بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا بكم في هذه الدروس الطيبة واللقاءات المباركة في شرح كتاب الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى. ضيفنا في هذه اللقاءات والدروس هو فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور ابن عبد العزيز شبر الاستاذ في جامعة المجمعة. في بداية هذا اللقاء نرحب بكم شيخنا الكريم حياكم الله. وانا كذلك احييكم وارحب بكم وباخواني المسلمين والمسلمات سائلا ربي جل وعلا ان يجعل هذا اللقاء طيبا مباركا نافعا ويجعله من مجالس العلم مجالس الخير والذكر التي تحفها ملائكة الله تغشاها رحمته نزلوا عليها سكينته يذكرهم الله جل وعلا ذكر مدح وثناء واشادة في ملأه الاعلى قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا الحميدي قال حدثنا ابن عيينة قال حدثنا هشام بن عروة قال اخبرني ابي قال اخبرتني اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما قالت اتتني امي راغبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم سألت النبي صلى الله عليه وسلم افأصلها؟ قال نعم قال ابن عيينة فانزل الله عز وجل فيها لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مزيدا الى يوم لقائه اما بعد هذا الحديث الجليل المخرج في الصحيحين ساقه الامام البخاري ها هنا في هذا الباب ببري الوالد المشرك قال ها هنا البخاري في هذا الاسناد حدثنا الحميدي يعني عبد الله ابن الزبير ابا بكر المكي حدثنا ابن عيينة يعني سفيان بن عيينة قال حدثنا هشام ابن عروة وهو هشام ابن عروة ابن الزبير ابن العوام عن ابيه عروة ابن الزبير قال اخبرتني اسماء بنت ابي بكر ما علاقة اسمى عروة بن الزبير بن عوا هي امه ان اسماء بنت ابي بكر ذات النطاقين تزوجها الزبير بن العوام وانجب منها عبد الله انجب منها عروة قالت اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما اتتني امي وهي ام رومان وكانت كافرة على دين المشركين راغبة وفي رواية اتتني راغمة يبدو من اول وهلة ان الروايتين بينهما تعار وفي الحقيقة لا تعارض بينهما وقول اسماء رضي الله عنها ان امي اتتني راغبة جاءتها من مكة الى المدينة راغبة في البر والصلة اني اصلها واعطيها واكرمها هذا معنى هذه الرواية اتتني راغبة راغبة واما الرواية الاخرى اتتني راغمة اي راغمة عن الاسلام مبغضة له لا تريده لا تريد ان تنساق له لانها لو جاءت راغبة في الاسلام ما احتاجت اسماء ان تستأذن في صلتها النبي صلى الله عليه وسلم لان النبي امر بالتآلف على الاسلام وحث عليه ورغب به وقالت رضي الله عنها فسألت النبي صلى الله عليه وسلم افاصلها قال عليه الصلاة والسلام نعم واحسني اليها واعطيها الهدايا والجوائز والمال واكرميها يقول ابن عيينة وهو شيخ شيخ البخاري. شيخ الحميدي الذي هو شيخ البخاري انزل الله عز وجل فيها قوله جل وعلا في سورة الممتحنة لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين فهذا الذي لم يعادي الاسلام واهله لم ننهى عن بره وصلته والاحسان اليه والعادلي معه لا ان نظلمه ونتجاوزه اسماء رضي الله عنها لما سألت النبي عن ذلك فاقرها وامرها بصلتها احسنت الى امها وكان احسانها الى امها وصلتها لامها مع اختها عائشة سببا في اسلام امها امي وامي رمان وكان الصديق قد فارقها لانها لم تسلم اسلمت بعد ذلك وحسن والحمد لله اسلامه وهذا فيه الاحسان والبر الى الوالدين الاقربين والابعدين والقرابات ولو كانوا غير مسلمين ليروا الاسلام في اعمالنا واحوالنا يتأثر به ينجذب اليه واحسن ما دعي به الى الاسلام هو القدوة ايها الاخوة المعاملة الصالحة الصادقة والوفاء بالعهد والاحسان الى الخلق فان الاسلام انما انتشر في الافاق لهذا السبب لا بسبب القتال الجهاد الجهاد في سبيل الله ربما لم يتجاوز انتشاره في الدنيا عشرة بالمئة اما نحو تسعين بالمئة ممن دخلوا في الدين دخل بسبب تعاملات المسلمين وعزتهم حسن وفائهم لغيره نعم حدثنا موسى قال حدثنا عبد العزيز ابن مسلم عن عبد الله ابن دينار قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول رأى عمر رضي الله عنه حلة تباع فقال يا رسول الله ابتع هذه فالبسها يوم الجمعة. واذا جاءك الوفود قال انما يلبس هذه من لا خلاق له فاتي النبي صلى الله عليه وسلم منها بحلل فارسل الى عمر بحلة فقال كيف البسها وقد قلت فيها ما قلت؟ قال اني لم اعطكها لتلبسها ولكن تبيعها او تكسوها فارسل بها عمر الى اخ له من اهل مكة قبل ان يسلم قبل الكلام على هذا الحديث انه في حديث اسماء السابق ان امها ام رومان اليها راغبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد النبي المدة التي عاهد فيها النبي المشركين بعد الحديبية هذا يسمى بالعهد وهي نحو سنتين الى ان فتحت مكة في حديث البخاري الثاني وهو ايضا في الصحيحين قال فيه الامام البخاري حدثنا موسى يعني ابن اسماعيل وهو التبوذكي قال حدثنا عبد العزيز ابن مسلم عن عبد الله ابن دينار وهذا ادرك علي عبد الله ابن دينار ادرك نحوا من سبعين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت ابن عمر عبد الله بن عمر يقول رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما حلة الحلة اسم الثوبين الجديدين يتحلى بهما الانسان ولا يكون هذا الثوب حلة حتى يلبس الثوب فوق الثوب الثاني ليكون من جنس واحد قال رأيت حلة وهي نوع من الثياب المنسوجة كالسرور السيور يخالطها خيوط من من من حرير وسميت سير لان فيها خطوط تشبه هذه السيور كما يقال ناقة عشراء اذا كمل لحملها عشرة اشهر فهذه الحلة السيرة فيها الحرير الذي هو محرم على الرجال على النساء وهو الحرير الطبيعي الناشئ من دود القز يقول عمر رأيت حلة سيرة تباع كانوا يحبون الملابس الجميلة. فقلت يا رسول الله ابدأ هذه اي اشتري هذه فالبسها يوم الجمعة لانه عيد الاسبوع يتجمل فيه الناس باللباس الطيب في رواية البسها يوم العيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر ابتع هذه فالبسها يوم الجمعة واذا جاءك الوفود اي تجمل بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما يلبس هذه اي الحلة السيرا من لا خلاق له اي لا حظ له ولا نصيب له في الاخرة لانها لباس المشركين الكفار لانها من حرير والحرير محرم على رجال هذه الامة قال ابن عمر عن عمر فاتي النبي صلى الله عليه وسلم منها بحلل لحلل السيارة اهديت له اما من اليمن او من غيرها وارسل عليه الصلاة والسلام الى عمر منها بحلة في حلة واحدة فقال عمر يا رسول الله كيف البسها وقد قلت فيها ما قلت اي انما يلبسها يلبس هادما لا خلاق له قال له عليه الصلاة والسلام مزيلا هذا الاشكال الذي وقع في ذهن عمر ويقع في ذهن غير عمر رضي الله عن عمر قال صلى الله عليه وسلم اني لم اعطكها لتلبسها لم ابعثها لك لتلبس هذه الحلة السيارة ولكن تبيعها تمول من قيمتها او تكسوها اهلك او تكسوها احدا يحل له ان يلبسه وهم النساء او غير المسلمين وارسل بها عمر رضي الله عنه الى اخ له من اهل مكة قبل ان يسلم وهذا الاخ هو في رواية النسائي وغيره اسمه عثمان ابن حكيم ابن الخطاب قالوا انه اخو عمر بن الخطاب لامه قيل انه اخوه من الرضاعة ارسلها عمر له يصله بها فافاد الحديث انه يجوز ان يصل المسلم قريبه قريبه المشرك الهدية العطية ولو كانت من شيء لا يصح للمسلم ان يلبسها او ان يقتنيها وهي حلة الحرير السيارة وهذا فيه الصلة التي اقر النبي صلى الله عليه وسلم عمر ان يصل بها اخاه هذا المشرك وهو في مكة ثمان اخاه بعد ذلك اسلم كما ان ام اسماء بنت ابي بكر اسلمت رضي الله عن الجميع نعم حدثنا محمد ابن كثير قال اخبرنا سفيان قال حدثني سعد بن ابراهيم عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر ان يشتم الرجل والديه فقالوا كيف يشتم قال يشتم الرجل فيشتم اباه وامه الحمد لله هذا هو الباب الرابع عشر الذي ترجمه الامام البخاري في كتابه الادب المفرد قال في الباب الرابع عشر باب لا يسب والديه وهذي كعادة الامام البخاري في اخذ التراجم من الفاظ الاحاديث الحديث الذي ساقه ها هنا حديث مخرج في الصحيحين قال فيه البخاري ها هنا حدثنا محمد ابن كثير قال اخبرنا سفيان قال حدثني سعد ابن ابراهيم الزهري عن حميد بن عبد الرحمن هو زهري ايضا عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر ان يشتم الرجل والديه تعاظموا ذلك رظي الله عنهم فقالوا يا رسول الله كيف يشتم والديه قال يشتم الرجل ويشتم اباه وامه هذا حديث جليل فيه ما ترجم عليه الامام البخاري من انه لا يجوز ان يسب الرجل والديه والسب لفظ عام يشمل الشتم ولعنا والقذف واعظمه الوصمة بالتكفير ولهذا ادنى الشام ادنى الشتم والسب ان يصفه بالاوصاف الخبيثة يا حمار يا كلب يا خبيث واعلى منه اللعن واعلى من ذلك وصفه بالبدعة فان هذا من الشتم والسب واشد ما يكون من السب والشتم هو التكفير الحكم بتكفيره او وصفه بوصف التكفير وهو ليس كذلك وفي قوله عليه الصلاة والسلام من الكبائر في لفظ في الصحيح من اكبر الكبائر يلعن الرجل والديه وذكر في الصحيحين اللعن وهو اخص من عموم ومطلق السب والشتم ما الكبائر اختلف فيها الناس اختلافا كثيرا وارجح ما فيها ما ذهب اليه المحققون من السلف ان الكبير ما جمعت وصفا او اكثر من الاوصاف السبعة وكل ذنب رتب عليه حد في الدنيا فهو كبيرة السرقة والقذف والزنا وغيرها عياذا بالله او رتب عليه وعيد في الاخرة بالنار او باللعنة او بالغضب نفي الايمان عن صاحبه او تبرئ منه او اصر على صغيره هذه قيود سبعة الكبائر القيد الاول ما رتب عليه حدا في الدنيا كما قلنا في حد السرقة والزنا شرب الخمر وما جرى مجراها والعياذ بالله الحد الثاني يرتب عليها الوعيد في الاخرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات يدخل النار لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر يعني يدخلون النار الكبر والنميمة من كبائر الذنوب ومنهما في الصحيحين من قوله عليه الصلاة والسلام ما اسفل الكعبين من الازار ففي النار اسبال الازار الكعبين متوعد عليه بالنار فهو كبيرة من كبائر الذنوب القيد الثالث ما رتب عليه وعيد باللعنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله الراشي والمرتشي والراش الرشوة على هذا كبيرة دعينا فيها فاعلها والمرتشي السمسار الواسطة بين الراشي والمرتشي الرابع ورتب عليه وعيد في الغضب قول الله جل وعلا عن معاندة اهل الكتاب فباءوا بغضب من الله وقوله جل وعلا عن الملاعنة التي كذبت في يمينها والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من ان كان من الصادقين وفي قتل المؤمن بغير وجه حق رتب عليه وعيد اللعنة والنار والغضب قال جل وعلا ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وغضب الله عليه ولعنه هذا وعيد باللعنة. واعد له عذابا عظيما هذه خمسة انواع من الوعيد واحدة منها كاف باعتبار ان هذا الذنب كبيرة من الكبائر القيد الخامس نفي الايمان كل ذنب نفي الايمان عن صاحبه بسببه لقوله صلى الله عليه وسلم والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا من يا رسول الله خاب وخسر قال الذي لا يأمن جاره بوائقه. اخرجه في الصحيح مؤذي الجار نفي عنه الايمان لانه قارف كبيرة من كبائر الذنوب ومثله قوله صلى الله عليه وسلم في نفي الايمان عن بعض الذنوب لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن في الصحيحين حديث ابي هريرة هذه كبائر القيد السادس القيد الاول ما رتب عليه حد في الدنيا الثاني ما رتب عليه وعيد باللعنة ثالث عيد بالنار بعيد بالغضب الخامس نفي الايمان عنه السادس ما تبرئ منه كل ذنب تمرئ من من فاعله فهو كبيرة الغش في الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم من غش فليس منا في رواية من غشنا فليس منا ومثله ايضا حمل السلاح على المسلمين تخويفا او ارهابا او تهويشا قال عليه الصلاة والسلام ومن حمل علينا السلاح فليس منا وقال صلى الله عليه وسلم ليس منا من خبب امرأة على زوجها لو خبب زوجا على زوجته فالتخبيب وهو السعي في الافساد بين الناس كبيرة من كبائر الذنوب القيد السابع كل ذنب صغير اصر عليه صاحبه فانه يصير باصراره عليه يسير هذا الذنب كبيرا قال عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما حبر الامة وترجمان القرآن قال لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار هنا يقول صلى الله عليه وسلم من الكبائر ان يشتم الرجل والديه في الصحيحين ان يلعن الرجل والديه وقالوا رضي الله عنهم مستغربين متعجبين كيف يشتم الرجل والديه كيف يلعن الرجل والديه لان الفطرة السليمة والاخلاق المستقيمة القويمة تأبى ذلك وتنفر منه اشد النفرة ابانا صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال يشتم الرجل ابا الرجل لعن الله اباك. الله يلعن ابوك الله يلعن امك يشتم الرجل ابا الرجل يشتم والده وامه يرد عليه اللعن والشتم ويكون هذا كالشاتم لوالديه لما تسبب بلعنهما وشتمهما لما شتم وسب ولعن ابى الرجل وام الرجل فنعوذ بالله من اسباب غضبه موجبات سخطه واسباب الخذلان ونسأله جل وعلا ان يحق علينا الرضوان فلا يسخط علينا ابدا وينزلنا فردوسه الاعلى من الجنة نسأله بوجهه الكريم لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ومشايخنا وولاتنا وجميع المسلمين. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم صلي وسلم على نبينا محمد الى هنا احبتنا الكرام نصل الى نهاية هذه الحلقة من شرح كتاب الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله تعالى شكر الله لضيفنا الكريم فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور علي بن عبد العزيز الشبل استاذ في جامعة المجمعة وشكر الله لكم حسن متابعتكم حتى ملتقى بكم في لقاء قادم بمشيئة الله تعالى. نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته