وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص ان الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلما ولكن يقبض العلم بموت العلماء حتى اذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فعفوا بغير علم فضلوا واضلوا وهذا يعني انه يجب على طلبة العلم بخاصة وعلى العلماء ايضا ان يبينوا للناس قبر الفتوى وينبغي ايضا عليهم ان يعلموا الناس الا يسرعوا في السؤال وهم ايضا الا يسرعوا في الاجابة لان الناس اذا رأوا المفتي يفتي في كل حال فانه فانهم يحرصون على السؤال عما وقع وعما لم يقع وعن كل شيء سيقع كثير من البلبلة وقد كان من هدي سماحة الجد الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى انه كان لا يخفي وهو واقف ولا يخفي وهو في السيارة وانما اذا اراد ان يكفي تربع وتحضر واجتمع قواه فطلب من السائل ان يلقي عليه المسألة فابتع وكان المشايخ في الافتاء يقولون عنه انه ربما اخر الفتوى شهرا اذا كان لها صلة بامر عظيم حتى ينظر فيها ويتخيه وكانت بعض المسائل يريد ان يجيب فيها فيمكث في السطر او السطرين يمكث فيها دقائق ليملي مخافة ان يكون في لفظ منها زيادة او نقص وهذا على نهج السلف الصالح في هذا الاصل من من التورع والتثبت في الفتيا لما لها من الاثار