بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله في الحلقة العاشرة من حلقات اشهار امثال العرب من امثال العرب قولهم اذا عز اخوك فهن وفي هذا المثل ستة اسئلة من قائله الاول من اي اقسام الامثال هو؟ ما مورده ان كان له مورد ما معناه ايقال فيه فهن بكسر الهاء ام فهن بظمها وما مظربه وموظوع هذه الحلقة هو جواب هذه الاسئلة الستة اما قائله الاول فهو الهذيل بن هبيرة التغلبي واما نوعه فهو من الامثال العفوية واما مورده الذي قيل فيه فروي ان الهذيل بن هبيرة اغار على بني ضبة فغنم فاقبل بالغنائم فقال له اصحابه اقسمها بيننا فقال اني اخاف ان تشاغلتم بالاقتسام ان يدرككم القوم فابوا فعندها قال اذا عز اخوك فهن ثم نزل فقسم بينهم الغنائم ومعنى قوله اذا عز اخوك فهن اذا اشتد عليك قريب او صديق او حبيب وابى الا رأيه واصر على موقفه فقابل شدته باللين والطاعة ولا تنتصر لنفسك باشتدادك عليه فتقع الفرقة والقطيعة ولهذا فالاظهر في معنى عزة هنا انها ليست من العزة التي هي القدرة والرفعة وان قال بذلك بعض اللغويين كما سيأتي وانما هي من قولك عز الشيء اذا اشتد وكذلك تعزز واستعز ومنه العزاز وهي الارظ الصلبة ومنه قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين اي رحماء بالمؤمنين اشدة على الكافرين كما في قوله سبحانه محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم وقد اختلف اللغويون في ظبط هذا المثل على وجهين الوجه الاول انه اذا عز اخوك فهن بظم الهاء ثم اختلف اهل هذا المذهب في اصلهن على قولين الاول انها من الهون وهو الرفق واللين والسكون والطمأنينة ومنه في القرآن الكريم وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما الثاني انها من الهوان وهو الظيم والمعنى اذا صار اخوك عزيزا ملكا قويا فاطعه وتذلل له واخضع تسلم منه ولا يظلمك بعزه والوجه الثاني انها فهن بالكسر من قولهم فلان هين لين. اذا كان سهلا منقاد وقالوا لا يجوز ان تكون فهن من الهوان لان العرب لا تأمر به والظاهر جواز الوجهين في لفظ هذا المثل. وان كان الكسر عندي اولى واما مظربه فيظرب في مداراة الاخوان والاصدقاء والاقارب وتحمل ما يبدر منهم من الاذى استبقاء للصداقة واستدامة للمودة. وهذا من انفع المعاني بين زملاء العمل. وبين الموظفين اذ يجب ان يقابل الغضب بينهم بالحلم والشدة باللين والحدة بالهدوء ولهذا ربط اللغويون بين معنى هذا المثل وبين سياسة معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما التي لخصها في قوله لو ان بيني وبين الناس شعرة ممدودة ما انقطعت لاني اذا شدوا ارسلت واذا ارسلوا شددت ولذلك قال زياد اياكم ومعاوية فانه اذا طار الناس وقع واذا وقعوا طار ولهذا اصبحت شعرة معاوية تمثالا لحسن السياسة ودهاء التدبير وفي معنى هذا المثل قول الناس في زماننا هذا ان طاعك السوق ولا طعة والعاقل ياخذها في جنبه والى ان التقيكم في حلقة جديدة لاشهار مثل جديد استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد