ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة. وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. ثم اما بعد فمع بصائر من سورة الطور الترتيب الذي صرنا عليه من هذه السورة المباركة ومع قوله جل وعلا ام عندهم خزائن دين ربك ام هم المسيطرون؟ ام عندهم خزائن ربك ام هم المسيطرون؟ ام لهم سلم يستمعون في في مستمعهم لسلطان مبين. وهذه البصيرة الجديدة في هذا السياق وفي هذا الموطن من كتاب الله جل وعلا. مما جعل فيه هذا السؤال وهذا الاضراب وهذا النوع من الانكار على الكفار حينما جادلوا محمدا عليه الصلاة والسلام وجحدوا الحدو فجعل الله يقرعهم بحقائق الخلق مما خلق مما ورد في السياق قبل. وجعل سبحانه وتعالى انا يذكروا خصائص الوهيته. خصائص الوهيته. وخصائص ربوبيته التي بها استحق ان يوحد الها. خصائص الربوبية التي بها استحق ان يعبد الها واحدا. من هذه الخصائص ما نذكره اليوم في هذه الاية المباركة ام عندهم خزائن ربك ام هم المسيطرون. وقضية الخزينة الالهية. خزينة الرزق. خزينة الرحمة. او الخزائن بالاحرى. هذا امر عظيم جدا في الدين على مستوى العقيدة وعلى مستوى التوكل ثم بعد ذلك على مستوى السلوك البشري الانساني لدى المسلم الخزائن التي لله جل وعلا هي من شؤون الربوبية لما هو جل وعلا سبحانه وتعالى رب خلق ورزق ثم هدى. فكان الرزق اذا منه وحده دون سواه. ومفهوم الرزق مفهوم عقدي اي له صلة وثيقة بالعقيدة من حيث هي عقيدة او توحيد تتعلق خاصية او تتعلق بخصوص المعنى الذي يتعلق بالله جل وعلا اربا ازقة ام عندهم خزائن ربك؟ اي الرب الذي خلق مالك كل شيء سبحانه وتعالى نقدر كل شيء هو الذي يملك خزائن السماوات والارض. هو الذي يملك الملكوت. لان المالك الحق للرزق انما هو الذي خلق الأرزاق وقدرها تقديرا سبحانه وتعالى. ولذلك نسب الرزق لله جل وعلا من حيث هو رب واحد وجب ان يعبد وحده كما في قوله سبحانه وتعالى جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقد صفى سبحانه وتعالى في هذه الاية التي احالت احالتنا عليها الاية السابقة وسنعود الى الاولى وصف سبحانه وتعالى باخص صفاته من حيث هو رب. وما خلقت صفة الخلق. وقد ذكرناها قبل في هذا المجلس وغيره. ان الخالقية بما هي صفة لله رب العالمين هي المفتاح الاساس لشؤون الربوبية. لان الله سبحانه وتعالى الذي خلق وابدع هذا الكون من لا شيء وخلق الانسان ولم يكن شيئا مذكورا هو وحده. الذي يستحق ان يعبد ووحده دون فتحيد الالوهية اي عبادة الله تفريدا له لما هو سبحانه وتعالى يعبد او ينبغي ان يعبد لا وحده دون سواه انما ذلك لانه هو رب الكون. هو مول الشي اي الذي خلق وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقال جل وعلا ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق. فهذا التعبير بالجملة الاسمية المؤكدة بالناسخ ان الدال على الثبات والاستقرار والاستمرار ان الله هو الرزاق. والتعبير بان ها هنا دال على الحصر. ان الله هو الرزاق اي كانه قال الذي لا ارزاق ولا رازق سواه. وحده كأنه يعني صرح بهذا المعنى يفهم ذلك من هذا الاستغراق. ان الله هو هو الرزاق اي استغرق كل معاني الفعل وكل معاني الصفة بما لا يبقي لاحد شيئا ولا جزءا من هذه الصفة يعني لا يجوز ان ينسب لاحد من البشر ولا الحجر ولا الشجر ولا اي شيء قليل من صفة الرازق او من صفة الرزاقية. الله وحده هو الرزاق. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. سبحانه القوي على رزقه المسيطر على كونه المقدر المقادير المقدر للأرزاق على مقاديرها التي ارادها لا يزيد احد عليه سبحانه وتعالى ولا ينقص. ولهذا ما ينبغي اذا ان يفهم بان لاحد كيفما كان. خاصية الرزق او خاصية التأثير. اي تأثير في مجال الرزق الذي للإنسان هو الكسب. اما الرزق من حيث هو مفهوم عقدي فإنما هو معنى واحد يتعلق وبالله جل وعلا صفة وفعلة. ان الله هو الرزاق. ولذلك انكر على الكفار وانكر على كل من يجحد حقائق الربوبية وحقائق الوهية ام عندهم خزائن ربك؟ ام هم المسيطرون على هذا الكون؟ المقدرون لاموره المتصرفون في انما هو الله رب العالمين وحده دون سواه. هو الرزاق هو رب الملك والملكوت. هو المقدر للاقوات ومالك خزائن ان السماوات والارض وحده دون سواه مفاتيحها عنده وحده. لا تأثير لاحد سواه. هذا كمال الربوبية وجمال التوحيد الذي عليه المسلمون بما صرح به كتاب الله جل وعلا وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. هذه العقيدة الجميلة التي تجعل القلب المؤمن السائر الى الله حينما يعتقدها. وحينما يتعلق بها يشعر بالامن. ويشعر بالامان تشعر بالسلم والسلام في سيره الى الله لا يخشى لومة لائم ولا يتردد في امر يرضي الله جل وعلا ان يفعله ولا في امرين يسخط الله جل وعلا في ان يتركه. لانه امن بان الله وحده له الخزائن له الملك له الرحمة له الرزق دون سواه. انت وانا نكسب ونكتسب كل نفس بما كسبت رهينة معلقة بكسبها ان خيرا فخير وان شرا فشر والعياذ بالله. اما الرزق فمقدر من عند الله جل وعلا ساعطيها هنا مثلا يعني الله جل وعلا اذ قدر لي ولك المقدار الذي اراده هو جل وعلا من الرزق وتعالى كل دابة في الأرض كل حشرة كل حي يعني قل او كثر جل او وما من دابة في الأرض الا على الله رزقها على الله يعني الله جل وعلا سبحانه وتعالى هو الذي تكفل هو كفيل بالأرزاق. فقدر لي ولك كلا على حذاء انا وأنت وكل مخلوق. وكل مخلوق بعده. يعني من الجن ومن الانس ومن الحشرات ومن البهائم والاسماك والحيتان كل شيء كل شيء