يقول السائل احسن الله اليكم اذا اختلف العلماء في مسألة فهل يجوز لي اخذ الايسر من الاقوال مع وجود الدليل الراجح؟ الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر في القواعد انه متى ما اختصمنا فالواجب رد خصومتنا للكتاب والسنة. لقول الله عز وجل وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله ولقول الله عز وجل فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا وتقرروا في القواعد عند اهل العلم رحمهم الله تعالى ان وجود النزاع في المسألة ليس مسوغا للتشهي. يعني ليس لكل احد ان يختار في المسألة الخلافية ما يحلو له ويتوافق مع شهوته وهواه. وانما الواجب على الانسان ان يبني دينه على تقوى الله عز وجل. فمتى ما رأيت العلماء قد اختلفوا في مسألة فان كنت مجتهدا. فالواجب عليك ان تجتهد فيها وان ان تعبد الله بما اداك اليه اجتهادك. وان كنت مقلدا فلا يحل لك ان تخير من المسائل من الاقوال والمذاهب ما هو متوافق مع طبعك وشهوتك وهواك وانما عليك ان تقلد اوثق المختلفين عندك دينا ورسوخا وتقوى والله اعلم