كلنا نعلم ما اخبرنا الله تعالى عن اقسام الوجوه يوم القيامة كما في سورة ال عمران في قوله تعالى يوم تبيظ وجوه وتسود وجوه فهنا من اكرم وجهه وهنا من اهين وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. فدلت الاية على ان اهل اكرام الوجه او اهل اكرام الوجوه هم اولى الناس بالثواب وبحسن المئاب ولهذا قال بعد فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون وثم بين عز وجل ان يوم القيامة وجوها مكرمة برؤية الله تبارك وتعالى وهذه اعلى رفعة وارفع مقامة وجوه يومئذ مكرمة برؤية الله ووجوه باسرة قاترة عابسة كاشحة بسبب كفرها وشركها ومخالفتها لربها كما قال عز وجل وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة فيوم القيامة الوجوه اما ان تكون مسفرة وهي المنورة الظاحكة المسرورة المستبشرة واما ان تكون وجوها مغبرة مدخنة مقترة مكفهرة مسودة مسوءة كما اخبر الله وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة جعلنا الله واياكم منهم. ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة اولئك هم الكفرة الفجرة وقد تكون هذه الوجوه المهانة غير المكرمة عاملة ناصبة وتصلى نارا حامية كما جاء في سورة الغاشية في قوله هل اتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين انية ليس لهم طعام الا من ظريع ثم بين الله عز وجل الوجوه المكرمة ووصفها بانها ناعمة من شدة اكرام الله لها وابعاد الله عز وجل عنها الواردات ولجمالها سعت في الدنيا الفانية لتحصيل الطاعة فعوضت بالباقية والنعومة الدائمة. قال عز وجل وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية وكيف يكرم الانسان وجهه حتى لا يكون من الذين يهانون يوم القيامة فيحشرون على وجوههم لان الله اخبر ان ثم اناسا مهانين عياذا بالله لا يمشون مشية الاستقامة يوم القيامة وانما يحشرون على وجوههم منكسين لانتكاسة قلوبهم وعقولهم في الدنيا عوضهم الله وعاقبهم بعكس ما راموا جزاء وفاقا. فقال عز وجل عنهم ونحشر ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما. مأواهم جهنم وقد جاء في الحديث ان بعض الصحابة رضوان الله عليهم قالوا يا رسول الله وكيف يحشرون على وجوههم قال الذي امشاهم على اقدامهم قادر على ان يمشيهم على وجوههم وهذه مسألة مهمة ايها الاخوة ان ندرك ان الله تبارك وتعالى قادر على كل شيء. فيجب على العاقل ان يسعى كيف يكرم وجهه من السواد يوم القيامة على السداد في الدنيا والاستقامة ومن السوء في النار بان يتصف باوصاف الابرار وذلك بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والا فلا ملجأ من اساءة الوجه لا ملجأ من اساءة الوجه الا بطاعة الله وطاعة رسوله