بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علمنا الا ما علمتنا فعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا رضيين يا عفو يا كريم اما بعد فهذا المجلس الخامس تعليقي على كتاب الرد على الزنادقة والجهمية فيما تأولته من متشابه القرآن امام اهل السنة والجماعة الامام احمد ابن محمد ابن حنبل رحمه الله وجزاه وعلماء المسلمين عنا وعنكم خير الجزاء واعظمه نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين يا رب العالمين قال الامام ابو عبد الله احمد بن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى في كتاب الرد على الزنادقة والجهمية في سياق الحديث على باب بيان ما انكرت الجهمية الضلال ان يكون الله على العرش فقالوا هو تحت الاراضين السابعة كما هو على العرش فهو على العرش وفي السماوات وفي الارض وفي كل مكان. ولا يخلو منه مكان ولا يكون في مكان دون مكان. وتلوا اية من القرآن قال تعالى وهو الله الله في السماوات وفي الارض هذا الموضع من المواضع التي تلبست وشبهت فيه هؤلاء الجهمية واتباعهم فيما يستدلون به من الايات المتشابهة على بعض الناس في القرآن يظنون انها يصلح لمذهبهم في انكار علو الله سبحان الله العظيم انكارهم لعلو الله يتفانون فيه اعظم التفاني يلوون فيه اعناق الادلة ويحرفونها بما يسمونه تأويلا بناء على اساسهم في التعطيل وهي اشد ما يكون عليهم ان يكون الله جل وعلا على خلقه كائنا من خلقه ومقتضى مذهبهم يرجع الى امرين اما الجهمية الجهم فان الله جل وعلا في كل مكان وهذا اساس قول الحلولية وعليه بنى ولاة والباطنية والغنوصية مذاهبهم الردية في القول اولا بالاتحاد بين الخالق والمخلوق ثم بالقول الاشنع بعد ذلك بوحدة الوجود لا فرق بين خالق ومخلوق جعل ربي عما يقولون ويقول الظالمون علوا عظيما كبيرا وهذا القول في الجهمية درجة عند متكلمة الاشاعرة والماتريدية فانهم ينفون الجهة المراد بالجهة عندهم جهة العلو يكون الله في كل مكان وهذا ما درج عليه الاشاعرة متأخرة وذلك ان القول بان الله على خلقه يقتضي عندهم المكان ان الله يحويه المكان. هكذا تصوروا وهكذا اطروا في افهامهم في عقولهم في ضيق نفوسهم اما اهل الايمان اعتقدوا ان الله عز وجل على خلقه كلهم لا يحويه المكان بل هو الذي يحوي الامكنة سبحانه وتعالى الله فوق خلقه لا يكون في شيء من خلقه وهذا ما تظافرت وتواترت عليه ادلة القرآن والسنة ففيها كما ذكر ابن القيم وغيره اكثر من ستة الاف دليل مقابلة هؤلاء الجهمية المعتزلة وهذا بالمناسبة من المواضع التي فارقت فيها المعتزلة الجهمية فارقوهم في اصول في اصل الايمان وهم على طرفين فارقوهم ايضا في اصل القدر المعتزلة قدرية والجهمية جبرية فارقوهم في هذا الاصل في علو له ان الجهمية تقول ان الله في كل مكان والمعتزلة لا تقولوا بالحلول بل تأتي في عقيدة اشبه ما تكون فيها الى المستحيل ونحل هذا الاعتقاد مع الجهمية متكلمة فلاسفة الرازي قبل عودته واوبته وكامثاله لما قالوا ان الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا مماس ولا محايد وهذا عند التأمل في حقيقة القول ونتيجته يرجع الى القول اي القول بالعدم لانه شيء مثالي ذهني لا حقيقة له عند الخارج خارج الذهن وهذا اصل عظيم لابد لدارس المعتقد والراد والمنافح عن مذهب اهل السنة اتباع السلف الصالح ان ينتبه له بان لا تختلط عليه الامور ولان لا يسوي بين المتماثلات يسوي بين المتفرقات او يفرق بين المتماثلات امام الحرمين ابو المعالي الجويني المتكلم النظار المشهور الذي هو عمدة الاشاعرة وصاحب النقلة النوعية في مذهبهم اخذ يتكلف في اثبات اثباتنا في علو الله على خلقه قال له تلميذه ابو علي الهمداني يا استاذ يا استاذ وهذا الاستاذ لفظ اطلق على المتكلم ممن له اتباع والنظار ممن له ثم درج ذلك على تسميته الى المعلم والا فاهل السنة يسمون عالمهم بالشيخ محدثا كان او فقيها فقال يا استاذ دعنا من هذه الادلة التي تكلفت في تأويلها يعني ادلة الكتاب والسنة فضيلة الاجماع والعقل فما تقول في هذه هذه الضرورة وهذا الدليل الخامس ودليل الفطرة ما تقول في هذه الضرورة التي نجدها في نفوسنا اذا دعونا الله فان الداعي يجد في نفسه اذا دعا الله اتجاه ونيته وقصده الى العلو ضرب ابو امام الحرمين على رأسه قال حيرني الهمداني حيرني الهمداني ومن متشبهات مشتبهات استدالاتهم اية الانعام وهو الله في السماء اله وفي الارض اله سيجيب عنها الامام احمد لكن من اهل السنة عليها ان الله معبود مألوه في السماء ومألوه معبود في الارض ولم يقل احد لا من العقلاء من اتباع الانبياء او من مخالفيهم ان هناك الهان اله في السماء يعبد يغايره اله في الاخر يعبد حتى الثانوية المجوسية لم يقولوا بان هناك اله في السماء واله في الارض وانما المجوسية الثانوية قالوا ان للكون خالقين النور تخلق الخير والظلمة تخلق الشر ولم يجعلوا الالهين متساويين متماثلين من كل وجه ابدا ومقتضى قولهم ان الله اله في السماء ثمة اله اخر في الارض ليستدلوا به على ان الله ليس في العلو وهذا تحريف لكلام الله عن مواضعه واستدلالهم به في غير محله فان معنى الله اي المألوه المعبود المحبوب حب تعظيم وعبادة. الله معبود في السماء يعبده اهل السماء وعمدتهم الملائكة وهو معبود في الارض نعبده في الارض الكائنات ومنهم صالحوا المكلفين انسا وجن نعم فقلنا قد عرف المسلمون اماكن كثيرة وليس فيها من عظم الرب شيء. فقالوا اي مكان فقلنا احشاؤكم واجوافكم واجواف الخنازير والحشوش والاماكن القذرة ليس فيها من عظم الرب شيء وقد اخبرنا سبحانه وتعالى انه في السماء فقال سبحانه لحظة. من اول ما رد عليهم ان من الامكنة التي يدعونها الحشوش وهي الحمامات اماكن القاذورات والنجاسات واجواف النجاسات اتباع ما حرم اكلها نجاسة اذا قلتم ان الله في كل مكان اقتضى ان يكون في هذه المحال التي يتنزه عنها من دون الله فكيف بالله جل وعلا وهذا الرد فيه مؤاخذة القوم بلازم قولهم ومؤدى مذهبهم وهذه من وجوه ردود اهل السنة على المخالفين مؤاخذتهم بهذا اللازم لازم المذهب طيب تفرع منها مسألة هل لازم القول يعتبر قولا باطلاق خطأ واثباته باطلاق خطأ اخر انما يقال لازموا القول ولازم المذهب نوعان لازم لا يتأتى منه الا قول واحد ويعتبر لازم هذا القول قولا له مثلا من صرف حق الله لغيره لازمه انه اشرك وين نفى عن نفسه لانه لا يتأتى الا هذا وان كان يترتب على اللازم اكثر من لازم وينظر ما هو الصريح وما هو الخفي ما هو القريب وما هو البعيد؟ اما بدليله او بقرائنه وتعليله يحكم عليه بالتالي لمؤاخذة هذا اللازم وان كان في باب الاعذار عند العلماء ان لازم القول لا يعتبر قولا لمن قال به احتمال ورود الجهل عليه او التأويل عنده او عدم استحضاره لقبح وشناعة هذا اللازم ولهذا قالوا كما في الاعذار ان لازم الكفر ليس بكفر نعم وقد اخبرنا سبحانه وتعالى انه في السماء فقال سبحانه اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ام امن من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا وقال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال تعالى اني متوفيك ورافعك الي. وقال تعالى من رفعه الله اليه. وقال تعالى وله من في السماوات السماوات والارض ومن عنده كل هذه الادلة بانواعها تدل على انواع جل وعلا وذكر انه في السماء يراد في السماء امران قوله اامنتم من في السماء اي في العلو يراد بالسماء العلو وان اريد بالسماء المبنية وهي السبع الطباق فتكون في هنا ليست على بابها هل تكون بمعنى على امنتم من في السماء عليها واذا اريد بالسماء العلو فان فيه هي الظرفية. فالله في العلو الرفع اليه سبحانه في الادلة اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. لو كان الله في كل مكان ما احتاج ان يرتفع اليه شيء رفع اليه امران المعاني والاعراف والاعمال ورفع الاعيان اني متوفيك ورافعك الي الكلام في عيسى عليه الصلاة والسلام وقد رفعه الله الى العلو حتى لقي النبي صلى الله عليه وسلم عيسى ويحيى ابناء الخالة عليهم السلام وين ؟ في السماء ثانية قد رفع الله عيسى بجسده فلم يطله ما تزعمه النصارى من الصلب ويزعمه اليهود ايضا اختلفوا في عقيدة الصلب فالنصارى قالت ان الله صلب ابنه فداء العالم واليهود قالوا هذا القول الشنيع بانه ابن بغي وانه صلب بنقصه كفرهم بعيسى ابن مريم عليهم من الله ما يستحقون اذا المرفوع الى الله اعيان ومعاني وممن رفع الله اليه نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام في ليلة المعراج في ليلة المعراج وجاوز النبي صلى الله عليه وسلم فيما ارتفع به منازل المقربين من الله منهم عيسى تجاوزه الى السماء الثالثة فالرابعة فالخامسة فالسادسة فالسابعة حتى جبريل الملائكة تجاوز النبي صلى الله عليه وسلم منزلته ومقامه فانه لما فرج به بلغ الى مستوى في العروج والصعود ان سمع فيه صريف الاقلام فغشي النبي ما غشيه من الظلم من الحجب فنظر واذا جبريل عليه السلام واقف وقال الا تصحبني؟ قال هذا حدي وتقدم انت وهذا يدل على انه عليه الصلاة والسلام قرب الى الله اعظم مما قرب عيسى وغيره عليهم الصلاة والسلام ولهذا اجتمع لنبينا من الخصائص والفضائل ما تفرقت بين الانبياء قبله عليهم نعم وقال تعالى يخافون ربهم من فوقهم. وقال تعالى ذي المعارج. تعرج الملائكة والروح اليه. وقال تعالى وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير. وقال تعالى وهو العلي العظيم. فهذا خبر الله اخبرنا انه في في السماء ووجدنا كل شيء وجدنا كل شيء اسفل مذموما. قال جل ثناؤه ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. هذا وجه ثالث من وجوه الرد لما ذكر جملة من الادلة ابن القيم رحمه الله في كتابه الجليل المصنف في هذه المسألة بالذات وهي العلو ما اسم كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية ذكر ان في ادلة الوحيين اكثر من ستة الاف دليل على علو الله ثم لخص هذه الادلة تفننا في عرضها وجعلها في واحد وعشرين نوعا واحد وعشرين نوع كما ذكر ذلك في ابياته في النونية ثمة فائدة ان الكافية الشافية النونية اشتملت على ما اشتملت عليه مظامين اربعة كتب لابن القيم ما هي يا ترى؟ مع الجوش هذا خلصنا الملح. عطونا ثلاثة غيرها اكتمل على مضامين كتاب الصواعق المرسلة في غزو الجهمية وعلى غزو الجهمية والمعطلة وعلى اجتماع الجيوش الاسلامية الباب الثالث شرح الاسماء الحسنى وهو كتاب ابن القيم لا اعرف انه او عثر عليه مبلغ علمي خلاصته في نحو مئة وستين بيتا في النونية اللي جردها الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي في شرحه توحيد الانبياء والمرسلين من الكافية الشافية الكتاب الرابع اطول عليه ذا جاء في اخر النونية في ابيات محاربة الالف بيتا نعم هادي الارواح الى بلاد الافراح هذا الكتاب الذي رتبه ابن القيم على نحو سبعين بابا لخص مضامنه في النونية في اخرها لله در العالم الرباني الله المستعان ولهذا انا ارى ان في هذا الزمان العالم الذي يقال له عالم الذي يفهم ويستوعب ما قرره الشيخان ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمة الله لا ان يأتي بامر مزيد على ما وهذا فضل الله عز وجل يؤتيه من يشاء وهو سبحانه ذو الفضل العظيم الوجه الثالث من وجوه الرد ان الله ذم السفل وجاء في سياق الادلة في معرض الذم والتهديد ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار لان اللي في الدرك الاعلى اعلى دركات جهنم عصاة الموحدين هم خير حال من كمنافقين شر حال منهم فكانوا في الدرك الاسفل نعم وقال تعالى وقال الذين كفروا ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت اقدامنا ليكونا من الاسفل تحت اقدامنا السفن ليكون من الاسفلين حالا