السلام عليكم قال لي قائل اذا كان الله هو الذي قدر علي المعصية فلم يعاقبني عليها فقلت له ومن الذي قدر لك الطاعة؟ فقال الله. فقلت ولم تطلب ثوابه عليها فاذا كان قلبك لا يستنكر ان يثيبك على طاعة هو الذي قدرها لك فلما يستنكر قلبك ان يعاقبك على معصية هو الذي قدرها عليك ثم قلت له هل الله عز وجل عاقبك على المعصية قبل ان تقدم عليها بمحض تدبيرك وتخطيطك وارادتك واختيارك؟ قال لا. قلت اذا ليست العقوبة على كتابة التقديرية وانما العقوبة على انك اقدمت على المعصية بمحض اختيارك. لانك لم تكن قبل الاقدام عليها بعالم بان ان الله قدرها عليك. فانت معاقب على ارتكاب معصيتك لانك اقدمت عليها بمحض اختيارك وارادتك. كما ان الله لا يثيبك على طاعة كتب لك ان تفعلها قبل ان تقدم على فعلها. فما يقال في الطاعات التقديرية ثوابا فيقال في المعاصي التقديرية عقابا والباب واحد ومن اعطى هذا قولا وهذا قولا فقد فرق بين متماثلين والشريعة جرى امرها على انها لا تفرق بين متماثلين والله اعلم