الحص الثاني من هذه الحقوق ان يقدم الاخ لاخيه الاعانة بالمال وبالنفس لا شك ان الناس مختلفون مختلفون في طبقاتهم والناس بعضهم لبعض خدم الغني يخدم الفقير والفقير الغني من كان اذا جاهل فانه يخدم من ليس بذي جاه. وهكذا فالناس متنوعون جعلهم الله جل وعلا كذلك بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون. هذا هذه سنة الله جل وعلا في خلقه وسنة الله جل وعلا في تصنيف الناس وهذا اذا كان كذلك فان من حق الاخوة من حق الصحبة الخاصة ان يسعى المرء في بذل نفسه في بذل ماله لاخيه الخاص لان حقيقة الاخوة ان يؤثر المرء نفسه ان يؤثر المرء غيره على نفسه كما وصف الله جل وعلا الذين امتثلوا ذلك بقوله ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. فالايثار من حقوق الاخوة المستحبة فاذا كان هذا في درجة الايثار فذاك من الخير لكن نطلب شيئا اقل من الايثار من حقوق الاخوة الاعانة بالمال والنفس ان يتفقده بشيء فاضل في وقته ان يتفقده بشيء فاضل في ماله ان ينظر الى اخيه ينظر الى حاجاته. وقد قال العلماء وقد قال بعض العلماء ان من اداب اداء هذا الحق ان لا ينتظر ان يسأله اخوه ذلك الشيء بل يبتدأ هو ويبحث عن حاجة اخيه الذي صافاه وواده لله جل جلاله. وقد كان امر النبي صلى الله عليه وسلم كما روى مسلم في الصحيح امر بعض الصحابة ان يعطوا ما معهم الاخرين من الصحابة في بعض الغزوات حتى قال الراوي لحتى لم يكن احدنا يرى ان له فضلا على اخيه وهذا لا شك من المراتب العظيمة