اخيرا اختم الحديث بامور تخالف المواطنة الصالحة المواطن السلبي هو من يأخذ ولا يعطي طيب من الانكى منه والاشد منه هذا مواطن سلبي يأخذ ولا يعطي. يريد حقوقه ولا يؤدي واجباته طيب من الانكى منه؟ الانكى منه من يأخذ ويجحد من يأخذ ويجحد. فينتمي للبلد اسما ولا يؤدي الحقوق رسما. وهذا امر خطير ونذير شؤم مستطير يؤدي الى انشاء الطابور الخامس في البلد. ونذير شؤم على الناس لهذا ينبغي ان نحذر من هذه الامور التي تخالف المواطنة الصالحة وهي الخروج على الحاكم المسلم فهذا مظهر يدل على ان ساعيه يريد الفوضى في البلاد. وان رفع شعار الخير او الاصلاح او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او الدين او الديموقراطية اي شيء كان لا يغرنكم لا تغرنكم هذه الشعارات المرفوعة المزعومة فما اسهلها وبريقها شائع لكن وراءه دخان كاتم قاتل عياذا بالله تعالى ومنصوص عقيدة اهل السنة والجماعة ما قاله الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى وغيره بل ان الكتاب والسنة واجماع سلف الامة على وجوب طاعة الامام وان جار في حدود طاعة الله تعالى. ما لم يأمر بمعصية فان امر بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا ننزع يدا من طاعة تجب الصلاة خلفه وان كان فاجرا او ظالما او فاسقا وكذلك تجب الحج معه. والجهاد من ورائه ومعه. ويطاع في مواضع الاجتهاد وليس عليه ان يطيع اتبعه في موارد الاجتهاد. بل عليهم طاعتهم في ذلك. يقول الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة ولا نرى الخروج على ائمتنا وولاة امورنا وان جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة ايضا الصفة الذميمة الثانية التي تخالف المواطنة الصالحة التنازع والاختلاف وهذا يشمل التنازع الديني ويشمل التنازع الدنيوي ولهذا كان من الاصول المهمة التي عليها اهل السنة الاجتماع دينا على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونبذ الاختلاف الديني بترك الاهواء والبدع والسير على منهج الصحابة. رضوان الله تعالى عليه وهذا الاصل هو الاصل الثاني من الاصول الستة التي اوردها الامام ابو عبد الله محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ومن الاصول المهمة لاهل السنة السائرين على درب النبي صلى الله عليه وسلم الاجتماع على ولي امر دنيا حتى يتم القيام بمهمات المجتمع وامور البلد وترك النزاع والاختلاف والبعد عن الشقاق. وهذا الاصل هو الاصل الثالث من الاصول التي اوردها الامام ابو عبد الله محمد بن عبد الوهاب في الاصول الستة الاصول المنهجية لاهل السنة والجماعة اي ضمن الامور المخالفة للمواطنة الصالحة نقض العهود والمواثيق. التي يعقدها ولي امر البلاد. يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود. لا يجوز لاحد ان يخون ولي في امر البلاد فلا يوفي بالعقود والمواثيق فان ذلك امر مخالف. فان ادخل ولي امر البلاد رجلا الى بلاد الاسلام. ولو كان من اطغى الطغاة ما جاز لاحد ان يفتات عليه ويقتله وهذا مسيلمة الكذاب لما جاء الى المدينة ادخله النبي صلى الله عليه وسلم وعلم منه ما يكون. ومع ذلك لم يأمر بقتله صلوات ربي وسلامه عليه ايضا من الامور المخالفة للمواطنة الصالحة. البيعات البدعية والخارجية التي يكون من بعظ الناس فربما يكون بعض الفئات في المجتمع يكون لهم سمع وطاعة لمرشد خارج البلاد او لانسان خارج البلاد فهذا امر مخالف لا يجوز بل على المسلم ان يكون امره وعهده الى علماء البلد وان ينظر الى ولاة امر البلد فيكون دنيا لولي امر البلد. ودينا لعلماء المسلمين. وان لا يكون لفرد من افرادهم لان هذا امر لا يجوز في دين الله عز وجل لا يجوز في دين الله ان تقلد دينك رجلا واحدا لا يجوز ان تتبع الا النبي صلى الله عليه وسلم. الفرد المطلق الذي يطاع في كل ما يقول ويأمر. اما العلماء فاذا اتفقوا فنعم لا يجوز مخالفتهم اما فرد واحد من افرادهم فليسه بمعصوم لذلك ايها الاخوة يقول صلى الله عليه وسلم كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء. كلما هلك نبي خلفه نبي. وانه لا نبي وستكون خلفاء فتكثر وستكون خلفاء فتكثر. قالوا فما تأمرنا؟ قال فوا ببيعة الاول فالاول. واعطوهم حقهم فان الله سائلهم ما استرعاهم متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم فوا ببيعة الاول فالاول فيه اشارة الى انه اذا كنا يجب علينا اذا كان يجب علينا النفي بيع في الاول فالاول فبيعة الاول مع الاخر والاخر الذي لا نزاع بينهم هذا امر واجب لا يشك فيه عاقل من الامور التي تخالف المواطنة الصالحة انشاء الاحزاب السرية في بلاد المسلمين او العلنية. قد يقول قائل ان اني تعيش في دولة ديمقراطية يجوز ولي الامر انشاء الاحزاب. نقول ولي الامر اذا جوز امرا محرما فذلك لا يكون سائغا لك ان تنشئ حزبا لا يجوز للمسلم انشاء الاحزاب فانها مفرقة لعباد الله عز وجل الواجب على المسلمين ان يكونوا على دين واحد على اهل