جاءه وقت يقول فيه جاءه وقت يقول فيه امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم سبحانه وتعالى يغني ويغني ويبتلي ويعافي ويضحك ويبكي يعز ويذل ويكرم ويهين فلا اله الا الله فعال لما يريد لا رد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب ويشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله ارسله الله بين يدي الساعة بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا ادى الامانة حق الاداء وبلغ الرسالة حق البلاغ فجزاه الله عنا خيرا ما جازى نبيا عن امته ورسولا عن دعوته ورسالته نسأل الله سبحانه وتعالى ان يؤتيه الوسيلة والفضيلة وان يبعثه مقاما محمودا الذي وعده وان يجعله شفيعا لنا يوم نلقى الله صلوات الله وسلامه على هذا البشير النذير السراج المنير وبعد ايها الاخوة فيقول الله تعالى في كتابه الكريم يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم صدق الله سبحانه كما قال ربنا سبحانه من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وكما قال ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها فحقا ان من يجتني جناية جنايته عائدة عليه لن يضر الله شيئا ولقد قال الله تعالى في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه وبعد هذا الاستهلال بارك الله فيكم احذر نفسي واياكم من شؤم المعصية وعاقبتها السيئة هي لا تحل الا عليك ايها العاصي ان عصيت ضرر المعصية راجع اولا على نفسك قال تعالى في كتابه الكريم في شأن بني اسرائيل وظللنا عليهم الغمام وانزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون هم ما ظلموا ربهم بعصيانهم وتمردهم على امر الله بل ظلموا انفسهم وكيف ظلموا انفسهم لا يخفى عليكم ان نفوسنا لها علينا حق من حق نفوسنا علينا ان نرتاد لها مكانا امنا تنزله يوم القيامة ان نجعلها في مأمن من العقاب في الدنيا والاخرة فاذا انزلناها والعياذ بالله اسوأ المنازل بظلمنا فقد ظلمنا انفسنا ظلمناها اذ لم نهيئ لها منزلا كريما تنزل فيه بخسناها حقها لا يخفى عليكم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وان لنفسك عليك حقا نفسي لها علي حق لا احملها ما لا تطيق وما لا تحتمل بل اراعي حقها كما انني اراعي حق ربي سبحانه وتعالى واراعي حق زوجي واراعي حق الضيف اراعي ايضا حق نفسي وحق بدني فلا احمل نفسي ما لا تطيق وما لا تحتمل ولما قال اهل الايمان ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قال الله قد فعلت قد فعلته ولذلك ولان لانفسنا علينا حق قال تعالى ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ولما اراد عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان يصوم كل يوم ان يصوم كل يوم قال الله قال النبي صلى الله عليه وسلم له لا تفعل انك ان فعلت هاجمت عيناك يعني غارت عيناك الى الداخل ولكن صم في كل شهر ثلاثة ايام فقال اني اقوى على اكثر من ذلك قال صم في كل شهر جمعة قال اني اقوى على اكثر من ذلك قال صم يوما وافطر يوما ولا افضل من ذلك كان عبدالله بن عمرو يقول عند الكبر يا ليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالنفس لها علينا حقا لا نظلمها ولا ننزلها اسوأ المنازل ولا نشق عليها ان عبدالله بن مسعود رضي الله عنهما قال اني احتسب نومتي كما اني احتسب قومته اني احتسب نومتي كما احتسب قومتي يعني انا انام واقوم لصلاة الليل فارجو من الله الاجر في نومي كما اني ارجو من الله الاجر في قيام من الليل للصلاة ذلك لانه بقيامه الليل يؤدي حق ربه وبنومه يؤدي حق نفسه فهو يبتغي الاجر في هذا ويبتغي الاجر في ذاك اعود قائلا ان الشخص اذا عصى او ظلم عائدة ظلمه وعائدة معصيته عائدة اليه هو عائدة عليه هو بالدرجة الاولى انما بغيكم على انفسكم ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها ان احسنتم فاحسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها فعليك يا عبد الله ان تكون كيسا فطنا تدرك ابعاد ذلك اذا عصيت من المتضرر؟ الضرر الاول انت المتضرر الضرر الاول في الدنيا وفي الاخرة ارزاق تمنع عنك بسبب معصيتك امراض في بدنك تحل بك بسبب معصيتك بلايا في ولدك تحل بك بسبب معصيتك عذاب يدخر لك بسبب معصيتك سواد في القلب بسبب معصيتك كراهية تقزف لك في قلوب الناس بسبب معصيتك فالمقة من الله المحبة من الله الذي يقذف حبك في قلب العباد هو الله والذي يقذف غير ذلك هو الله قال تعالى في كتابه الكريم لموسى الكليم عليه الصلاة والسلام والقيت عليك محبة مني ولتصنع لعيني وقال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فبمعصيتك وحيودك عن طريق الله نفسك تظلم تظلم قلبك يسود درجاتك تنخفض محبة الناس لك تقل لان الذي يجعل المحبة كما سلف هو الله قال تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا اي محبة في قلوب العباد كذلك ارزاق تمنع مصائب تحل وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون فالمعاصي التي تجتنيها وتقترفها والغل والحقد الذي في قلبك للعباد وكذلك الغيبة والنميمة والطعن في الاعراض وكذلك التخلف عن الصلوات وعن الجماعات وكذلك الاعراض عن ذكر الله كل ذلك عائدته عائدة عليك بالدرجة الاولى عائدته عليك انت قبل غيرك بالدرجة الاولى تحقد على العباد انت المعذب والمتألم انت المعذب وانت المتألم انت المتعذب وانت المتألم كذلك طعنك في الاعراض صحيفتك تلوث والخلق يكرهونك والخلق يبغضونك قد ترى الشخص محبا لك ومن غده هو نفسه يبغضك من الذي حوله التحول وانت لم تصنع به الا الخير ان الذي فعل ذلك هو الله سبحانه وتعالى هو اعلم السر واخفى فيا عباد الله ليكن منكم على بال قوله تعالى يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم متاع الحياة الدنيا فاياك ان تبغي واياك ان تطغى انت المتضرر وان توهمت غير ذلك. وان توهمت انك انتصرت على الناس ظلما فانت اول المتضررين بظلمك انت اول المتضررين بظلمك واذا نظرت الى كتاب الله سبحانه وتعالى وللوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تجد ان البغاة انما انتقم منهم بسبب ظلمهم سواء كانوا افرادا او كانوا جماعات قال تعالى ان قارون كان من قوم موسى فباغ عليهم ماذا كانت عاقبة هذا البغي وهذا الطغيان عاقبته كما قال تعالى فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين وصاحب الجنتين الذي جحد نعم الله عليه وهو يقول لصاحبه متعاليا متكبرا انا اكثر منك مالا واعز نفرا ال به الامر الى ان الى ان كان امره كما قال تعالى واحيط بثمره فاصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها وهي خاوية على عروشها. ويقول يا ليتني لم اشرك بربي احدا ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبى فتأمل كتاب الله مئات الامثلة تضرب لذلك تضرب لذلك وتساق ايات لاثبات ذلك وللتنويه على ذلك للتنويه على ان بغيك يا ابن ادم عائدته عائدته عليك انت قبل غيرك فكن فطنا لذلك كن متفطنا لذلك وكما اسلفنا هذا يتعلق بالافراد وبالقبائل والجماعات على السواء بل وبالدول كلها كذلك دولة طاغية باغية عاقبة طغيانها وبغيها عائدة عليها قال تعالى فاما سمود فاهلكه بالطاغية واما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية ولم تكن دولة عاد ضعيفة اثناء اهلاكها بل كانت في اوج قوتها قال تعالى واما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق وقالوا من اشد منا قوة قالوا من اشد منا قوة؟ اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منه قوة وكانوا باياتنا يجحدون وكذلك قبيلة ثمود وكذلك فرعون ومن معه وكذلك المؤتفكات بالخاطئة القبائل البلاد التي تفكت وقلبت رأسا على عقب اهلكت بسبب الخطيئة التي فعلتها كما لا يخفى عليكم وهم قوم لوط وهكذا سائر الامم قال تعالى فلما اسفونا اي فلما اغضبونا انتقمنا منهم فاغرقناهم اجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للاخرين وسبأ الذين كانت لهم في مسكنهم اية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فاعرضوا فماذا كان؟ فارسلنا عليهم سيل العرم السيل المدمر المفسد وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي اكل خمط واكل وشيء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي الا الكفور ان كتاب الله سبحانه ملئ بامثلة للدلالة على ما ذكر للدلالة على ما ذكر هذا فرعون الذي مرت به اونة يقول انا ربك يقول انا ربكم الاعلى ويقول يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري لتكون لمن خلفك اية وان كثيرا من الناس عن اياتنا لغافلون ان الغنى ينقلب الى فقر والصحة تنقلب الى مرض والوجاهة تنقلب الى احتقار لك من الناس وازدراء الوجاهة تنقلب الى احتقار وازدراء وكذلك الغنى ينقلب الى فقر والعزة تنقلب الى ذلة والمنصب ينقلب الى سجن كل هذا بسبب معصيتك لرب العالمين سبحانه وفي المقابل الطاعات ترفعك وتعزك الايمان بالله وطاعة الله ترفعانك وتعزانك الم تروا ان الصديق يوسف عليه الصلاة والسلام تحول من سجين بين جنبتي السجن مع السكيرين والاربيدين بطاعته لله الى عزيز على مصر وهو المطلوب ليس الطالب هو المطلوب ائتوني به استخلصه لنفسي ليس هو الطالب ايها الاخوة فاعلموا جميعا هذا وتدبروا كتاب الله فلا يكاد جزء من القرآن الكريم من اجزائه الثلاثين تمر او يمر بك الا وفيه التذكير بهذا التذكير بان بغيك يا ابن ادم عائد على نفسك وان طاعتك راجعة باذن الله عليك انت ايضا وكما اسلفنا امم وجماعات افناها الله ابادها لعصيانها وكأين من قرية هي اشد قوة من قريتك التي اخرجتك اهلكناهم فلا ناصر لهم وكأين من قرية اهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد كانت عمائر وما لبست الا ان تهدمت تلك العمائر ومالت الجدران وسقطت السقوف على الجدران المائلة هي خاوية على عروشها والابار التي كانت تضخ الماء وتروى بها الاراضي وتزدهر الارض وتبتهج وينبت فيها من كل زوج بهيج بهيج اذا بالابار تعطلت والقصور المشيدة دمرت قال تعالى وبئر معطلة وقصر مشيد. صدق الله اذ قال فتلك بيوتهم خاوية خاوية بما زلموا فتلك بيوتهم خاوية بما زلموا فالله الله في نفسك يا عبد الله لا تظلم نفسك بمعصيتها لا تزلم نفسك بجحود نعم الله عليك لا تظلم نفسك بتمردك على اوامر الله قال ربي وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير كم من وزير رأيناه معظما في يوم وفي اليوم التالي لسرقاته واختلاساته موضع في السجن ومحكوم عليه بعشرين سنة هذا رئيس او ملك زلم وفجر فما هي الا ايام وتراه مقتولا مسروعا وبين يدي جنوده وهكذا كم من صحيح مات عن غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر كم من شخص صحيح موسر موسع عليه ولظلمه ولبغيه ولمعاصيه يدمر حادث سيارة يحطمه يهشمه يبتلى بسرطان في دمه يبتلى بفشل في كليتيه يبتلى بكبد يتآكل يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم وكما اسلفنا هذا للافراد والجماعات على السواء للافراد والجماعات والقبائل والدول على السواء ان الشخص اذا بوى انما يبغي على نفسه. ان الله قال لبني اسرائيل ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تدبيره فيا ايها الناس انتبهوا والله لن يضار ربكم ابدا منكم بشيء فكما قال انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. وكما قال لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا ايها الاخوة انظروا الى سلفكم الصالح رحمهم الله كانت طاعتهم سببا في رفعتهم كانت طاعتهم لله سببا في رفعتهم وكان عصيان من عصى سببا في دماره كذلك الا ترون ان ابانا الكريم وامنا الكريمة ادم وحواء عليهما السلام طرد من الجنة بسبب المعصية ونزل الى الارض يكابدان فيها ما يكابدان ويبتليان فيها بما يبتليان وتمر الايام تطرى واذا بولد يقتل اخاه من ابناء ادم تمر الايام تتطرى تتقلب على ادم امور الدنيا بما فيها بما فيها وكل ذلك كل ذلك مسطر عند الاله تسطيرا. كان السبب في نجاته هو وزوجته ربنا ظلمنا انفسنا ربنا زلمنا انفسنا بمعصيتها لك يا رب زلمناها تسببنا لها في الطرد من الجنة انزلناها من المنازل الحسنة الكريمة الى ارض فيها الكد والكدح فيها التعب والايلام انزلناها هذه المنازل فظلمناها ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ايها الناس انما بغيكم على انفسكم فتفطنوا لهذا الاصل الاصيل ولا تبغوا في الارض لا تزلموا احدا ولا تحقدوا على احد ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تعصوا ربكم ولا ترتكبوا المآثم والمحرمات فان ذلك كله وكما اسلفت يزيلوا النعم احسن من قال ان كنت في نعمة فارعها فان المعاصي تزيل النعم وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم فرب العباد سريع النقم. انتبهوا يا عباد الله كللوا نعم الله بالشكر المتمثل في في طاعته بجوارحكم وبالسنتكم وبقلوبكم كذلك افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجب انغوا خيرا فان قام النووي وشرا بعد وفاة ابيهم كما ذكر امرهم في سورة القلم في قصة اصحاب الجنة نووا شرا مجرد النية وقالوا واقسموا ليصرمنها مصبحين قالوا ابونا كان سفيها وكان يعطي ويضيع المال علينا فلن نعطي احدا من المساكين. لا فقير ولا مسكين ولن ندخل احدا بستاننا جنتنا قال تعالى اذ اقسموا لا يصرمنها مصبحين ولا يستثنون حتى ما قالوا ان شاء الله فماذا كان؟ فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فاصبحت كالصليم كالليل البهيم الاسود بعد ان كانت جنة فيها من كل الثمرات والنخيل والاعناب والمياه تجري والثمار يانعة في لحزات ناموا فعقدوا العزم على الشر على حرمان الفقير والمسكين وهم نائمون جاءها البلاء من الله فنعوز بالله من طوارق الليل والنهار الا طريقا يطرق بخير يا رحمن قال تعالى اذ اقسموا لا يصرمنها مصبحين ولا يستثنون تطاف عليها طائف من ربك وهن نائمون فاصبحت كالصريم اي كالليل البهيم الاسود اصبحت ارضا سوداء من شدة ما اصابها وما اعتراها من امر الله المدمر لها. كل هذا بسبب النوايا الخبيثة فلتكن نيتك صالحة. ربي يكرمك بالنية الصالحة وليكن عملك صالحا ربي يكرمك بالعمل الصالح. وليكن قولك طيبا ربي يكرمك بالكلم الطيب هذا واستغفروا ربكم انه كان غفارا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فكما اسلفنا ان بغي ابن ادم عائد عليه ومعصيته عائدة على نفسه فكذلك طاعته بازن الله راجعة اليه اصالة فربنا يقول في الحديس القدسي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ما زاد ذلك في ملكي شيئا فالطاعة سبب لنماء النعم وازدهارها سبب في راحة القلب. تطيع وانت مستريح تزكر انك اطعت ربك يوما يستريح قلبك ترطب لسانك بذكر الله قلبك يطمئن كذلك تسعى في الخير تسعد بذلك وتتسع عليك الارزاق بالاستغفار وبالذكر استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ايها الاخوة لقد قال تعالى وامعنوا النظر في قوله تعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون وقال تعالى ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولادخلناهم جنات النعيم ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون لقد قال نوح عليه السلام مقررا هذه القاعدة استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا الابدان تقوى بطاعة الله وبذكر الله جاءت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو اليه ما تجده في يديها من اثر الرحى الايدي تشققت من كسرة الطحين فقال لها ولعلي الا ادلكم على ما هو خير لكما من خادم تسبحان ثلاثا وثلاثين عند النوم تحمدان ثلاثا وثلاثين تكبران اربعا وثلاثين فذلك خير لكما من خادم فاخذ العلماء منه ان ذكر الله يقوي البدن وكذا يقوي الاعصاب لان الله قال الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب لسان يرطب بذكر الله. لن يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل لن يزال لسانك رطبا من ذكر الله فارزاق تتسع وقلب ينصع ويبيض وصحيفة تنور ودرجات ترتفع ومحبة لك في قلوب العباد بعد حب الله لك بطاعتك لله سبحانه وتعالى وبطاعتك لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم. صدق الله اذ قال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا اي سيجعل لهم الرحمن محبة في قلوب العباد كما سلف بيانه كما سلف بيانه. فعليكم بالطاعات واتقاء المنكرات عليكم بالاستقامة على امر الله تسعد وتحيون في الدنيا حياة طيبة سواء افرادا او جماعات وانت يا عبد الله اذا اطعت الله ولو كان الناس كلهم في بلاء وعنت فانت في رفعة من فضل الله عليك وفي سعة رزق قد تكون البلاد بها ازمات وانت لطاعتك لله مرزوق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجل يمشي يتماشى رجل يتمشى باللغة المصرية اذ اظلته سحابة فسمع في الصحابة صوتا اسق ارض فلان ابن فلان. بالاسم بالاسم يا سحابة اتجهي الى ارض فلان ابن فلان فتعجب لكونه سمع صوتا في هذا الاسم فقال ازا لامشين وراء السحابة فمشى السحابة تمشي وهو يمشي معها فجاءت السحابة في مكان وتوقفت فلما توقفت السحابة وقف ينظر فاذا برجل يمسك المسحاة امسك المسحاة اللي كالجاروف يمسك المسحاة وينتظر كأنه ينتظر الرزق القادم من عند الله فجاءت السحابة وافرغت كل مائها في ارض هذا الرجل فتعجب من هذا سأله سؤالا ما اسمك قال ولماذا تسألني عن اسمي قال ما اسمك ما اسمك؟ قال اسمي فلان ابن فلان للصوت الذي سمع في السحابة. ثم قال له لماذا اذا سألتني عن اسمي قال لاني سمعت صوتا في السحابة يقول اسق ارض فلان ابن فلان قال اذا ما دمت قد سمعت اخبرك فقال له الرجل اخبرني ماذا تصنع حتى اني سمعت اسمك في السماء قال اما وقد سمعت فاني اعمد الى ارضي ثلث الناتج يخرجه لله للفقراء والمساكين ثلث لي ولاهل بيتي ثلث ارده لتكاليف الزراعة حسن توكل على الله سبحانه وتعالى. فقد الناس كلهم في ضيق وهذا يأتيه رزقه من عند الله وحده سبحانه وتعالى. صدق الله اذ قال ولقد صرفناه بينهم اي صرفنا المطر بينهم ليتذكروا ليتعظوا. وما يزيدهم الا نفورا. او فابى اكثر الناس الا كفورا الله قال في شأن الامطار التي تحيا بها البلاد والعباد قال تعالى نصيب به من نشاء ونصرفه عمن نشاء اصيبوا به من نشاء ونصرفه عمن نشاء يصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء سبحانه وتعالى. فلنكن على طاعة وسنرزق وسنكرم وسنحفظ لاننا علمنا شيئا ان الامر كله لله وهو الذي يدبر الامر من السماء الى الارض. وهو خير حافظ وهو ارحم الراحمين. وهو خير الناصرين. وهو خير الرازقين وهو الشافي لا شفاء الا شفاؤه. وهو الغني وهو الرزاق. فالامر كله لله سبحانه وتعالى. الا فلنستقم وعلى امره ولنبتعد عن البغي. اللهم اجعلنا مطيعين لك سامعين لك مطيعين لك مستقيمين على امرك وعلى امر رسولك صلى الله عليه وسلم منتهين يا ربنا عن ما نهيتنا عنه سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير نحن على عهدك ووعدك ما استطعنا فاعنا على طاعتك اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اوزعنا ان نشكر نعمك التي انعمت بها علينا وعلى والدينا وان نعمل صالحا ترضاه واصلح لنا في ذريتنا انا تبنا اليك وانا من المسلمين. اللهم اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا اللهم هيئ لنا من امرنا مرفقا. اللهم هيئ لنا من امرنا مرفقا. يا رب العالمين. اللهم فك اسرانا اسرى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين واشف مرضانا ومرضى المسلمين واقض الدين عنا وعن المدينين وهب المسيئين منا المحسنين بفضلك وكرمك يا رب العالمين اللهم يا ربنا انصر المسلمين اينما يكونون وحيثما يكونون يا رب العالمين اصرف عنا وعن المسلمين. وقد علمنا انك الشافي وانت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. اصرف عنا وعن المسلمين الكورونا وسيء الاسقام والامراض والاوبئة يا رب العالمين. الا واكثروا من الصلاة والسلام. على البشير النذير على الرحمة المهداة والنعمة المزداة محمد بن عبدالله عليه افضل صلاة واتم التسليم. سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام. الا واقم للصلاة