اه اعلموا ان مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم ربما كان واجبا والاحتفال بالمولد بدعة حسنة وليس بدعة آآ بدعة ظلالة كما نسمع كثيرا لان المولد ليس فيه الا ذكر ميلاده عليه الصلاة والسلام وبدء حياته ونشأته وحمل امه له وآآ سفره الى الشام قبل الرسالة ثم بعد ذلك اه بعثته والاحتفال بالمولد يذكر الناس بما له صلى الله عليه وسلم من فضائل فما المانع في هذا آآ افيدونا افادكم الله سائل سؤال السائل في الحقيقة لا يبدو لي انه سؤال استفهام وانما هو سؤال استنكار واحب ان اشير اشارة خاطفة الى ان المولد لم يعرف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم باجماع اهل العلم ولم يحتفل به الخلفاء الراشدون وهم افظل الامة الاسلامية امة محمد باجماع اهل السنة والجماعة وقد انقرض عهد الصحابة وعهدوا تلامذتهم التابعين وعهد اتباع التابعين بل انقرض عهد الائمة الاربعة وتلامذتهم دون ان يعرف اي اثر عن المولد والاحتفال به واحياء ليلته واول ما وجد المولد في عهد الدولة الفاطمية الدولة الباطنية التي اجمع اهل السنة والجماعة على كفرها فهي التي احدثت بدعة المولد ويكفي لمعرفة قيمة هذه البدعة معرفة ان محدثها اولئك الحكام الفجرة الملحدون الذين قال اهل العلم عنهم ان باطنهم الكفر المحض وانتشرت من هؤلاء للعالم الاسلامي فشاعت في بلاد اربل في جهة الشام الشمال في اوائل القرن السادس الهجري فلم يكن لها ذكر في ايام فحول امة الاسلام ولا في ايام خلافتها او مملكتها الحية القوية وانما وجدت عندما انتصر اهل الباطل واقاموا دولة المكر والخديعة في الديار المصرية التي قظى عليها ايظا صلاح الدين الايوبي ومن معه ومحو اثارها عن مصر وعادت الى مصر بهجتها بالمذهب السلفي السليم مذهب الحق مذهب اهل السنة والجماعة وايظا هذا الاحتفال ان كان خيرا فلما لم يرشد اليه نبي الله صلى الله عليه وسلم ولم يأخذ به خلفاؤه الراشدون وقد قال عليه افضل الصلاة والتسليم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ولا شك انه لا يقصد محدثات الالبسة ولا محدثات الاطعمة والاشربة السليمة ولا محدثات الابنية واختلاف اشكالها لان هذه من الامور الاعتيادية وانما يقصد المحدثات في الدين التي يوضحها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي رواية من احدث في امرنا هذا يعني الاسلام ما ليس منه فهو رد يعني مردود على صاحبه ومع ذلك فليست بدعة المولد كفرا مخرجا من الدين ولكنها ليست سنة محمودة ولا عملا فاضلا فان النبي عليه الصلاة والسلام مات وقد اكمل الله الدين فان كانت من الدين فلماذا لم يبينها واذا كان لم يبينها فليسع الناس ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسع اصحابه ومن جاء بعدهم رضي الله عنهم وارضاهم ثم اننا نحرص على احياء بدعة المولد ولا خنون نخالف السنة الصالحة الصريحة في كثير من عاداتنا واعمالنا وادائنا لعباداتنا فلا شك ان الانسان لا يسعى الى اداء امور مباحة او مسنونة مع اهمال شيء من الفرائض او تعطيلي امر من الامور الواجبة لان الله جل وعلا انما يطالب عباده باداء ما وجب عليهم فالخلاصة ان المولد مضت القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية دون ان يعرف وبعض اهل العلم يرى انه لن يحدث الا في القرن السادس واوائل السابع ويرى ان احداثه في اربل في الشام تأثرا بالمسيحيين هناك وقيامهم الاحتفال بمولد عيسى المسيح عليه السلام عليه وعلى نبينا صلوات الله وسلامه لكن الصحيح كما هو مذكور في الكتب المحققة ان اول احداث هذه البدعة كان من الفاطميين. ويكفي في ذلك تنفيرا عنها والله اعلم. بارك الله فيكم