الوطن ان يكونوا مجتمعين لا متفرقين ولا لان في ذلك فسادا عظيما وشرا كثيرا. ولهذا نهانا الله تعالى عن التحزب والتفرق. وما ذاك الا لكثرة وعظيم خطره وسوءه. فمن انشأ حزبا سريا فانما هو يخون بلده ووطنه ويعمل لحزبه وجماعته ولا يدري ربما يستغل حزبه من اعداء الله عز وجل من المخابرات الغربية والصهيونية وغيرها. قال الله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء. وقال على منيبين اليه واتقوه واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. كل حزب بما لديهم من الامور العجيبة ان هذه الاية وردت في سورة الروم التي هي ابتدأت انشاء الاحزاب. فاول ما تفرق اليهود دينا واول ما تفرق النصارى دينا فاصبح على منوالهم يتفرقون دينا. واول ما انشأوا الاحزاب دنيا اصبح المسلمون على طريقتهم ينشئون الاحزاب دنيا. والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من ذلك. قال العرباظ ابن سارية وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة قال فيها اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان عبدا حبشيا فانه ومن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. تمسكوا بها وعظوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. رواه ابو داوود والترمذي وحسنه قال الله تبارك وتعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا من الامور المخالفة للمواطنة الصالحة تعطيل الاعمال العامة بعض الناس ربما من انبهاره بالغرب يرى الاظرابات العامة او المظاهرات هذه امور تخالف ربما يقول بعض الناس اننا نعيش في دولة تسمح لنا بهذا لو ان نظام الدولة سمحت بهذا هذا لا يجعلك تكون مؤهلا من الناحية الشرعية ان تفعل هذا الفعل. لان تعطيل الاعمال عامة خيانة للمواطنين والوطن. فحينئذ تتعطل اعمالهم. وحينئذ تنقطع سبلهم ويصعب عيشهم ولهذا كان هذا العمل محرما صدرت فيه فتاوى عدة من كبار علماء المسلمين تمنع الاعتصامات وتعطيل الاعمال العامة ومن ذلك ما صدر من مشايخنا وقد الف في ذلك شيخنا الوالد عبد المحسن العباد حفظه الله ونفعه للعباد والبلاد علامة المدينة وشامتها ومحدث العصر كذلك صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء بتوقيع سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ ابن عثيمين وكذلك توالت الفتاوى صدرت فتاوى من مجمع الفقه الاسلامي بتحريم هذه الامور اذا لا ينبغي للانسان ان يغتر بما عليه الغرب فيرى ان هذا امر جائز لا هذه امور تخالف لانها تفسد اكثر مما تصلح ايضا من الامور التي تدل على ما يخالف المواطنة الصالحة الغدر بالوطن والمواطنين عياذا بالله فان الغدر خيانة للوطن واذا كان الغادر ها يسمى خائنا فلنحذر فان من علامات الغدر وهي صور كثيرة الاختلاس من اموال الدولة من بيت مال المسلمين نشر الاشاعات بين المواطنين افشاء الاسرار التي اؤتمنت عليها التجسس عليهم لصالح العدو الوقوف مع اعداء الوطن البعد ايضا من الامور التي تدل على انك لا تبالي بهذا البلد. فهذه امور ايضا تخالف معنى الاهتمام بالوطن هناك امر ربما يظن بعض الناس انه هين. لكن والله فيه صلاح عظيم. وهو البعد عن التطفيف في الكيل والميزان فان البعد عن التطفيف في الكيل والميزان من علامات المواطنة الصالحة واعظم البعد من التطفيف في الكيل والميزان البعد عن الظلم. حاكما ومحكوما. متى ما ابتعدنا عن الظلم اصبح الخير في البلد ومتى ما اصبحنا عياذا بالله نطفف الكيل والموازين. اذا كان الحقوق لنا طالبنا بها كلها. اذا الحق كان الحقوق علينا فان ذلك علامة الفساد. يقول الله عز وجل اوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين. وزنوا بالقسطاس ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثوا في الارض مفسدين فجعل الله عز وجل هذه الامور وجودها علامة على وجود الفساد في الارض كذلك من الامور المخالفة للمواطنة الصالحة الحسد والغل والغل والغش وترك الظلم يجب علينا ان نترك هذه الامور حتى نكون مواطنين صالحين نترك الاحتقار والخذلان هذه صفات ذميمة. لا ينبغي وجودها بين اهل الاستلام يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغظوا ولا تدابروا ولا يبيع بعظكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات التقوى ها هنا التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم. كل المسلم المسلم حرام دمه وماله وعرضه متفق عليه. ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعض المسلمين يتعصبون ويكاد المجتمع يتفرق بسبب التسميات. قال صلى الله عليه وسلم عباد الله تسموا بما سماكم الله به هو سماكم المسلمين هو سماكم المؤمنين. هذا ما تيسر. اسأل الله جل وعلا ان يحفظ اوطاننا وان يديم الله امن بلادنا وان يبقي الله جمعنا وان يحفظ لنا ولي امرنا وان يصلح بين الراعي والرعية وان يديم الله شملنا اجتماعنا وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين