنب جاء فيه وعيد فانه جاء فيه حد في الدنيا نأتي الان طيب اتضح لنا ما هي الكبائر؟ اذا ما الصغائر يعني كل ذنب لم يأتي فيه وعيد خاص لم يتوعد عليه بوعيد خاص. طيب نأتي الان الى المسألة الرابعة والاخيرة وبها نختم الكلام ان شاء الله وهي انه قد يقترن بالصغيرة ما يصيرها كبيرة قد يقترن بالصغيرة ما يصيرها كبيرة وذلك على ما ذكر اهل العلم يرجع الى ثلاثة امور هذه الامور تفحش معها الصغيرة ويعظم امرها اولا الاصرار وقد جاء عن ابن عباس وكذلك عن انس رضي الله عنهم انه لا صغيرة مع الاصرار وهذا هو الذي عليه جماهير اهل العلم ان الاصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ثانيا الاستهانة بها من فعل الصغيرة فعل المستهين يعني فعل غير المبال يأتي المعصية كأنما هو يشرب ماء لا يكترث بها ولا يوجل ولا يخاف ولا يجد في نفسه حياء من الله عز وجل في فعلها مثل هذه آآ الحال التي فيها عدم مبالاة وفيها استهانة بالمعصية تصير الصغيرة في حكم الكبيرة الامر الثالث وهو راجع ايضا الى الثاني المجاهرة بها المجاهرة بها دليل على الاستهانة وعدم الاكتراث يفعل المعصية ولا يبالي بان يستتر بستر الله عز وجل يفعلها على الملأ او يبيت فاعلا لها قد ستره الله فيصبح فيهتك ستر الله عليه وينادي على رؤوس الاشهاد فعلت كذا وفعلت كذا من هذه الصغائر وهذا دليل على عدم اكتراثه ودليل على استهاناته وعدم استهانته وعدم مبالاته بهذه السيئة. اذا على الانسان ان يحذر من هذه الادواء الثلاثة الاصرار و الاستهانة و المجاهرة اذا ابتليت فاستتر استتر بستر الله عز وجل فان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل امتي معافى الا المجاهرين اسأل الله عز وجل ان يعفو