الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم فالامام الطحاوي رحمه الله تعالى قسم هذا العلم المختص بالقضاء والقدر الى قسمين. قال رحمه الله علم هذا هو القسم الاول. في الخلق موجود وعلم في الخلق مفقود اي ان العلم المتعلق بالقضاء والقدر ينقسم الى قسمين. الى علم في الخلق موجود قد اظهره الله عز وجل لخلقه وبينته الادلة وذلك كوجوب الايمان بالقدر فهو من العلم الموجود. وبيان مراتبه واركانه وبيان انواعه كل ذلك مما يتكلم فيه العلماء ونزلت به ادلة الكتاب والسنة واظهره الله عز وجل لخلقه واقام الله عز وجل على ذلك البراهين الكبيرة والايات الكونية والشرعية وهذا نوع يعلمه العلماء ويقررونه في كتبهم في باب القضاء والقدر فهم يتكلمون عن وجوب الايمان بالقضاء والقدر يتكلمون عن اركانه وعن شروطه ومراتبه وانواعه اليس كذلك؟ ذلك لان الله اظهر هذا القسم من علوم القدر واراد من خلقه ان يتعرفوا عليها فهو علم في الخلق موجود فالكلام في هذا النوع من العلم اذا كان منبثقا من الكتاب والسنة على فهم السلف لا حرج ولا لوم على العالم فيه مطلقا ولا يعتبر الكلام في حدود العلم القدري الموجود من الخوظ المحرم في هذا العلم واما القسم الثاني فهو قوله علم في الخلق مفقود اي شيء من مسائل القدر ومتعلقاته الله عز وجل عن الخلق وهو ما كتبه الله عز وجل من امور الخلائق في اللوح المحفوظ وقد اراد الله عز وجل الا يطلع عليه احد من الخلق فلا يستطيع الخلق عن بكرة ابيهم ان يهتدوا الى هذا العلم الذي اراد الله عز وجل ان يخفيه هو علم في القدر لكن مفقود. فما يوجد في اللوح المحفوظ هو من علم القدر ولكن الله لم يجعل للاهتداء اليه سبيلا وهو الذي يعبر عنه العلماء بقولهم الغيب المطلق الغيب المطلق. فاذا الغيب المطلق فنعني به العلم المفقود. العلم القدري المفقود. انتم معي ولا لا؟ فاذا قال العلماء الغيب المطلق فيقصدون العلم القدري المفقود الذي كتبه الله عز وجل في لوحه المحفوظ واراده وعلمه وشاءه فهو من العلم الذي لا يعلمه الا الله عز وجل. ولهذا كان الراسخون في العلم. انتبهوا. ولهذا كان الراسخون في العلم يبسطون مسائل القدر على حدود ما وردت به الادلة واما ما بقي من العلم المفقود فانهم يطوون مسائلهم ويحرمون الخوض فيه ويحذرونه من الكلام وهذا دليل رسوخهم في العلم فانه مهما فكر الانسان وقدر في استنباط او استكشاف او استظهار او بشيء من العلم المفقود فانه لن يستطيع لذلك سبيلا. وبناء على ذلك فلا ينبغي البحث عن العلم القدري المفقود لا التنقيب عنه لانه من العلم المفقود الذي لا طريق للوصول للعلم به وما لنا فيه الا ان نقول كما قال الراسفون بالعلم امنا به كل من عند ربنا فهذا العلم المفقود اختص الله عز وجل به. فلا يعلمه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح ولا انس ولذلك نبه الامام الطحاوي على حكم منكر العلم الموجود ومدعي العلم المفقود فقال فانكار العلم الموجود كفر وهذا بعد قيام الحجة طبعا فلا يجوز تكفير احد انكر شيئا من مسائل القدر التي تواترت وثبتت بها الادلة الا بعد اقامة الحجة عليه التي يكفر من خالفها. فمتى ما تبين للعبد ان هذا العلم القدري الموجود من عند الله عز وجل وثبتت عنده ادلته وليس ثمة شبهة تجعله يخرجه عن مدلوله الصحيح ولا تأويل فانه حينئذ يعتبر كافرا لانه انكر العلم القدري الموجود ولا شبهة توجب هذا ولا شبهة ولا تأويل توجب هذا الانكار وعلة تكفيره انه تكذيب لله عز وجل ولنبيه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فمن انكر اصل الايمان بالقضاء والقدر فهو كافر. ومن انكر علم الله عز وجل فقد كفر ومن انكر مشيئة الله فقد كفر. ومن انكر اللوح المحفوظ فقد كفر. ومن انكر كتابة الله عز وجل مقادير الخلائق في اللوح المخلوق في اللوح المحفوظ فقد كفر. ومن زعم ان احدا مع الله قد خلق شيئا من كونه خلق ايجاد فقد كفر ومن انكر كتابة المقادير في الارحام فقد كفر. واي علم من القدر اخرجه الله وبينته الادلة اذا انسان فيلا بلا شبهة ولا تأويل وانما هو انكار جحود وتكذيب فانه يعتبر كافرا. هذا حكم من انكر العلم القدري الموجود ثم بين حكم مدعي العلم الاخر وهو العلم المفقود فقال وادعاء العلم المفقود كفر وذلك لان حقيقة من يدعي العلم المفقود انه يدعي ماذا؟ انه يعلم الغيب المطلق. وقد اتفقت كلمة المسلمين ان من دعا انه يعلم شيئا من الغيب المطلق ولو مثقال ذرة. فانه كافر خاضع الرب قتل اسلام من عنقه بالكلية. فالغيب المطلق من خصائص ربوبية الله عز وجل فلا يعلمه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح ولا جن ولا انس فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم شيئا من هذا الغيب المطلق فكيف بغيره ومن هو دونهم؟ قال الله عز وجل قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء. ان انا الا نذير وبشير لقومه يؤمنون. فاذا كان احب خلق الله الى الله منزلة ووسيلة عنده واعظمهم جاها لديه. قد اخفى الله عز وجل عنه هذا الغيب القدري المفقود فكيف بمن انه ويقول صلى الله عليه وسلم والله لا ادري وانا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم وكذلك اعظم الملائكة منزلة عند الله وهو جبرائيل عليه الصلاة والسلام ايضا لا يعلم شيئا من من الغيب المطلق. اي العلم القدري المفقود. فالملائكة لا تعلم شيئا من هذا من هذا الغيب وكذلك الاولياء لا يعلمون والجن لا يعلمون. كما قال الله عز وجل عن الجن قال فلما خرث الجن اللوم كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين. ولما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ فاذا كان الانبياء والملائكة والاولياء لا يعلمون شيئا من هذا الغيب المطلق فان من دونهم منزلة من باب اولى ولذلك فقد اجمع المسلمون على ان من ادعى شيئا من هذا الغيب فانه يعتبر كافرا