ومكانا وقدرا هذا معرض الذم للسفلي نعم وقلنا لهم اليس تعلمون ان ابليس مكانه السفل والشياطين كذلك مكانهم فلم يكن الله ليجتمعوا هو وابليس في مكان واحد. نعم الشياطين وهم المردة من الجن مكانهم في السفل في الارض السفلى وابليس كان معهم فلما صلح في اول امره رفعه الله فجعله مع الملائكة حتى فسق عن امر ربه ولعنه وطرده وابعده ارجعه الى السفن لكن امهله ربي الى يوم القيامة الى يوم الدين الى يوم البعث فيدخله النار سنة الله جل وعلا وامره تحقيق الابتلاء لهذا استنظر ابليس ربه قال ربي بما اغويتني لاقعدن لهم صراطك قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصون الله يجعلنا من عباد الله واولياءه المخلصين نعم وانما معنى قول الله جل ثناؤه وهو الله في السماوات وفي الارض. هذا الجواب على تشبيهه وتلبيسهم ما معنى وهو الله في السماء وهو الله في السماء اله في الارض اله نعم يقول هو اله من في السماوات واله من في الارض وهو على العرش وقد احاط علمه بما دون العرش لا يخلو من علم الله مكان ولا في علم الله ولا يكون علم الله في مكان دون مكان. اه اذا الله بذاته على خلقه على عرشه ما الذي في كل مكان هو علمه علمه الذي لا يخفى عليه مكان دون مكان. فعنده السر والعلانية سواء والخفاء والجهر سوا لا يمكن ان يخلو مكان من علم الله واحاطته به واحاط بكل شيء علما نعم وذلك قوله تعالى لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما قال ومن الاعتبار في ذلك لو ان رجلا كان في يديه قدح من قوارير صاف وفيه شراب صاف كان بصر ابن ادم قد احاط بالقدح من غير ان يكون ابن ادم في القدح. يعني ها هذا قدح اللي قدامنا شفاف وفيه الماء الصافي احق به نظرا هذا معنى كلام الامام احمد وليس هذا تشبيه لاحاطة الله بذلك لكن هذا من باب التقريب رد النظير الى غريبة ليحصل اصل التصور كمال الفهم واذا كان هذا في مخلوق فكيف في شأن الخالق الذي هو اجل واعلم واعلى واولى لله سبحانه المثل الاعلى. نعم الله سبحانه وله المثل الاعلى قد احاط بجميع خلقه من غير ان يكون في شيء من خلقه وخصلة اخرى لو ان رجل عيب. مما يقرب هذا ايضا حديث الاوعال المشهور ان الله جل وعلا جاء في الحديث ان كان الحديث فيه كلام لاهل العلم لكن اصله ثابت اصله ثابت كما عند المحققين والمعتدلين من اهل العلم ان الله خلق السماوات السبع والاراضين السبع لقوله عليه الصلاة والسلام ان مثل السماوات السبع ايها الارظ الى الكرسي كرسي الرحمن موضع قدميه كالمرقاة للعرش دراهم سبعة القيت في ترس الترس اما انه ما يتترس به المحارب مثل الصاجة المدورة او البيظاوية الكبيرة بها المحارب من ضربات السيوف معاناة الرماح ورشقات السهام ما مقدار هذه الدراهم السبعة فيها؟ او الترس كما هو مشتهر عند العرب هي الحفرة من الارض التي تستوعب الخبرة تسعة او عشرة من الناس مقدار ونسبة الدراهم السبعة الى هذه الحفرة لا شيء هذا بالنسبة لعرش الرحمة قال ومثل الكرسي اي ما اشتمل عليه من السماوات والاراضين الى عرش الرحمن كحلقة من حديد القيت في فلاة من اذا ما في نسبة وتناسب الفهم والعقل يقصر عن ادراك ذلك اي ما قصور ثم قال عليه الصلاة والسلام والله فوق العرش لا تخفى عليه منكم واذا كانت المخلوقات الى العرش لا نسبة لها فما الشأن لله جل وعلا اعظم شأن وفيه ان العرش احاط بالمخلوقات ولهذا خصه الله جل وعلا بالعلو الاستواء عليه نعم قال وخصلة اخرى لو ان رجلا بنى دارا بجميع مرافقها ثم اغلق بابها وخرج منها. كان ابن ادم لا يخفى عليه كم بيت في داره وكم سعة كل بيت من غير ان يكون صاحب الدار في جوف الدار الله سبحانه وله المثل الاعلى قد احاط بجميع خلقه وعلم كيف هو وما هو من غير ان يكون في شيء مما خلق هذان المثلان ساقهما الامام احمد للتقريب لا للمطابقة من كل وجه لو دخلت بيتا تنظر فيه دخلت من باب وخرجت من باب اخر احط بما في هذا البيت من الغرف المنازل والمحلات اذا كان هذا في مخلوق كيف في شأن الخالق جل وعلا في سائر مخلوقاته سبحانه لا اله الا هو نعم قال باب بيان ما تأولت الجهمية من قول الله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم هذه مسألة المعية والمعية من صفات الله عز وجل الذاتية في مقابل صفاته الفعلية ولا يفهمن فاهم اذا قال العلماء ان المعية من صفات الله الذاتية ان الله مع خلقه بذاته هذا قصور في الفهم وضعف في الادراك ان العلماء يقسمون الصفات باعتبارين باعتبار تعلقها الصفات الذاتية ما تعلقت بذاته في حياته سبحانه وجهه وعلمه ومنها معيته متعلقة بذاته المعية العامة لانها متعلقة بعلم الله ومن الصفات ما هو متعلق بفعله جل وعلا وهي المسماة بالصفات الفعلية او الصفات الاختيارية وهي التي يسميها عامة الاشاعرة بالصفات العقلية وهي التي ترتبط بمشيئة الله تكون فيها المعية ماذا؟ المعية الخاصة لاولياء الله انبيائه ورسله كاصفيائه من المؤمنين المحسنين والمتقين وان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون فان الله معهم معية خاصة وهذي مرتبطة بما بمشيئته وفعله ليست دائما لكل احد معية الله العامة هي المعية بعلمه. لا بذاته ان ذاته لا تخالط الذوات لا تماسها ولا ولا تحل بها بل هو في ذاته على خلقه كلهم عائن عليهم المعية العامة هي من الصفات المتعلقة بذاته هي معيته بعلمه احاط بكل شيء علما اما المعية الخاصة فهي مرتبطة بمشيئته واختياره وهي خاصة منه لمن شاء من اوليائه وكمل لعباده انني معكما اسمع وارى لا تحزن ان الله معنا ان الله مع الذين اتقوا الذين هم محسنون وامثالها هذي المعية الخاصة وهي تقتضي النصر والتأييد والحفظ والعناية في قدر زائد عن مجرد العلم منه سبحانه بخلقه فهذه المعية استدلوا هؤلاء الجهمية والمعتزلة بها على وماسة الله وحلوله لخلقه قوله سبحانه وتعالى وهو معهم اللفظ المتبادر عندهم وعند امثالهم ان معهم معية بذاته هذا ما تنفيه الادلة الاخرى فلينفيه تقديس الله لمن عظمه وقدسه انه معهم بعلمك ان الايات في اولها في الاية في اولها واخرها بدأت بالعلم وختمت به فدلت عليه نعم قالوا ان الله عز وجل معنا وفينا وقلنا لم قطعتم الخبر من اوله ان الله عز وجل يقول الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض. ان الله يعلم اذا بدأها بالعلم يعلم ماذا؟ نعم يعلم ما في السماوات وما في الارض نعم ثم قال تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. نعم. ما يتناجى ثلاثة الا والله رابعهم اي بعلمه يعرف مناجاتهم وما يسرون به وما يدبرونه نعم يعني ان الله يعلم يعني ان الله بعلمه رابعهم قال تعالى ولا خمسة الا هو يعني الله بعلمه هو سادسهم ما تم الاية عندك؟ هذا اي نعم يعني الله بعلمه. وقال تعالى طيب هذه معية الله بعلمه لجميع خلقه لا تكون بذاته ولم اجد احدا من السلف الصالح ولا من اتباعهم بخير قال هذا القول ان الله مع خلقه بذاته وها هنا تنبيه ما يشوش ويشاع شيخنا الشيخ محمد ابن عثيمين انه قال هذا القول او ان لازم قوله ان الله مع بذاته قول غلط وهو فحش وافتراء على شيخنا وعلى مذهب السلف لكن قصر فهم بعض الناس لاغراض الحسد واما لغبطة البدعة ان اهل البدعة يبحثون عن يتعلقون به يشوش على اهل السنة طبيعتهم سبقت اولا مع علماء الاسلام موقف هؤلاء المعطلة من الامام احمد وائمة السنة في القرن الثالث ثم موقفهم من ابن جرير في القرن الرابع الى موقفهم الفظيع من شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم واصحابهم الى موقفهم من الشيخ المجدد محمد ابن عبد الوهاب وعلماء الدعوة القرن الثالث عشر وما بعده حتى ما يبرز عالم من السنة الا يتقصدونه بتتبع العثرات التي يظنونها مثالب وهي راجعة الى جهلهم وقصور علمهم لم يقل لا شيخنا ولا غيره ان الله مع الخلق بذاته ولا يلزم هذا القول من قوله وانما بناها على تقسيم الصفات الى صفة ذاتية وصفات فعلية لا انه ان الله مع الخلق بذاته نفاه شيخنا وينفيه قوله الصريح ومذهبه الصريح ومذهب السلف الصالح الواضح البين الصريح نعم قال تعالى ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم. يعني بعلمه فيهم وقال تعالى قبلكم يوم عرض علي احد طلاب العلم قول لاحد المشايخ يعرض فيه بشيخنا الشيخ ابن عثيمين في هذه المسألة انه انتقد عليه قوله في المعية ولم يفصل ما معنى انتقد عليه او لمن تقد عليه فاورد هذا على جهة الذم في العموم هذا لا يليق لا بطالب العلم المنصف ولا الناس الى شيخ الى الشيخ ابن عثيمين او غيره من علماء ما لا يليق به لو لم يأتي بذكره ابتداء سلم اما وقد ذكر ذلك تعين عليه ان يبين حقيقة مذهب الشيخ الا اذا كان يجهله او يأخذ المذهب ممن من خصومه سواء خصومه في الداخل او في الخارج شيخنا لما حصل التشويش في هذه النبذة اشار عليه شيخنا الشيخ ابن باز شيخنا وشيخه رحمه الله ان يجلي مذهبه فالف رحمه الله بعد هذه المحنة رسالته الجليلة القواعد المثلى في اسماء الله وصفاته الحسنى وهكذا المحن كم يكون في ثناياها وفي مضامينها واثارها من المنن رحمة من الله بعباده وحذف شيخنا ما سبب الاشكال واللبس في قوله ان معية الله حقيقية ذاتية حقيقية يعني في في مقابل ان تكون مجازية وذاتية متعلقة بصفات ذاته لا كما يفهمه من يفهمه ان يعتقد ان الله مع الخلق بذاته تعالى الله عن ذلك تنزه عن ان يقول ذلك عن الشيخ ابن عثيمين نعم وقال تعالى اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم يفتح الخبر بعلمه ويختم الخبر بعلمه ويقال للجهمي اذا قال ان الله اذا كان معنا بعظمة نفسه فقل له هل يغفر الله لكم فيما بينه وبين خلقه فان قال نعم فقد زعم ان الله بائن من خلقه وان خلقه من دون ان خلقه دونه فان قال فان قال نعم فقد زعم ان الله بائن من خلقه. فان قال قبله ويقال للجهمي اذا قال ان الله اذا كان معنا بعظمة نفسه نعم ان الله اذا كان معنا بعظمة نفسه فقل له هل يغفر الله لكم فيما بينه وبين خلقه فان قال نعم وقد زعم ان الله بائن من خلقه. نعم. الجهمي الان اذا قال ان الله معنا بعظمته اي بذاته معنا هذا قوله هل يقال له هل الله يغفر لكم فيما بينه وبين خلقه قال نعم جعل اذا الله ايش؟ متميزا عن خلقه حقيقة مذهبه لم تثبت عنده المخالطة والممازجة المزعومة وان قال لا لا يغفر كفر الى الله جل وعلا انه لا يغفر ما بينه وبين عبده وبين خلقه نعم وان قال لا كفر واذا اردت ان تعلم ان الجهمي كاذب على الله حين زعم ان الله في كل مكان. اه من زعم ان الله في كل مكان هم الجهمية طيب المعتزلة المعتزلة نعم نفوا علو الله لكن لم يزعموا ان الله في كل مكان ان زعموا متقدموا المعتزلة كبشر المريسي واضرابه زعموا ان الله في السفن في كل مكان ولهذا سمع عنه انه يقول سبحان ربي الاسفل ولما جاء المعتزلي الجهمي الى ابي عمرو بن العلاء المقرئ المشهور واراد ان يحرف كلام الله خصمه بالقرآن وما هو بالقرآن ولهذا عندهم ان الله عز وجل ليس في العلو وانما في كل مكان لازم مذهبهم فلما كان هذا اللازم لابد لهم منه ضرورة عقلية ذهبوا الى القول ان الله عز وجل لا داخل العالم ولا خارجه ولا مماس ولا محايف ولا مختلط ولا منفصل وهذا عند التأمل في حقيقته ذهني فقط لا يكون خارج الذهن هذا ذهني افتراضي وهذا فرار من تشبيه الله بالموجودات الى تشبيهه بماذا؟ بالمعدومات ولهذا هم يقومون في التشبيه قلنا المعطلة عندهم من التشبيه بقدره ولهذا قالوا فيهم انهم معطلة في الاسماء والصفات مشبهة في الافعال واصل الافعال قضاء الله وقدره نعم قال واذا اردت ان تعلم ان الجهمي كاذب على الله حين زعم ان الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل اليس الله كان ولا شيء؟ فيقول نعم وقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه او خارجا من نفسه فانه يصير الى ثلاثة اقوال لابد له من واحد منها ان زعم ان الله خلق الخلق في نفسه. فقد كفر حين زعم ان الجن والانس والشياطين في نفسه. وهذا معنى قول المتكلمين ان يكون الله ومحلا الحوادث اي المخلوقات ان كان خلقها في نفسه فيكون مقتضى ذلك على هذا الافتراض ان يكون ذات الله محلا للشياطين. والقاذورات والنجاسات وامثالها تعالى ربي عن ذلك وهذا كفر الحالة الثانية وان قال وان قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا ايضا كفرا حين زعم انه دخل في مكان وحو وحوش قذر رديء وهذا ما يسمى بالاتحاد كان منفصلين ثم اتحدا فهل يليق ان يدخل الله في الحشوش النجاسات في بطون السباع واجوافي النجاسات تعال ربي عن ذلك وهذا كفر ايضا البداهة العقلية الثالث وان قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله كله اجمع وهو قول اهل السنة. نعم اذا قال خلق الله الخلق خارج ذلك ولم يدخل بذاته فيهم بل هو منفصل عنهم هذا هو الحق الذي دل عليه وحي ربنا بما انزله على انبيائه دل عليه سنة نبينا واجمع عليه سلف الامة واشرف ما يكون في جهة العلو لان الجهات ست امام خلف يمين ويسار وفوق وسفل. اشرفها ماذا العلو. نعم قال احمد رحمه الله اذا اردت ان تعلم ان الجهمي لا يقر بعلم الله فقل له ان الله تعالى يقول ولا يحيطون بشيء من علمه وقال تعالى لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه وقال تعالى فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا ان ما انزل بعلم الله وقال تعالى وما تخرج من ثمرات من اكمامها وما تحمل من انثى ولا تضع ولا تضع الا بعلمه. ونظائرها في القرآن الادلة الدالة على علم الله الذي احاط بكل شيء وبه صنع كل شيء وبه قدر المقادير وبه خلق المخلوقات هنا اجد هذا هذا الجهم وامثاله هل تقر بعلم الله او لا تقر بعلمه فان قر بعلم الله خصم وحج وان لم يقر به كفر وسبق في مناظرة عبد العزيز ابن يحيى الكناني المكي الشافعي بشر ابن غياث المريسي في حضرة المأمون لما قال يا امير المؤمنين اجعله يحاجني في العقل لما قطع حجة المريسي بالنقل والادلة قال سبحان الله لان الحكم بينهما كان المأمون يحاجك في الوحي في كلام الله وحديث رسوله يطلب غيره لثبات وصلابة الكنان على الحق قال دعه يا امير المؤمنين نناقشه في العقل اجادله في العقل وانت حكم بيننا في هذا ايضا مما يسألني واما اسأله تبختر وتعالى المريسي قال بل اسأل انت فقال له الكناني هل الله يعلم او لا يعلم. ما في الا حدا جواب. يا يعلم يا ما يعلم لماذا اجاب المريش؟ قال ان الله لا يجهل عن الجواد يؤاخذ بلازم قوله قال يا ا فقال الكناني يا امير المؤمنين حاد بشر؟ قال نعم حاد بشر اما يعلم او لا يعلم ولهذا لا يقر الجهمية بعلم الله لا يقرون به انكار العلم انكار للربوبية فيها قول الامام الشافعي المطلبي رحمه الله ناظروا القدرية بالعلم يحاجوهم بعلم الله يعلم ولا ما يعلم؟ فان اقروا به ان الله يعلم القدر كما خصم في الصفات وان جحدوه كفروا الكلام معهم في الربوبية الان ما هي في شيء من الصفات نعم فيقال له تقر بعلم الله هذا الذي اوقفت اوقفتك عليه بالاعلام والدلالات ام لا؟ بالاعلام اي بادلة الوحي والدلالات ما دلت عليه الادلة نعم فله جوابين الاول ان يقول ليس لله علم هذا كفر وصف الله لعدم العلم وهو الجهل الوصف ان يقول لله علم محدث. لانه لا يعتقد لله علم فان قال لله علم محدث جعل الله محلا للحوادث هذا كفر اخر نعم فان قال ليس له علم فقد كفر. وان قال لله علم محدث كفر ايضا حين زعم ان الله قد كان في وقت من الاوقات لا يعلم. حتى احدث له علما فعلم ما احدث له علما او احدث له علما احدث يعني ان الله احدث هذا انكار لعلم الله بان يكون علم الله محدثا اي مخلوق واذا كان احدث يعني احدث له غيره علما صار هذا المحدث اولى منه بالربوبية جعل ربي عن قوله فقولهم دركة مثل دركة اما كفر محض او كفر ظاهر اي نعم فان قال لله علم وليس بمخلوق ولا لو رجع الى ان يقول لله علم وهذا العلم ليس بمخلوق ولا محدث رجع الى قول من اهل الايمان واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ورجع الى قول اهل السنة ولا محيص له عن ذلك فلسفة يا دلا راوغ لابد له من هذا. نعم رجع عن قوله كله وقال بقول اهل السنة باب بيان ما ذكر الله تعالى في القرآن وهو معكم. ما معنى معية الله التي جاءت في القرآن وادلة المعية كثيرة القرآن وفي السنة ترجع معية الله الى اصلين شريفين. الاول المعية العامة وهي معية الله لجميع خلقه جنسهم وجنهم حيوانهم وجمادهم علويه وسفليهم ان الله معهم بعلمه واحاطته لا يخفى عليه منهم خافية وهي المعية العامة وهذي المعية العامة صفة مرتبطة بذات الله وتعالى القسم الثاني او النوع الثاني معية خاصة وهي ما جاءت في الادلة كلام الله وكلام رسوله مخصوصة في بعض خلقه لقوله لموسى وهارون عليهما السلام انني معكما اسمع وارى قوله جل وعلا لمحمد ومعه ابي بكر في الغار اللهم صلي وسلم عليه لا تحزن ان الله معنا قوله في اخر سورة النحل في حق المؤمنين المتقين المحسنين ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون والله مع المحسنين والله مع المتقين فهذه المعية بهذا المعنى الخاص لاولياء الله مخلص عباده تقتضي وتفيد معنى زائدا عن معنى المعية العامة ما المعنى الزائد حفظ الله لهم وتأييده اياهم واحاطته بهم فلا ينالهم ما يكرهونه وهو معهم سبحانه وتعالى وهذا الذي استقر عليه قول الانبياء عليهم الصلاة والسلام جميعا واتباعهم بحق وهو ما نطقت به الادلة لا مناص من ذلك ولا وجه له غير ذلك. نعم قال وهذا على وجوه قول الله تعالى لموسى انني معك ما اسمع وارى لموسى. منه موسى. عليه السلام. احسنت. احسن الله اليك. اي نعم قول الله عيده يا اخواني ذكر الانبياء الصلاة والسلام الصحابة فان من بعض حقهم الصلاة والسلام على الانبياء والترضي على وهذا المهم والاوائل في نسخه منك ما يذكرونه يضيق الورق وقلة ظيق الكاغد لكن القارئ يذكرها اي نعم قول الله تعالى لموسى عليه السلام انني معك ما اسمع وارى. يقول في الدفع عنكما وقال تعالى المدافعة لا يمكن ان يبلغ وينفذ من تهديد فرعون اليكما بشيء. انا معكما اسمع وارى يعني الله يحفظهما وليس فيه نفي لسمع الله بصره ولا لي معيته الخاصة هذا مقتضاها وما تدل عليه مع اثبات اصل المعية نعم وقال تعالى ثاني اثنين اذ هما في الغريب يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا. لا اله الا الله تلك الحالة العصيبة لو نظر واحد منهم الى موضع رجليه لرأى النبي ورأى ابا بكر وابو بكر ما هو بخايف على نفسه وانما مشفق خائف على رسول الله صلى الله عليه ولهذا قال يا رسول الله لو اطلع احدهم الى موضع رجليه لرآنا نبينا مطمئن ما ظنك باثنين الله ثالثهما لا تحزن ان الله معنا لا تحزن يعني لا تخاف ولا تخشى نعم يقول في الدفع عنا وقال تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين. نعم. الله مع الصابرين معية خاصة يحفظهم ويؤيدهم ويدفع عنهم ثم يأتيك من يأتي بعد يقول الامام احمد متأول في الرد على الجهمية وقال في المعية انه ماذا يدفع عنهم. الله يقول وهو معهم معناه يدفع عنهم ما تأول لكنه فسرها بمعنى تفهمه ومعنى تدركه وهو معنى المعية هل من معاني المعية في الخاصة بالاقتضاء. نعم يقول في النصر لهم على عدوهم وقوله تعالى فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون والله معكم النصر لكم على عدوكم. اذا جاءت نصوص المعية وادلتها في حق من صفوة عباد الله المخلصين بمقدمهم انبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام ثم من بعده فكل من كان بهم اليق كل من كان بهذا الوصف احق نعم قال تعالى ولا يستخفون من الله وهو معهم يقول بعلمه فيهم وقوله تعالى فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون. قال كلا ان معي ربي سيهدين ان معي ما قال ان معنا لان من اصحاب موسى من هو مؤمن فيستحق المعية الخاصة ومنهم من ليس كذلك فلا يستحقها ان معي ربي سيهدين يحفظني ولا يجعل عدوي وعدوكم ينفذ الي ويصل الي هذا مقتضى هذه المعية الخاصة بالحفظ والنصر والتأييد نعم يقول في العون على فرعون فلما ظهرت الحجة على الجهمي بما ادعى على الله انه مع خلقه قال هو في كل شيء غير مماس لشيء ولا مباين منه فقلنا اذا كان غير مبين منه اليس هو ممسا؟ اذا اذا قلت ان الله في كل شيء مباين منه غير الماس يقول هو في كل شيء غير مماس ولا مباين هذا تناقظ اذا كان غير مبين اذا هو مماس فاذا كان مباين يعني غير ممارس منفصل رجعت الى قولي اهل السنة وقول عامة العقلاء المؤمنين بربوبية الله. ان الله لا يختلط بخلقه لانه ليس بحاجة اليه وما اختصاص العرش بكون الله بكون ربنا استوى عليه تشريف للعرش ولانه اعظم المخلوقات لا من حاجة الله للعرش ان الله كان في العلو قبل عرشه العرش محتاج الى الله والله مقتنع مستغني عن العرش وعن سائر خلقه. سبحانه لا اله الا هو نعم وقلنا اذا كان غير مبين منه اليس هو مماسا؟ قال لا قلنا فكيف يكون في كل شيء غير مماس لشيء ولا مباين فلم يحسن الجواب. لا يحسن لان معنى ذلك نقضه بالبداهة عقلية نعم وقال بلا كيف فخدع الجهال بهذه الكلمة فخدع الجهال بهذه الكلمة وموه عليهم وقلنا اليس اذا كان يوم القيامة؟ اليس انما هو الجنة والنار والعرش والهواء؟ قال بلى وقلنا فاين يكون ربنا تبارك وتعالى قال يكون في كل شيء كما كما كان حين كان في الدنيا في كل شيء. اعوذ بالله كان في الدنيا في كل شيء وكان في الاخرة في كل شيء الحلول في الدنيا وفي الاخرة تعالى ربي عن ذلك اذا صار المناقش ها هنا والمجادل هو وهمي لان الاشعري لان المعتزلي يخالف هذا وهذا القول بالحلول هو الذي مهد تأسس عليه قولهم بالاتحاد الاتحاد شيئان منفصلان فاتحدا من بنى عليه ما هو اقبح من الاتحاد وهو بوحدة الوجود ما ثم الا خالق ليس فرق بين خالق ومخلوق والذي حمل الحلاج ان يقول ما في الجبة الا الله يعني نفسه ان الله حل فيه وان وانه هو وربه شيء واحد تعالى ربي عن ذلك طيب بماذا كفر اليهود والنصارى عندهم؟ والمشركون لماذا كفروا؟ كفروا بالتخصيص لما قالوا ان الاله هو عيسى قالت اليهود الاله عزير وقال المشركون اله اللات والعزى ومناة والشمس والقمر لما خصصوا كفروا وكان من مقتضى قول هؤلاء وهو ما صرحت به اساطينهم يا ابني سبعين ابن الفارغ كذلك يحكى عن ابن الابن عربي عربي الجياني الطائي غير ابن العربي ابو بكر ابن العربي المعافري فقيه المالكي عن هؤلاء الثلاثة ابن الفارظ ابن سبعين ابن عربي ان القرآن كتاب شرك لكتاب توحيد قال الله عن ذلك شوفوا الفلسفة والانحراف اين يرضي باصحابه في مهاوي الردى هذه والله على كل شيء قدير ليحصل الابتلاء فان الابتلاء في العقيدة اعظم انواع البلاء بعضهم من البلاء بالشهوات بالخلل في الاعمال والاقوال العقيدة صلاحها صلاح فيما بعدها وفسادها فساد لغيرها نسأل الله عفوه وعافيته وان يعصمنا واياكم بعصمته نعم وقلنا فان في مذهبكم ان ما كان من الله على العرش فهو على العرش. وما كان من الله في الجنة فهو في الجنة. وما كان من الله في النار فهو في النار وما كان من الله في الهواء فهو في الهواء عند ذلك تبين كذبهم على الله جل ثناؤه قال زعمت الجهمية ان الله في القرآن انما هو اسم مخلوق وقلنا قبل ان يخلق هذا الاسم ما كان اسمه قالوا لم يكن له اسم وقلنا وكذلك قبل ان يخلق العلم اكان جاهلا ام لا يعلم حتى خلق لنفسه علما وكان لا نور له حتى خلق لنفسه نورا ولا قدرة له حتى خلق لنفسه قدرة فعلم الخبيث ان الله قد فضحه. نعم يلزم من ذلك ان الله كان قبل ذلك قبل المخلوقات اين يكون فيقع في التناقض والاضطراب اذا كان الله ولا شيء معه والله عز وجل الان لا شيء معه بل هو منفرد في علوه في خلقه جماله سبحانه وتعالى نعم قال فعلم الخبيث ان الله قد فضحه وابدى عورته للناس حين زعم ان الله جل ثناؤه في القرآن انما هو اسم مخلوق قال وقلنا للجهمي لو ان رجلا حلف بالله الذي لا اله الا هو كاذبا كان لا يحنث لانه حلف بشيء شف كيف ينزل المسائل الفقهية على معتقدهم الخبيث لو ان احدا رجل او امرأة حلف بالله ايش كاذبا. كاذبا يحنف عندهم ولا ما يحنف؟ ما يحلف لان الله في كل مكان بزعمه ما وقع في في اخلاف يمينه نعم لانه حلف بشيء مخلوق ولم يحلف بالخالق ففضحه الله في هذه وقلنا له اليس النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم والخلفاء من بعدهم والحكام انما كانوا يحلفون الناس بالذي لا اله الا هو وكانوا في مذهبهم مخطئين انما كان ينبغي للنبي صلى الله عليه وسلم ولمن بعده في مذهبكم ان يحلفوا الناس بالذي خلق اسم الله واذا ارادوا ان يقولوا لا اله الا الله ان يقولون لا اله الا الذي خلق اسم الله والا لم يصح توحيدهم اذا هذا اعتراض على اليمين وما تقتضيه ان الحلف بالله عندهم حلف باطل. اما الحلف على اسم الله الذي هو شيء مخلوق هو الصحيح خالفوا بهذا الاجماع المنعقد الذي يأثم مخالفه ولا يصح الا هو نعم ففضحه الله عز وجل بما ادعى على الله الكذب ولكن نقول ان الله هو الله وليس الله باسم. انما الاسماء كل شيء سوى الله. لان الله يقول ولله الاسماء الحسنى ولا ان يكون اسم لاسم. ففي هذا بيان كفر الجهمية لانهم لم يؤمنوا باسماء الله. وجعلوا اسماء الله مخلوقة واسماء الله في القرآن والسنة اعلام ثابتة توقيفية على ذاته الشريفة على صفاته المنيفة سبحانه لا اله الا هو نعم وقال رحمه الله وقلنا لهم وزعموا ان الله لم يتكلم فبأي شيء خلق الله عز وجل الخلق رجوع الى المسألة الاولى وهي اساس الخلاف بين اهل السنة وبين الجهمي والمعتزلة وهي مسألة كلام الله. هل الله يتكلم كلاما هو صفة له لو ان كلامه من جنسي مخلوقاته الاخرى رجع الامام احمد معهم في النقاش مرة ثانية ان الله تكلم بكلامه هو صفة له بكلامه خلق الخلق او ان كلامه نفسه مخلوق فكيف يكون مخلوق بمخلوق نعم قلنا للجهمي وقلنا لهم نعم وقلنا لهم وزعموا ان الله لم يتكلم فبأي شيء خلق الله الخلق موجود عن الله انه خلق الخلق بقوله وبكلامه حين قال انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون قالوا انما معنى قوله تعالى انما قولنا لشيء اذا اردناه يكون قلنا لهم فلما اخفيتم ان نقول له طيب هنا من تلبيساتهم في قول الله جل وعلا انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون ان الله كون الاشياء ونفوا ان يكون كونها بقوله اخفوا هذه الاية او مروا عليها ساكتين عنها وهذا المنهج عند المعطلة لو تمكنوا منه لحذفوا ايات من القرآن لا توافق مذهبهم فان بشرا اتمنى ان يحذف سبح اسم ربك الاعلى يكون الاسفل وكل من اعجزه شيء في القرآن على خلاف معتقده الخبيث يتمنى حذفه من القرآن المتكلمون يتمنون ماذا ان يحذف من السنة حديث الجارية لانه شجن في في بعيونهم في حلوقهم وقدم في عيونهم الان الذين يريدون ان يضيعوا عقيدة الولاء والبراءة يتمنون حذف الاية في الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم. يقف عليها ويحذف اما معنى او لفظا غير المغضوب عليهم ولا الضالين ويحذف ايات الولاء تجد قوما يؤمن بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله الايات وامثالها لمخالفتها اصولهم لم؟ لان المحتكم عندهم والمعول عليهم هو مذهبهم وعقولهم ومراداتهم الفاسدة اهل الايمان عكس ذلك ينقادون للادلة يتبعونها يطيعونها يمتثلونها يسلمون لها لانها من الله ومن رسوله وان خالفت مألوفة ومشتهاهم وما يتمنونه ولهذا في الحديث الذي ذكره النووي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون ماذا؟ هواه تبعا لما جئت به منقادا مستسلما ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من وحي ربه فلا من اسلم وجهه لله وهو محسن اي ينقاد لا يجعل الادلة تنقاد له الكتاب والسنة وانما هو ينقاد لها موافقة هواه وافقت ما عنده او خالفته وهذا مقتضى العبودية وتحقيق معنى الطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه نعم هو اراد حذفها انكارا لها انكارا لها من كلام الله لانها تخالف ما اعتقده اصلا في مذهبه وهذا بحد ذاته كفر لذلك علماء الاسلام الكبار يزيد ابن هارون ابن المبارك وابو يوسف وهم متولي متولوا الامور في عهد الرشيد وعهد ابيه المهدي لما بلغهم عن عن بشر وغيره هذا القول طلبوه يستتيبوه ثم يقتلوه ففر وسخفا حتى قامت لهم ما قام لهم من التشجيع والاعانة في زمن ابني هارون وحفيد المهدي وهو عبد الله المأمون الله المستعان نعم الاخوان سم فقالوا انما معنى كل شيء في القرآن معانيه وقال الله مثل قول العرب. قال الحائط وقالت النخلة فسقطت والحائط والنخلة لا يقولان شيئا وقلنا على هذا قسط قالوا نعم. فقلنا باي شيء خلق الله الخلق ان كان الله في مذهبكم لم يتكلم. اذا كان الله لا يتكلم ليس له كلام هو صفته بما حصل هذا الخلق كله صغيره وكبيره دقيقه وجليله عظيمه وحقيره والله يقول في القرآن الا له الخلق والامر فانه بالخلق فانه بالامر كان الخلق انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون ونفيهم الكلام معناه نفي الربوبية فقط نفي الكلام قرآن هنا في التشريع نهي الربوبية لان اللي ما يتكلم لا يستحق ان يكون ربا كما عاب الله ذلك على سامري وعابه قبل ذلك على مشركة الحرانيين قومي ابراهيم لما كسر الاصنام وجعل الفأس على كبيرهم قال اسألوهم ان كانوا ينفقون لانها لانه بالبداهة اللي ما ينطق ما يستحق ان يكون ربه افلا يرون الا يرجع لهم قولا ما يكلمهم ويرد عليهم هذا عجز ونقص لا يليق بان يكون ربا نعم فقالوا بقدرته فقلنا قدرته هي شيء قالوا نعم فقلنا قدرتهم على الاشياء المخلوقة قالوا نعم. اذا كان خلق بقدرته وانت مال القدرة يجعلنا مخلوقا اذا وقعتم في فرغتم منه قررتم من ان يكون كلامه صفة له وقلتم بالقدرة ثم رجعتم الى ان القدرة ماذا مخلوقة كالكلام وهذا المنهج الطريقة اطردت عند المتكلمين من الاشاعرة فانهم لما نفوا ما نفعوا من صفات الله ونزول الله وغضبه ورحمته لماذا فسروها؟ فسروها بصفة اخرى نزوله وشو نزول ملاك او نزول رحمته غضبه ارادة الانتقام. فسروا الغضب بالارادة رحمته ارادة الاحسان هربوا من شيء فوقعوا في شيء مماثل وهذا مذهب الباط المذهب الباطن لا يستقيم في اصله ولا في منتهى تناقض قبل تناقضه يضطرب وقبل اغترابه يعارظ الادلة اذا هو في عثرة اثر عثرة مصيبة مصيبة مثل ما يقولون من من دحديرة الى جفرة ما من سلامة يعني وبينما الاسلام والتسليم والاستسلام لما جاء عن الله وعن رسوله يخلي من هذه العثرات. ويوقع صاحبه في سلامة الاعتقادات والنجاة من هذه البدع والمخالفات والهلاكات فقلنا كانه خلق خلقا بخلق وعارضتم القرآن وخالفتموه حين قال الله جل ثناؤه الله خالق كل شيء فاخبرنا الله انه يخلق وقال تعالى هل من خالق غير الله؟ يعني انتم قلتم خلق خلقا بخلق فلزم عليه على مذهبكم التسلسل تسلسل ممنوع عندكم عقلا ممنوع واقعا طيب هذا الخلق بالخلق ينتهي الى خلق اخر فيه معارضة الوحي خلق الله الخلق مبتدأه ومنتهاه بكلامه. بقوله وهو الذي فرق سبحانه بينه وبين خلقه ففي الف لام ميم صاد الاعراف الاله الخلق والامر ولو كان شيئا واحدا قال الاله الخلق بس وصح به المعنى ثم يلزم عليه ماذا يلزم عليه انكم خالفتم القرآن وعرضتموه لما جعل الله جل وعلا الخلق شيئا جعل نفسه وصفاته شيئا اخر الله خالق كل شيء الله الخالق بذاته وبقدرته واسمائه وصفاته وما سواه مخلوق ايا كان هذا المخلوق في عظمته وفي شأنه بقوله جل وعلا في اية فاطر هل من خالق غير الله فاما ان يكون له خالق غير الله واما ان تجعل الصفات شيئا غير الله فتجعلها خالقة وهم انكروا الصفات بدعوى الا تكون تركيبا واجزاء وابعاظ عن الله هربوا من شيء في منه في احسن الاحوال كما ذكر شيخ الاسلام هربوا من شيء فوقعوا في مثله لكن الغالب في مع اللوازم يقعون في شر منهم هؤلاء المعطلة هربوا من تشبيه الله عز وجل الكائنات والحيوانات فشبهوه بالمعدوم بالجمادات ومنهم من هرب من تشبيهه بالجمادات فشبهه بمن المعدومات اللي لا حقيقة لا وجود له ومنهم من هرب من تشبيهه بالمعدومات فشبهه بالممتنعات اجتماع النقيضين عند الفلاسفة وعند الباطنية وعند الزنادقة وعند القرامطة اذا من اين؟ من بدعة الى شر منها من دحديرة الى جفرة كما نعم وقال وقال تعالى هل من خالق غير الله فانه ليس احد يخلق غيره تبارك وتعالى؟ لو قال قائل ان هناك خالق غير الله وش حكمه عند اهله الايمان قاطبة كفر محض حتى المشركون العرب اهل الشرك الذين بعث فيهم الانبياء لم يقولوا بان هناك خالق غير الله ابدا اشهر من قال بي تثنية الخلق الثانوية المجوسية ثانوية في مقابل اعدادية وابتدائية يا اخواني ثانوية من التثنية وهي مذهب المجوس مذهب المجوس المانوية الذين عبدوا النار لان النار عندهم مصدر النور والنور تخلق الخير الظلمة تخلق الشر وجعلوا خالقين الكون نورا وظلمة ولم يجعلهما متساويين متماثلين، بين النور خير من الظلمة المشركون غيرهم بانواع شركهم اصحاب الهياكل في حران قوم ابراهيم وعباد النجوم والاحجار والكواكب الشمس والقمر عباد الاحجار والاشجار كل هؤلاء لم يعتقدوا بخالقين اثنين بل كلها مخلوقة لخالق واحد وهذا ما تشكك فيه بعض الناس اليوم من اقرار العرب غير العرب بربوبية الله سبحانه وتعالى ترى حتى غير العرب انظروا الى البوذيين اذا ناقشتهم في بوذا فان نبوذ عندهم اله افعاله وتصرفاته الاسم كما يسمي اه النصارى الله هذا لم يجعلوا خالقا غير الله لهذا اقروا لله بالربوبية وانحرفوا في الالوهية. وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون من معانيها المعنى المتبادر انهم اقروا لله بالربوبية واشركوا معه في العبادة والالوهية المعنى الثاني اقروا الالوهية واشركوا بالشرك الاصغر في الفاظهم لما ساووا بين الخالق والمخلوق نعم وزعمتم انه خلق الخلق غيره وتعالى الله خلق الخلق غير الله نعم فتعالى الله عما قالت الجهمية علوا كبيرا تعالى سبحانه عما قال هؤلاء علوا عظيما وكبيرا لان هذا النقص نفي الكمالات عن الله في ذاته في اسمائه وصفاته ثم في افعاله معناها وصف الله بالنقائص وبالعيوب وزعمهم بذلك انهم ينزهون الله هذه شماعة وهذا عذر به انهم بذلك يزعمون انهم ينزهون الله عن النقائص فالحقيقة ما فعله هو النقيصة ولو انهم اتهموا ارائهم وعقولهم وعقول امثالهم واسلموا واستسلموا لوحي الله القرآن ولما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام. اللهم صلي في البداهة والفطرة السوية لم احتاج لمثل ذلك لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي رزين العقيلي اليماني ان الله عز وجل يعجب ان يضحك بقرب لقنوط عباده وقرب غيره قالوا يا رسول الله قال الاعرابي ويضحك ربنا قال بلى ما قال يضحك بلسانه بغير لسان. باللهوات ولا بغير لهوات كما يتمحل بذلك المتمهلون ويبتدع به المبتدعون بل قال النبي يضحك ربنا قال اذا لن نعدم من رب يضحك خيرا وهذا مع ما فيه من اثبات الكمال اثبات لوازمه من حسن الظن بالله سبحانه وتعالى وصدقي الثقة به ونسأل الله جل وعلا ان يسلك بنا وبكم صراطه المستقيم. امين يا رب واي جانبنا سبل اهل الجحيم وان يحسن عاقبتنا في الامور كلها وان يجعلنا ممن عظموا الله ونزهوه وقدسوه كما ينبغي له ولكماله وعبدوه حق عبادته توفانا واياكم على الايمان وهو راض عنا غير غضبان وهو راض عنا غير غضبان. نسأل الله ذلك لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ومشايخنا وولاتنا وجميع المسلمين والمسلمات انه سبحانه اكرم مسؤول واعظم مأمول والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد اللهم صلي وسلم