اني سبيل الحق والايمان فتخليص النفس من الرغب في غير الله جل وعلا هذا هذا اول مدارج اصلاح النفس واما النفس وتزكيتها ان ذلك من اعظم المطالب ولتزكية النفس كما قال بعض علماء السلف لتزكية النفس ثلاثة ميادين. اول ذلك ان يزكي نفسه باصلاح القلب بتوحيد الله جل وعلا وباخلاص الدين له. فان اخلاص القلب لله جل وعلا هو اعظم ما تكون به تزكية النفس لان النفس لا بد وان يكون فيها محاب مشتركة فاذا كانت محبة الله جل وعلا اعظم وكانت مرادات النفس لمراد الله جل وعلا كان الاخلاص في القلب اعظم وكان ازدياده من الاقبال على الله جل وعلا اعظم. ولا شك ان الاخلاص يتبعه انواع من اصلاح عبوديات القلب. ومن امثل منشرح ذلك وبينه ابن قيم الجوزية تلميذ شيخ الاسلام علم الامام المعروف في كتابه مدارج السالكين بين منازل اياك نعبد واياك نستعين فان هذا الكتاب خلص ابن القيم رحمه الله فيه كلام السلف من ادران كلام غلاة المتصوفة وجعله كلاما متسقا كلاما عظيما كلاما جميلا فيه اصلاح عبوديات القلب. فهذا الكتاب مما ينبغي ان يمر عليه طالب العلم بل يمر عليه كل مسلم بين الحين بين الحين والاخر وان ينظر فيه فما فهمه منه مما فيه اصلاح النفس عمل به وما لم يفهمه او استشكله يسأل اهل العلم عن مرادات ابن القيم رحمه الله في ذلك ان اصلاح القلب ايها المؤمن انما يكون بان يكون الله جل وعلا في قلبك اعظم من كل شيء قال ابن القيم رحمه الله فلواحد كن واحدا في واحد. اعني سبيل الحق والايمان. لواحد يعني لله جل وعلا وحده دون ما سواه. كن في قصدك وارادتك وتصرفاتك في واحد يعني في سبيل واحد غير متعدد قال مبينا هذا السبيل