جميعا. قال اهل العلم هذه الاية في حق التائب هذه الاية في حق التائب واما قول الله عز وجل ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهذا في حق غير التائب انتبه الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لي ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين لماذا تكفر جميع الصغائر والكبائر؟ الجواب تكفر جميعها بالتوبة النصوح. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار وعسى من الله محققا. وقال تعالى الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله وسيئاتهم حسنات الايات وقال تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما ما فعلوا وهم يعلمون اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار. الايات وغيرها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم التوبة تجب ما قبلها. وقال صلى الله عليه وسلم لله افرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلا لك ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه. فوضع رأسه فنام نوما. فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد اليه الحر حتى اشتد عليه الحر والعطش او ما شاء الله قال ارجع الى مكاني فرجع فنام نوما ثم رفع رأسه فاذا راحلته عند الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فلا يزال الحديث متصلا بموضوع مكفرات الذنوب ومر معنا في الدرس الماظي ان الصغائر تكفر بثلاثة امور ما هي التوبة الحسنات اجتناب الكبائر ويضاف الى هذا السبب الرابع فات التنبيه عليه وهو المصائب فقد دلت الادلة على ان المصائب الدنيوية سبب من اسباب تكفير الذنوب وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يصيب المسلم هم ولا حزن ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله عنه من خطاياه والجمهور على ان المصائب تكفر الصغائر انتقل المؤلف رحمه الله الى ما يكفر الكبائر ذكر رحمه الله ان الذي يكفر الكبائر وبالتالي فهو مكفر للصغائر هو التوبة الى الله سبحانه وتعالى اذا هذا سبب يكفر الكبائر كما انه مكفر للصغائر لكن قبل الذكر والتفصيل لهذا السبب اذكر سببين اخرين الاول الحدود فانها مكفرات للسيئات التي اقتضتها الحدود مكفرات للسيئات التي اقتضتها وادلة هذا كثيرة اشهرها واصحها حديث عبادة رضي الله عنه في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تبايعوني على ان لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا ولا تسرقوا فمن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارة له فمن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارة له ومن اصاب من ذلك شيئا فستره الله فامره الى الله ان شاء عاقبه ان شاء عذبه وان شاء عفا عنه الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على ان اقامة الحد على مرتكب سببه مكفر لهذه السيئة السبب الثاني هو الاعمال الصالحة وهذا الموضوع فيه بحث طويل والناس فيه طرفان ووسط جمهور اهل العلم على ان الاعمال الصالحة انما تكفر الصغائر لا الكبائر ودليلهم على هذا واظح في السنة وهو ما مر معنا في الحديث الذي تكرر امس قول النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات ما بينهن ماذا اذا اجتنبت الكبائر وكذلك حديث عثمان رضي الله عنه ايضا في مسلم وهو ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها الا كانت كفارة لما قبلها ما لم يؤتي كبيرة وذلك الدهر كله و ادلتهم صحاح صراح وذهبت طائفة من اهل العلم ونسب ايضا هذا القول الى المرجئة ان الاعمال الصالحة تكفر الكبائر ايضا اخذا باطلاق النصوص التي دلت على ان الحسنات مكفرات للذنوب على ان الحسنات مكفرات للذنوب وتوسط بعض اهل العلم فقالوا ان الاصل ان الاعمال الصالحة انما تكفر الصغائر لكن باقتران بعض الامور بها ربما كفرت بعض الكبائر الاصل ان الاعمال الصالحة انما تكفر الصغائر لكن ربما باقتران بعض الامور تكفر الكبائر من تلك الامور اولا ان يقوم بقلب العامل محبة وصدق ويقين تام اثناء اداء العبادة فهذه الحسنة المقترنة بهذا الشيء العظيم في القلب ربما كفرت الكبائر ايضا ويدل على هذا ما ثبت في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم بينما كلب يطيف بركية يعني ببئر يكاد يأكل يأكل الثرى من العطش اذ رأته بغي من بني اسرائيل فنزلت الى البئر فملأت موقها يعني يخفها ثم صعدت فسقت الكلب فشكر الله لها فغفر لها تلاحظ ان هذه بغي يعني زانية عافاني الله واياكم من هذه الفاحشة ومع ذلك فان الله تعالى غفر لها بسبب هذا العمل الصالح وذلك لما قام في قلبها في تلك الساعة من محبة عظيمة واخلاص تام وصدق مع الله عز وجل قال شيخ الاسلام رحمه الله كما في المنهاج وهذه المرأة قام في قلبها من المحبة والصدق واليقين ما جعل هذه الحسنة مكفرة لكبيرتها والا فليس كل زانية سقت كلبا غفر لها كبيرتها لكن من قام بقلبه في تلك الساعة من هذه الاعمال الصالحة ومن هذا الصدق واليقين فانها اعني هذه الحسنة تكفر تلك السيئة ثانيا ان تؤدى الحسنة بكمالها يعني يقوم بها العامل على احسن الوجوه واكملها فمثل هذه الحسنة قد تكفر الكبائر يدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه ويبعد ان يقال ان هذا الحديث فيه تكفير الصغائر فحسب فان من كفرت عنه الصغائر وبقيت عليه الكبائر لا يقال في حقه انه رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه انما الجمع بين هذا الحديث وبينما سبق من قوله اذا اجتنب الكبائر ان من ادى الحسنة على وجه كامل فانه يرجى ان تكفر عنه هذه الحسنة كبائره لانه قال ها هنا من حج فلم يرفث ولم يفسق ثالثا شرف العمل او شرف عامله ويدل على هذا ايضا ما ثبت في الصحيح من قصة حاطب رضي الله عنه وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم آآ او ما شعرت بان الله قال لاهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال شيخ الاسلام رحمه الله انه لابد من حمل هذا الحديث على مغفرة الكبائر والا فلو كانت محمولة على تكفير الصغائر لما كان ثمة فرق بين هذه الحسنة وغيرها لان الحسنات بالعموم مكفرات للصغائر لكن اخبار النبي صلى الله عليه وسلم في حقي او في شأن اهل بدر دليل على ان حسناتهم ماذا لها شأن خاص ومن ذلك ايضا وهو الامر الرابع انه قد تتقوى المكفرات وتتساعد فتبلغ الى ان تكفر شيئا من الكبائر بعد تكفيرها للصغائر بمعنى انه قد مر معنا ان الحسنات مكفرات ان الحسنات مكفرات للصغائر وان اجتناب الكبائر مكفر للصغائر فلا يبعد ان يقال انه اذا اجتمع هذا مع هذا مع غيره ايضا من المكفرات فتتساعد وتقوى الى ان تصل الى تكفير شيء من الكبائر وما احسن ما قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الداء والدواء ان تكفير الحسنات للسيئات او عفوا قال ان الحسنات في تكفيرها للسيئات على ثلاثة اضرب الاول ان تضعف عن تكفير الصغائر ان يأتي الانسان بالحسنة ضعيفة هزيلة ليس فيها من المتابعة والاخلاص والصدق ما يقتضي ان تكفر حتى الصغائر الضرب الثاني ان يأتي بها فتبلغ الى ان تكفر الصغائر لكن لا تقوى على ان تكفر الكبائر الضرب الثالث ان تقوى هذه الحسنات وتتساعد مع غيرها فتكفر الصغائر ويكون فيها من القوة ما يكفر شيئا من الكبائر قال فتأمل هذا التحقيق فانه يزيل عنك اشكالات كثيرة وصدق رحمه الله اذا هذان سببان لتكفير الكبائر على التفصيل الذي سبق نأتي الى السبب الثالث الذي اورده المؤلف رحمه الله وهو التوبة النصوح التوبة النصوح هي التوبة التي اتصفت بالصدق والاخلاص والعموم متى اجتمعت هذه الامور الثلاثة كانت التوبة توبة نصوحا ان يكون فيها اخلاص لله وان يكون فيها صدق مع الله وان يكون فيها تعميم للذنوب وليس ان يتوب من ذنب دون اخر الذي لا شك فيه عند اهل السنة والجماعة ان اعظم اسباب التكفير هو التوبة الى الله جل وعلا حتى ان الكفر بالله من تاب الى الله منه فان الله يتوب عليه ولذا قال سبحانه في حق النصارى الذين كفروا به وكذبوا رسوله وسبوه ونسبوا اليه الولد والله تعالى يقول في حقهم افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم فالتوبة ولا شك اعظم اسباب مغفرة الذنوب وهي السبب الذي يقتضي تكفير جميع السيئات متى ما قام الانسان بها ب شروطها فانها تقتضي تكفير جميع السيئات اهل السنة والجماعة يقررون ان كل وعيد للعصاة فانه مشروط بعدم التوبة هذه قاعدة من قواعد باب الايمان ان كل وعيد للعصاة فانه مشروط بعدم التوبة وعليه فمن تاب الى الله عز وجل فانه لا يناله عقاب هذه السيئة التي اتاها كل وعيد للعصاة فانه مشروط بعدم التوبة فان تاب تاب الله عليه والتائب من الذنب كمن لا ذنب له اورد المؤلف رحمه الله جملة من الادلة التي تدل على ان التوبة مكفرة للسيئات قال تكفر جميعها تكفر جميعها بالتوبة النصوح قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحة عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار قال وعسى من الله محققة عسى من الله محققة وفي معنى هذا قول اهل العلم عسى من الله واجبة وهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما كما اخرج ذلك البيهقي ونص عليه غير واحد من اهل العلم ومنهم الشافعي رحمه الله في كتابه احكام القرآن قال ويقال عسى من الله واجبة ومعنى ذلك ما قال المؤلف عسى من الله محققة يعني متعلقها لا بد من تحققه متعلقها لابد من تحققه وذلك ان الكريم اذا اطمع بالخير فعله الكريم اذا اطمع في الخير فعله فكيف باكرم الاكرمين سبحانه وتعالى فاذا علق الله عز وجل وعده بقوله عسى فان هذا الوعد متحقق لا شك فيه وبالتالي فمن تاب الى الله عز وجل فان الله يكفر عنه سيئاته عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم كذلك قوله تعالى الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات قال وقال تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار تلاحظ ان هذه الاية فيها ذكر الاستغفار وبين الاستغفار والتوبة علاقة فالاستغفار قد يراد به ما يجمع آآ عمل القلب مع عمل اللسان بمعنى ان يقول الانسان استغفر الله وفي قلبه اقلاع وندم وعزم كما سيأتي تفصيله ان شاء الله وبالتالي فهذا الاستغفار هو التوبة هذا الاستغفار هو التوبة وبالتالي كل الادلة التي جاءت في التوبة تنطبق على هذا الاستغفار واذا علقت مغفرة الذنوب بالاستغفار فان المراد هذا النوع من الاستغفار انتبه لهذا اذا وجدت في النصوص تعليق المغفرة الاستغفار كهذه الاية فان المراد هذا الاستغفار الكامل الذي اجتمع فيه عمل اللسان مع عمل القلب فصار في معنى التوبة وقد يراد بالاستغفار مجرد الدعاء باللسان ان يقول الانسان استغفر الله وهل يمكن ان يقول الانسان ذلك مع عدم تصميم قلبه على ترك الذنوب السالفة او الندم او عدم العزم على فعلها مستقبلا يمكن نعم يمكن ان يقول الانسان استغفر الله وليس عنده في قلبه عزم على ان لا يفعل نعم واكثر الناس ربما اذا استغفروا كان هذا حالهم فهل هذا الامر ينفع او لا ينفع الجواب ان الاستغفار الخالي عن عمل القلب دعاء والدعاء نافع بكل حال لكنه ليس في حكم التوبة التي وعد الله عز وجل بمغفرة آآ ذنوب القائم بها واضح اذا اذا قال الانسان بلسانه استغفر الله. يقول يا الله اغفر لي مقر بانه مذنب وعاص ومرتكب لما حرم الله عز وجل ولكنه يأمل ويرجو ان الله يغفر له على ذنبه ومعاصيه ومثل هذا لا يلزم ويقطع في حقه بالمغفرة كشأن التائب لكن يرجى له قال الله عز وجل وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم فالله جل وعلا ان شاء ان يغفر لهذا العاصي مع اصراره على الذنب فلا احد يحجر رحمته ومغفرته سبحانه وتعالى قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم التوبة تجب ما قبلها هذا الحديث اه لا ادري لعل المؤلف رحمه الله اه حصل عنده آآ وهم فذهب الى ما في صحيح مسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم اوما علمت ان الاسلام يهدم ما قبله ان الهجرة تهدم ما قبلها وان الحج يهدم ما قبله وليس فيه ذكر التوبة ربما ذهب ذهنه الى هذا الحديث والا فهذا الحديث بهذا اللفظ لا اعلم ثبوته بل قال الشيخ ناصر رحمه الله في السلسلة الظعيفة انه لا يعلم له اصلا لا يعلم اصلا لهذا الحديث ربما يكون قد تابع فيه ابن كثير رحمه الله في تفسيره فانه اورد هذا الحديث ولكن الحديث كما قال الشيخ الالباني انه لا يعلم له اصل لكن يغني عنه قول الله عز وجل قل يا عبادي الذين امنوا قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب قوله تعالى ان الله يغفر الذنوب جميعا. قال السلف هذه في حق التائب وقوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء بحق غير التائب كذلك يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرج ابن ماجة في سننه باسناد حسن كما قال الحافظ ابن حجر التائب من الذنب كمن لا ذنب له التائب من الذنب كمن لا ذنب له قال وقال صلى الله عليه وسلم لله افرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته عند حتى اشتد عليه الحر والعطش او ما شاء الله قال ارجع الى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فاذا راحلته عنده فقام فرحا امسك بزمامها وقال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح هذا فرح عظيم لا يعهد في احوال الناس فرح اعظم منه وفرح الله عز وجل اعظم بتوبة عبده من هذا الفرح العظيم وهذا يدل على اتصاف الله عز وجل بصفتي الفرح وهو فرح لائق به ليس كفرح المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهذا يدلك ايضا على ان التوبة شيء محبوب الى الله سبحانه وصاحبها محبوب الى الله عز وجل ويؤيد هذا قوله تعالى ان الله يحب التوابين لا اعظم ولا افظل ولا انجح ولا انجح للمسلم من ان يتوب الى الله سبحانه وتعالى فعلى العبد ان يتوب الى الله في كل وقت وفي كل حين لان الذنوب والمعاصي فعلا للسيئات وتركا للواجبات امر يتكرر من ابن ادم كثيرا سواء من ذلك ما تعلق بلسانه او تعلق بقلبه او تعلق بجوارحه اذا عليه ان يكثر من التوبة الى الله سبحانه وتعالى فهو يجمع بين ان تكفر عنه سيئاته وبين ان يكون محبوبا الى الله سبحانه وتعالى وهذه مرتبة عظيمة نعم قال رحمه الله ما هي التوبة النصوح الجواب هي التوبة الصادقة التي اجتمع فيها ثلاثة اشياء بالاقلاع عن الذنب والندم على ارتكابه والعزم والعزم على ان لا يعود ابدا وان كان فيه مظلمة لمسلم فحللها منه ان امكن فانه سيطالب بها يوم القيامة ان لم يتحللها منه اليوم ويقتص انه لا محالة وهو من الظلم الذي لا يترك منه شيئا. قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان عنده لاخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم قبل ان لا يكون دينار ولا درهم. ان كان له حسنات اخذ من حسناته. والا اخذ من سيئات اخيه فطرحت عليه قال ما هي التوبة النصوح التوبة عرفها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين بقوله انها الرجوع عما يبغضه الله ظاهرا وباطنا الى ما يحبه ظاهرا وباطنا والنصوح كما اسلفت هي التي جمعت هذه الاوصاف الثلاثة ان يكون فيها اخلاص وصدق يعني يكون صادقا جازما غير متردد فيها وان يكون فيها تعميم ان ينوي التوبة الى الله سبحانه وتعالى من كل ذنب وليس ان يتوب من ذنب مع اصراره على اخر قال رحمه الله هي التوبة الصادقة التي اجتمعت فيها ثلاثة اشياء هذه الاشياء يسميها اكثر اهل العلم شروط التوبة ويسميها بعض اهل العلم اركان التوبة وهذا ادق لان هذه الامور الثلاثة مماهية التوبة وما يدخل في الماهية معدود في الاركان وليس في الشروط والامر في ذلك على كل حال يسير قال بالاقلاع عن الذنب والندم على ارتكابه والعزم على ان لا يعود ابدا وان كان فيه مظلمة لمسلم تحللها منه ان امكن يقول الناظم شروط توبتهم ان شئت عدتها ثلاثة ذكرت تحفظ على مهلي اقلاعه ندم وعزمه ابدا الا يعود لما منه جرى وقل ان كانت توبته من ظلم صاحبه لابد من رده للحق على عجل هذه الامور الثلاثة التي هي عماد التوبة الى الله سبحانه وتعالى لكن لابد ان يسبقها ركن مهم وهو الاخلاص الى الله سبحانه وتعالى والا فانه يمكن ان يقلع ويندم ويعزم ولكن لا يكون هذا لله انما يكون مثلا خوفا على سمعته او ظنا بوقته او ماله ومثل هذا ليس بتائب شرعا اذا لا بد ان تكون التوبة خالصة لله سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك قال الاقلاع عن الذنب قبل هذا ينبغي ان نعلم ان العلماء متفقون على ان التوبة فرض عين وعلى انها واجبة على الفور لا يجوز تأخيرها فان اخر التوبة فقد عصى معصية ثانية فعليه ان يتوب اذا توبتين توبة عن المعصية وتوبة عن تأخير التوبة هذه التوبة تكون توبة بهذه الامور الثلاثة اولا الاقلاع عن الذنب وهذا يطالب به من كان قائما على الذنب اما من فرط منه الامر وانتهى فان تكليفه بان يترك شيئا هو تارك له تكليف بما لا يطاق اذا هذا يطالب به من من هو قائم على الذنب وهذا امر واضح لا شك فيه وهو ركن او شرط بديهي وذلك ان التوبة والاصرار ضدان لا يجتمعان كل عاقل يدرك انه لا يمكن ان يكون الانسان تائبا وهو قائم مصر على الذنب اذا لا بد ان يترك هذا الذنب ولابد من اضافة هنا ايضا فهو ان كان الذنب اقتضى كفارة فلا يكون تائبا الا بان يفعل الكفارة اذا يترك يفعل في هذه الحال عليه ان يترك وعليه ان يفعل مثال ذلك ما حكم الجماع في نهار رمضان ها محرم وذنب عظيم وعلى صاحبه ان يتوب الى الله عز وجل منه وعليه ايضا كفارة فلا يكون تائبا الا بالاتيان ايضا بالكفارة قال والندم على ارتكابه يعني الذنب لا بد من ان يندم على ارتكابه والندم ركن التوبة الاعظم وفي مسند احمد و حسن الاسناد الحافظ ابن حجر في الفتح قال صلى الله عليه وسلم الندم توبة قال الندم توبة و اذا هذا هو الشأن الاهم في التوبة ان يندم الانسان على ما فرط منه وقد يقول قائل ما السبيل الى هذا الندم الجواب ادمان النظر في سوء الفعل وسوء العاقبة يولد في القلب هذا الشعور اذا كان يتأمل ويتفكر ويتذكر دائما انه فعل كذا وكذا وهذا امر قبيح حرمه الله والله عز وجل قد اطلع عليه لربما ناله من غضب الله وبغضه ومقته ما ناله وانه لربما عاقبه الله عز وجل على ذلك بعذابه الاليم وناره العظيمة تفكر الانسان في مثل هذا سوف يولد في قلبه ماذا الندم على الذنب الذي حصل منه قال والعزم على الا يعود ابدا لابد ان يعقد العزم على انه لن يتكرر منه هذا الذنب وعليه فمن قال انا تائب وفي قلبه انه ما متى سنحت له الفرصة فانه سيعود فان هذا لا يعد تائبا الى الله سبحانه وتعالى حتى يجزم جزما اكيدا انه مهما حصل لن يعود والسؤال الان ان عاد غلبته نفسه وهواه وشيطانه فعاد بعد هذه التوبة هل عوده الى الذنب مرة اخرى ناقض للتوبة السابقة ام لا الجواب بالتأكيد لا بشرط ان يكون صادقا اول مرة لما كان في التوبة السابقة كان جازما وعازما ان لا يعود الى الذنب مرة اخرى لكنه ظعف فتاب فان رجع وتاب كانت توبته الثانية صحيحة كما ان توبته الاولى صحيحة وفضل الله واسع وكرمه عظيم سبحانه وتعالى قال وان كان فيه مظلمة لمسلم او مظلمة او مظلومة فيها ثلاثة اوجه اقواها الكسر مظلمة واضعفها الظم مظلمة والامر فيها يسير قال تحللها منه ان امكن هذه مسألة مهمة وهي انه ان كانت السيئة متعلقة بحق من حقوق الخلق. يعني اعتدى على انسان في حق ما هو هنا بين امرين هذا بالعموم وسنأتي للتفصيل عليه ان يردها او ان يتحلل منها اذا ذكر المؤلف رحمه الله انه يتحلله تتحللها ان يتحللها منه ما امكن او ماذا يردها اليه ان كان هذا الحق قائما ويمكن رده فانه يجب عليه ماذا رده او رد مثله ان كان قد تلفت العين او ذهبت فانه يرد ماذا مثلها او قيمتها فان لم يمكن ذلك او كانت موجودة ولكن تحللها منه فوافق وقبل وحلله منها فانه حينئذ يكون قد تاب الى الله عز وجل من هذا الذنب لان الحق للمخلوق وقد اسقط حقه سامحه عفا عنه فانه حينئذ يكون قد تاب وزالت التبعة. يكون قد تاب وزالت التابعة هذه المسألة اعني الحقوق فيها مباحث كثيرة لان حقوق العباد كثيرة لكل حال وتفصيل من ذلك القتل وهو اعظم ما يكون من الذنوب التي لها تعلق بالخلق فلا اعظم من الاعتداء على الاخرين بسفك الدماء فمن قتل اخاه المسلم فلا يكون تائبا حتى يبذل نفسه لاولياء القتيل فان شاءوا اقتصوا وان شاءوا عفوا اما ان كان الحق ماديا يعني اخذ مالا اختلس سرق مما لاخيه المسلم فهو بين امرين كما اسلفت اما ان يتحلله منه واما ان يرد هذا المال ان كان موجودا او مثله او قيمته ان كان مفقودا ولا يكون تائبا الا بذلك الامر الثالث ان يكون باعتداء على بدنه بان يكون ضربه بغير وجه حق اعتدى عليه وظلمه بالضرب فتوبته ها هنا تكون بان يبذل نفسه للمضروب. ليقتص منه ولا يكون تائبا الا بذلك الامر الرابع ان يكون اعتدى على عرضه بغيبة وهذه مصيبة كبرى وداهية دهياء وها هنا اختلف اهل العلم في اعلامي في في اعلام المغتاب هل هو شرط وبالتالي اذا سمح وحلل فيكون قد زالت التبعة او انه لا آآ يذكر ذلك له ذهبت طائفة من اهل العلم الى انه لابد ان يتحلل من المغتاب لابد ان يذهب اليه ويخبره ويطلب منه ان يسامحه ويعفو عنه فان سامحه وعفى عنه فالحق له وقد اسقطه ازالت التبعة وذهب بعض اهل العلم ونسب الى الاكثر واختاره بعض المحققين كشيخ الاسلام ابن تيمية تلميذه ابن القيم انه لا يشترط ذلك بل هذا مولد لمفسدة قطعية او غالبة مفسدة قطعية قطعية او غالبة على الظن فان الغالبة على الناس انه يؤسفهم ويؤثر عليهم ان يخبروا بانه قد تكلم فيهم امام الاخرين بالتالي فسيبقى في القلب شيء ولن يزول عليه فعلى هذا الذي اغتاب ان يكثر من الاستغفار الى الله سبحانه وتعالى والعمل الصالح ثم عليه ان يكثر من الدعاء والاستغفار لمن اغتاب وعليه ثالثا ان يكثر من الثناء عليه لا سيما في الاماكن التي كان يغتابه فيها والقول الثاني اقعد والقول الاول احوط الله القول الثاني اقعد والقول الاول احوط والله تعالى اعلم قال فانه سيطالب بها يوم القيامة ان لم يتحللها منه اليوم ويقتص منه لا محالة ليت المؤلف قال ويعطى المظلوم حقه لا محالة فان هذا المطلوب ليس ببعيد على رحمة الله وفضله ان يعطيه الله عز وجل من عنده سبحانه وتعالى ما شاء من الفضل والثواب ليس ببعيد على رحمة الله وفضله ان يرضيه وان يعطيه من عنده وفضله كما قال هذا شيخ الاسلام ابن تيمية الحافظ ابن حجر وغيرهما من اهل العلم ان شاء الله عز وجل ان يراضيه من عنده فان الله عز وجل لا راد لفضله سبحانه وتعالى ولا حد لنعمته ورحمته جل وعلا قال وهو من الظلم الذي لا يترك منه شيئا. قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان عنده لاخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم قبل ان لا يكون دينار ولا درهم ان كان له حسنات اخذ من حسناته ان كانت عندكم هذه النسخة صوبوا هذا الخطأ والا اخذ من سيئات اخيه فطرحت عليه حذاري يا ايها الاخ الكريم من الذنوب التي لها تعلق بالخلق مهما استطعت ان تلقى الله عز وجل وانت خفيف الظهر من تبعات المخلوقين وحقوقهم فافعل فانك حينئذ تكون ارجى للنجاة ذنوب المخلوقين شأنها عظيم و الانسان فيها بين يدي الله عز وجل سيكون على خطر سيسلط المظلوم على حسناتك فيأخذ منها فان فنيت هذه الحسنات عكست القضية اخذ من سيئات المظلوم ثم طرحت على سيئات الظالم فاصبحت مع سيئاته فيعاقب عليها ايظا كما انه يعاقب على سيئاته اذا شاء ذلك ربنا سبحانه وتعالى فاي مصيبة اعظم من هذه المصيبة هنيئا لمن كانت سيئاته لا تتعدى نفسه ليس لها ذيول تتعلق بالمخلوقين والله انه حري ان يهنئ وان يقال له ما اسعدك اما هذا الذي عنده سيئات تتعلق بالمخلوقين فانه على خطر والله لا سيما ما يتعلق باللسان هذا الذي يورد صاحبه الموارد حذاري من الغيبة فوالله انها بلية عظيمة يقولها الانسان في لحظة او في دقيقة يغتاب ويتفكه بهذا الكلام ثم ينساه ولا يزيد ثمرة لهذا الكلام لكن كلامه قد كتب عليه وحفظ وسوف تكون تبعته مرة بين يدي الله سبحانه وتعالى فالله الله بان يحذر الانسان من هذه السيئات العظيمة التي تتعلق بالمخلوقين والله المستعان. نعم تأخذ هذه احسن الله اليكم قال رحمه الله متى تنقطع التوبة فيه؟ التوبة في حق كل فرد من افراد الناس؟ الجواب قال الله تعالى انما التوبة على انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما اجمع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كل شيء عصي الله به فهو جهالة سواء كان عمدا او غيره وان كل ما كان قبل الموت فهو قريب. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. ثبت ذلك في احاديث كثيرة. فاما اذا عاين الملك وحشرجت الروح في الصدر وبلغ وبلغت الحلقوم وغرغرت النفس صاعدة في الغلاسم فلا توبة فلا توبة مقبولة حينئذ ولا فكاك ولا خلاص ولا حينما نعص فذلك قوله عز وجل عقب هذه الاية وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان الاية خلاصة ما ذكر المؤلف رحمه الله في هذه المسألة وهي متى تنقطع التوبة في حق كل فرد من افراد الناس الجواب انها تنقطع متى ما بلغت الروح الحلقوم اذا وصل الى حد الغرغرة يعني اصبحت هذه اللحظات هي اخر لحظات حياته فانه حينئذ لا ينفعه ان يتوب وهذا لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ولذا على الانسان ان يبادر الى التوبة وقد ذكرت لك ان العلماء مجمعون على ان التوبة من الذنوب فرض عين على الفور لا يجوز تأخيرها لانك لا تدري متى يفجأك الاجل والله المستعان. نعم عطينا هذي كمان احسن الله اليكم قال رحمه الله متى تنقطع التوبة من عمر الدنيا؟ الجواب قال الله تعالى يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا. الاية وفي صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت ورآها الناس امنوا اجمعون وذلك من حين لا ينفع نفسا ايمانها ثم الاية وقد وردت في معناها احاديث كثيرة عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم في الامهات وغيرها وقال صفوان ابن عسال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله فتح بابا قبل المغرب عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه. رواه الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه في حديث طويل هذا السؤال يتعلق بوقت التوبة بالنسبة للعموم السؤال السابق يتعلق وقت التوبة بالنسبة لكل فرد فرد واما ها هنا والسؤال يتعلق وقت التوبة يعني الى اي امد تكون التوبة متاحة بالنسبة لعامة الناس والجواب ان التوبة تكون مقبولة ما لم تطلع الشمس من مغربها