الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم ومن المسائل على هذه القطعة ايضا اعلم رحمك الله عز وجل ان الذود عن الحوض ينقسم الى قسمين الى ذود عام والى ذود خاص فالنبي صلى الله عليه وسلم والملائكة تذود عن الحوض نوعين من الذود فذود عام وذود خاص. فاما الذود العام فهو ذود من ليس من هذه الامة اصلا فمن كان من امة نوح او امة موسى او امة عيسى وابراهيم. او من غيرهم من الامم على انبيائهم افضل الصلاة وازكى التسليم. فانهم يذادون عن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم. يذادون عن نبينا صلى الله عليه وسلم. وذلك لان هذا الحوض من خصائص هذه الامة قد اكرم الله به هذه الامة بخصوصها فلا تشاركها امة من الامم. وهذا يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيذادادون كما يذاد البعير الضال. يعني الذي ليس من القطيع. فهذا بعير جاء من قطيع اخر يريد ان يشرب من مشرب قطيع اخر فصار صاحب الذود يذوده. اذا جاء من امة اخرى فهذا هو الذود العام واما الذود الثاني فهو الذود الخاص وهو منحصر بذود المحدثين من هذه الامة. والمغيرين لشريعة نبيها صلى الله عليه وسلم. فالذود اصل هو ذود المبدلين المغيرين في الدين. وبرهانه قول النبي صلى الله عليه وسلم الا ليذادن عن حوض اناس اعرفهم ويعرفونني فاقول اصيحابي اصيحابي فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك. فاذا طائفة من هذه الامة تزاد عن هذا الحوض. وسبب ذودها هو ما بيناه سابقا. في الدرس الماظي اسباب الذود عن الحوض وهو الاحداث الاحداث في الدين. وتغيير شريعة رب العالمين فان قلت وما حكمة الذود العام؟ مع ان من باب الاكرام ان تكرم غيرك بما يسره الله عز وجل لك من الخيرات والنعيم فانه لو جاء احد من امة اخرى او بلاد اخرى واستضافك واستضافك فان الشريعة تحبذ لك استضافته بل اوجبت عليك استضافته فهؤلاء الامم يخرجون عطاشى كامتنا. فاذا جاؤوا الى حوض نبينا صلى الله عليه وسلم. فلم يذادون مع شدة حاجتهم وعظم خير هذه الامة وكثرة الماء. فما حكمة من فما الحكمة من الذود العام؟ الذود الخاص معروف الحكمة منه وهي عقوبة ونكال جزاء وفاقا. كما انهم لم يشربوا من حوض رسول الله وسلم من متابعته فلن يشربوا من حوض ماء يوم القيامة لن يشرب من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسي الا من شرب من حوضه المعنوي وهي متابعته صلى الله عليه وسلم ولكن ما الحكمة من الذود العام؟ لماذا لا يمكن افراد اولئك الامم؟ اولئك الامم من الشرب. والخير كثير والنعمة مغدقة لقد بحث العلماء رحمهم الله تعالى في الحكمة من ذلك فقالوا هناك حكمتان. الحكمة الاولى انهم يذادون من باب تعظيم انبيائهم. اذ ان لكل نبي حوض اذ ان لكل نبي حوضة فيذاد هؤلاء حتى يرجعوا الى انبيائهم من باب احترام مقام النبوة حتى لا يخلو حوض نبي من وارد انتم معي في هذا؟ حتى لا يخلو حوض نبي من وارد. كما لو اننا وضعنا موائد متتابعة كل مائدة لبني فلان. فاكثر الناس المجيء لمائدة دون الموائد الاخرى فصار صاحب يقول لهم اذهبوا الى تلك الموائد. ليس هذا من باب بخله وشحه او قلة كرمه. وانما من باب احترام اصحاب الموائد الاخرى الا يجتمع الناس على مائدته فتنكسر خواطر اخوانه من المسلمين فهمتم هذا؟ مثال واضح؟ فاذا من باب اظهار فظل الانبياء ومن باب احترامه صلى الله عليه وسلم وتقديره ورفعة اخوانه من الانبياء لا يرضى احد من اممهم من افراد اممهم ان يشرب من حوضه حتى لا يكتفي بالشرب من حوض من حوض اخيه النبي فيبقى بعض احواض الانبياء او بعض حياض الانبياء لا وارد لا وارد لها والحكمة الثانية اظهار فضل هذه الامة وانه ليس المقصود حرمان البقية وانما من باب اظهار شرف هذه الامة وفضلها وذلك كمن يصنع وليمة منقسمة الى قسمين. اما الوليمة التي في المقدمة فانه يخص بها من القوم والامرا والوجها والعلما فلو ان احدا جلس في مكانهم ماذا يقول له؟ اذهب عن هذا المكان عندك الولائم الاخرى من باب اظهار فضل هؤلاء وشرفهم واحترامهم وتقديرهم وبيان منزلتهم وهذا ليس قطعا للكرم وليس بخلا ولا شحا فاذا لا نفهم من منع النبي صلى الله عليه وسلم والملائكة افراد الامم الاخرى من الشرب فهما لا يليق بمقام النبي عليه الصلاة والسلام ولا بمقام الملائكة ولا بمقام الامة. فاذا صار الذود العام حكمته بيان فضلين. اما بيان فضل الانبياء واحترام فظيلتهم التي اختصهم الله بها واما لبيان شرف وفضل وعلو هذه الامة فتختص افضل الامم بافضل الاحوال الاخوة فتختص افضل الامم بافضل الاحواض واكملها واشرفها وارفعها كما قال صلى الله عليه وسلم في صفوف الصلاة قال ليلني منكم اولو الاحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فاظهار فضل الانسان وتخصيصه بشيء من الاكرام دون غيره ليس هذا من باب التفريق المنهي عنه شرعا هذا شيء جاءت به الشريعة. بل حتى في الكلام لا ينبغي للمفضول ان يجلس مجلس الفاضل. ولا ينبغي للمفضول ان يتكلم بين يدي الفاضل كما في حديث محيصة في قصة في قصة القسامة قال فذهب محيصة ليتكلم فقال له النبي صلى الله وسلم كبر كبر يريد السن. قال فتكلم حويصا ثم تكلم محيصا. اذا اظهار فظل صاحب الفضل سواء في حفظ مكانه ومكانته او تقديمه في الاطعام وتخصيصه بمكان على المائدة. كل ذلك لا حرج ولا بأس من باب محافظة المحافظة على مكانته ومنزلته. ان تنازل هو وطابت نفسه وسمحت فله ذلك. لكن نحن مأمورون دون ان نحفظ له مقامه ونحفظ له منزلته