ثم انتقل الناظم بعد ذلك الى بيان مسألة مهمة. وهي ان الحساب الذي اثبتته الادلة ينقسم الى قسمين. الحساب الذي سيكون على العباد يوم القيامة ينقسم الى قسمين. قال فيه الناظم اما نقاش او حساب العرض فاذا هما نوعان حساب عرض وحساب نقاش. حساب عرض وحساب نقاش ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من حوسب عذب. فاشكل ذلك الحديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقالت يا رسول الله كيف والله عز وجل يقول فسوف يحاسب حسابا يسيرا. فكيف تقول من حوسب عذب والله يقول فسوف يحاسب حسابا يسيرا. فاماط النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الاشكال اللثام قال انما ذلك العرض يعني ان الحساب المذكور في قول الله عز وجل فسوف يحاسب حسابا يسيرا انما هو حساب العرض. ولكن من نوقش الحساب يهلك. فافاد هذا الحديث ان الحساب ينقسم الى الى قسمين الى حساب عرظ والى حساب نقاش. ثم اعلموا ان نهاية حساب العرض السلامة والنجاة. واما حساب النقاش فان نهايته الهلاك. ولذلك يقول فالعرض اخره النجاة بامره. اما النقاش فمؤذن بعقوبتي. فمن حاسبه الله عز وجل يوم القيامة حساب عرض فان نهايته الى المغفرة والنجاة. واما من حاسبه الله يوم القيامة حساب نقاش فان انه مؤذن بالعقوبة والهلاك. فان قلت وما حقيقة حساب العرض؟ فاقول حساب العرض هو ذكر النعم على العبد من غير مطالبته بنتائجها. هو ان يعرض الله نعمته على عبده من غير مطالبة العبد بنتائجها وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم يدنو المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا تذكر ذنب كذا؟ فيقول نعم نعم. فقال اني سترتها عليك في الدنيا واني اغفرها لك الان ثم تطوى صحيفة حسناته. فاذا فاذا حساب العرض نهايته المغفرة نهايته الستر ونهايته النجاة. لانه ليس فيه مطالبة بنتائج النعم. ولذلك فصاحبه يسلم في اخر امره واما حساب النقاش فهو حساب المطالبة بنتائج النعم. انعمت عليك فماذا فعلت؟ انعمت عليك بكذا فماذا فعلت كما قال الله عز وجل اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا فاليوم آآ واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الارض بغير الحق وبما كنتم تفسقون. ولذلك يقول الله عز وجل ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث رواه الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان العبد الكافر يلقى الله فيقول له الله يافل ايا فلان الم اكرمك؟ الم اسودك؟ الم ازوجك؟ الم اسخر لك الخيل؟ والابل اذرك ترأس وتربع فيقول العبد بلى. فيقول اظننت انك ملاقي؟ فيقول العبد نعم اقول فاني انساك اليوم كما كما نسيتني. فاذا هو مطالبة بنتائج مطالبة بنتائج النعم. فكل من حاسبه الله حساب عرظ فنهايته الى النجاة. واما من حاسبه الله عز وجل حساب نقاش فانه قاض عليه بالهلاك. قاض عليه بالهلاك. نسأل الله ان يدخلنا واياكم الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب