بالاقوال فخذ بما ترى انه اقرب لابراء الذمة وارضاه لله والله اعلم ما هو الواجب على العامي او طالب العلم المبتدأ في المسائل الاجتهادية التي اختلف فيها بين العلماء الكبار المعتبرين؟ حيث لا يمكنه الترجيح فهل عليه الاخذ بالايسر او الاحوط او يختار ما يناسبه من اقوالهم؟ خاصة لو اطلع على اكثر من قول مع كونها من فتاوى العلماء الكبار وهل له ان يغير رأيه في المسألة؟ ومثال ذلك كأنه يزكي الذهب الملبوس اخذا بالاحواض. ثم صعب عليه ذلك فرأى ان يأخذ بفتوى عدم وجوب الزكاة في الذهب الملبوس وهكذا. الحمد لله رب العالمين. المتقرر في القواعد ان الاختيار التعبدي ليس مبنيا على التشهي. فاذا اختلف علماء اهل بلادك في مسألة من المسائل الفقهية التعبدية على قولين فان الواجب وليست عندك الطريقة لمعرفة الراجح من المرجوح اي لست مجتهدا فان الواجب عليك امتثال قول الله عز وجل فاسألوا على الذكر ان كنتم لتعلمون فواجب من لا يعلم ان يسأل من يعلم فاذا تعدد قول من يعلم فان الواجب على العامي ان يقلد اوثقهما عنده ممن اشار الناس له بالبنان وعظم الرسوخ في العلم. والعلماء معروفون ويتفاوتون في واقع الناس فيما بينهم. ولا نزال بان هذا العالم اعلم من هذا العالم وهذا ارسخ من هذا وهذا اقرب للحق من هذا فالناس يتفاوتون في اموالهم ويتفاوتون في احسابهم ويتفاوتون في الوانهم وطولهم وقصرهم وضخامتهم ونحافتهم وكذلك يتفاوتون ايضا فيما يحصلونه من فاذا اختلف علماء اهل بلدك على قولين فيجب عليك ان تقلد الاوثق والاعلم والارسخ في الدين منهما واذا اتفق العالم ان في كل صفات الترجيح فانه يجب عليك ان تستفتي قلبك وتأخذ من الاقوال ما انه تبرأ به ذمتك. فحتى مع استواء العلماء في صفات الترجيح لا يجوز لك ان ترجع الى ما تشتهيه نفسك في التخير لان الامور التعبدية ليست مبنية على التجاهي. وانما تختار هذا القول لانه يغلب على ظنك انه ابراء لذمتك وانه اقرب لمرضاة الله عز وجل فيستفتي العامي قلبه عند استواء اه المرجحات في اقوال المجتهدين فيستفتي قلبه ويأخذ خذوا ما يرى انه اقرب لمرضات الله. ليس الاختيار عنده مبنيا على ما يتوافق مع شهوته وهواه. ففي كل الاحوال لا ينبغي في الاختيار التعبدي ان نرجع الى ما ما تشتهيه نفوسنا. فاحيانا تشتهي هذا ونختاره واحيانا يثقل علينا ونختار القول الثاني هذا محرم في الاختيار حتى مع استواء اقوال المجتهدين في صفات في صفات الترجيح بينهم. وبناء على ذلك فان كنت عالما فاجتهد انت بنفسك وتعبد لله بقولك. وان لم تكن عالما فعليك ان تسأل عالما من العلماء الذين تثق فيهم. فان اختلفت اقوال العلماء فقلد اوثقهم عندك. او عند العامة. واذا استوت صفات الترجيح بين