سؤال اخر هل الذكر افضل ام الدعاء يسوقون في هذا الباب حديثا آآ يعني قدسيا يقول فيه الرب جل جلاله من شغله القرآن وذكري عن مسألتي. اعطيته افضل ما اعطي السائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه الترمذي قال هذا حديث حسن غريب وآآ لا شك ان هذا الحديث مما اختلف اهل العلم في تحسينه وتضعيفه. يعني لم يتفق على تحسينه ولا على تصحيحه. تفاوتت كلمات اهل العلم فيه ما بين تحسينه وتضعيفه حتى قال الذهبي حسن الترمذي حديثه فلم يحسن فمن اهل العلم من حسنه ومن اهل العلم من ضعفه. يعني الذين حسنوا التمسوا له تخريجا وفهما بحيث لا لا تقع منازعة ولا مخاصمة ما بين الذكر والدعاء لقد ثبت في الكتاب والسنة الترغيب في الدعاء والامر به بل جاء عن الامام احمد من لم يدعو الله غضب عليه وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. والحديث ان الدعاء هو العبادة ومن اجل هذا استشكل بعض اهل العلم هذا الحديث القدسي على اختلافهم في تحسينه وتضعيفه ورأوا ان في معارضة لذلك. الزرقاني في شرح الموطأ يقول واستشكل حديث من شغله ذكري عن مسألتي اعطيته افضل ما اعطي السائلين. المقتضي لفضل ترك الدعاء حينئذ مع الاية المقتضية للوعيد الشديد على تركه وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي اي عن دعائه سيدخلون جهنم داخلين لا تسألن بني ادم حاجة وسل الذي ابوابه لا تحجب الله يغضب ان تركت سؤاله وبني ادم حين يسأل يغضب يقول الزرقاني وقد اجيب عن هذا بان العقل اذ استغرق في الثناء على الله سبحانه كان افضل من الدعاء لان الدعاء طلب الجنة والاستغراق في معرفة جلال الله افضل من الجنة اما اذا لم يحصل الاستغراق فالدعاء اولى لاشتماله على معرفة الربوبية وذل العبودية والصحيح لا شك ان الدعاء مستحب وانه على التحقيق لا تعارض. لان الدعاء نوعان. دعاء ثناء ودعاء طلب فذكر الله تعالى والثناء عليه دعاء والمشتغل به ممتثل لقوله تعالى ادعوني استجب لكم ولهزا جاء في الحديث افضل الدعاء لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. فسمي هذا الثناء والتوحيد دعاء وكذلك دعاء الكرب ودعاء ايوب وهذا الثناء متضمن لدعاء الطلب والعبد بحاجة الى هذين النوعين من الدعاء والافضل له ان يجمع بينهما ان يبدأ بالثناء ثم يثني بالطلب