السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله وصحبه اجمعين وبعد القرآن يذكرنا كثيرا بالعداوة الشديدة بيننا والشيطان وينبهنا كذلك الى طرق الشيطان الابليسية بالنيل منا في سياق هذه العداوة وذلك الصراع ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ومما ذكره القرآن من مسالك تعامل الشيطان معنا قول الله جل وعلا الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا يعني الانسان اذا اراد ان ينفق يأتيه الشيطان ويبشره بالفقر يخوفه من الفقر يعني ويأمره بمعصية الله سبحانه ويزين له ذلك وفي المقابل الله سبحانه يعد عباده المنفقين بالمغفرة وبالفضل منه جل وعلا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول عن هذه الاية الا ان للملك لمة وللشيطان لمة تلمة الملك ايعاد بالخير وتصديق بالحق ولمت الشيطان يعاد بالشر وتكذيب بالحق واللمة اي المس والتأثير في النفس والقلب فاذا هذا سلوك شيطاني عام ومن لمة الشيطان التي هي ايعاد بالشر انه يعد الانسان بالهلاك وانغلاق الابواب في وجهه وانسداد السبل بينه وبين الله. واعراض الله سبحانه عنه فيصل الشيطان بالانسان حينئذ للقنوط وحينئذ يأمره بالفحشاء ليه؟ لان الانسان في هذه المرحلة يصل الى انه ما فيش امل فيه وانه هالك لا محالة وان الابواب غلقت. فاذا هتكون يعني بايظة بايظة يستوي الاحسان والاساءة ولا معمل المجاهدة او السعي او الاصلاح ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان فقال الله سبحانه وتعالى من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان فاني غفرت لفلان واحبطت عملك. يعني انا غفرت لفلان انت قلت ان انا مش هغفر له واحبطت عملك انت هذا تحذير شديد من لبس هذه العباءة الشيطانية بل نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان ينفث الانسان في نفسه شيئا من هذا السم الشيطاني ولو باللفظ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقولن احدكم خبثت نفسي ولكن لقصت ولكن لقصت. لقصت زي خبثت. تمام؟ ولكن لفظ الخبث شديد. ما حدش يقول خبثت نفسي. يعني لو اصابك شيء من الكسل او الضيق او الضجر فلا تصف نفسك بالخبث ولا يزال الانسان يصف نفسه بذلك حتى يتقبله ويعتاده بل ينبغي ان تحافظ دائما على الانفة من ان تكون خبيث النفس. او ان توصف بانك خبيث النفس قاتل مئة نفس كان سيهلك حقا. لو اقتنع انه خبيث النفس ولابد وان الابواب قد اوصلت وان السبل قد غلقت وان الامال قد انقطعت كان سيهلك حقا لو صدق العابد الذي وعده بالشر وقال له ليس لك توبة. الذي انجاه هو اصراره على طرق الاب ابواب حتى النهاية النبي صلى الله عليه وسلم يقول اياكم ومحقرات الذنوب وذكر انها تهلك صاحبها فالشيطان يهلكك بتحقيق الذنب والتقليل منه والتصالح معه وعدم الاكتراث به ويهلكك ايضا بان تجعل الذنب اكبر من الله ان تجعل الذنب اكبر من لطفه وكرمه اذا انت اصررت وصدقت ولم تمل ان الله لا يمل حتى تملوا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اما العاقل فهو الذي يسوس نفسه كما قال علماؤنا رضي الله عنهم اذا مالت الى الغفلة والاغترار الجمها بالخوف واذا مالت الى القنوط واليأس الجمها كذلك بالرجاء وده انه يعافر يمين وشمال معها حتى يصلوا بها الى الله كنت اعرف حد زمان بعزه جدا كان انسان طيب وفيه خير الله يرحمه كان يمكن انك تلاحز الخير اللي فيه والطيبة اللي فيه بسهولة يعني. لكن كان مع ذلك عنده بلاوي كتير وكان كل ما حد ينصحه يقول احنا هنتعلق في جهنم كده كده ما فيش مفر مش عارف يعني هل دي كانت فلسفته فعلا ولا كان بيخادع نفسه هو بيسكت اللي قدامه. لكن في جميع الاحوال تصوير الشيطان لك انك من اهل النار ولابد ممكن يكون ده اوسع طريق للانسان اللي بيدخله النار والعياذ بالله آآ مع ان الانسان يعني لو بص شوية للجانب التاني وتغافل وعد الشيطان سيلمح وعد الله سبحانه وتعالى الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالاحشاء. والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم فاسأل الله سبحانه وتعالى ان يعصمنا من كل ما يقطعنا عنه. سواء الغفلة والانتكاس او القنوط والاياس انه بكل جميل من كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته