الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول السائل اذا انتبهت علينا بعض الامور في بعض الاحكام فما العمل؟ الحمد لله رب العالمين وبعد. لا جرم ان ازمنة الفتنة يختلط فيها الحابل والنابل وتتغير فيها الاحوال وتشتبه فيها الامور والاحكام. وهذا من حكمة الله عز وجل والواجب علينا في مثل هذه النوازل ان نرد الامر الى اهل العلم العارفين به. والا نقبل صدور الاحكام من احد عامي او جاهل او من انصاف المثقفين. او من صغار الطلبة ممن لا يعرفون برسوخ ولا بعلم ولا بفقه في الدين وانما نجعل اصدار الاحكام من الابواب التوقيفية على العلماء الراسخين المتأهلين فمن لم يأخذ احكامه الشرعية في نوازل هذه الفتنة وما يتعلق بها الا من افواه العلماء فانه على خير عظيم. والا فان الانسان سوف يتخبط تخبطا عظيما لان كلا في الفتن سوف يصدر احكامه وعلى ذلك قول الله عز وجل واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم قم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. فان احوج ما تحتاجه الامة الان انما هو رد احكام هذه النوازل وما يتعلق بها الى الى العلماء الذين يعرفون استنباط الاحكام الشرعية من ادلتها. ويعرفون طريقة وتنزيل هذه الاحكام على واقع الامة فلا يجوز لنا ان نفتح اذاننا لفلان ولا ولا لفلان الاخر وانما اذا اردنا ان نتعرف على حكم نازلة من النوازل او واقعة من الوقائع او بلية من البلايا فان نسأل العلماء فقط نسأل العلماء المتأهلين الراسخين في العلم تنفيذا لامر ربنا عز وجل في قوله ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر. والمقصود باولي الامر هنا في هذه الاية اي العلماء الذين يستنبطونه منه. ولعموم قول الله تبارك وتعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا لا تعلمون واما ان يفتح الانسان اذن قلبه ورأسه لمن هب ودب. فيسمع حكم هذا ثم يناقضه الحكم فلان الاخر فانه سوف يتخبط تخبطا عظيما في تعامله مع هذه الفتن والوقائع والنوازل. فوصيتي للسائل وغيره ان يتقي الله في نفسه والا يرجع في التعرف على احكام الوقائع الا للعلماء حتى وان خالفهم من خالفهم او وصفهم بالتشدد من وصفهم او قدح فيهم من قدح فان هذا لا يجعلنا نبتعد عن العلماء بل علينا ان نلتف عن حول او حول علمائنا بل علينا ان نلتف حول علمائنا وان نسألهم عن كل دقيقة عن كل دقيق وجليل وصغير وكبير. حتى نعبد الله عز وجل على بصيرة. وحتى تكون عندنا الاهبة والاستعداد لمواجهة هذه الفتن والنوازل بنور من الله عز وجل وبرهان. فلا شأن لنا بمن خالف العلماء في في ازمنة الفتنة ولا شأن لنا بالتحليلات السياسية التي يتفوه بها غير العلماء ولا شأن لنا بالاحكام الشرعية التي سيصدرها غير العلماء ولا شأن لنا بمن يقدح او يشكك في معرفة العلماء بالواقع. فكلها كلمات وسلسلات نعرفها من اخزم يريد ان يبعد الامة عن مصدر العلم والتعليم الصحيح. فاذا يجب على الامة في حال الفتن وغيرها. ان تلتف حول علمائها وان تكثر سؤالهم. عن كل ما يتعلق بهذه الفتن والنوازل وانا اضمن ان شاء الله ان من فعل ذلك واتقى الله ما استطاع فانه سوف تمر الفتن عليه مرور الكرام لا يتلوث بشيء من قذارتها ولا يتنجس بشيء من نجاستها ولا تزل دمه في شيء من حفرها وبلاياها. فالله الله بالعلماء يا اخوان. الله الله بالعلماء والله اعلم