له في علاجها ولكن بسبب صدقة من الصدقات وقاه الله عز وجل وحفظه. بل ان الصدقة قد وعد عليها بالاجر العظيم. نعم. لا تنقص الصدقة المال ابدا. لان المال الذي يتصدق صاحبه منه مال مبارك الحمد لله رب العالمين وبعد ان هناك افهاما مغلوطة عند كثير من الناس في ثلاثة اشياء الامر الاول ان بعض الناس يظن ان العفو ان العفو مقترن بالذل. فمن عفا عن غيره ممن اخطأ عليه فقد ذل فهو يقارن بين العفو والذل ويجعله لازما من لوازمه والظن الثاني ان من الناس من من يعتقد ان الصدقة مقرونة بالنقص. فالمال ينقص بالصدقة. فتجد ممتنعة عن الصدقة دائما لانها تظن ان النقص مقرون بالصدقة والظن الثالث ان كثيرا من الناس يظن ان التواضع مقرون بالخفض. فهو يريد ان يبقي منزلته رفيعة عند الناس فتجده لا يتواضع. فهذه افهام ثلاثة مغلوطة لابد من تصحيحها. فمن فهم ان العفو يذله فقد اخطأ. ومن فهم ان ومن فهم ان الصدقة تنقص ما له فقد اخطأ. ومن فهم ان التواضع يخفض منزلته ويدني مرتبته فقد اخطأ. وقد رد النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الثلاثة بقوله عليه الصلاة والسلام ثلاث ان كنت لحالفا عليهن ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا. فالعفو مقرون بالعز ولا يمكن ابدا ان يصل الانسان بعفوه عمن اخطأ عليه في دم او نفس او مال الى شيء من الذل ابدا حتى وان وسوس له الشيطان بان هذا يدل فانما هي وسوسة شيطانية ونفخة ابليسية لا حقيقة لها. بل الادلة تدل على ان من اعظم مراتب العز ان يعفو والعبد عمن ظلمه. فالعفو ابدا ليس مقرونا بالذل. وانما هو مقرون بالعز والرفعة ومحبة الناس واحترامهم وتقديرهم لشخصك ثم قال صلى الله عليه وسلم وما نقصت صدقة من مال. فالمال فالصدقة ابدا لا تنقص المال بل تزيده حسا ومعنى فكم من انسان فتحت له التجارات وحفظت امواله بسبب الصدقات. وكم من انسان فتحت له ابواب الجنة الثمانية بسبب صدقة وكل امرئ يوم القيامة في ظل صدقته فاين النقص في هذا؟ وكم من انسان عصمه الله عز وجل من بلايا كثيرة ودواهي عظيمة جدا كان سيقع فيها لو لم يتصدق. وكم من انسان شفاه الله عز وجل من امراض خطيرة كانت ستفني ماذا فيه اذا اديت زكاته وتطوع منه صاحبه. لان الصدقة تضاعف الى سبعمائة ضعف. ويجدها صاحبها وقت الحاجة اليها كجبل احد مضاعفة اضعافا كثيرة فاي نقصان بالله عليك ما هذا ثم قال صلى الله عليه وسلم وما تواضع احد لله الا رفعه الله فاني اقسم بالله ان التواضع ليس مقرونا بالخفض بل انه والله العظيم يوجب ان يجعلك الناس في اعلى شرفات قلوبهم. وينظر الناس اليك بعين بعين الاحترام وعين وعين التعظيم والاجلال اذا رأوك رجلا عظيما متواضعا. فعندك علم كثير ولكنك تتواضع. انت صاحب جاه عظيم ولكنك تتواضع عندك مال وارصدة في البنوك كثيرة ولكن الناس يرونك متواضعا متحببا متوددا مترسلا معهم ليس بين شخصيتك وشخصيتهم اسوار من الهيبة الكاذبة او التعالي او الغطرسة او التكبر. لا يراك الناس الا سائلا مبتسما سائلا عنهم ومبتسما في وجوههم ومتلمسا احوالهم خافضا للجناح خافضا جناحك لهم متواضعا لهم اشد التواضع. تعاملهم باحسن باحسن التعامل ليس في تعاملهم لا كبر ولا غطرسة ولا تعال ولا تسعير خد والله العظيم ثم والله العظيم انني ادين الله عز وجل بهذه العقيدة. ان العفو ابدا والله لا يذل الانسان بل يعزه ويجعله في اعلى درجات ذات العز. وان صدقة ابدا لا تنقص المال بل ترفعه وتزيده زيادة حسية ومعنوية. مع ما ينتظر صاحبها في الاخرة. وان التواضع ابدا لا لا يخفض الانسان من قلوب الناس. بل والله يجعله متربعا على عروش محبته بقلوبهم في اعلى درجات الاحترام والتقدير. فاذا لا يستجرينكم الشيطان او يخدعنكم فيقول ان العفو سبب للذل او الصدقة سبب لنقص المال او التواضع سبب للخفض. فكل ذلك والله من وساوس الشيطان فاياكم ان تصدقوه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته