الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم المسألة التي بعدها قوله رحمه الله ونخاف عليهم. اعلم ان الخوف ينقسم الى قسمين. الى خوف ممدوح والى خوف مذموم. اما الخوف المحمود الممدوح فهو الذي يحمل صاحبه على مطالعة جوانب قصور نفسه وعلى التوبة الى الله عز وجل ومجانبة الذنوب والمعاصي. فاذا خفت من الله خوفا حملك على تكميم مراتب النقص عندك. وحملك على ترك الذنوب والمعاصي فهذا هو الخوف المحمود الذي امر الله عز وجل به في قوله يا عبادي فاتقون قال العلماء رحمهم الله تعالى واما الخوف المذموم فهو الذي يوجب القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله وهو المقصود بقول الامام الطحاوي ولا نقنطه. فاذا قوله ونخاف عليهم اي الخوف المحمود. وقوله ولا نقنطهم اي الخوف المذموم. فجمع الامام الطحاوي هنا بين نوعين الخوف فامرنا بواحد وهو الخوف الممدوح ونهانا عن واحد وهو الخوف المذموم. فاذا رأيت الانسان يخاف من الله عز وجل خوفا اوجب له القنوط واليأس. فحذره من هذا الخوف. فان هذا خوف لا يحبه الله عز وجل اذا رأيت الانسان كلما خاف من الله زاده خوفه قربا من الله عز وجل وانطراحا عند عتبة عبوديته سبحانه وتعالى وتركا للذنوب والمعاصي فان هذا هو الخوف الذي يريده الله عز وجل. وبالجملة فالخوف الذي لا يجنى منه الا المصالح الخالصة او هو الخوف المحمود. والخوف الذي لا يجنى منه الا المفاسد الخالصة او الراجحة فهو الخوف