ان انبه اخواني وابنائي طلبة العلم على اهمية اليسر والبيان. فان اليسر صفات هذه الشريعة فالله تعالى قد قال عن كتابه ولقد يسرنا القرآن للذكر. وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم ونيسرك لليسرى. وكان نبينا صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما. ينبغي لنا معشر طلبة العلم ان نختار الايسر واقصد بالايسر ما يكون بينا واضحا سهلا. يظن بعض الناس ان من الوصف العلمي ان يأتي الانسان بعبارات مبهرجة وزخرف القول حتى يكسي كلامه شيئا من الجلالة والمهبة بل العلم النافع هو العلم البين. وصف الله كتابه بانه مبين. وبين وبين وبين وتبيان فعود نفسك يا طالب العلم على الجملة القرآنية والجملة النبوية. فقد كان القرآن ميسرا للذكر. يقرأه كل احد بحمد الله اذا كان عربي اللسان والسنة كان كلام نبينا صلى الله عليه وسلم فصلا لو شاء العاد ان يعده لعده. كلام بين واضح ويعمد بعض الكتاب وبعض المتحدثين الى الاغراق في كلام فيه غموض واغراب او ذكر معان آآ موغلة في الخفاء كأنما هو يتزين بذلك. لا. عليك بالجملة القرآنية كما يقول مصطفى صادق الرافعي رحمه الله. الجملة القرآنية هي من من الكتاب والسنة. يعني تنزيل من التنزيل. فاصطبغ بصبغة الله ومن احسنوا من الله صبغة ولا يغرنك ما تجد من الاساليب المحدثة والمولدة التي يستخدمها بعض الكتاب وربما قيل عن بعضهم اسلاميين. ينبغي ان هنا طالب العلم يستمد خطابه من وحي الكتاب والسنة. وان يأخذ خصائص الكتاب والسنة ويحرص على البيان واليسر. ولهذا انظروا لما جفى المتكلمون طريقة السلف وطريقة الكتاب والسنة جاءت عقائدهم يعني كأنما هي منحوتة من الصخر. لا يفهمها الا النخب. ويفهمونها بعسر وصعوبة فضد اليسر التكلف والعسر. وقد قال الله لنبيه قل ما اسألكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين فعود نفسك في خطابك وكتابك ان تكتب شيئا بينا وان تقول شيئا بينا ولا تعمد الى التباهي الالفاظ والمعاني الموغلة في الاغراب لا. هذا لا يحقق ما تأترني اليه. كن سهلا ميسرا وليس معنى ذلك الا يضمخ الكاتب او المتحدث كلامه بالمحسنات البديعية او الشواهد الشعرية او الادبيات اه والملح والمنثورات والنوادر لا بل هذه قد تزيده رونقا وجمالا لكن لا بد ان ان يتم ذلك بقدر من الوضوح والبيان واليسر والبعد عن التكلف. ويدرك الانسان هذا بالممارسة ان شاء الله