ان يغرس الايمان في قلوبنا غرسا عظيما وان يجعلنا من اوليائه الصالحين وان يهيئ لنا من امرنا واسأله سبحانه وهذا لا شك اذا سمعت القرآن تجد له سلطان على النفس يلجأ النفس على الاستسلام له الا من ركب هواه هذا السلطان تجده في اشياء. اولا ان اية ايات القرآن اسمع قد يقول عشر دقائق بقي بقي مسألتان ان ايات القرآن في السورة الواحدة كما هو معلوم لم تجعل ايات العقيدة على حدى وايات الشريعة على حدى الاحكام وايات السلوك على حدى المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ والحمد لله وبحمده صلى الله وسلم على نبيه وعبده. وعلى اله وصحبه وسلم اللهم تسليما مزيدا اما بعد قد مضى الكلام في الدرس الماظي عن كلام الله جل وعلا وعلى ان القرآن كلام الحق سبحانه وتعالى وعلى ان القرآن كلام الله جل وعلا بحروفه ومعانيه وان الله سبحانه تكلم به فمنه بدأ وسمعه منه جبريل عليه السلام فبلغه الى النبي عليه الصلاة والسلام وتقدم لنا ابطال قول من قال ان القرآن مخلوق او ان القرآن عبارة عن كلام الله او من قال ان كلام الله جل وعلا نفسي وكلام الله جل وعلا قديم. ونحو ذلك من اقوال اهل البدع والضلالات من اقوال المعتزلة والاشاعرة العاسفة وغلاف الصوفية. وتقدم لنا ذلك مختصرا في اوج الرد على اولئك وفي مسألة الكلام النفسي ذكرنا بعض الاوجه وسبق ان تقدم لنا في شرح الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية ردودا مزيدا آآ وردود مجيدة على ما ذكرنا. وقد رد شيخ الاسلام ابن تيمية على من قال بالكلام النفسي في تسعين وجها في رسالة مطبوعة شماعة او سميت التسعينية لانها اشتملت على تسعين على تسعين وجها تعد قول من قال ان كلام الله جل وعلا نفسي يعني انه لم يتكلم بصوت يسمع وانما القى ما اراد ما اراده في طلوع جبريل هذه الجملة التي سمعناها الليلة متصلة بالبحث نفسه قال فمن سمعه يعني القرآن فزعم انه كلام البشر فقد كرم والزمه الله وعابه واوهده بسقر حيث قال تعالى ساصليه سقر. فلما اوعد الله فلما اوعد الله وبشقر لمن قال ان هذا الا قول البشر علمنا وايقنا انه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر ومن وصف الله اماما من معاني البشر فقد كررت. فمن ابصر هذا واعتبر وعن مثل قول الكفار زجر علم وكأنه صفاته ليس كالبشر. هذه الجمل مشتملة على تقرير مسألة عظيمة وهي ان كلام الله جل وعلا لا يشبه قول البشر وكيف يشبه قول البشر وهو كلام الباري جل وعلا الذي لا يشبه بصفاته البشر البشر لهم صفاتهم في كلامهم وفي سمعهم وبصرهم وادراكاتهم واعظائهم والله جل وعلا له صفاته في كلامه وفي سمعه وبصره وجميع صفاته. فلا يشبه في صفاته التي منها كلامه لا يشبه صفات البشر فمن قال عن القرآن انه قول بشر او انه مخلوق او هو قول جبريل او نحو ذلك وليس بقول الله جل وعلا او انه كلام جبريل وليس بكلام الله جل وعلا فان هذا كافر بالله العظيم لان من قال ان القرآن كلام بشر فان هذا كفر كما قال سبحانه سأصلح ان هذا الا قول البشر ساصليه سهر بقول الوليد اذا تبين لك ذلك فانهم قالوا ايضا اي المشركون قالوا انما يعلمه مباشرة كما قال سبحانه ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر. لسان الذي يلحدون اليه اعجمي. وهذا لسان عربي مبين الذين ابوا هداية القرآن وابوا الاذعان له وصفوا القرآن بصفات قال بعضهم هو كهان قال بعضهم هو الشعر قال بعضهم هو قول بشر. فقال بعضهم اساطير الاولين. وكل هذه الاقوال يعلمون انما هي بتنفذ الناس عن قبول هذا القرآن فلقد توعد كما هو معلوم في القصة ثلاثة من كفار قريش الا يأتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم بل قبل ذلك وكلهم كان يراد بالقرآن ذهب احد الناس ذهب احد هؤلاء الى النبي عليه الصلاة والسلام في الليل يسمع قراءته للقرآن ولما ذهب وجد فلانا وفلان فاذا بهم ثلاثة يسمعون القرآن لما له من سلطان على نفوسهم. ثم لما رجعوا تقابلوا في الطريق. فتواعدوا الا يسمع مرة اخرى بهذا القرآن. لاجل الا يراهم بعظ العامة وبعظ الناس لا يقبل قولهم في رد القرآن. ثم لما جاء من الليل من الليلة الثانية اجتمعوا ايضا ثم خارت ايضا ثالثة حتى رأوا انهم لابد ان يتفارقوا على ذلك. وقال الذين كفروا لا تسمعوا هذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا. كذلك لما ارسل الولي او عقبة الى النبي صلى الله عليه وسلم ليفاوضه في شأن القرآن وان يترك هذا الامر قال له يا محمد ان اردت ملكا ملكناك وان اردت مالا جمعنا لك من المال ما تكون به اغنى العرب. وان اردت نساء نظرن في اجمل نساء العرب نعم بان اليك فقال عليه الصلاة والسلام له هذا الذي عندك اسمع فتلا عليه صدر سورة فصلت بسم الله الرحمن الرحيم حا ميم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت اياته قرآنا عربيا لقومه يعلمون بشيرا ونذيرا اعرض اكثرهم فهم لا يسمعون ومر عليه الصلاة والسلام في التلاوة حتى بلغ قوله تعالى فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وتموت فالتفت اليه الرجل فقال حسبك الان رجا الى فقال لما رأوه مقبلا قالوا لقد اتاكم فلان بوجه غير الوجه الذي ذهب به فلما حضر قالوا ما عندك يا فلان؟ قال اني اني سمعت كلاما ليس هو بالشعر وليس هو باتهانة وليس ليس هو بالكلام الذي نعلمه ان له لحلاوة وان عليه لفلاوة او طلاوة او تلاوة مثلثة وان ان له لحلاوة وانا عليه تلاوة. وان اسفله نموذجا وان اعلاه لمثمر وانه ليعلو ولا يعلى عليه فتبين بذلك ان اولئك الذين قالوا هو كهانة وهو شعر وهو قول البشر انهم هم الذين ردوا على انفسهم وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. هذه المسألة يمكن ان نمر عليها فيما ذكر بشيء من التقرير العام كما فعل الشارع. لكن هذه المسألة متصلة ببحث عظيم وهو بحث دلائل النبوة. لان كون القرآن لا يشبه كلام البشر. ولا يشبه قول البشر هو هو المسألة الموسومة عند العلماء بمسألة اعجاز القرآن. وان القرآن معجز. وهذه ولا شك مسألة مهمة قل بل ندر ان تتعرض لها كتب العقائد. ولها صلة ببحث دلائل النبوة فهي في التوحيد لان صلتها ثارة بدلائل النبوة من كونه القرآن معجزا ودليلا على صحة نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وانه منبأ من عند الله ومن جهة اخرى لها صلة بمبحث كلام الله جل وعلا وهو ان القرآن لا يشبه كلام البشر وان كلام الله جل وعلا ليس بكلام فلا بأس اذا ان نقرر هذه المسألة وهي المسألة الموسومة باعجاز القرآن لاجل ندرة الكلام عليها في كتب العقائد مفصلة ونذكر منها بعض ما يناسب هذه الدروس المختصرة لتقرير هذه المسألة وهي مسألة اعجاز القرآن وقد تكلم فيها انواع من الناس من جميع الفرق والمذاهب اولا ان نجعل البحث فيها في مسائل نقول المسألة الاولى ان لفظ الاعجاز لم يرد في الكتاب ولا في السنة وانما جاء في القرآن وفي السنة ان ما يعطيه الله جل وعلا للانبياء والرسل وما اتاه محمدا عليه الصلاة والسلام واية وبرهان على نبوته لفظ المعجزة لم يأتي كما ذكرنا من قبل في الكتاب ولا في السنة. وانما هو لفظ حادث ولا بأس باستعماله اذا عني به المعنى صحيح الذي سيأتي الذي جاء في القرآن الايات والبراهين لكن العلماء استعملوا لفظ الاعجاز لسبب وهو ان القرآن تحدى الله جل وعلا به العرب تحدى الله جل وعلا العرب بان يأتوا بمثله او ان يأتوا بعشر سور مثله او ان يأتوا بسورة من مثله فلما تحداهم الم يغلبوا ولم يأتوا بما تحداهم به فدل ذلك على عجزهم وذلك بسبب ان القرآن معجز لهم فلم يأتوا بمثله قال جل وعلا قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرة وقال جل وعلا قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين فان لم يستجيبوا تعلموا ان ما انزل بعلم الله وان لا اله الا هو فهل انتم مسلمون اذا تبين ذلك فالتحدي لما وقع وعجزوا وهم يريدون اي وسيلة لمعارضة القرآن واثبات انه قول البشر فاتوا بمثل عشر سور ائتوا بمثله ائتوا بسورة من مثله لما عجزوا سمى العلماء فعلهم ذلك او عدلهم سموه سموه مسألة اعجاز القرآن لاجل ادي وعجز الكفار ان يأتوا بمثله المسألة الثانية ان كلام الله جل وعلا هو المعجز وليس ان الله جل وعلا اعجز لاجل السماع اعجب لما انزل القرآن والفرق بين المسألتين ان الاعجاز صفة القرآن ولكن لا يقال ان الله جل وعلا اعجز البشر عن الاتيان بمثل هذا القرآن لان هذا القول يتضمن يدل على انهم قادرون لكن الله جل وعلا سلبهم القدرة على هذا هذه المعارضة فاذا الاعجاز والبرهان والاية والدليل في القرآن نفسه. لما؟ لانه كلام الله جل وعلا ولا يقال ان الله جل وعلا اعجب الناس ان يكفر بمثل هذا القرآن او صرفهم عن ذلك كما هي اقوال يأتي بيانها. فاذا تنتبه الى ان تعبير اهل العلم في هذه المسألة ان القرآن اية. فاية محمد عليه الصلاة والسلام القرآن اية نبوته واية رسالته القرآن. بل محمد عليه الصلاة والسلام لما سمع كلام الله جل وعلا تخاف عليه الصلاة والسلام. فلما فجأه الوحي وهو بغار حراء فاتاه جبريل فقال له اقرأ قال ما انا بقارئ قال اقرأ قال ما انا بقارئ قال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق الى اخر ما انزل في اول ما نبه النبي عليه الصلاة والسلام فرجع بها عليه الصلاة والسلام يرجف بها فؤاده لان هذا الكلام لا يشبه كلام احد ولم يتحمله عليه الصلاة والسلام لا في الفاظه ومعانيه ونظمه ولا في ايظا صفة الوحي والتنزيل فما استطاع عليه الصلاة والسلام سلام ان يتحمل ذلك فرجع بهن يعني بالايات يرجف بها فؤاده عليه الصلاة والسلام الى اخر القصة اذا فالنبي عليه الصلاة والسلام نفسه اول ما جاءه الوحي لم يتحمل هذا الذي جاءه لم؟ لانه كلام الله جل وعلا. واما كلام البشر فانه يتحمله بما سمع يلا المسألة الثالثة اقوام الناس في اعجاز القرآن مسألة اعجاز القرآن كما ذكرنا لها صلة بدلائل النبوة والقرآن معجز لمن للجن والانس جميعا بل معجز لكل المخلوقات لما؟ لانه كلام الله جل وعلا وكلام الله جل وعلا لا يشبه كلام الخلق وكون القرآن معجزا راجع الى اشياء كثيرة يأتي فيها البيان فاختلف الناس في وجه الاعجاز لاجل ان اعجاز القرآن دليل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام في اقوام. القول الاول ذهب اليه طائفة من المعتزلة ومن غيرهم حتى من المعاصرين الذين تأثروا بالمدرسة العقلية في التفسير آآ في الصفات والكلام قالوا ان القرآن الاعداد فيه انما هو بصرف البشر عن معارضته والا فالعرب قادرة على معارضته في الاصل لكنهم صرفوا عن عارته فهذا الصرف هو قدرة الله جل وعلا لا يمكن للنبي عليه الصلاة والسلام ان يصرفه جميعا عن معارضته وهذا الصرح لا بد ان يكون من قوة تملك هؤلاء جميعا وهي قوة الله جل وعلا. فاذا الشرطة التي تسمع عنها القول بالسرطة يعني ان الله حرف عن معارضة هذا القرآن والا فان العرب قادرون على المعارضة وهذا القول هو القول المشهور الذي ينسب للنظام وجماعة فيما هو معلوم وهذا القول يرده اشياء نقتصر منها على دليلين الدليل الاول سمعي نقلي من القرآن والدليل الثاني عقلي اما الدليل القرآني فهو قول الله جل وعلا قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا الله جل وعلا اسبت ان الانس والجن لو اجتمعت على ان تأتي بمثل هذا القرآن وصار بعضهم لبعض معينا في الاتيان بمثل هذا القرآن انهم لن يأتوا بمثله وهذا اثبات لقدرتهم على ذلك لان اجتماعهم مع سلب القدرة عنهم في منزلة اجتماع الاموات تحصيل شيء من الاشياء. الله جل وعلا بين انهم لو اجتمعوا على ان يأتوا بمثل هذا القرآن. وكان بعضهم لبعض وظهيرا على المعارضة فانهم لن يستطيعوا ان يأتوا بمثل هذا القرآن فاثبت لهم القدرة لو اجتمعوا قادرين بعضهم لبعض يعين لكنهم سيعجزون مع قدرهم التي ستجتمع وسيكون بعضهم لبعض معينا على وهذه الآية هي التي احتج بها المعتزلة على اعجاز القرآن ففيها الدليل ضدهم على بطلان الصفحة. اما الدليل الثاني وهو الدليل العقلي ان الامة اجمعت من جميع الفرق والمذاهب ان الاعجاز ينسب ويضاف الى القرآن ولا يضاف الى الله جل وعلا. فلا يقال اعجاز الله بالقرآن وانما يقال باتفاق الجميع وبلا خلاف هو اعجاز القرآن. فاضافة الاعجاب الى القرآن تدل على ان القرآن معجز في نفسه وليس الاعجاز من الله بصفة القدرة لاننا لو قلنا الاعجاز اعجاز الله بقدرته الناس على الاتيان بمثل هذا القرآن فيكون الاعجاز بامر خارج عن القرآن. فلما اجمعت الامة من جميع الفئات والمذاهب على ان الاعجاز وصف للقرآن علمنا بطلان يكون الارجاع صفة بقدرة الله جل وعلا لان من قال بالصرفة بان الله سلبهم القدرة هذا راجع الاعجاب يعني تعجيز اولئك راجع الى صفة القدرة وهذه صفة ربوبية. فاذا لا يكون القرآن معجزا في نفسه وانما تكون معجزة في قدرة الله جل وعلا على ذلك وهذا لا شك انه دليل قوي في ابطال قول هؤلاء ولهذا المعتزلة المتأخرون ذهبوا الى خلاف قول المتقدمين في لان قولهم لا يستقيم لا نقلا ولا عقلا. المنهج الثاني من المذاهب في اعجاز القرآن من قال القرآن معجز بالفاظه فالفاظ القرآن بلغ في المنتهى في الفصاحة لان البلاغيين يعرفون الفصاحة في قولهم فصاحة المفرد في سلامته من نبرة فيه ومن غرابته فالقرآن مشتمل على اعلى الفصيح في الالفاظ. ولما تأمل اصحاب هذا القول جميع كلام العرب في خطبهم واشعارهم وجدوا ان كلام المتكلم لابد ان يشتمل على لفظ دال في الفصاحة ولا يستقيم في كلام اي احد في المعلقات ولا في خطب العرب ولا في اه اه نثرهم ولا في مراسلاتهم الى اخره لا يستقيم ان يكون كلامهم دائما في اعلى الفصائل. فنظروا الى هذه الجهة فقالوا الفصاح الفصاحة هي دليل اعجاز القرآن لان العرب هادئون وهذا ليس جيد لان القرآن للألفاظ والمعاني. والله جل وعلا تحدى ان يؤتى بمثل هذا القرآن او بمثل عشر سوره مثله مفتريات كما زعموا. وهذه المثلية انما هي باللفظ وبالمعنى جميعا وبصورة الكلام المترتبة. فاذا كونه معجزا بالفاظه نعم لكن ليس وجه الاعجاب الالفاظ الالفاظ وحدها القول الثالث من قال ان الاعجاز في المعاني واما الالفاظ فهي على قارعة الطريق. مثل ما يقوله الجاحظ يعني وغيره يعني فيما ساعه بكتاب الحيوان يقول الشأن في المعاني اما الالفاظ فهي ملقاة على قارعة في الطريق يعني ان الالفاظ يتداولون الناس لكن الشأن في الدلالة بالالفاظ على المعاني وهذا لا شك انه قصور لان القرآن معجز بالفاظه وبمعانيه وبصورته العامة كما سيأتي القول في قول من الاقوال الاتي القول الثالث رابع القول الرابع من قال ان القرآن معجز في نومه ومعنى النظم هو الالفاظ المترتبة والمعاني المعاني التي دلت عليها الالفاظ وما بينها من الروابط يعني ان الكلام يحتاج فيه الى اشياء يحتاج فيه الى الفاظ والى معان في داخل هذه الالفاظ يعبر بها وعبروا بالالفاظ عن المعاني والى رابط يربط بين هذه الالفاظ والمعاني في صور بلاغية وفي صور نحوية عالية وهذا المجموع سماه اصحاب هذا القول النوم وهذا هذا هو مدرسة جورجاني المعروفة العلامة عبد القاهر الجورجاني فيما كتب في دلائل الاعجاز وفي اسرار المناعة وهذا القول لما قال به البرجاني وهو مسبوق اليه من جهة الخطاب وغيره يعني في في كلمة هو اراد به على عبد الجبار المعتزلي في كتابه المغني. فانه الف كتاب الموني وجعل مجلدا كاملا في اعجاز القرآن و رد عليه بكتاب دلائل الاعجاز وان الاعجاز راجع الى اللفظ والمعنى والروابط يعني الى النوم نظم القرآن جميعا. المقصود النظم يعني تآلف الالفاظ والجمل مع دلالات المعاني البلاغية واللفظية وما بينها من صلات نحوية عالية وهذا القول قول جيد ولكن لا ينبغي ان يقصر عليه اعجاز القرآن القول الخامس من قال في اعجاز القرآن فيما اشتمل عليه فالقرآن اشتمل على امور غيبية لا يمكن ان يأتي بها النبي عليه الصلاة والسلام في امر الماضي وفي امر المستقبل واشتمل القرآن ايضا على امور تشريعية لا يمكن ان تكون من عند النبي عليه الصلاة والسلام. واشتمل القرآن على هداية ومخالطة للنفوس لا يمكن ان تكون من عند من عندي بشر وهذا قول لبعض المتقدمين وجمع من المعاصرين لان القرآن مشتمل على هذه الاشياء جميعا ولكن هذا القول يشكل عليه ان القول في ان اعجاز القرآن الذي تحديت به العرب والعرب حينما قوطبوا به غضبوا بكلام مشتمل على اشياء كثيرة وكان التحدي واقعا ان يأتوا بمثل هذا القرآن او بمثل سورة او بمثل عشر شوية او بعشر سور مثلهم كما زعموا وهذا يؤول الى ما تميزت به الهرب وهو مسألة البلاغة وما تميزوا به من رفعة الكلام وفصاحته وبلاغته. والعرب لم تكن متقدمة عارفة بالامور الطبية ولا بالامور الفلسفية ولا بالامور العقدية ولا بالغيبيات وليس عندهم معرفة بالتواريخ على تفاصيلها ونحو ذلك حتى يقال ان الاعجاز وقع بهذه الجهة