الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول مصداق قال لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ان مردة الشياطين تصفد في رمضان. فما الذي يوسوس ويزين للانسان الاعمال السيئة؟ الحمد لله رب اولا يجب علينا ان نسلم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا صح سنده اليه ولا يجوز لنا ان نعارض كلام رسول الله برأي ولا باستحسان ولا باشكال ولا ان ولا بواقع ولا بحس وعلينا ان نقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وان كانت عقولنا غير مدركة لهذا الامر فانه حق وصدق لان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فحديث تصفيد الشياطين في شهر رمضان قد ثبت في الصحيحين. من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وصفدت الشياطين. وفي رواية سلسلت وفي رواية عند الترمذي وابن خزيمة اذا كان اول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن. وهذا التصفيد اما ان يحمل على حقيقته بمعنى ان الشياطين ومردتهم تمنع من ايذاء المؤمنين او ان المقصود بهم من يسترق السمع او ان المقصود بهم سائر الشياطين الا القرين الملازم للانسان. فان قرين الانسان يعتبر قرينا شيطانا ملازما له لا مصفد لا يصفد. كما انه لا يفر مع من يفر من الشياطين عند سماع الاذان اذا سمعت المؤذن فرت وهربت حتى لا ولها ضراط حتى لا تسمع التأذين. ولكن القرين الملازم لك انت لا يفر معها هكذا كتب الله عز وجل وقضى وقدر كما افتى به سماحة والده الشيخ عبدالعزيز رحمه الله. فلعل هذا التصفيد لا يكون المقارن لك انت هذا امر لابد من فهمه. وقد يكون التصفيد ايضا محمولا على كف الشيطان عن الوصول الى ما كان يصل اليه قبل رمضان. من اغواء من عظم اغواء الشياطين لبني ادم حتى يكون بسبب ضعف اغوائه وسد الطرق امامه كالمصفد. كما ذكر ذلك الامام النووي وغيره من اهل العلم ومن اهل العلم من قال ان هذا التصفيد لا يعتبر قضية عامة في كل مسلم فان من الناس من تصفد عنه الشياطين ومن الناس لا تصفد من لا تصفد شياطينه عقوبة من الله عز وجل عليه وانا اذكر لك حديثا يزيل عنك هذا الاشكال باذن الله عز وجل. وهو ان التصفيد قد يكون لاناس دون اناس وقد يكون التصفيد معناه سد ابواب الشيطان على القلب بحيث لا يغوي ابن ادم في رمضان كما يغويه قبله بسبب تظييق مجاري مجاريه في العروق بسبب الصوم وهذا الحديث حديث علي بن الحسين رضي الله عنهما ان صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم اخبرته انها جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الاواخر من رمضان. والشياطين طبعا مصفدة الان فتحدثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب. فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها ليقلبها. حتى اذا بلغت باب المسجد عند باب ام سلمة مر رجلان من الانصار. فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما انها صفية بنت حيي. فقال سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهم الامر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يبلغ من ابن ادم مبلغ الدم. واني خشيت ان يقذف في قلوبكما شيئا مع انه في رمظان والشيطان مصفد ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اني خشيت ان يقذف الشيطان في قلوبكما شيئا فدل ذلك على ان تصفيد الشيطان لا يمنع نفوذ شيء من اغوائه ولا من تلبيسه ودعوته الى الشهوات على قلب ابن ادم لا سيما تلك القلوب الخالية عن الايمان. فانها ارض خصبة لوساوس الشيطان واغوائه سواء في رمضان او او خارج رمضان. فاذا اما ان نحمل التصفيد على غير القرين الملازم للانسان. وان ما ان نحمل التصفيد على ضعف مجاري الشيطان في الجسد. واما ان نحمل التصفيد على اناس دون اناس اما ان نحمل التصويد على مردة الجن دون غيرهم. ولكن اذا عجزت عقولنا عن فهم ذلك وادراكه فلا يجوز لنا ان نرد الحديث او ان نعارضه بل علينا ان نسلم ونذعن له ونصدقه ونقول كل من عند ربنا والله اعلم الم