فما ترك منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل عجبا للمسلمين تركوا الاعتكاف مع ان النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل تبدأ ايام العشر وتبدأ ويبدأ الحديث عن الاعتكاف والسؤال الاول البدهي والطبيعي حول قضية الاعتكاف اضاءة اطلالة حول هذه الشعيرة الجميلة اعتكاف الاقامة في المسجد بنية التقرب الى الله عز وجل. ملازمة المسجد بنية التقرب الى الله تعالى لينفرد به عن الناس وليشتغل بطاعته عن طاعة من سواه فهو كما قالوا قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق قطع العلائق عن كل الخلائق للاتصال بخدمة الخالق غاية الاعتكاف ان يعكف القلب على طاعة الله عز وجل ان يخلو به جل جلاله ان يتفرغ من كل امور الدنيا وشواغلها بحيس يصير ذكره وحبه خالصا لله سبحانه فيصير الهم كله به والخطرات كلها بذكره والتفكر في تحصيل مراضيه. وما يقرب منه فيصير انسه بالله بدلا من انسه بالخلق فيعده بذلك لانسه به يوم الوحشة في القبور انيسك اليوم ما قد خطه القلم حيث لا انيس ولا جليس ولا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الاله ويفنى المال والولد نعم هنالك تحت اطباق الثرى لا انيس لك الا الله ولا جليس لك الا ما صحبك من عمل ولا هناك ما تفرح به سواه جل جلاله الاعتكاف سنة مؤكدة داوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان تعتكف في العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف ازواجه من بعده. رضوان الله عليهم الزهر يقول عجبا للمسلمين تركوا الاعتكاف مع ان النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع له خباء يعني كانها خيمة صغيرة في المسجد ليعتكف فيها. ليمكث في هذا الخباء في غير اوقات الصلوات حتى تتم الخلوة بالله بصورة واقعية عملية كان دائم المكث في المسجد لا يخرج منه الا لحاجة كالبول والغائط ونحوه. اذ تقول عائشة وكان لا يدخل البيت الا لحاجة اذا كان معتكفا كان يحافظ على نظافته. كان يخل رأسه الى حجرة عائشة لكي ترجى له شعر رأسه صلوات ربي وسلامه عليه الاعتكاف مشروع في حق الرجال والنساء جميعا فقد اعتكف ازواج النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد في حياته وبعد مماته فلا بأس باعتكاف النساء على الا يعرضهن على الا يعرضهن لفتنة لقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف ازواجه من بعدهم بمناسبة الحديس عن الاعتكاف هناك من يقول وده رأي لاحد مشايخنا الكبار المعاصرين انه يرى ان الاعتكاف لا يكون الا في المساجد الثلاثة فقط المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعني هذا قول مرجوح جماهير الامة كلها على خلافه الاعتكاف لا يشترط له ان يكون في احد المساجد الثلاثة لعموم قوله تعالى ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد ولفظ المساجد لفظ عام يشمل المساجد جميعا الا اذا كان المسجد لا تقام فيه صلاة الجماعة. الحد الادنى في مسجد الاعتكاف ان يكون مما تقام فيه الجماعات حتى لا يلزم ان تقام فيه الجمعة. طبعا. ان كانت تقام فيه الجمعة فهذا افضل. لكن اذا كان من ما تقام فيه الجماعات صح الاعتكاف فيه وقد اشار الامام البخاري رحمه الله الاستدلال على ذلك بعموم الاية فبوب فقال باب الاعتكاف في العشر الاواخر والاعتكاف في المساجد كلها. لقول الله تعالى ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون. ولم يزل عمل على الاعتكاف في مساجد بلدانهم جميعا فيصح الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة لكن كما قلنا يشترط ان يكون المسجد اما تقام فيه الجماعات بارك الله فيكم لو قال لي قائل ماذا عن حديث حذيفة؟ لا اعتكاف الا في المساجد الثلاثة تقول هذا نفي للكمال وليس نفيا لاصل الصحة نافيا للكمال وليس نفع للاصل الصحة. يعني ان الاعتكاف الاكمل والافضل والاتم ما كان في هذه تجد الثلاثة لشرفها وفضلها على غيرها وهذا كثير بالاثار النبوية لا صلاة بحضرة طعام هذا نفي للكمال ليس نفيا للاصل ليسنا في للصحة ولا وهو يدافعه الاخبثان كل هذا ونظائره انما يدل على نفي الكمال وليس على نفي الاصل او نفي الصحة بارك الله فيكم فان شاء الله نرفع الهمة باذن الله تعالى. ومن اراد ان يعتكف مسجدنا هذا فحياه الله. لكن مهم جدا الاعتكاف ليس مسامرة ولا مجابرة ولا عقد صفقات ولا حريص على البيزنس ودنيا واستشكار الزكريات والماضي ليس هذا الاعتكاف الاعتكاف ان تجمع قلبك على ربك عز وجل. ان يعكف قلبك على ربك قطع العلائق عن الخلائق والاشتغال بخدمة الخالق جل جلاله اما المسابرات والمؤانسات والمجالسات لها مقام اخر. ليس في ليس فيها حرج في ذاتها. لكن في هذا المقام ليست صحيحة