لكنهم قوطبوا بكلام من جنس ما يتكلمون به لكنهم يعني من جهة الالفاظ والحروف لكنهم عجزوا عن الاتيان بذلك لانه كلام الله جل وعلا القول الاخير والاقوال متنوعة لان المدارس كثيرة ان القرآن معجز لانه كلام الله جل وعلا وكلام الله جل وعلا لا يمكن ان يشبه كلام المخلوق وهذا القول هو الذي ذكره الطحاوي هنا قال علمنا وايقنا انه قول خالق البشر. ولا يشبه قول البشر ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. فمن ابصر هذا واعتبروا عن مثل قول كفار زجر علم انه التي منها القرآن ليس كالبشر. وهذا القول الذي اشار اليه لم يتفرق اليه الشارحون. شارح هذه الرسالة سواء من السلفيين او من المبتدعة من الماتوردين وغيرهم. في تقرير هذه المسألة وهو من ارفع واعظم الاقوال. بل هو القول الحق في هذه المسألة ان كلام الله جل وعلا لا يمكن ان يشبه البشر خذ مثلا فيما يتميز به المخلوقات ترى فلانا فتقول هذا عربي وترى اخر فتقول هذا اوروبي وترى ثالثا فتقول هذا من شرق اسيا. لما بان الصفة العامة دلت على ذلك. ولو اخذ الاخر يعدل لاخذ يعدد اشياء كثيرة. متنوعة دلته على ان هذه الصورة هي سورة عربي. وهذه الصورة صورة اوروبي. هذه الصورة الخلقية صورة شرط من شرق اسيا وهكذا. فاذا الصورة العامة بها تتفرق الاشياء الذي يدل على الفرقان ما بين شيء وشيء واهمها الصورة العامة له كلام الناس اذا انتقلنا من الصورة الخلقية كلام الناس يختلف بعضه عن بعض قول الصحابة اذا سمعنا كلامه نقول هذا من قول الصحابة او من قول السلف لان كلامهم لا يشبه كلام المتأخرين كما قال ابن رجب كلام السلف قليل كثير الفائدة وكلام الخلف كثير قليل الفائدة. فكلام السلف له صورة عامة تعلم ان هذا من كلام السلف. فلو اتينا بكلام انسان معاقى وفي كلمات له كثيرة قارن لها بكلام السلف لاتضح الفرض. فاذا المخلوق المخلوق البشر في كلامهم متباين. اذا رأيت كلام الامام احمد تقول هذا ليس كلام ابن تيمية ترى كلام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في تقريره تقول ليس هذا بكلام مثلا النووي اذا رأيت كلام الامام احمد تقول هذا ليس هو كلام ابي حنيفة وهكذا. فاذا الكلام له صورة له هيئة ما سمعها ميز هذا الكلام وهذا هو الذي اشار اليه الطحاوي بان كلام الله جل وعلا لا يشبه كلام البشر. اذا تبين ذلك فان كلام الله جل وعلا صفته فهذا القرآن من سمعه ايقن انه ليس بكلام البشر ولهذا بعض الادباء القوات مثل ابن المقطع والمعري ونحو ذلك ارادوا معارضة القرآن بصورة ادبية فظهر بل اتضحوا في ذلك فغيروا منحاهم الى منحى التأثير الى ما اشبه ذلك في كتبهم المعروفة وهي مطبوعة عادوا المعارضة من جهة المعاني من جهة الالفاظ ان يأتوا بشيء لكنهم اتضحوا لان كلام البشر لا يمكن ان يكون مثل كلام الله جل وعلا. العرب عندهم معرفة بالبيان هم الغاية في البيان هم الغاية في معرفة الفصاحة هم الغاية في معرفة تركيب الكلام لكنهم لما سمعوا القرآن ما استطاعوا ان يعارضوه لما؟ لان الكلام لا يشبه الكلام. لا يمكن لا يمكن ان يعارضوا لان كلام الله جل وعلا لا يشبه كلام المخلوق اذا تبين لك ذلك فنقول اذا ما نقرره هو ان وجه الاعجاز في كلام الله جل وعلا هو ان كلام والله سبحانه وتعالى لا يشبه كلام البشر ولا يماثل كلام البشر وان البشر لا يمكن ان يقولوا شيئا يماثلوا صفة الله جل وعلا. والناس لا على اختلاف طبقاتهم وتنوع مشاربهم ان يتلقوا اكثر اعظم من هذا الكلام. والا فكلام الله جل وعلا في عظمته لو تحمل البشر اعظم من القرآن لكانت الحجة اعظم لكنهم لا يتحملون اكثر من هذا القرآن لهذا تجد التفاسير من اول الزمان الى الان وكل واحد يخرج من عجائب القرآن ما يخرج والقرآن كنوزه لا تنفذ ولا يخلق على كثرة الرد لا من جهة التلاوة ولا من جهة التفسير. اذا تبين ذلك فكلام الطحاوي هذا من انفس ما سمعت واصح الاقوال في مسألة اعجاز القرآن وهو ان الكلام لا يشبه الكلام اذا تبين هذا فنقول كلام الله جل وعلا في كونه لا يشبه كلام البشر له خصائص فاوجه اعجاز القرآن اوجه اعجاز القرآن التي ذكرها من ذكر نقول هي خصائص لكلام الله جل وعلا اوجبت ان يقول كلام الله جل وعلا ليس ككلام البشر مثل ما نقول يقول واحد والله هذا الشعر موزون هذا البيت فيه كسر يأتي لوحده امر ما اعرفه اللي صارت حرف واحد نقص قال فيه كسر. او هذا البيت ما يمكن ان يكون كذا لماذا؟ في هيئته العامة لكن له برهان. يأتيك يقول لانه كذا وكذا وكذا. فلان هذا بخصاله دلنا بصفاته حركاته تصرفات على انه ليس بعربي هذه القضية العامة لم له ادلة عليها. لكن هذه الخصائص العرب وما تميزوا به عن غيره. يقول هذا الحديث ضعيف او هذا الحديث معلول ما وجه علته مثل ما قال ابن مثل ما قال ابو حاتم غيره من ممن تقدم ان اهل الحديث يعرفون العلة كما يعرف صاحب الجوهر الزيف من النهر. تذهب انت ترى هل هذا الماس نقي او ليس بنقي؟ يأتيك صاحب الخبرة ويقول هذا الماس ليس ده بنقي انت ترى ما تعرف تفرق هل هذا نقيا؟ هذا الكتاب ولا طبعته؟ طبعة حجرية اللي ما يعرف ما هذا الكتاب مطبوع في روسيا كيف عرفت انه مرفوع وليس عليه اسم الكتابة؟ هذا الكتاب مطبوع في بلدة كذا في الهند. لماذا؟ عنده البرهان ولكن الصفة العامة هي هذا لهذا نقول وانتبه لهذا حتى تخلص من تخلص من اشكال عظيم في هذه المسألة مسألة اعجاز القرآن لتنوع الخطاب فيها تنوع المدارك فيها نقول ان كلام الله جل وعلا ليس ككلام البشر وكلام الله جل وعلا له خصائص ميزته الكلام البشر ما هذه الخصائص؟ كل ما قيل داخل في خصائص القرآن اولا هل قرآنك؟ القرآن كلام الله جل وعلا واشتمل القرآن على انفاق العرب جميعا تجد القرآن فيه كلمات بلغة قريش وفيه كلمات بلغة هدية وفيه كلمات بلغة تميم وفيه كلمات بلغة توازن وفيه كلمات بلغة اهل اليمن. وفي بلغات كثيرة بلغة حمير وانتم سامدون. قال ابن عباس صمود الغنى بلغة حمير. بعض بعض قريش خفي عليها بعض الكلمات. مثل ما قال عمر رضي الله عنه لما سمع سورة النحل في يوم الجمعة في الخطبة تلا سورة النحل فوقف عند قوله تعالى او يأخذهم على تخوف فان لرؤوف رحيم نظر وقال ما التخوف فسكت الحاضرون فقام رجل من هذيل فقال يا امير المؤمنين التخوف في لغتنا التنقص قال شاعرنا ابو كبير الهدري تخوف الرحل منها تامكا طردا كما تخوف عودا نبعث تنقص يعني او يأخذهم على تخوف يعني يبدأ يتنقص. شيء فشيء ينقصون عما كانوا فيه من النعمة شيخ الشيخ حتى يأتي يوم الاثم. عمر القرشي خفي عليه هذا هذه الكلمة لانها بلغة اخرى. هل يستطيع احد من العرب ان يحيط وبلغة العرب جميعا لا يمكن ان يحيط بلغة العرب جميعا بالفاظها وتفاصيلها لا يمكن. ولهذا تجد في القرآن الكلمة بلغة مختلفة. وتجد فيه التركيب النحوي بلغة باللغة من لغة العرب. فيكون مثلا على لغة حمير في النحو او على لغة فدوس في النحو على لغته النحو. فاذا الالفاظ والمعاني والتراكيب النحوية في القرآن تنوعت ودخل فيها كل لغات العرب هذا لا يمكن ان يكون من كلام احد لا يستطيع احد ان يحيط هذه الاحاطة الا من خلق القرآن وهو ربه الثاني الالفاظ كما ذكرنا اعلى في الفصاحة. والقرآن كله فصيح في الفاظه والفصاحة راجعة الى الكلمات جميعا الاسمى والافعال والحروف حتى الف لام ميم تصيح اذا من خصائص القرآن التي دلت على اعجازه ان الفاظه جميعا فصيحة. وما استطاع احد ان من العرب الذين انزل عليهم القرآن هل يعيبوا القرآن في مما فيه كما عابوا كلام بعضهم بعضا بل قال قائمه قال قائلهم ان له لحلاوة. وان عليه لتلاوة الى اخر كلامه الوجه الثالث من خصائصه المعاني المعاني التي يتصورها البشر عند قول كلامه لابد ان يكون فيها قصور فاذا تكلم البشر في المعاني العقدية فلابد ان يكون عنده لا شك قصور اذا تكلم في المعاني التشريعية لابد ان يظهر خلل اذا تكلم في المعاني الاصلاحية التهذيبية لابد ان يكون فيها خلل. ولهذا قال جل وعلا ولو افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فاذا تنوع المعاني على هذا الوجه التام بما يناسب بما يناسب المعاني الكثيرة التي يحتاجها للناس يدل على ان هذا كلام الله جل وعلا يعني انه صفة. هذه خصائص كلام الله جل وعلا فلو قيل تقديرا اننا سنصل القرآن الذي هو كلام الله جل وعلا وبه فارغ كلام البشر فستعدد هذه جميعا فهي خصائص او اوجه للاعجاب بها صار القرآن معجزا بجميعها لا بواحدة منها