لها سؤال طويل تقول فيه الشيخ صالح انا فتاة لي ستة اخوات واربعة اخوات نعيش في بيت تضيق علينا الحياة في وام امي تسكن معها وليس لها اولاد سوى امي. لكن امي لا تهتم بها ولا تؤدي حق امومتها ونادرا ما تكون مع امها على ما يرام. وذلك يؤلمني كثيرا. فانا لا اريد لامي هذا المصير. واخشى من ذلك كثيرا الطاعة واخشى ان اكون انا القضاء. انا احب الله ورسوله واتمنى من الله الهداية والسداد وحسن الختام. ولطالما مسحت امي فتذكرني بقسوة امها معها وهي صغيرة وانها لم ترى منها شيئا جميلا فاقول لها انها امها مهما كان وانها جنتها ونارها فتتهمني بانني اتهمها بالخطأ. علما بان جدتي هذه تقول انها لم تعصمها وابي وامي يعاملوننا كالاغراب. لا نجد منهما حنان الابوة والامومة. ولكننا نتحمل ونقول عزاؤنا انهما والدينا واخوانا فضيلة الشيخ اشف صدري في هذا الموضوع واخبرني من يكون القضاء؟ وهل يصرف العصيان بدعاء الله فانا احرص على طاعتهما لكنني لا اجد الحب المفروض لهما نتيجة لابتعاده وسوء معاملتهم لنا. جزاكم الله خيرا. ما ذكرته السائلة من سوء معاملة امها لجدتها ام امها هذا امر لا يجوز هذا من العقوق بل هذا هو العقوق وعقوق الوالدين من الكبائر كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة ومخالفة لقوله تعالى وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. الواجب عليك مناصحة امك والواجب عليك ايضا الاحسان لا جدتك لانها من امهاتك ولها حق عليك. فالواجب عليك الاستمرار في هذه الامرين. الاحسان الى جدتك والمناصحة لوالديك وكون الوالي الوالدان كون الوالدين كما ذكرت السائلة ليس لهم لهما حلال نحو اولادهما ولا عطف هذا امر لا الواجب على الوالدين الاحسان من الاولاد الاولاد لهم حقوق ايضا على الوالدين واجلهم احسان الى الاولاد كما ان الواجب ايضا الاحسان من الاولاد الى الوالدين متبادل بينهم حكم القرابة وحكم الولادة والابوة فليس هذا من اداب الاسلام انما العقوق والتنافر بين البيوت والاسر انما هذا من عادات الكفار في العصور الاخيرة المدنية الزائفة المعاصرة اما الاسلام فانه يحرم ذلك وينهى عنه شرد وحق الوالدين يأتي بعد حق الله سبحانه وتعالى. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا. قضى ربك الا تعبدوا الا اياه الوالدين احسانا وكذلك الاولاد كما ذكرنا لهم حق على الوالدين والعطف والحنان والتربية الحسنة والانفاق اذا كانوا محتاجين خصوصا في حالة الصغر فلهما حق على الوالدين. والواجب على هذه الاسرة ان تتصالح فيما بينها وان تسود فيما بينهم وان يؤدي كل ما عليه نحو الاخر. هذا هو الواجب. ولكن اذا لم يحصل هذا من الطرفين فان على الاولاد ان يفسدوا الى والديهم وان يؤدوا ما عليهم من الحق لوالديهم ولو ان الوالدين ليسوا على المستوى المطلوب مع الاولاد فان هذا لا يسقط حق الوالدين فالواجب على المسلم ان يؤدي الحق الذي عليه وان يسأل الله الحق الذي له