الوجه الرابع او الخصيصة الرابعة ان القرآن فيه النظر مثل ما قال الجورجاني وهو من احسن من احسن النظريات والكلام في اعجاز القرآن من جهة البيان القرآن فيه او اما في فصاحة الالفاظ وفي البلاغة البلاغة متعقبة من اشياء مترتبة من الفاظه ومن معاني ومن روابط الحروف التي تربط بين الالفاظ والمعاني وتصل الجمل تصل الجمل بعضها ببعض فالقرآن اذا من اوجه اعجازه او من صفاته وخصائصه ان نومه يعني ان ترتيب الكلام والايات فيه وترتيب الجمل في الاية الواحدة يدل على انه الغاية في البيان. ولا يمكن لبشر او لا يمكن للجن والانس لو اجتمعوا ان يكونوا دائما على اعلى مستوى في هذا النظر ولهذا تجد ان تفاسير القرآن في القرآن حتى التفاسير المتخصصة في النحو تجده ينشط في اوله تجده يعجز فيها ما تجده ينشر. اخر تجده في البلاغة يريد ان يبين بلاغة القرآن يجود في موضع ثم بعد ذلك تأتي يفشل ما ما يستطيع ان يبين عن باله لهذا قال من قال من اهل العلم العلوم ثلاثة علم نضج واحترم وعلم نضج ولم يحترم. وعلم لم ينضج ولم يحترق. والثالث هو التفسير لم ينضج ولم يحترق لانه على كثرة المؤلفات تفسير وهي مئات فانها لم تأتي على كل ما في القرآن. لما؟ لان الانسان يعجز احجز المبين هل يبين عن كل ما في القرآن؟ اذا نظرية النظر الذي التي ذكرها عبد القادر الزوجاني في كتابيه دلال الاعجاز واسرار البلاغة على تفصيل ما فيها لا شك انها دالة على صفة من صفات القرآن الوجه الخامس ان القرآن له سلطان على النفوس وليس ثم من كلام البشر ما له سلطان على النفوس في كل الكلام ولكن القرآن له سلطان على النفوس بما تميز به من كلام الله جل وعلا لانه كلام الله جل وعلا مثل ما صار السلطان على ذلك المشرك يعني انه يرغم الانوغة وقد كان مرة احد الدعاء يخطب بالعربية وفي اثناء خطبته يورد ايات من القرآن العظيم يتلوها فكانت امرأة كافرة لا تحسن الكلام العربي ولا تعرفه فلما انتهى الخطيب من خطبته استوقفته وكانت خطبته اه في في سفينة لما انتهى من خطبته استوقفته. وقالت كلامك له نار وتأتي في كلامك بكلمات مختلفة في رنتها وفي قرعها الاذن عن بقية كلامك فما هذه الكلمات فقال هي القرآن الى اخره. بل الجميع كانت هذه وراءها. اية تخاطب المؤمنين. واية تخاطب تخاطب المنافقين. واية تخاطب النفس وعاير فيها العقيدة وعايش فيها قصص الماضية وعاية تليها فيها ما سياتي واية فيها الوقت واية فيها الوعيد وايات فيها في الجنة وذكر النار وفيه اية فيها التشريق ثم يرجع الى اية اخرى فيها اصل الخلق قصة ادم وهكذا في تنوع وهذا من اسرار السلطان الذي يكون للقرآن على النفوس لان الانفس متنوعة بل النفس الواحدة لها مشاعر النفس تارة يأتيها التراويح وتعرف ان يأتيها شعرة تتأثر بالمثل. شعرة تتأثر بالقصة. تارة هي ملزمة بالعمل. تارة هي ملزمة بالاعتقاد فكون هذه وراء هذه وراء هذه تغلق على النفس البشرية انواع ما تتعثر به. وهذا لا يمكن ان يكون الا من كلام من خلق هذه النفس البشرية. الا يعلم من خلق وهو لطيف خبيث فتجد ان القرآن يحاصره فاي انسان اراد ان يفر لا يمكن ان يفر من القرآن فيه قوة باية فيها وصف الحاسرين. اية ايات فيها قوة في وصف المنافقين ايات قوة في وصف المؤمنين ايات فيها العقيدة فيها الماضي فيها الحاضر فيها النبوة فيها الرسالة فيها الدلائل فيها حال المشركين الى اخر بما يحصل على النفس الحية والعقل الواعي الذي يتحرك عنده همة يحصل عليه الهروب وهذا لا يمكن ان يحشره في انواع النفس الواحدة الا من خلق هذه النصف وتكلم بهذا القرآن لاصلاحها ان هذا القرآن يهدي للتي هي اعظم. فكيف اذا بانواع الانفس المختلفة هذا الذي يصلح له الترغيب وهذا الذي يصلح له الترهيب وهذا الذي يصلح له وصف الجنة وهذا الذي ينشأ عنده الايمان بالحب والى اخره وذاك الذي ينشأ عنده الايمان بالجهاد ونحو ذلك تنوع الانفس وخطاب القرآن للناس جميعا على تنوع انفسهم هذا دليل ثان على ان هذا القرآن له سلطان على النفوس. ايضا تجد ان القرآن خوطب به من عنده فن الشعر. وما يسميه بعض الناس موسيقى الكلام يعني رنات الكلام بعض الناس عنده شفافية في التعثر باللحم بالرنان الصعود والنزول في نغمة الكلام هذا ايضا هذا النوع من الناس تجد في القرآن ما يجبره على ان يستسلم له نبيل بن رضيع صاحب معلقة وصاحب ديوان مشهور قال قيل له الا تنشدنا من قصائدك؟ لم وقفت عن الشعر؟ قال اغناني عن الشعر وتذوقه كما قال سورة البقرة لان هذا شيء هو له تذوق في هذا الفن بخصوصه فيأتي القرآن فيجعل سلطانه على فيقصره قصرا. لهذا قال جل وعلا وانه لكتاب عزيز. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وقال سبحانه ولو جعلناه قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته اعجمي وعربي قل هو للذين امنوا هدى وشفاء الوجه السادس الوجه السادس او السنة السادسة للقرآن او الخاصية السادسة للقرآن التي تميز بها عن كلام الناس ان القرآن فيه الفصل في امور الغيبيات اشياء كيلو قرآن انزلت على محمد عليه الصلاة والسلام وكان اميا عليه الصلاة والسلام ما لم يظهر وجه بيانها وحجتها في كمال فطرها الا في العصر الحاضر. وهو ما اعتنى به طائفة من الناس وسموه الاعجاب العلمي في القرآن والاعداد العلمي في القرآن حق لكن له ضوابط توسع فيه بعضهم فخرجوا به عن المقصود الى ان يجعلوا القرآن خاضعة للنظريات وهذا باطل بل النظريات خاضعة للقرآن لان القرآن حق من عند الله والنظريات من صنع البشر لكن بالفهم الصحيح للقرآن. فثم اشياء من الاعجاز العلمي حق. لم يكن يعلمها الصحابة رضوان الله عليهم على ما لي معناها وانما علموا اصل المعنى فظهرت في العصر الحاضر في اصول من الاعجاز العلمي الاعجاز الاقتصادي الاعجاز التشريعي الاعجاز العقدي اشياء تكلم عنها الناس في هذا العصر ما نطيل ببيانها وكل واحدة منها دالة على ان هذا القرآن من عند الله جل وعلا ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا الوجه السابع والاخير وبه نختم هذه هذا الدرس ان القرآن من صفاته ان الانسان المؤمن كلما ازداد من القرآن ازداد حبا في الله جل وعلا وهذا راجع الى الايمان وراجع الى ان صفة القرآن فيها زيادة في الهدى والشفاء للقلوب الاوامر والنواهي والاخطار التي في القرآن هي هدى وشفاء لما في القلوب كما قال سبحانه قل هو للذين امنوا هدى وشفاء وهذا سلطان خاص على الذين امنوا في انه يهديهم ويخرجهم من الظلمات الى النور. في المسائل العلمية وفي المسائل عملية. لهذا ما تأتي فتنة ولا اشتباه الا وعند المؤمن البصيرة بما في هذا القرآن ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. فاذا صفة كلام الله جل وعلا في ان المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعلم حدوده ويعلم معانيه ويعلم معانيه ان عنده النور في الفصل في المسائل العلمية والعملية وهذه لا لا يلقاها الا اهل الايمان. قل هو للذين امنوا هدى وشفاء. وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا. فهذا اذا سلطان خاص يزيد المؤمن ايمانا. لهذا اذا تليت على المؤمن ايات الله جل وعلا ايش زادتهم ايمانا شهادتهم ايمانا لما فيها من السلطان على النفوس. اذا تبين لك ذلك فكلام الله جل وعلا قديم النوع حادث الاحاد والقرآن من الحادث الاحادي وقت التنزل كما قال جل وعلا ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم واسر النجوى الذين ظلموا الى اخر الايات يعني ان الله جل وعلا تكلم به وكلام الله جل وعلا اوسع من الكلام بالقرآن والقرآن جاء على هذا النحو لانه الذي يتحمله الانسان الانس ولد لا يتحملون اكثر منها والا لصار عليهم تلفة وعلت لهذا يتبين لك ما ظهر لي من تحصيل اقوال اهل العلم في هذه المسألة العظيمة التي خاض فيها المعتزلة وخاض فيها الاشاعرة وقل بل ندر من اهل السنة من خاض فيها على هذا النحو بل لا الم من جمع فيها الاوجه على هذا النحو في كتب العقارب بل تجدها متفرقة في كتب كثيرة في البلاغة وفي وفي الدراسات في اعجاز القرآن وفي التفسير وفي كتب متنوعة. وما اجمل قول الطحاوي رحمه الله الله تعالى رحمة واسعة ايقنا انه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر وهذا هو الحق فالقرآن بصورته وهيئته وصفته لا يمكن ان يشبه قول البشر حتى في رسمه وتنوع اياته وسوره لا يمكن ان يشبه قول البشر اسأل الله جل وعلا